رانيا أسعد: مشاكل الدمشقيين لا تقتصر على الكنّة والحماة...

رانيا أسعد,الفنانات,جماهير,الدراما الشامية,المشكلات الاجتماعية,الشخصيات,العمل الفني

لها (دمشق) 04 أكتوبر 2015

فنانة شابة بدأت عملها الفني منذ ما يقارب السنوات العشر. لم تعتمد على جمالها أو علاقاتها الفنية، بل كانت تجتهد من دور إلى آخر. لم تدرس الفن أكاديمياً، لكنها ترى أن الدراسة تصقل الموهبة ولا تبدعها.
رأيها في أعمال البيئة الشامية أثار الجدل بعدما اعتبرتها فنتازيا لا تمت إلى الواقع الدمشقي بصلة، وتؤكد أن تعطش المجتمع العربي إلى فكرة القبضاي هو سبب جماهيرية هذه الأعمال. صريحة في كلامها ولا تخاف من أن تُستبعد من الأعمال، وكثيرة هي الأدوار التي تحلم بها.
عن رأيها في واقع الدراما السورية، والعمل الفني ومشكلاته، حدثتنا الفنانة رانيا أسعد في هذا الحوار.


- كثيرة هي الشخصيات التي أديتها، لكن ما هو الدور- الحلم بالنسبة إليك، وهل استطعت تجسيده من خلال الشخصيات التي أديتها سابقاً؟
كثيرة هي الأدوار- الحلم بالنسبة إلي، فكل شخصية ممتعة ومدروسة بمثابة حلم لي، وأتمنى أن أقدم الكثير من الحالات الإنسانية وأن تتعدد أدواري في المستقبل، كما انني مستعدة لتجسيد دور يلامس الواقع. ليس مطلوباً من الدراما أن تنقل الواقع كما هو، وإنما تستطيع التعديل والتطوير نحو الأفضل.

- ما رأيك بالأعمال الدرامية التي تضم ممثلين من أكثر من بلد عربي... هل تضيع فيها هوية العمل، وما سبب شهرة تلك الأعمال؟
ثمة من قدم هذه الأعمال بقصة مستوحاة من واقع غير عربي أساساً، وهناك من قدم هوية عربية عموماً. نحن العرب، تتشابه عاداتنا وتقاليدنا إلى حد ما، لذلك نستطيع أن نعمل بهوية مدمجة تلامس واقع الجميع في مثل تلك الأعمال، بحيث لا ندفن هوية على حساب أخرى، ولكن ذلك مرتبط بالرأسمال والتسويق، وهي أكبر مشكلات الدراما السورية.
فإذا أردنا تطوير الدراما، يجب أن نبدأ من هذه النقطة، لأن الرأسمال أحدث لدينا أزمة ثقافة. ففي تاريخ الدراما السورية، أي منذ 15 سنة إلى اليوم، نجد أعمالاً معدودة جيدة، والباقي قد يقارب المستوى الجيد، وأحياناً كثيرة تكون الأعمال رديئة.

- غالبية الأعمال التي تعرض اليوم وتتناول المشكلات الاجتماعية وخصوصاً أدوار الإثارة... هل تعتقدين أن هذه الأعمال تسيء إلى الدراما السورية، أم أنها واقعية وتؤيدينها؟
في هذه النقطة بالتحديد لا أؤمن بأنصاف الحلول... فهناك أعمال جيدة وأخرى مبتذلة، وهنالك أدوار جريئة وأخرى مبتذلة. وبالنسبة إلي، لا خطوط حمراء في الفن إلا الابتذال، فالعمل المبتذل يسيء ولكن الجريء يعكس الواقع ويناقش قضايا حقيقية يجب الخوض فيها.
وهذا هو دور الفن في أن يحاكي الواقع ويسعى إلى الارتقاء به. وفي اعتقادي أن الجمهور قادرعلى التمييز بين الابتذال والجرأة في طرح القضايا ومقاربة الواقع.

- ما هي مشاركاتك لهذا العام، وهل أنصفك الفن حتى الآن؟
شاركت كضيفة في عملين، الأول «عناية مشددة» للمخرج أحمد ابراهيم أحمد، والثاني «دامسكو» للمخرج سامي جنادي. لم ينصفني أحد حتى اليوم، ولكنني أنصف نفسي لأن إحساس الظلم قاس، خصوصاً أنني مجتهدة.

- صرّحت أكثر من مرة بأن الدراما الشامية مجرد فانتازيا وهي استجرار لنفوذ المعلنين وليست فناً درامياً يؤسس لقراءة واقع جديد. برأيك، هل ينطبق هذا على كل ما قُدم من دراما بيئية، وهل قوبلَت تصريحاتك بالنقد أم تم استبعادك من تلك الأعمال؟
هذا رأيي بكل صراحة وواقعية... فأهم القنوات تعتمد على العمل الشامي لتحصل على أكبر كم من الإعلانات، ولكن هذا العمل ليس شامياً ولا حتى سورياً وإنما فنتازيا... لأن مشاكل الدمشقيين لا تقتصر على الكنّة والحماة، وطبخة اليوم، و«علقة الزعران» في الحارة.
لم أواجه أي استبعاد، فالكثير من زملائي يؤيدون وجهة النظر هذه ولا يستطيع أحد استبعاد الآخرين، ونحن أصحاب هذه الرؤيا نحتاج الى العمل للاستمرار في الحياة في خضم هذه الحرب، ولو كنت مرتاحة مادياً لما عملت إلا بما أرغب به.

- تحدثت أيضاً عن افتقاد الناس للقبضاي، مما جعل تلك الأعمال جماهيرية. هل نفتقر بالفعل إلى تلك الشخصيات في حياتنا اليومية؟
طبعاً نحن نفتقد القبضاي ومتعطشون إلى مفهوم القبضاي، وإذا لم نجده ونلمسه نعمل على اختراعه... كل الحضارات كانت تبدع وتخترع لنفسها هذا القبضاي.
كل أبطال الروايات والأساطير في الحضارات السابقة يتوقون لوجود هذا الشخص القادر الحاكم القوي العادل الذي ينصر المظلوم ويحاسب الظالم.

- تسيطر الوجوه الشابة الجديدة على الدراما السورية، هل من صداقات تجمع بينكم، أم إن التنافس والمشكلات هي سيدة الموقف؟
المنافسة تصبح أجمل مع المحبة وهذا ما أؤكده لكل موهوب في الدراما السورية، وأهنّئ من قلبي كل مجتهد، خصوصاً الفنانة حلا رجب عن دورها في مسلسل «حرائر» بحيث أسرني أداؤها المتقن. هذه الوجوه ستعيد الثقة إلى الدراما وستستمر بها.

- عدم دخولك الفن أكاديمياً، هل يجعلك دون غيرك من الفنانات الأكاديميات؟
الأكاديمية تصقل الموهبة ولا تبدعها، وأنا في سنتي الـ 14 في عالم المسرح والتلفزيون.