فيصل العمري: الكوميديا السعودية متأثرة بذائقة 'طاش'

فيصل العمري, كوميديا, المملكة العربية السعودية, مسلسل, التمثيل, فنانون سعوديّون

15 سبتمبر 2013

حقق نجاحاً لافتاً بعد العديد من التجارب الدرامية المحلية والعربية، وأشاد بأدائه عدد من المخرجين والمنتجين العرب، في مقدمهم المخرج السوري حاتم علي. كان أداؤه مميزاً في مسلسل «شباب البومب» الذي عرض في رمضان.
«لها» التقت الفنان السعودي فيصل العمري الذي شدد على ضرورة وجود صروح أكاديمية قادرة على صناعة الفن السعودي، ووضعه في طريق المنافسة عربياً، كما تحدث عن تطوير السينما والدراما في السعودية...


- إلى متى ستظل الكوميديا السعودية في خانة «النمطية»؟
ما زلنا نبحث عن التنوع لنتمكن من الحصول على نتاج جديد من الأعمال السعودية، نعمل من خلالها على طرح قضايا مجتمعنا، ومعالجة مشاكلنا، ووضع الحلول قدر المستطاع لها.
ورغم وجود عدد كبير من المنتجين السعوديين، يظل الإنتاج السعودي «موسمياً». فلو أن الاعتماد على إنتاج الدرامي أو الكوميدي سلك طريقاً جديداً، فمن المؤكد أن يجد طريق النجاح، ويفتح أبواب المنافسة، ذلك لأنه لا تزال كل الأعمال السعودية تسير على خُطى المسلسل الشهير «طاش ما طاش»، وما أقصده هو النُسخ المُكررة التي لا تحمل أي جديد.

- ماذا عن برنامج «واي فاي»؟
في الجزء الأول حصل على نسبة مشاهدة عالية، بسبب تقديمه مادة كوميدية في إطار مختلف وأسلوب جديد. أما التقليد فهو نوع من الفن وعرض يستمتع به المشاهد، ولا يعد من الأعمال التي تناقش قضايا مهمة.
هذه كوميديا خفيفة، وهذا ما يفضله الجمهور الخليجي والسعودي تحديداً، خاصة إذا كان التقليد لشخصيات عامة في المجتمع عايشت وعاشت في ظروف ومواقف أثرت في المواطن السعودي. غير أن التقليد بات يصادر نسبة كبيرة من الإبداع الذي يحمله الفنان.

- بعد تجربتك في الدراما العربية، مالفرق بينها وبين الدراما السعودية؟
هناك فرق شاسع. العمل في الدراما العربية يختلف كثيراً بسبب تفاوت مستوى الفكر في مهنة الإنتاج بشكل عام. ففي الدراما العربية لديهم قاعدة أكاديمية ينطلقون منها، ألا وهي الكوادر المختلفة في مجال التمثيل، وإدارة الإنتاج، والمتخصّصين في كل ما يتعلق بالعمل من إكسسوارات، وأزياء، ومواعيد التصوير... مما يجعلهم في مستوى احترافي عالِ.
في المقابل، نجد أن الدراما السعودية ما زالت تفتقر إلى وجود أكاديميات لصقل المواهب والمساعدة في الوصول إلى الاحتراف. ومن خلال تجربتي مع المخرج حاتم علي شعرت بالاختلاف بين الممثلين السعوديين والدراما العربية.

- كيف رُشحت للعمل في مسلسل «شباب البومب»؟ وماهي ردود الفعل على العمل؟
«شباب البومب» فكرة الزميل فيصل العيسى، وقد عرض عليّ وعلى الزميل شعيفان العتيبي فكرة المسلسل، فلم نتردد في الموافقة، ذلك أن العمل يتناول قضايا الشباب السعودي.
ومن الجدير ذكره أن الفنان فيصل العيسى تحمّل تكاليف إنتاج العمل، دون أي اتفاق مسبق مع أي قناة تلفزيونية لعرضه، وهذا جُهد يُشكر عليه.
إلا أن التلفزيون السعودي منحنا مساحة جيدة لعرض حلقات العمل. وقد لمسنا أصداء كبيرة وواسعة من جميع الفئات العمرية من أطفال وشباب، وحتى الكبار في السن.
من هنا، قررنا تقديم جزء ثالث لمواصلة مناقشة هموم الشباب بموضوعية، ومحاولة الوصول إلى حلول جذرية للمشاكل التي تواجههم في المجتمع. لقد حقق هذا العمل مطالبة الشباب السعودي بأعمال تشبهه. وقد ساهم في نجاح المسلسل عرضه على القناة الرياضية السعودية.

- هل ما زلنا نفتقر إلى الكاتب المتخصّص في الدراما السعودية؟
رغم وجود أعمال عديدة لمجموعة من الدكاترة السعوديين في مجال المسرح والدراما وفن كتابة السيناريو، إلا أنهم بعيدون عن هذا المجال لعدم تنوّع المادة الفنية.
ونحن ما زلنا نعاني في الدراما السعودية بالسير على خُطى مسلسل «طاش ماطاش» بسبب اقتناع الجمهور السعودي بما قدمه هذا المسلسل، وكل من يدخل هذه الساحة ما هو إلا مُكرر لهذا العمل. لهذا السبب نبحث عن عمل فني يتضمن حواراً كوميدياً سهلاً وسريعاً، ومدته قصيرة لا تزيد عن عشرين دقيقة، كما هو الحال في مسلسل «طاش ماطاش»، وهو ما دفع الكُتاب والنُقاد للابتعاد عن الدراما.
وأنا أتمنى عودتهم لدعم المجال الفني وجعل الدراما السعودية كمثيلاتها في العالم العربي.

- لماذا يقدم مهرجان الفيلم السعودي مع غياب الممثل السعودي واللجنة المتخصصة في مجال السينما؟
مهرجان الفيلم السعودي هو من المبادرات الجيدة لبداية وجود المشهد السينمائي المتكامل. ولو نظرنا إلى دولة الإمارات العربية، نجد أن الحكومة ورجال الأعمال والشركات الخاصة، يدعمون الشباب والمهتمين بالعمل السينمائي لإنتاج أعمال سينمائية والمشاركة في المهرجانات.
أما نحن في السعودية فما زلنا نعتمد على الاجتهادات، وليس بوسعنا دفع مبالغ باهظة لإنتاج فيلم قصير أو حتى طويل، لذلك نجد أن مستويات الأفلام السعودية تصل إلى حد معين، بسبب غياب الدعم المادي لتقديم أفلام نفخر بها.
وبالتالي قبل أن نعتمد إقامة مهرجان للأفلام السعودية السينمائية، علينا أن نحصل على الدعم المادي، ليُمكننا من إنتاج عمل سينمائي جيد، والعمل على تسويقه محلياً وعربياً.
وفي ما يتعلّق باللجنة التقويمية للأفلام، لا بد من ترشيح متخصصين من الدول التي سبقتنا، وهذا لا يُعد تقليلاً من حقنا كسعوديين، بما أن الأمر يصبّ في صالح الفيلم السينمائي السعودي، فإذا لم يتوافر لدينا المتخصّصون في مجال السينما، كيف يتم تقويم الأفلام السعودية! فمن يُقوّم الفيلم السعودي ماذا قدّم للسينما السعودية؟!

- هل خطفت قناة «MBC» المشاهد في موسم رمضان بسبب وجود كم هائل من النجوم أمثال ناصر القصبي وحسين عبد الرضا وحياة الفهد وسعاد عبد الله؟
قناة MBC منذ سنوات هي القائد الحقيقي الذي يتزعم القنوات الفضائية خصوصاً في موسم شهر رمضان، ووجود نجوم الدراما العربية والخليجية في أعمال من إنتاجها هي خطة تقوم بها لتحقيق الريادة، وهذا يدلّ على وجود إدارة ذات فكر مختلف لديها، فالخطة التسويقية التي تضعها القناة في هذا الشهر تحديداً كل عام، تستطيع الاستحواذ بجدارة على جميع المشاهدين في العالم العربي، كونها استقطبت نجوم العصر الذهبي مثل عبد الحسين عبد الرضا، وناصر القصبي، وسعاد عبد الله، وحياة الفهد، وعادل أمام. وفي حال اكتمال أدوات النجاح في العمل مثل النص والأداء ولغة الصورة ونوعية الأفكار، علينا ان نتوقع النجاح.
ومن جهتي أتمنى لجميع القنوات العربية أن تحذوا حذو قناة MBC، لتحقيق المنافسة الشريفة التي تنعكس على تطور الأعمال الخليجية على مستوى العالم العربي.

- مازلنا نعاني من تكرار المواضيع والممثلين في الأعمال السعودية، ماالسبب؟
يعود الأمر إلى الاحتلال الذي وقع على الإنتاج السعودي عبر منح منتجين معينين تعميد إنتاج أعمال سنوياً، والبقية منهم عليهم المشاهدة والتقويم فقط. يضاف إلى ذلك ضعف النص السعودي الذي يعتمد على النمطية والرتابة في الطرح.
وكذلك، لا بد أن يكون الممثل على تواصل مع المنتج لكسب الترشيح. ولكن في الفترة الأخيرة مع وجود اليوتيوب وتطور وسائل الاعلام، أصبح لدينا طفرة من الشباب والكتاب والممثلين والعاملين في مجال الإنتاج.