حازت جائزة المرأة العربية في المجال الإنساني لعام 2015: جمعية أصدقاء حدائق جدة تشجع على القراءة من خلال باص «مكتبتي»

«معاً لخدمة مجتمعنا»,مركز «مكتبتي»,جمعية أصدقاء حدائق جدة,تشجيع على القراءة,أول حديقة نسائيّة,المجتمع السعودي

ميس حمّاد (جدة) 19 يوليو 2015

تحت عنوان «معاً لخدمة مجتمعنا»، افتتح مركز «مكتبتي» بالتعاون مع جمعية أصدقاء حدائق جدة، في حديقة أميرة طرابلسي في جدة، الباص الثاني، بحضور بعض من سيدات الأعمال التسع مؤسِّسات «مكتبتي»: ودّ الحارثي، وشيري نصيف، وليليان نصيف، ومديرة «مكتبتي» أميمة عبدالعزيز، ونائبة رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء حدائق جدة زكية بندقجي، ومديرة حديقة أميرة الطرابلسي العامة سميرة مزجاجي... الى جانب مجموعة من الأمهات وزوار الحديقة من الأطفال ومتطوعات المكتبة وطالبات من جامعتي «دار الحكمة» و «عفت»، وبعض سيدات المجتمع السعودي.

الباص هو الثاني من «مكتبتي»، بعدما تم تدشين الباص الأول عام 2011، بفكرة بناء مكتبة داخل حديقة مخصصة للسيدات فقط، وهي حديقة أميرة طرابلسي التي أنشأتها جمعية أصدقاء حدائق جدة عام 2010. وقد ضمّ الباص الثاني من «مكتبتي» 500 كتاب باللغتين العربية والانكليزية، ومجموعة من القصص الدينية والواقعية والمراجع التي يُستفاد منها في بحث المعلومات، وكُتباً تتعلق بالسلوكيات الصحيحة والمهارات الاجتماعية والاختراعات وفنون الرسم والأناشيد، إضافة الى مسرح للعرائس يُشجع الأطفال على سماع القصص، من خلال طريقة إلقاء معينة، عمادُها تغيير الصوت، وفق شخصيات القصة.

«لها» قصدت حديقة أميرة طرابلسي، فحضرنا حفل التدشين، والتقينا نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء حدائق جدة زكية بندقجي، وسيدة الأعمال السعودية ودّ الحارثي، ومديرة حديقة أميرة طرابلسي العامة سميرة مزجاجي، اللواتي تحدثن إلينا عن النجاحات التي حققتها الحديقة، وباص المكتبة، وذلك خدمةً للمجتمع السعودي بمختلف فئاته العمرية.

بندقجي: الحديقة متنفس ثقافي وصحي آمن للسيدات والأطفال في جنوب جدة
نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء حدائق جدة زكية بندقجي، قالت إن حديقة أميرة طرابلسي العامة «ساعدت الكثيرين من أبناء المنطقة الجنوبية في جدة، على استغلال أوقاتهم بما يفيدهم، خصوصاً لناحية التقائهم في هذه الحديقة بطريقة آمنة، بعيداً من صخب الشارع، وبالذات السيدات والأطفال الذين أصبح في إمكانهم الاستمتاع بالحديقة، والمناظر الطبيعية الخلابة، والبيئة الصحية داخل أسوار الحديقة».
ولا بد من التطرق الى أهمية وجود باص «مكتبتي» الذي ساعد الكثيرات من الفتيات في تحصيلهن العلمي والدراسي، من خلال الكتب والمراجع الموجودة في هذا الباص... إضافة الى  الأطفال الذين يعانون احتياجات خاصة، كصعوبة في النطق، مثل طفلة أم محمد التي تبلغ من العمر 11 سنة، والتي اعتادت أن تصطحبها إلى الحديقة، لتستمتع بقراءة الكتب، الأمر الذي ساعدها على تخطي صعوبة النطق التي كانت تلازمها، حتى أن طبيبتها التي تتابع حالتها، أشادت بتحسن الطفلة في القراءة، والاستماع الى القصص، مما ساعد في تحسّن حالتها».
وتلفت بندقجي إلى أن الفتيات اللواتي يقطنّ في الحي الجنوبي في مدينة جدة «لا يجدن أي متنفس سوى حديقة أميرة طرابلسي للترفيه عن أنفسهن، بطرق صحيّة وثقافية في الوقت نفسه. ولعل أفضل النجاحات التي استطعنا تحقيقها بمساعدة باص «مكتبتي» داخل الحديقة، قد تلخّص بإقبال الفتيات على التطوع، وتعلّم طريقة الإلقاء، وقراءة القصص، وتغيير الأصوات وفق شخصيات القصة. ناهيك عن النشاطات التي يقمن مشكورات بتنظيمها للأطفال، سواء على مسرح العرائس، أو من خلال ترديد بعض الأناشيد والأغاني التي تناسب أعمار الأطفال، أو المسابقات التي تحفز الطفل على التفكير ومشاركة غيره من الأطفال».
 وعن الأهداف المرجوة من جمعية أصدقاء حدائق جدة، توضح بندقجي: «تصب هذه الأهداف في تطوير حياة الإنسان، من خلال الحدائق التي تعمل على تحسين المزاج والنفسية لأي شخص في المجتمع. كما أن هناك دراسات أميركية أثبتت أن الجلوس في مكان يغلب عليه الخَضَار لمدة خمس دقائق، يُساعد الإنسان على تعديل مزاجه وتحسين نفسيته. ومن هذا المنطلق وعليه، ارتكزنا على مساعدة الآخرين من خلال تأسيس حديقة أميرة الطرابلسي العامة للنساء، وحديقة فيصل زاهد الرياضية للشباب، وهما حديقتان على مستويات عالمية، من حيث الخدمة الإنسانية التي يتميز بها سكان حي الثعالبة جنوب مدينة جدة. وقد حصدت جمعية أصدقاء حدائق جدة، جائزة المرأة العربية في السعودية، في المجال الإنساني لعام 2015، وكان ذلك في 10 أيار/مايو الماضي، في مدينة الرياض».

الحارثي: 500 كتاب في الباص باللغتين العربية والانكليزية، ومسرح للعرائس يشجع الأطفال على المتابعة وسماع القصة
سيدة الأعمال السعودية، وإحدى مؤسِّسات مركز «مكتبتي» ودّ الحارثي تذكر أن «النجاحات التي تحققت لباص مكتبتي في حديقة أميره طرابلسي عام 2011، تمثلت في زيادة أعداد رواد الحديقة، ولفت انتباههم الى وجود الباص، لكونها فكرة جديدة تتمثل بإنشاء مكتبه في حديقة، حيث كان هدفنا النهوض بالمجتمع ونشر الفائدة، فتم الربط بين المرح والقراءة التي تعتبر غذاءً للعقل. ومع وجود الباص، تم تسيير رحلات أقسام لرياض الأطفال إلى الحديقة، والمرور بالباص لسماع القصة ومسرح العرائس، ونوجّه كل الشكر والتقدير الى رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء حدائق جدة، ونائبة الرئيس زكيه بندقجي، لتبنيهما فكرة وجود الباص، للنهوض بالطفل وخدمة المجتمع».

وتشير إلى أن بوجود الباص «تشجعت الأمهات على مرافقة أبنائهن الى الحديقة، لسماع القصص ومشاهدة مسرح العرائس. لذا فهي فكرة رائدة، جعلت الأمهات يرغبن في مشاركة أبنائهن هذا النشاط المميز والمفيد».
وعن تدشين الباص الثاني، تورد الحارثي: «لمسنا زيادة في أعداد رواد الحديقة، وبالتالي تمت زيادة عدد الكتب، إضافة إلى أن الفتيات اللواتي كُن يزرن الباص، أصبحن متطوعات، بحيث يقمن بقراءة القصص للأطفال، وقد أشرفنا على تدريبهن حول كيفية إلقاء القصص وفق الفئات العمرية، وتغيير نبرات الصوت بما يتناسب مع أحداث القصة وشخصياتها، كما وحّدنا زيّاً ترتديه الفتيات ويثبت أنهن يتبعن لـ «مكتبتي». أما عدد الكتب المتوافرة في الباص، فيصل إلى 500 كتاب، باللغتين العربية والإنكليزية، وعملنا على تصنيفها، فهناك القصص الدينية والخيالية والواقعية والمراجع التي يُستفاد منها في بحث المعلومات والعلوم وكُتب تتعلق بالسلوكيات الصحيحة والمهارات الاجتماعية والاختراعات وفنون الرسم والأناشيد، لتنمية الهوايات المختلفة».
وتضيف: «لقد وفّرنا مسرحاً للعرائس، بشكل يجذب الأطفال ويشجعهم على المتابعة والقراءة وسماع القصة وتعلم فن الإلقاء، وأتينا بشخصيات من الدُمى للتمثيل».
وبالنسبة الى الأسس المتبعة من جانب فريق باص «مكتبتي»، والمتطوعات في حديقة أميرة طرابلسي، تتابع الحارثي بالقول: «نرتكز على مسألة التثقيف باختيار القصص الهادفة، ومناقشة الأطفال بطرح الأسئلة، والتي نستطيع من خلالها أن ننتقل بهم من مرحلة الاستماع فقط الى مرحلة العصف الذهني، بغية الوصول إلى الهدف المنشود من القصة».
 وتلفت الحارثي إلى أن من يتابع شؤون الباص في الحديقة هي «السيدة زكية بندقجي مع موظفات الحديقة، بالتنسيق في ما بيننا، نحن التسع مؤسِّسات «مكتبتي»: شيري، وديمة، وأنا ودّ، ودانية، وسندس، وليليان، ودُرّ، وريم، وداليا، ونتواصل جميعاً من خلال السيدة زكية بندقجي».
وعن المشاريع المستقبلية، تختتم الحارثي: «كلنا أمل بمشاريع مستقبلية، بوجود الباص في أماكن أخرى من جدة بإذن الله».

أول حديقة نسائيّة في جدة
التقينا مديرة حديقة أميرة طرابلسي العامة سميرة مزجاجي، فخصّتنا بهذا الحوار الذي بدأناه بالسؤال عن جمعية أصدقاء حدائق جدة، وحديقة أميرة طرابلسي العامة، فأجابتنا باختصار: «أصدقاء حدائق جدة، هي مؤسسة غير ربحية، ترفل تحت مظلة الغرفة التجارية، ومكونة من مواطنين سعوديين، وتهدف الى بناء ورعاية الحدائق العامة، والمتنزهات المفتوحة في مدينة جدة، ذلك لأهمية حصول أطفال مدينتنا وشبابها وعائلاتها على فرص ترفيهية، تمكنهم من ممارسة اللعب والترفيه والاسترخاء والتعليم، في بيئة صحية، آمنة ومفتوحة من طريق تأسيس حدائق بمواصفات عالمية. وتم ذلك بالتنسيق والشراكة مع أمانة جدة، للحصول على أراضِ صالحة لإنشاء الحدائق، والتي كانت مخصصة مسبقاً لإقامة الحدائق عليها. وبمساعدة القطاع الخاص لتمويل عملية البناء، وفق متطلبات سكان المنطقة واحتياجاتهم، أدّينا دورنا في صيانة المتنزهات وإدارتها، بالإضافة إلى إنشاء برامج لنشر الوعي البيئي والصحي والاجتماعي والعلمي».

-لكونها أول حديقة نسائية في جدة، كم يصل عدد زوارها في اليوم الواحد؟ وفي الإجازات والمناسبات؟
عدد زوار الحديقة في اليوم الواحد يصل الى ما بين 500 و700 سيدة وطفل. أما في الاجازات والمناسبات، فيصل العدد الى ما بين 2000 و 3000 سيدة وطفل، وذلك يعود الى الكثافة السكانية التي تتميز بها منطقة جنوب جدة عن غيرها من المناطق الاخرى.

-هل يمكن اعتبار حديقة أميرة طرابلسي مركزاً اجتماعياً لسيدات جدة؟
نعم، ويعود ذلك الى موقعها الذي يتوسط أحياء عدة في منطقة جنوب جدة، ولما تتمتع به من خصوصية كونها اول حديقة مخصصة للسيدات.
ما الخدمات الإنسانية والاجتماعية التي تحرص حديقة أميرة على تقديمها الى زوارها؟
تبنت جمعية اصدقاء حدائق جدة، فكرة تنظيم العديد من البرامج الهادفة التي تهم المجتمع، وتساعد على نشر الوعي وتطوير ثقافته في المجالات الاجتماعية والصحية والبيئية والتعليمية والتي تنعكس ايجاباً على حياتهم، من خلال استخدام الحدائق كمتنفس، وعبر البرامج المقدمة لهم.

-كيف تجدين اهتمام المجتمع السعودي بهذه الخدمة الإنسانية (خدمة المجتمع)؟ هل هناك تقصير، أم هذا كافٍ من وجهة نظرك؟ ولماذا؟
خدمة المجتمع، من الخدمات النبيلة التي تهدف الى التكافل والتعاون في مختلف المجالات، وهي من القيم السامية التي ساهم ديننا الحنيف في نشرها، لأنها تدعو الى الألفة والرحمة بين جميع شرائح المجتمع، ودائما نتطلع إلى المزيد من المبادرات الهادفة التي تسعى الى نشر الوعي في كل جوانب الحياة.

حديقة أميرة طرابلسي العامة
أنشأتها جمعية أصدقاء حدائق جدة، في حي الثعالبة جنوب مدينة جدة على مساحة 25000 متر مربع، تم افتتاحها عام 2010، وقد أُنشئت بتبرع من عائلات آل زاهد وآل زينل وآل عبدالجواد، الذين امضوا أكثر من 60 عاماً في هذا الحي، واتفقوا على أن تحمل الحديقة اسم المرحومة أميرة طرابلسي، وهي جدّة العائلات الثلاث».
وتعتبر، الحديقة النسائية الأولى في جدة، التي أصبحت مركزاً اجتماعياً، ومكاناً مثالياً لقضاء أوقات الفراغ مع الأهل والأصدقاء. إذ صممت الحديقة لتكون متنزهاً نموذجياً للعائلات والأطفال، تم تجهيزه بكل المرافق اللازمة لتلبية احتياجاتهم المتنوعة، حيث تحتوي على مسطحات خضراء وملاعب للأطفال ومضماراً للجري، ومسرحاً مفتوحاً تقام عليه البرامج الثقافية والترفيهية، الى جانب خيمة مناسبات لأفراح الحي وأتراحه».