فتيات قررن كسر القيود بدراجات نارية 'بنات على موتوسيكلات'

دراجة نارية, سيارة, الرياضة, فتيات

29 سبتمبر 2013

بدراجات نارية وصلت سرعتها إلى الذروة، اخترقن قيود المجتمع الصارمة التي لا تعترف بفتيات قررن تحدي القواعد والخروج عن المألوف، بإبدال السيارة بدراجة نارية تجولن بها في شوارع المدينة الكبيرة. ارتدين بدلة الأمان واعتمرن خوذة السلامة، وانطلقن بأقصى سرعة، يرسمن طريقاً جديداً للفتاة المصرية التي اختارت تحدي الجميع والحصول على لقب آخر بعيد عن الألقاب التقليدية، فتحولن من فتيات عاديات إلى «بنات على موتوسيكلات». لم يلتفتن إلى نظرات المارة التي تركزت عليهن أثناء الانطلاق بالدراجات النارية بسرعة نفاثة، ولم يتوقفن عند إشارات المجتمع التي لم تعطهم الضوء الأخضر للانطلاق، فقررن اختيار ضوء آخر ببصمة جريئة لا تحمل قيوداً. «لها» تلقي الضوء على بنات اخترن «الموتوسيكل» وسيلة مواصلات حرة لا تعترف بالحواجز.


جمعت أريني يوسف بين هواية «الأوتوكروس» (سباق السيارات) وركوب الدراجات النارية، فأصبح لها عالمها الخاص، وتحولت في فترة قصيرة من فتاة مصرية لا يعرفها أحد إلى الفتاة المصرية الوحيدة في سباقات السيارات السريعة، وواحدة من أشهر راكبي الدراجات النارية باحتراف.
هي الفتاة المصرية الأولى التي اخترقت مضمار سباق السيارات الاستعراضية، ودخلت بسيارتها التي أعدتها لنفسها عالم «الأوتوكروس» رغم عدم وجود فتاة أخرى سواها. أعدت سيارتها الخاصة التي صبغتها بملامح مميزة تعكس شخصيتها الحرة، واحتفظت لنفسها بأداء خاص وسط المتسابقين في سباقات السيارات التي دخلتها أريني من أوسع أبوابها، فكان لها براءة المشاركة كأول فتاة مصرية تخترق هذا العالم... لم تكتف بهذا اللقب الذي وضعت إلى جانبه عدداً من الألقاب الأخرى، فامتلكت «موتوسيكل» من نوع خاص لا تصادفه كثيراً بين الشوارع المصرية، لما يحمله من مواصفات يصعب على فتاة عادية الاقتراب منها. اختارت لهواية ركوب الموتوسيكلات نوعاً مميزاً يعبّر عنها، فحرصت على اقتناء الدراجة النارية الأثقل وزناً والأصعب في مهارات القيادة التي أثبتت أريني أنها أهل لها.

قصة حب أريني لرياضة السباق بكل أنواعها بدأت منذ الطفولة، عندما حلمت فتاة «الأوتوكروس» بدخول عالم السباق منذ سنوات عمرها الأولى. لم تقف قيود المجتمع عائقاً أمامها، كما أكدت في حديثها عن تجربتها مع عالم الرياضات الرجالي قائلةً: «بداية دخولي هذا العالم كانت منذ طفولتي. دوماً ما كنت أحلم بامتلاك سيارة سباق خاصة بي، ودخول عالم سباق السيارات الاستعراضية والتجول بين حواجز الأوتوكروس».
تضيف: «بعد سنوات من الأحلام وتشجيع من الأهل، امتلكت أول سيارة سباق، وبدأت التدرّب وإعداد سيارتي لتصلح للسباقات الاستعراضية التي احتفظت فيها بأسلوبي الخاص في القيادة.وأنا الفتاة الأولى والوحيدة في مصر التي تخوض هذه التجربة التي يراها البعض غريبة، ويقر البعض الآخر بأنها تجربة مستحيلة على الفتاة المصرية، وهو ما حاولت إثبات عكسه من خلال اقتحامي هذا العالم وخوضي سباقات السيارات ودخولي المسابقات المحلية التي حصلت فيها على ميداليات وألقاب لا حصر لها إلى جانب رجال تفوقوا في هذا المجال».

« لم تكتف أريني بعالم سباق السيارات، بل قررت التجوّل على دراجة نارية تحمل علامة خاصة دون خوف من نظرات الناس. تقول: «بعدما صنعت لنفسي مكاناً ثابتاً في عالم الأوتوكروس منذ عام 2004، قررت امتلاك دراجة نارية، وحرصت على اقتنائها من نوع خاص جداً، فدراجتي النارية «كروزر» وتعتبر الأصعب والأثقل وزناً، ولا تجرؤ فتاة على قيادتها، لأن التحكم فيها صعب حتى على الرجال».
على دراجتها اعتادت إخفاء شعرها داخل الخوذة، ليفاجأ الجميع بأنها فتاة وليست رجلاً بمجرد نزولها عن الدراجة التي تقودها ببراعة المحترف على الطرق السريعة، وتخرج بها في تجمعات من راكبي الدراجات النارية الذين تستقر أريني بينهم كواحدة من أكبر المحفزين لانتشار الرياضة في مصر.  أما عن النظرات التي اعتادت التعامل معها أثناء ممارسة رياضتها غير المألوفة، فتقول: «اعتدت التعامل مع التعجب والدهشة، خاصةً من مجتمع ينظر إلى الفتاة باعتبارها أقل من الرجل الذي احتل الصدارة في مجتمعنا الشرقي، دون أن يلتفت إلى دخول الفتيات عالم الرياضات التي يقال عنها «رياضة رجالي»، مثل ألعاب الدفاع عن النفس وألعاب القوة التي أثبتت فيها الفتيات تميزهن... ما زال المجتمع يحتاج إلى تغيير ثقافة التقليل من شأن الفتاة والاعتراف بأن الحياة ليست مقصورة على الرجال».

لم تخشَ أريني التجول بسيارتها أو بدراجتها النارية وسط ممرات ورش تصليح السيارات في المنطقة الصناعية التي يعرفها فيها الجميع،. وبمجرد دخولها يحييها الجميع وتقف للتعرف على ما بسيارتها من مشاكل وسط الرجال دون خوف أو قلق من نظرات لم تعد تشغل بالها، بل استكملت خطوات حياتها المتلاحقة بالمشاركة في «غروب» يجمع بين ركاب الدراجات النارية من النوع الذي تقتنيه أريني، لنشر الفكرة في مصر. وتقول: «الغروب الذي أطلقناه للتعريف بنوع الدراجة التي نركبها هو الأول من نوعه في مصر، ونحاول من خلاله تشجيع السياحة عبر ركوب الدراجات وسط الأماكن السياحية ونشر صورنا، إلى جانب الأنشطة الخيرية التي نقوم بها والجولات الترفيهية التي نحاول أن نثبت من خلالها للعالم أن مصر تسير على خطى التطور في هذا المجال. كما نحرص على التواصل مع التجمعات ذاتها على مستوى العالم لتثبيت أقدامنا في هذه الرياضات بين الدول الأخرى».


ثقة بالنفس

فترات عملها داخل المكاتب المغلقة ووسط أجهزة الكمبيوتر مختلفة تماماً عن حياة أخرى اختارت فيها جيسي التميز وتنفيذ ما تحب دون أن تمضي ما بقي من عمرها محتجزة خلف قيود لا تعترف بها. تخفي شعرها خلف الخوذة الضخمة التي تعتمرها، تعدّل وضع قدميها وتمسك بالمقود بقوة وتطلق لدراجتها عنان الطيران بحرية دون قيود... بدأت بمعرفة أنواع الموتوسيكلات ومشاهدتها منذ الطفولة، ثم امتلكت أول موتوسيكل خاص بها قبل ثلاثة أعوام، دخلت خلالها جيسي يحيى عالم الدراجات النارية الذي لا يعرف تفاصيله سوى من قرر خوض التجربة.  «أعشق الأنشطة الخاصة بالدراجات النارية  منذ طفولتي، وهو ما شجعني على دخول هذا العالم»، هكذا بدأت جيسي حديثها عن عالمها المتشابك من أنشطة سريعة لا تعرف الحواجز، وأضافت: «بدأت بموتوسيكل عادي، ووجدت الفكرة تستحق التجربة، بدايةً من تعلم رياضة جديدة ووصولاً إلى ما يعطيه ركوب الدراجات للفتاة من ثقة بالنفس».

وعما واجهها من مراحل مختلفة تقول: «بدأت بموتوسيكل أو دراجة نارية عادية التحكم فيها صعب نوعاً ما لأنها تعتمد على نظام النقل اليدوي، ثم انتقلت إلى امتلاك دراجة نارية صغيرة، وهو ما يناسب الفتيات أكثر، خاصةً لجهة نظام النقل الأوتوماتيكي وسهولة ركوب الدراجة وخفة وزنها، بالإضافة إلى شكلها المميز وألوانها الجذابة».
بحكم مكان سكنها في مدينة الرحاب استطاعت جيسي التجول بالدراجة النارية الصغيرة بحرية دون مضايقات تذكر في المدينة الراقية. لكنها لم تكتف بذلك، فخرجت إلى المجتمع الذي صدمها بنظرات ومضايقات لا تنتهي، فاختارت جمع نماذج أخرى من الفتيات اللواتي عشقن ركوب الدراجات النارية في «غروب» على الفيسبوك، وبدأت من خلاله تحدي المجتمع الذي ما زال غير مقتنع بركوب الفتاة للدراجات النارية.

تقول جيسي: «في البداية كان إقناع الشارع بركوب الفتاة دراجة نارية أمراً صعباً، بدأ التحول بعد فترة إلى واقع ملموس بعد انتشار الأمر وزيادة عدد الفتيات اللواتي قررن خوض التجربة، وهو ما شجعنا على زيادة الضغط على الشارع لقبولنا كفتيات، فأنشأنا مجتمعنا الخاص لراكبات الدراجات النارية، وبدأنا نشر الفكرة من خلال تجمعات ومسيرات بالدراجات في الشوارع».
وتضيف: «ما أتمناه في المستقبل أن يعطي الشارع المصري الفتاة المساحة للتجوال بدراجتها النارية بحرية، وأعتقد أننا قادرات على تحقيق هذا بما نحاول نشره من وعي في الشارع».
جيسي هي الفتاة المصرية الوحيدة التي شاركت في رالي «الدراجات النارية الصغيرة» المصري أو Cross Egypt challenge، وهي مسابقة مصرية تستمر تسعة أيام، يتم خلالها التجوال حول القاهرة بالدراجة النارية الصغيرة.


فتيات بلا قيود

بين شوارع الدقي الراقية، اختارت لنفسها طرقاً متعرجة للانطلاق على دراجة نارية ضخمة اشتهرت بها، تعتليها لينسدل شعرها الطويل من خوذتها المحكمة، مرتدية بدلة سوداء تحكم إغلاقها بعناية...
أزاحت دينا واصف التعليقات الساخرة جانباً، تاركةً مجالاً مفتوحاً لحرية الحركة، واختارت شكلاً مميزاً لدراجتها النارية وهيئتها التي لم تخش التجوال بها وسط نظرات المجتمع المندهشة من مشهد فتاة بشعر طويل تتجول بدراجتها النارية في شوارع الدقي والزمالك والمهندسين على دراجة «هارلي ديفيدسون».
دينا واصف، من الفتيات اللواتي اخترن التحدي الأصعب، تركت آراء من حولها جانباً وأبقت سيارتها الخاصة بالمسافات الطويلة مستقرة تحت منزلها في حي الدقي، واختارت التجوال بدراجتها النارية وسط الشوارع المحيطة... شعور الهواء يتخلل شعرها المنسدل ويصطدم بوجهها مع الموسيقى، التي أبقتها عالية في أذنيها حرصاً على الابتعاد عن تعليقات المارة، هو الشعور الذي وصفته دينا بما يستحق التجربة التي أعطتها ثقة لا يمكن اختراقها مهما تعرضت للمضايقات.

وعن تفاصيل بداياتها مع «الموتوسيكل»، تقول: «في البداية لم تكن الفكرة شائعة في مصر، وقبل سنوات لم يتجاوز عدد الفتيات اللواتي يمتلكن الموتوسيكل اثنتين أو ثلاثاً، كنتُ أولاهن في خوض هذه التجربة. في البداية شعرت بأن الفكرة مجنونة وأصعب من أن يتقبلها المجتمع، لكن عملي في شركة «هارلي» شجعني على تنفيذ الفكرة وامتلاك دراجة خاصة بي، بدأت بالتجوال بها على استحياء في المناطق البعيدة، ثم ازدادت شجاعتي فتجولت بها في شوارع الدقي والزمالك والمهندسين، وغيرها من الأحياء التي بدأت في التعرف عليَّ بمظهري المتميز ولون الدراجة الخاصة بي، وشكل شعري الطويل المنسدل من الخوذة».

تعليقات متضاربة راحت دينا تلتقطها بعد فترة ليست بالقصيرة من ركوبها الدراجة النارية، وحرصت على قياس تغيرها لمعرفة مدى تقبل الشارع لوجودها... أحياناً ما يفاجئها تصفيق من بعض المارة ممزوجاً بعبارات تشجيعية، وأحياناً أخرى تصدمها تعليقات ساخرة أو مضايقات ومحاولات للتضييق عليها أثناء السير... لم تتأثر دينا بالتعليقات بقدر ما أكسبتها ثقة بالنفس ازدادت يوماً تلو الآخر، وكان لها الفضل في تشكيل شخصية جديدة لفتاة «الهارلي» التي قررت التمتع بحياتها رغم رفض البعض.  «حرية وثقة بالنفس وشجاعة وتحدٍ»، هي الصفات التي اكتسبتها دينا بعد فترة من التجربة، كما أكدت في حديثها الذي حاولت نقله لغيرها من الفتيات، مشجعةً على خوض التجربة ذاتها. وهي تشعر بسعادة غامرة عند رؤيتها فتاة أخرى تركب دراجة نارية في شوارع القاهرة، وتحاول دائماً تشجيع الجميع على الانضمام إلى مجتمع فتيات بلا قيود.


القرار الحاسم

رقتها وصوتها العذب وهيئتها الراقية، مواصفات لفتاة مصرية رقيقة يصعب تصديق اعتمارها خوذة ضخمة واعتلائها دراجة جبلية صعبة، اختارت باكينام امتلاكها. بعد سنوات من التردد اتخذت قرارها الحاسم بشراء دراجة جبلية، خرجت بها إلى فضاء الصحراء تاركةً خلفها قيود المجتمع والخوف من النظرات الرافضة والقلق من عدم قدرتها على التعامل مع الأمر. ولم تكتف بشراء الدراجة التي دخلت بها عالم «بنات الموتوسيكلات»، بل قررت شراء دراجة نارية صغيرة تصلح لتجوالها وسط شوارع القاهرة التي تصفها بعدم الصالحة للسير. وقررت التعامل مع النصف الممتلئ من كوب النظرات الإيجابية التي شجعتها على إزاحة الرقة جانباً، والتمتع بشخصية أخرى مختلفة عن شخصيتها العادية.

«أنا مقتنعة تماماً بأن الضغط هو الحل»، هكذا بدأت المهندسة المعمارية باكينام فايز حديثها عن تجربتها مع التجوال بالدراجة النارية الصغيرة والدراجة الجبلية وسط الشوارع وعلى الطرق السريعة.
تضيف: «البداية كانت بعد سنوات من التفكير في خوض التجربة، اقتنعت بعدها بأن الفتاة لها مطلق الحرية في اختيار هوايتها، حتى لو كانت الهواية لا تناسب المجتمع... قررت خوض التجربة واشتريت دراجة جبلية في بداية الأمر بتشجيع من أخي، وانطلقنا بها على الطرق السريعة. أعجبتني التجربة، فقررت بعد فترة امتلاك دراجة نارية صغيرة أو «فيسبا» تصلح للتجوال وسط شوارع المدينة. حرصت في البداية على إخفاء شعري وراء الخوذة والتخفي وراء البدلة الضخمة التي لا تميزني وسط الطريق، سوى لدى الوقوف عند الإشارات التي تجبرني فترات الانتظار فيها على الاستماع إلى تعليقات المارة التي تقبلتها بصدر رحب».

وترى باكينام أن «الثقافة المصرية بشكل عام ليست مستعدة لتقبل أي جديد، ولكن البداية صعبة دائماً، وحتماً ستفرض إرادتنا الحرة نفسها على الشارع بعد فترة، خاصة أن الموتوسيكل ظاهرة يجب تعميمها لما لها من مميزات يحتاجها الشارع المصري، وستؤدي إلى تغيير مشهد الزحام الخانق في شوارع القاهرة تحديداً».
وعن هذه المميزات تتحدث باكينام قائلةً: «الدراجة النارية موفرة في الوقود والوقت، كما أنها رياضة صحية، إلى جانب سهولة ركنها وعدم احتياجها لحيز ضخم مثل السيارة، وأرى أنها الحل الأمثل لمشاكل الزحام والوقود وغيرها من المشكلات التي يعيشها الشارع المصري. أما بالنسبة إلى الفتيات فتحمل الدراجات النارية مواصفات أخرى، على رأسها ما تعطيه للفتاة من ثقة بالنفس وجرأة في الحياة بشكل عام وتحدٍ واضح لأي قيود. وأتمنى أن تنتشر هذه الثقافة في المجتمع من خلال زيادة عدد الفتيات اللواتي تعتبر تجاربهن المشابهة طريقاً جديداً لتغيير ثقافة المجتمع».


حوادث

ضحكة صافية من القلب تنطلق بمجرد شروعها في الحديث، ثقة مفعمة بشجاعة واضحة وقدرة على الدفاع عن القرارات الصعبة، هي المواصفات الغالبة على شخصية هدى حسني، صاحبة «الدراجة النارية الصغيرة البينك» المميز وسط شوارع القاهرة... بدأت تجربتها بالخروج إلى الصحاري الواسعة التي شعرت فيها بحرية. انطلقت بسرعة قصوى تتمتع بما اختارته لنفسها من طريق خالٍ من الحواجز الصناعية، وتشبثت بتشجيع الأهل والأصدقاء على التحول إلى فتاة من نوع خاص.

حادثة تصفها هدى بحادثة الموت، تعرضت لها أثناء انطلاقها بسرعة نفاثة في الصحراء، لم تمنعها من إكمال ما بدأته والتمتع بهوايتها المفضلة في ركوب موتوسيكل خاص بها، وهي النقطة التي كان لها تأثير واضح في حياة هدى التي صارت بعد الحادثة أقوى مما سبق، متحديةً كل الظروف التي قد تمنعها مما اختارته لنفسها كفتاة قبلت التحدي.
«تجربة الموتوسيكل تسمح للفتاة بفعل المستحيل»، بهذا بدأت هدى حديثها عن تجربة الموتوسيكل الذي تحطم تماماً بعد الحادثة. تقول: «الفتاة في مصر اعتادت على النظر إليها باعتبارها كائناً ضعيفاً لا يقوى على المقاومة، وأرى أن تجربة الموتوسيكل كفيلة بتغيير هذه النظرة، فالأمر بالنسبة إلي ليس مجرد رحلة على دراجة نارية، بل هو رحلة في حياة يجب على الفتاة المصرية شقها بشجاعة في مجتمع لا يقبلها».

وتكمل: «عادةً ما أخرج في تجمعات من الشباب والأصدقاء حرصاً على تجنب المضايقات، إلى جانب أن مشهد الموتوسيكلات المجمعة يعطي الفكرة بعداً آخر، فيشكل فرقاً في نظرة المجتمع لراكبي الدراجات بشكل عام، وهو ما شجعني على استكمال التجربة التي اخترت أن أخوضها بكل تفاصيلها».