علماء الدين للزوج الشكّاك: طلّقها ولا تتجسس عليها

علماء الدين,الزوج,التجسس,الزوجة,الطلاق

أحمد جمال (القاهرة) 19 سبتمبر 2015

هل يحق للزوج التلصص على حسابات زوجته عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل يعتبر إصراره على معرفة كلمات السر الخاصة بتلك الحسابات من قبيل الشك الذي يحوّل الحياة جحيماً؟ وماذا تفعل الزوجة مع مثل هذا الزوج؟ هل يحق لها شرعاً أن ترفض طلبه ولو وصل الأمر الى الطلاق؟ إليكم المشكلة التي أثارت كل هذا الجدل، ورأي علماء الدين في القضية.

تلقى الدكتور علي جمعة، خلال برنامج «والله أعلم»، على إحدى القنوات الفضائية، اتصالاً من مهندسة تدعى «ليلى»، تشكو من تجسس زوجها على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، خاصةً «الشات»، مبرراً تجسسه هذا بأنه حقه الشرعي.
وأشارت إلى أن زوجها يصر على معرفة «كلمة السر» الخاصة بها، سواء بالنسبة الى «فيسبوك» أو «الإيميل»، وحتى الهاتف المحمول لم يسلم من إصراره على معرفة الرقم السري لفتحه.
وأوضحت أن حياتها معه أصبحت لا تطاق، بسبب التصرفات البوليسية التي يكتنفها الشك والمراقبة والتلصص والتجسس، وتساءلت: هل من حقي طلب الطلاق للضرر؟
رد الدكتور علي جمعة، مؤكداً أن هذا الزوج شكاك لدرجة المرض النفسي، إذا لم يكن في تصرفات زوجته ما يدعو إلى الشك والريبة، لكن القاعدة الشرعية أنه لا يجوز لأحد الزوجين الشك في الآخر ما لم تكن هناك شواهد حقيقية مؤكدة، وليس مجرد ظنون، لأن الحياة الخاصة لكل من الزوجين لا يجوز لأحد التجسس عليها، حتى أنه لا يحق للزوج أن يتجسس على «الشات» الخاص بزوجته، أو أن يطلب منها معرفة كلمة السر الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، أو بهاتفها المحمول، والأمر نفسه بالنسبة الى الزوج، فلا يجوز للزوجة مطالبة الزوج بالكلمات السرية لمواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به أو هاتفه المحمول.
وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن تعقب خصوصيات الآخرين خروج عن الأدب، بل فيه قلة حياء، لأنه ينبغي غض البصر عن خصوصيات الآخرين، لأن التجسس محرّم شرعاً وينهى عن الدين، لما فيه من تتبع عورات الناس وأسرارهم بدافع الفضول وإشباع غريزة حبِّ الاستطلاع، من دون أن تكون له ضرورة مباحة شرعاً، فهذا سلوك مرضي مرفوض شرعاً، ولهذا قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ» (آية )12 سورة «الحجرات».
وأوضح الدكتور علي جمعة، أن العلاقة الزوجية يجب أن تكون قائمة على الثقة التامة والاحترام المتبادل والابتعاد عن الشكوك والظنون وتتبع العورات، ولهذا قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم): «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته».
ونصح الدكتور علي جمعة، صاحبة الاتصال بأن تحاول نصح زوجها بالامتناع عن هذه الصفة الذميمة، وأن هذا السلوك مخالف للشرع، فإذا لم يقبل النصح وأصر على التجسس أو مطالبتها بكلمة السر الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها وهاتفها المحمول، فمن حقها طلب الطلاق إذا فشلت كل محاولات الإصلاح، ورفع أمرها الى القاضي لمعرفة تفاصيل المشكلة وإصدار الحكم، بناءً على ما لديه من أدلة، لأن سلوكيات بعض الزوجات للأسف تدعو إلى الشك وهن غير أمينات، مما يجعل الزوج يغار على الزوجة لدرجة الشك الذي يدفعه إلى التجسس، ومثل هذا الزوج المبتلى بزوجة غير أمينة، نقول له: «طلّقها ولا تتجسس عليها»، والوضع نفسه بالنسبة الى الزوجة الشريفة المبتلاة بزوج شكاك وجاسوس ومتسلط، فمن حقها طلب الطلاق لأنه سيحول حياتها إلى جحيم.

المصارحة
توضح الدكتورة إلهام شاهين، أستاذة العقيدة في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، أن الأصل في المسلم – سواء كان رجلاً أو امرأة - الطهارة والعفة والبراءة والسلامة من كلِّ شيء مشين، ولهذا نجد أن الأصل في الإسلام النهي عن التجسس بكل صوره وأشكاله، خاصةً التجسس بين الزوجين، لأن هذا يتنافى مع المقصد الرئيسي للزواج الذي أوضحه الله تعالى في قوله: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (آية 21) سورة «الروم».
وتشير إلى أن التجسس انتهاك لحرمة المسلم وكشف ستره، وقد يسبب الحقد والبغضاء بين أفراد المجتمع، لهذا يرفضه الإسلام جملة وتفصيلاً، فما بالنا بالزوجين اللذين يجب أن تكون العلاقة بينهما قائمة على الثقة والاحترام المتبادل! وإذا وجد أحد الزوجين في الآخر ما لا يرضيه ويثير الشك أو الريبة لديه، فلا بد من المصارحة لأنها أساس الحياة الزوجية المستقرة، ولهذا قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
وتضيف الدكتورة إلهام، أن من حق الزوجة طلب الطلاق للضرر من زوجها الجاسوس على أسرارها، بما في ذلك كلمة السر الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها وهاتفها المحمول، بعدما تستنفد كل وسائل إصلاحه من طريق علماء الدين الذين يوضحون له حكم الشرع، فضلاً عن أقاربه وأصدقائه الذين لهم تأثير إيجابي فيه، وذلك لقول الله تعالى: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا» (آية 128) سورة «النساء».
وتنهي د. إلهام كلامها، مؤكدة أن من حق كل زوجة ابتلاها الله بزوج جاسوس أو شكاك يصر على معرفة كل أسرارها، كأنها في وحدة عسكرية وليس داخل منزل الزوجية، أن ترفع مظلمتها إلى القضاء وعلى القاضي شرعاً الاستماع إليها ورفع الظلم عنها، ولو بالطلاق، فهذا واجب عليه شرعاً إذا فشل في الإصلاح والتوفيق، لقول الله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَيٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْل إِنَّ اللَّهَ نِعِمًّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا» (الآيتان 58-59) سورة «النساء».

زوج جاسوس
تشير الدكتورة سعاد صالح، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، إلى أن التلصص سلوك مذموم لما فيه من تتبع الأسرار والعورات، ولهذا فهو أمر حرّمه الإسلام، فقال النبي (صلّى الله عليه وسلّم): «لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تناجشوا، وكونوا عباد الله إخواناً».
وتؤكد الدكتورة سعاد أن الإسلام أحاط الحياة الزوجية بسياج من الاحترام المتبادل والثقة بلا حدود، فإذا كسر الرجل هذه الثقة بالتجسس والإصرار على معرفة كلمات السر لمواقع التواصل أو الهاتف المحمول الخاص بزوجته من دون وجود ريبة أو ما يدعو إلى الشك في سلوكها، فهو آثم شرعاً وعقابه الفضيحة في الدنيا والخزي في الآخرة، لأنه انتهك حرمات الآخرين، وهو أمر مرفوض شرعاً، لأن سوء الظن سلوك مرفوض شرعاً، ولهذا قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته».
وتنهي الدكتورة سعاد كلامها، مؤكدة أن الحياة مع زوج جاسوس شكاك متلصص أمر لا يطاق، حتى أن الطلاق قد يكون أرحم للمرأة من العيش مع هذا الزوج المريض النفسي، والطلاق ليس عيباً كما تنظر إليه مجتمعاتنا العربية، وإنما هو حل شرعي لحياة زوجية مستحيلة، ولهذا قال الله تعالى: «وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا» (آية 130) سورة «النساء».

إثارة الشك
يؤكد الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، أن البحث عن أمور الناس المستورة وتتبع عوراتهم أمر منهي عنه بين البشر بعامة والزوجين بخاصة، لأن فيه تدميراً للعلاقات الإنسانية بين البشر، وكذلك قتلاً لمشاعر الحب وتخريباً لبيوت الزوجية التي يفترض فيها حرص كل من الزوجين على الآخر، حيث وصف الله هذه العلاقة الإنسانية الراقية بأن كلاً من الزوجين «لباس» للآخر، فقال الله تعالى: «... هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ» (آية 187) سورة «البقرة».
ويضيف الدكتور واصل: «إذا وجد الزوج ما يثير شكه في استخدام زوجته لوسائل التواصل الاجتماعي، فعليه أن يصارحها ولا يتجسس أو يتلصص عليها، فهذه هي المعاشرة بالمعروف التي أمر الله بها الأزواج تجاه زوجاتهم، حتى لو أدى ذلك إلى الطلاق، فهو أرحم من حياة زوجية كلها تجسس وتلصص، فقال الله تعالى: «الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (آية 229) سورة «البقرة».
وينهي الدكتور واصل كلامه ناصحاً الزوجين بأن يتقي كل منهما الله في شريك حياته ويثق فيه ويصبر عليه، حتى يكونا من المؤمنين الذين وصفهم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «لا يفرك مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خلقاً رضي منها آخر»، وكذلك بالقياس لا تفرك – أي تكره – مؤمنة مؤمناً إذا كرهت منه خلقاً رضيت منه بآخر.

كلمة السر
على الجانب الآخر، يرى الدكتور محمد عبدالمنعم البري، الأستاذ في كلية الدعوة في جامعة الأزهر، أن من حق الزوج معرفة كلمات السر لمواقع التواصل الاجتماعي والهاتف المحمول لزوجته، طالما أن ليس هناك ما يشين فما المانع شرعاً، لأنه ليس مطلوباً منه ترك الحبل على الغارب، كما يقولون، وتفعل الزوجة ما يحلو لها من دون أي رد فعل منه، خاصةً أن الشرع أعطاه حق القوامة، قال الله تعالى: «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ على النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا» (آية 34) سورة «النساء».
ويوضح الدكتور البري أن طاعة الزوجة لزوجها واجبة في ما لا يغضب الله، ولهذا يجب أن تعلم أن من أعظم الأعمال التي تقربها من الله والفوز برضوانه أن تطيع زوجها إذا أمرها بما لا إثم فيه، ولهذا قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «إذا صلت المرأة خمسها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبوابها شئت». ولهذا لا مانع شرعاً في أن تعطي الزوجة زوجها كلمة السر الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي والهاتف المحمول، وكذلك أن يعطي الزوج زوجته كلمة السر الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي والهاتف المحمول، فهذا أبلغ تعبير عن الثقة المتبادلة.
ويختتم الدكتور البري كلامه، مؤكداً أن ليس من حق الزوجة طلب الطلاق لمجرد أن زوجها يريد معرفة الكلمات السرية لمواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، أو كلمة سر الهاتف المحمول، وأخشى أن تكون من الآثمات شرعاً إذا طلبت الطلاق لهذا السبب، ولهذا حذّرها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قائلاً: «أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فقد حرم الله عليها الجنة».

الطاعة
ويرى الدكتور محمود مزروعة، العميد السابق لكلية أصول الدين في المنوفية - جامعة الأزهر، أن طلب الزوجة الطلاق من زوجها، لأنه يريد معرفة الكلمات السرية لمواقع التواصل الاجتماعي أو الهاتف المحمول، أمر غير مقبول، بل إن امتناعها عن إعطائه هذه الكلمات السرية يثير الريبة والشك، أو قد يكون لديها ما تخاف أن تظهره، مما يزيد المشكلات الزوجية تعقيداً بينهما، ولهذا يجب على أقاربهما التدخل للصلح، فهذا أمر شرعي، فقال الله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا» (آية 35) سورة «النساء».
ويشير الدكتور مزروعة إلى أن الزوجة العاقلة تفعل ما يجعل زوجها راضياً عنها، لأن طاعة الزوج من طاعة الله، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة»، وقوله (صلّى الله عليه وسلّم) أيضاً: «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله».
وينصح الدكتور مزروعة الزوجات بأن يكنَّ من الصالحات المطيعات لأزواجهن، حتى يكنَّ ممن قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فيهن حين قيل له: «أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره»، وقال (صلى الله عليه وسلم) أيضاً: «ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته». وهذه الطاعة عامة في كل ما وافق الشرع.