فوائد إدخال التكنولوجيا إلى نظام التربية العربي... هل نصبح مثل أميركا

النظام التعليمي,التكنولوجيا,نظام التعليم,علم الكومبيوتر

حسن خبيز 16 سبتمبر 2015

خلال ساعات قليلة، يُفترض بمحافظ مدينة نيويورك أن يُطل في خطاب تربوي. والأهم من ذلك، أنه سيعلن خلال هذا الخطاب توجه المحافظة نحو ادخال مادة "علم الكومبيوتر" إلى المدارس الرسمية في هذه الولاية.

وتأتي هذه التوجهات نتيجة الوعي الذي تكنه الحكومة الأميركية لأهمية هذا العلم وتأثيره على مستقبل التلاميذ التعليمي والمهني. ولهذا الهدف، كرست المحافظة مبلغ 81 مليون دولار أميركي للوصول إلى الزامية تعليم هذه المواد في المدارس الرسمية بعد عشر سنوات.

ومن المؤكد أن ادخال هذه المواد على المنهج المدرسي سيؤدي إلى تغيير شامل في العقلية التربوية للأطفال الأميركيين، وخصوصاً أن لديهم امثالاً حية عما يمكن لهذا العلم أن يوصل الانسان. فشركتي "غوغل" و"فايسبوك" على سبيل المثال تعتبران نتاجاً لهذه الثقافة الفكرية، وخصوصاً أن معظم مؤسسي هذه الشركات العملاقة لم ينهوا تعليمهم الجامعي.

اذا يتفق الجميع على أهمية هذه اللغة على الأقل في الولايات المتحدة، ولكن هل يعمل بهذه النظريات في المدارس العربية وخصوصاً اللبنانية؟

وتؤكد سميحة جعفر وهي مدرسة في احدى المدارس الرسمية اللبنانية انعدام البنية التحتية للانطلاق في هذه المشاريع، وخصوصاً أنها تحتاج إلى موازنات ضخمة غير متوفرة لمدارسنا الرسمية. وتضيف جعفر أن هذا المشروع سيكون مفيداً من دون شك، ولكن في ظل هذه الظروف فان امكانية تطبيقه شبه معدومة، اذ لا تستطيع المدرسة تحميل الأهل هذه الأكلاف الاضافية كما لا تستطيع المدرسة اضافتها من دون توجيه حكومي واضح.

وتشير جعفر في حديث لـ "لها" أن بعض المدارس الخاصة بدأت بادخال عناصر التكنولوجيا في التعليم، اذ يستطيع الأهل تحمل كلفة الآلات والأجهزة لمطلوبة لتعليم هذه المواد، اضافة إلى أن الأقساط المدرسية المرتفعة نسبياً تُمكنهم من القيام بهذه الخطوات.

هذا الواقع أكدته الخبيرة في ابتكار المناهج التربوية في لبنان سامية سعد، اذ تشير في حديث لـ "لها" الى أن المدارس اللبنانية الرسمية غير مجهزة سواء بالمعدات أو بالكوادر البشرية اللازمة لهذه المواد"، في حين أن هناك العديد من المدارس الخاصة في بيروت بدأت بالفعل بتطبيق المناهج الحديثة وادخال التكنولوجيا على نظام التعليم.

وتضيف سعد أن هناك وجهتي نظر في العالم بشأن تعليم هذه المواد وفتح المناهج التعليمية أمام التكنولوجيا، اذ يعتبر الفريق الاول ان دخول التكنولوجيا في التربية ضروري كونه يتماشى مع المجتمعات وتوجهها، مشيرة إلى أن الطفل بحاجة إلى أداة جذب، ولذلك اقترحت بعض المدارس استبدال اللوح المدرسي الخشبي بالألواح الرقمية.

وتؤكد بعض الدراسات المؤيدة لهذه الوجهة، وأعدها علماء المان أن معدل تركيز الطفل انخفض بشكل ملحوظ بين التلاميذ، اذ يفقد الطالب التركز بعد 7 دقائق من امساكه للكتاب نظراً لأنهم تعودوا على الصور البصرية السريعة والمتحركة. وتضيف الدراسة أن معدل التركيز العام انخفض من 20 دقيقة في الساعة إلى 15 إلى 17 دقيقة في الساعة بشكل عام.

أما وجهة النظر الموازية فهي تطالب بابقاء المناهج المتبعة تقليدياً في المدارس، وهي الطريقة التي تعتمد على نظام "الحشو" وفق ما تقوله سعد، في حين أن الأنظمة الحديثة تعتمد على نظام "الفهم والتحليل".

ولكن ادخال هذه التقنيات على التربية في لبنان والعالم العربي يصطدم بعقبة أساسية تتمثل بضرورة وضع برنامج شامل يحدد بوضوح معالم هذا الدخول، اذ يجب أن يترافق مع برنامج حماية الطفل في استعمال الانترنت، فـ "الثقافة الصحيحة في استعمال الانترنت هي ما يوصل إلى نتيجة مفيدة".

ومن المؤكد أن الوصول إلى نظام تربوي "صحي" لا بد أن يترافق مع وعي في أهمية هذه المواد في صناعة المستقبل، خصوصاً كون عالمنا يتجه إلى عالم لا يمكنه الانسلاخ عن الالحواسيب وشبكات الانترنت.