ميسون أبو أسعد: هناك من يطرق بابي دائماً لكنني أنتظر من يستهويني

ميسون أبو أسعد,النجومية,لها,دراما,مسلسل,مرأة الشامية,رمضان,السينما,فيلم,المسرح,التلفزيون,الدراما السورية,الوسط الفنيّ,الأزياء

القاهرة (لها) 23 أغسطس 2015

رغم بلوغها النجومية، تفضّل الفنانة السوريّة ميسون أبو أسعد لقب «الممثلة» على «النجمة»... ففي الموسم الرمضاني، حقّقت حضوراً لافتاً بأدوار درامية مختلفة وشخصيات متعددة، من خلال مشاركتها في أربعة أعمال تلفزيونية بينما تأجل عرض أحدها، فيما تشارك للمرة الأولى في العمل السوري «بقعة ضوء».
وفي حوار مع «لها»، تكشف أبو أسعد بذكائها ونكتتها الحاضرة جوانب كثيرة من حياتها الشخصية، ونظرتها إلى دراما بلدها في ظل الظروف الراهنة، إضافة إلى كيفية تمضية وقتها.


- تموت «ناديا» زوجة «أبو عصام» في الحلقات الأولى من الجزء السابع من «باب الحارة»، بعد أن توصي بدفنها في بلادها (فرنسا)، فيعاني «أبو عصام» مشاكل عدة مصدرها أفراد الحارة، عندما يتبيّن لهم أن «ناديا» كانت مجنّدة في الأساس لدى الفرنسيين، بمَ تعلّقين؟
(تضحك بتعجب) تحمل «ناديا» شخصية تحمل أبعاداً عدة، ويقع على عاتقها الكثير من الأعباء الذهنية والعاطفية، والتي عبرت عنها بأدواتها الخاصة.

- يتميز مسلسل «حرائر» بخرقه الصورة النمطية للمرأة الشامية، كيف توجزين دورك؟
قدمت شخصية «زبيدة»، ابنة تاجر شامي غنيّ، تحب أن ترفع مستواها الاجتماعي أكثر. هي فتاة سعيدة في حياتها وتحب المظاهر كثيراً، سطحية ومتعجرفة خاصة أمام الناس الذين ينتمون إلى المراتب الاجتماعية الدنيا.
«زبيدة» مادية جداً، ولا يهمها إن تزوجت عن حب أو عن غير حب، إلى أن تتزوج بشكل مفاجئ من رجل غني لا تحبه، فيأخذها خارج دمشق.

- كيف كانت مشاركتك الأولى في «بقعة ضوء»؟
كممثلين نحب أن نعمل فيه، لأن كل لوحة تجسّد شخصية مختلفة، لقد صورت 4 لوحات وبأدوار متنوعة... من صبيّة تعاني رهاباً من المجتمع، إلى فتاة غنية ومستهترة وتلتقي بفتاة أخرى مثلها، فتتراجعان عن تصرفاتهما خوفاً من أن تتزوجا شخصين مختلفين عنهما.
هذه أوّل مشاركة لي في «بقعة ضوء»، وهو عمل جميل ومشوّق، حالة الارتجال فيه ذكرتني بالمسرح، بحيث أستمتع بالتصوير وأجتهد لتقديم أفضل ما لديّ. العمل براءة اختراع سورية، ومن قلّدوه لم ينجحوا بينما أصبح هو في الجزء الـ11.

- لماذا لم نشاهد «مذنبون أبرياء» في رمضان الحالي، وما هي ملامح شخصيتك فيه؟
لم نستطع إنجازه قبل حلول رمضان، وما زال العمل على النص مستمراً، وهو يتخذ شكل «سداسيات»، أنجزنا أول سداسية وسنستكمل التصوير في وقت لاحق. في السداسية الأولى قدمت شخصية «سراب»، فتاة تروّج للمخدرات في أدنى مستوى بين الشبان وتعيش في ظروف صعبة جداً في كنف زوج أم قاسٍ جداً... سلكت هذا الطريق لكي تكسب المال سريعاً وتستقل بحياتها. هي شخصية شرسة وعنيفة نتيجة القهر الاجتماعي. بينما في السداسيات الأخرى ستختلف الخطوط الدرامية ولكن بوجود الشخصية نفسها.

- يُعاد عرض مسلسل «شهر زمان» بما يحمل من مآسٍ، ما هي مأساتك في العمل؟
قدمت شخصية الصحافية «تولين»، صديقة البطلة (ديمة قندلفت) التي تكتشف حقيقة زوجها رئيس العصابة، فتهرب منه لأنه شخص استغلالي وخطير وشرس، ولكن «تولين» هي التي تدفع الثمن نتيجة هروب صديقتها لأنها تحميها وتساعدها فتُختطف وتُغتصب. والمسلسل يتحدث عن أوضاع سورية اليوم... عن الجوانب القاسية الجديدة التي طرأت على مجتمعنا.

- قدمت شخصية مميزة في السينما من خلال فيلم «أهل الشمس»، حدثينا عنها.
الفيلم يتحدث عن سورية اليوم بعدما دخل الإرهاب اليها، وهو يعالج قصصاً انسانية ويتناول شخصيات سوريّة وقعت ضحية هذا الإرهاب، لكننا ندرك في النهاية ومن خلال الأحداث أن السوري يختلف كثيراً عن ذلك الإرهابي الذي يريد تغيير صورته وتشويهه وتدميره.
لقد جسّدت شخصية «زينة» صاحبة البعد «التعبيري»، وهي انعكاس للأزمة والنضال، بحيث فقدت حبيبها وكل ما تملك في الحرب. ظهورها خاص جداً في الفيلم، إذ تتميز أيضاً ببعدها الروحاني الذي يعبّر عن الأزمة بكاملها. وأسعدني أيضاً أننا صورنا في بعض أجمل المناطق السورية، والتي لم أزرها منذ بداية الأزمة.

- تعزّز حضورك في الموسم الحالي من حيث عدد الأعمال، هل أقنعتك كلها، ما هي معاييرك وكيف استطعت التوفيق بينها؟
قبلت بكل هذه الأعمال لأن في كل منها شخصية مختلفة، ولم تتقاطع أوقات التصوير كثيراً مع بعضها بعضاً. «باب الحارة» أنجزته العام الماضي، و «شهر زمان» تصويره انتهى منذ رمضان الماضي، فصوّرت فيلم «أهل الشمس»، ومن ثم بدأت بـ «حرائر» الذي تقاطع تصويره قليلاً مع «بقعة ضوء»، لكنني كنت مرتاحة واستغرقت وقتي في العمل على تفاصيل الشخصيات. وفي ما يتعلق بمعايير اختيار الأعمال، أنتظر دائماً النص الجيّد، الشخصية الجديدة، العمل مع مخرجين مهمين.

- هل تخليت عن المسرح لمصلحة التلفزيون والسينما؟
لا أغامر في المسرح، وأنظر أولاً إلى المضمون، بينما يمكنك في التلفزيون والسينما أن تغامر، حتى لو كانت العناصر غير متكاملة، لأن طبيعة العمل تجعل الممثل ينفذ بنفسه.
أما على المسرح، فتقف لساعة أو ساعتين وجهاً لوجه مع المشاهد، الخطأ غير وارد، لا يمكنك أن تعيد اللقطات كالتلفزيون... يجب أن تكون مقتنعاً تماماً بالمادّة التي بين يديك. في التلفزيون تغتنم الفرصة لتطوّر أداءك إن لم يكن جيداً في بعض حلقات العمل الثلاثين.
كما تضرر المسرح كثيراً نتيجة الأزمة، في حين يشهد التلفزيون والسينما تحسناً وازدياداً في الأعمال في السنوات الأخيرة، وبتنا نرى أفلاماً مهمة وجميلة.
المسرح تراجع بسبب الظرف الأمني، مررنا بأيام صعبة، الناس تخاف الخروج من بيتها ولم تعد مرتاحة نفسياً، لكن نتمنى أن تتحسن الأوضاع قريباً.

- لمَ لم تشاركي في اي عمل «مشترك» رغم رواجها؟
لم تُعرض عليّ المشاركة إلى الآن، وهذه الأعمال تلقى متابعة وتحقق نجاحاً إذ تقدّم صورة منفتحة عن مجتمعاتنا وفيها عناصر جذب للمشاهد من ناحية الأزياء وأماكن التصوير، لكن العنصر السلبي الوحيد بالنسبة إلي هو تعريب قصة مكسيكية مثلاً لتقديمها على أنها من صميم مجتمعاتنا... باستطاعتنا الاتكال على أسباب نجاح هذه الأعمال ولكن من خلال كتابة سيناريوات أكثر قرباً من واقعنا.

- ما رأيك بوضع الدراما السورية اليوم؟
الأزمة شتّتت الفنانين في أماكن عدة، ما دفع جهات كثيرة لاستقطاب كوادر سورية فنية مهمة جداً للاستفادة من خبرتها ونجاحها. خلال الأزمة، رأينا أعمالاً سورية متدنية المستوى، ورغم الظرف الضاغط الذي نعيشه، أرى أن لا مبرر للتراجع، سواء في النص أو العمليات التقنية أو حتى تذرع المنتجين بالأزمة لعدم الإنفاق اللازم على العمل الفني.
المسلسل المهم هو كل مسلسل يُنفق عليه كما يجب، ومع ذلك ألتفت إلى الجانب المملوء من الكأس، فهناك أعمال سورية ومخرجون لم يتنازلوا عن المستوى المميز للعمل السوري، والنجوم السوريون يلمعون في الدراما العربية.

- كيف أثرت الأزمة فيك شخصياً؟
في البداية كنت هشّة ومنفعلة ولا أصدق ما الذي يحصل في سورية. كنت أرفض تصديقه، كنت خائفة جداً مما يحدث، لكنني بقيت في الشام ولم أغادرها إلا من أجل العمل. درست إمكانية سكني في الخارج ولم أستطع ذلك، إلاّ خلال العمل والإجازات.
أرى نفسي الآن أكثر قوة وصلابة، فما مررنا به كان صعباً جداً وتلقينا صدمات كثيرة، لكن «الضربة لي ما بتقتلك بتقويك»... لا يمكننا أن نبقى جبناء ومنعزلين وخائفين وننكر الواقع، فبذلك نذهب نحو الانتحار.
لقد مُنحنا فرصة الحياة ويجب أن نعيشها رغم كل الظروف، وإن أصابني مكروه فسأكون ككل السوريين، وإن لم يطرأ شيء فيجب أن أكمل حياتي بشكل طبيعي رغم الظروف المحيطة.

- في أي خانة تجدين نفسك؟ ممثلة متحررة أم ملتزمة؟
نختار التمثيل لئلا «نقولب» في خانة محددة... اللقب الأمثل هو «ممثل» فقط. الدور الذي يكون متكاملاً ومتماسكاً أياً كانت مواصفاته سأؤديه، المهم هو وجود المبرر الدرامي لأي شخصية.
قد يلعب الممثل كل الأدوار ويجب أن يجرّب كل شيء ويغيّر وينوّع عبر أدوار مقنعة درامياً مع امتلاك خلفية واقعية تبرر له هذا السلوك.

- بين «الممثلة» و «النجمة»، أي لقب تفضلين؟
بالطبع «الممثلة»، فالفنان قد يكون نجماً بمظهره فقط أو لسبب لا علاقة له بالفن، ولكن التمثيل هو مهنة وموهبة ومشروع.

- يشهد جيلك منافسة قوية بين ممثلاته، من هي الأفضل والألمع في رأيك؟
لا أحب هذه التقييمات، البلد يحوي الكثير من المواهب ولا يمكنني التقييم. أرتاح للعمل مع الجميع، لكنْ هناك تناغم كبير بيني وبين ديمة قندلفت وأجدها موهبة مميزة جداً، وهي أخيراً نجحت وبرزت كثيراً... في جيلنا ممثلون وممثلات بمواصفات عالمية.

- من هم أصدقاؤك المقرّبون في الوسط الفنيّ؟
علاقتي طيبة بالجميع، لكن المقربين هم: ديمة قندلفت، وزملاء دفعتي كعامر علي وكفاح الغوص ومحمود نصر. كلّما استطعنا نجتمع سوياً.

- أختك النجمة لورا أبو أسعد ممثلة أيضاً، كيف تصفين علاقتك بها مهنياً وعائلياً؟
علاقتي بلورا ممتازة، هي أختي وصديقتي وزميلتي في المهنة ايضاً. الأهم هو الأخوّة، وفي جوهرها هي مهمة بالنسبة إليّ وتغذيني معنوياً جداً، إنها حجر الأساس في حياتي. أما في الفن فنحن شخصيتان مختلفتان جداً، لم نتعرض للمقارنة أو نحل بديلتين أبداً في أي عمل... كل واحدة منا سعت إلى التميّز والتقدم على طريقتها. نتشاور أحياناً في النصوص وفي أحيان أخرى لا.

- من هم أهم النجوم في الدراما السورية الذين تعلمت منهم وأثّروا فيك؟
يبدأ التأثر من المعهد حيث هناك أساتذة كثر لهم فضل عليّ، كجهاد سعد وكل الفرق الأجنبية التي دربتنا في المعهد ايضاً. من خارج المعهد، تعجبني منى واصف كثيراً وأتقرّب منها أثناء التصوير، صباح الجزائري، ودريد لحّام... أتعلم من الجميع، وفرصة الوجود إلى جانب المخضرمين في الدراما لا يمكن تضييعها أبداً.

- شاهدت عملاً محدداً في رمضان؟
أنا متابعة كسولة لأعمالي، لكن هذه السنة تابعتُ أكبر كمّ ممكن من الأعمال التي قدمتها. شاهدتُ «غداً نلتقي» لرامي حنّا، إلى جانب أعمال مصريّة.

- هل تفكرين بخوض التجربة المصريّة؟
أنتظر الوقت والفرصة المناسبين، فالظروف التي مرّت بها مصر ونحن كذلك صعّبت التنقل وغيره من الأمور، ولكل شيء نتائجه. ولكيّ أتخلى عن ظهوري في سورية يجب أن يكون العمل ضخماً في مصر، لكن الرغبة موجودة والعمل في مصر مهم بالنسبة إلي.

- إلى جانب نجوميتك وموهبتك في التمثيل، أنت شابة جميلة ومحبوبة، حدثينا عن وضعك العاطفي ومواصفات شريكك؟
لست مرتبطة بعلاقة جديّة، على الرغم من أن الباب لا يُغلق، الحياة بلا حب ليست جميلة، هناك من يطرق بابي دائماً لكنني أنتظر من يستهويني.
لا يمكنك أن تفرض الحب على نفسك، فهو يأتي منفرداً. وحتى إذا كانت هناك صفات تتمناها في الشريك، يمكن أن تحب شخصاً لا يتحلّى بها. لا يعنيني الجمال كثيراً، بل تهمني الجاذبية والكاريزما.
كما أفضّل أن يكون بعيداً من الوسط الفنيّ لئلا تصبح حياتي الشخصية شبيهة بحياتي العملية، أحبّه أن يكون شغوفاً بالسفر ومتفائلاً بالحياة.

- ما الاتجاه الذي تتبعينه في الأزياء، الموضة أم هو خط خاص؟
الموضة طبعاً، لكن إن كانت لا تليق بي فلا أتقيّد بها. في المناسبات أرتدي ملابس كلاسيكية، وفي حياتي الشخصية أرتدي ثياباً لا تتقيد بالقوانين وتنسجم مع أسلوبي، لذا ألبس على مزاجي، وألواني المفضلة هي الازرق والبنيّ والتركواز والأسود رغم أنني لا أعتبره لوناً. أهتم أيضاً بثياب الرياضة لأنني أرتديها بكثرة.