باسم يوسف ينعي أمّه في مقالة

باسم يوسف, أم, نعي

10 سبتمبر 2013

بعد غيابٍ طويل، خرج باسم يوسف عن صمته وكتب مقالة في نعي أمّه التي توفّاها الله أخيراً.

هذه مقتطفات من المقالة:

"أنا خايفة عليك"

أكثر جملة كانت تقولها أمي فى كل مرة نختلف فيها.

"أنا خايفة عليك"

 أكثر جملة قيلت فى كل مرة ثار بيننا خلاف. كانت تكررها كثيرا حين فضلت ان اسافر بدلا من ان ابقى فى مصر واتزوج اولا «زى كل اللى فى سنى». تأخر بى سن الزواج وكانت أمى لا تهتم إن حصلت على الماجستير أو الدكتوراه أو إن أنجزت أى شىء على المستوى المهنى المهم أن ربنا يهدينى وأتزوج.

"أنا خايفة عليك"

ظننت ان هذه الجملة سوف تتوقف بعد أن أتزوج ولكن جاء دخولى للمجال الاعلامى مصادفة ليزيد خوفها وقلقها. كانت قلقة على ان آرائى ستسبب لى المشاكل فى فترة مضطربة فى وطن مضطرب لا احد فيه يعلم أى شىء الا شىء واحد فقط: ان الكل خائف، الكل مرعوب. وفى فترات الخوف والرعب يختفى المنطق ويتحكم العنف والغضب والعشوائية فى تصرفاتنا...يقولون ان الحزن يبقى ولكن تخف وطآته. ولكن ماذا عن الاشياء التى تذكرك بها فيخرج منك كل هذه الدموع التى كنت تبكيها إلى الداخل. الموضوع أكبر من أماكن وضعت فيها بصماتها الواضحة وأكبر من أشياء كنا نفعلها سويا. فكل شىء حولك هو لها. الآثاث فى المنزل الكبير، الحديقة التى زرعتها بنفسها فى الساحل. نجلس انا وأبى وأخى لنتجاذب اطراف الحديث فنبذل جهدا مضاعفا لنأتى بحديث لا تكون هى محوره. كيف يحدث ذلك وهى كانت كل شىء، كل شىء، هى كانت السبب لكل شىء. تكتشف انه حتى مع تقدم سنك فإنك تريد ان تفعل أى شىء لتفرح بك أمك. من أول رسمة ساذجة فى المدرسة إلى مقالك أو برنامجك الاسبوعى. هناك طفل صغير بداخلنا يريد ان يجرى لأمه ليريها ما يفعله. من سأذهب لها الآن لأخبرها ما فعلت هذا الاسبوع وهى تخفى فرحها لتقول لى جملتها المليئة بالحب والقلق والتوجس:

"أنا خايفة عليك"

يقولون إن الحياة تستمر وإنك ستعود تعمل وتجتهد وتبدع فى حياتك. ربما يحدث ذلك. ربما نستمر لمجرد أننا نحتاج أن نفعل شيئا ما بحياتنا. لكن بعد أمى لا طعم لكل ذلك. بعد أمى لا قيمة لكل ذلك. بعد أمى لا شىء يهم.

يمكنكم الضغط على هذا الرابط لقراءة المقالة كاملةً:

http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=10092013&id=28a4d270-56a3-4865-b4c8-d6e282c071eb