فراس سعيد: أحمد الله على أن والدي مات قبل أن يرى ما حدث في سورية

فراس سعيد,الجمهور,سورية,الأوضاع,الدراما السورية,مصممة أزياء,مسلسل,التخمة,الدراما التلفزيونية,أعمال فنية,مصر

أحمد مجاهد (القاهرة) 25 أكتوبر 2015

رغم أنه درس هندسة الديكور وعمل في هذا المجال سنوات طويلة، ووقف خلف الكاميرا في أعمال كثيرة، لكنه قرّر أن يقف أمامها كممثل ويحقق نجاحاً تلو الآخر.
النجم السوري فراس سعيد يتكلم على مسلسلاته الثلاثة الأخيرة، وعلاقته بأحمد السقا، ورأيه في خالد الصاوي، والظروف التي حالت دون عمله مع نيللي كريم... ويعترف بأن قلبه محروق على بلده، ويتحدث عن زوجته وأبنائه وهواياته ورسالته إلى الجمهور.


- ما العمل الذي حقق لك نجاحاً كبيراً في مصر؟
أرى أن تجربة مسلسل «الصعلوك» مع الفنان خالد الصاوي قد نجحت، لأن الصاوي ينتمي إلى مدرسة مميزة في التمثيل، ويتشوق الجمهور الى أعماله في مصر كثيراً.
أما مسلسل «ظرف أسود» فلم يأخذ حقه من المشاهدة في رمضان بسبب عرضه الحصري، وأتوقع له النجاح الكبير في العرض الثاني، لكونه مسلسلاً قوياً، والسيناريو المكتوب رائع رغم أن مؤلفه أيمن مدحت خاض به تجربته الأولى في الكتابة، والإخراج أكثر من رائع أيضاً. أما مسلسل «ذهاب وعودة» مع أحمد السقا فهو من الأعمال التي حالفها النجاح المسبق بسبب حب الجمهور لأحمد السقا وأعماله.

- ألم تقلق من مشاركتك في ثلاثة أعمال فنية دفعة واحدة مما يحرقك كممثل لدى الناس؟
الطبيعي أن ذلك قد يحرق الممثل بالفعل، لكنني قبل التمثيل كنت أعمل وراء الكاميرا، في التصوير والديكور، وكنت أقول للممثلين: «إوعى تحرق نفسك»، وهذا العام قررت أن أظهر ضيف شرف في معظم الأعمال الدرامية التي شاركت فيها، فأنا لا تهمني مساحة الدور بقدر ما يستفزني الدور الذي أقدمه لأخرج منه شيئاً مهماً، لذلك لن يمل الناس مني، كما أنني غيرت «اللوك» الخاص بي في معظم هذه الأعمال، لدرجة أن بعض الأشخاص لم يعرفوني، فلست من أنصار أن يظهر الممثل على الشاشة أنيقاً دائماً، فالمهم أن يكون الشكل مناسباً للدور.

- لكنْ هناك ممثلون يخافون على مظهرهم بدرجة كبيرة في أعمالهم الفنية!
 «أنا مش طالع أبرز نفسي»، وأتذكر ذات مرة أن الراحلة ميرنا المهندس لم تعرفني عندما كنت أقدم مشهداً معيناً في أحد الأعمال الفنية لأنني غيرت شكلي، وهذا شيء يشعرني بأنني مختلف دائماً أمام الجمهور، وهناك أشخاص أصبحوا مميزين في تغيير «اللوك» في مصر، لكن يجب أن يتحمل الدور الذي أقدمه ذلك.

- لكن هناك من يرون أن مسلسل «الصعلوك» لم يحقق النجاح المطلوب، ما ردك؟
 بالعكس، العمل نجح والظروف الخاصة بالعمل ككل كانت رائعة، سواء من حيث الجهة الإنتاجية أو الورق المكتوب أو فريق العمل، فهو حالة فنية مختلفة ظهرت من خلال أداء خالد الصاوي في المسلسل، وهو شخصية مختلفة أثناء التصوير عن شخصيته في الحياة، فطريقة تمثيله عبقرية ويصل إلى مرحلة تقمص الشخصية التي يؤديها في أي عمل فني، وحقق ذلك أيضاً الراحل أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز.

- أعلم أن صداقتك بأحمد السقا قديمة، فما سبب تأخر تعاونكما الفني معاً؟
علاقتي بالسقا بدأت عندما أتيت إلى مصر منتصف التسعينات تقريباً، وكان يدرس في المعهد وتربطني به صداقة قوية جداً، وعندما جاء تعاوننا الفني في «ذهاب وعودة» قلنا لأنفسنا «يا نهار أبيض»، وجلسنا نتذكر كل سفراتنا والمواقف التي جمعتنا طيلة السنوات الماضية، وسعدت كثيراً بالعمل معه، والجمهور لمس هذه العلاقة في المسلسل، لأننا سافرنا معاً إلى قبرص في العديد من المشاهد، لدرجة أنه وصل قبرص قبلي لتصوير هذه المشاهد، وكان ينتظر وصولي حتى نخرج ونتنزه معاً.

- هل تشعر بأن مسلسل «ذهاب وعودة» حقق النجاح المطلوب؟
أرى ذلك بالفعل، لكن علينا أن ندرك أن هناك تركيبة مسلسلات خاصة لشهر رمضان، وهناك تركيبة أخرى لبعد موسم رمضان، فلا يمكن أن نجلس مثلاً بعد الإفطار لمشاهدة قصة درامية ثقيلة، لذلك فالمسلسلات الكوميدية هي التي تحقق نجاحاً في رمضان دائماً، مثل أعمال عادل إمام وأحمد مكي، فهي «مهضومة» أكثر في رمضان، في حين أن هناك أعمالاً أخرى ذات قيمة فنية كبرى، تحقق نجاحاً أقل من أي مسلسل كوميدي بسيط.

- كيف ترى مستوى الدراما التلفزيونية في الفترة الأخيرة؟
الدراما تطورت بشكل كبير، وعندما كان الناس يسألونني منذ سنوات عن رأيي في توقف السينما لفترة معينة، كنت أجيب بأنني أتمنى أن تعود السينما في أفضل حال، لكنني أؤكد أن «رُبَّ ضارةٍ نافعة»، فلولا توقف السينما لما تطورت الدراما التلفزيونية الى هذا المستوى في السنوات الأخيرة، بحيث فوجئنا بعودة جميع النجوم الكبار مرة أخرى الى التلفزيون، مثل عادل إمام وأحمد السقا وأحمد عز وكريم عبدالعزيز ومحمود عبدالعزيز، بالإضافة الى ظهور مواهب جديدة، سواء في التمثيل أو الإخراج أو التأليف.

- ألا ترى أن الجمهور شعر بالتخمة من الدراما بسبب كثرة المسلسلات؟
بالفعل تشبّع الجمهور من النوعية المقدمة والمكررة، وليس من كم الأعمال، وهذه مشكلة كبيرة لدينا، فلم أتوقع مثلاً نجاح مسلسل «فرح ليلى» بهذا المستوى عندما قدمته، وكان الناس يستوقفونني في الشارع ويقولون لي «إنه المسلسل الذي يمكن أن نشاهده مع أسرنا»، إذ كان خالياً من أي عنف أو مخدرات أو عري، والجمهور يطالبني بأن أقدم باستمرار مشاهد رومانسية بعيداً من العنف، لأنه تكفينا مشاهد العنف في الأخبار اليومية، فمسلسل «ذات» حقق نجاحاً كبيراً، لأنه جسّد الرومانسيات وذكرنا بأيام الحارة والمدرسة والجامعة، وابتعد عن مشاهد البلطجة والعنف والمخدرات... يجب أن نقدم أعمالاً درامية تبث الأمل والرومانسية في نفوس الناس، وأؤكد أنني أبحث اليوم عن سيناريو في هذه المنطقة لتقديمه إلى الناس في الفترة المقبلة.

- ألا تفكر في تقديم عمل سينمائي؟
أفكر بالفعل في اقتحام السينما، بالتوازي مع أعمالي الدرامية، فلم يعد صحيحاً أن أقدم دراما بينما أبتعد عن السينما، فهذا المنطق كان منتشراً في التسعينات بدرجة كبيرة، كأن يكون هناك نجم سينما وآخر للتلفزيون، لكن الأمر أصبح مختلفاً الآن، ويجب أن نركز كفنانين على السينما والدراما معاً.

- أعلم أنك كنت ستشارك في مسلسل «تحت السيطرة» لنيللي كريم، ما الذي أبعدك؟
 بالفعل كنت سأشارك فيه، لكن حالت بعض الظروف دون ذلك، واستمتعت به كثيراً، وكان من أقوى الأعمال في الفترة الماضية، بالإضافة إلى مسلسل «طريقي» لشيرين عبدالوهاب، كما أعجبت كثيراً بإخراج محمد شاكر للعمل.

- ما سبب عرض جميع أعمالك الدرامية بصورة حصرية؟
هي سياسة خاصة بالبيع تتبعها شركة الإنتاج، وأعتقد أن المسلسلات الحصرية يكون فريق عملها مميزاً ومختلفاً نوعاً ما عن أي مسلسل آخر.

- لكن ذلك قد يقلل من شهرتك ونجوميتك في مصر!
لا أمثل من أجل الشهرة التي تزعجني نوعاً ما في هذه المهنة، لأنني أحب ممارسة حياتي مع أسرتي بشكل طبيعي، وأؤكد أنه لا يوجد أجمل من محبة الناس، لكن لكل إنسان خصوصية معينة، فعندما أكون في مكان ما، أجد أشخاصاً يريدون التقاط الصور معي ومع أبنائي ولا أعرف السبب، أذكر مرة كنت برفقة زوجتي وأبنائي في أحد المطاعم ولم نستطع تناول الطعام حينها بسبب تركيز الناس علينا، وهذه ضريبة الشهرة أحياناً.

- هل تأخذ رأي زوجتك في أدوارك، خاصةً أنها مصممة أزياء؟
بالطبع، ورغم أنها تحترم وجود الستايلست في العمل الذي أشارك فيه، لكنني أعتمد عليها بدرجة كبيرة، فهي مصرية وأحترم رأيها في السيناريو كثيراً، وتساعدني أحياناً في حفظ مشاهدي، لأن لغتي العربية ركيكة، كما أننا لا نختلف أبداً، ويسود علاقتنا التفاهم والثقة المتبادلة.

- ألا تغار عليك؟
هي منفتحة وعقلها كبير، والرجل يلعب دوراً مؤثراً في هذه الناحية.

- هل أعجبتها أعمالك التي شاركت بها أخيراً؟
كانت معجبة بـ «ذهاب وعودة» و «ظرف أسود» كثيراً.

- ما سبب عدم مشاركتك في الدراما السورية؟
لا يوجد إنتاج فني في سورية، لذلك أنا بعيد عنها، وأتمنى من قلبي أن تعود سورية إلى سابق عهدها، ويستعيد الفن السوري أمجاده فأكون أول فنان يشارك في الدراما السورية. أما الفن المصري فموجود ومفهوم للجميع، لدرجة أنني تعلمت اللغة العربية وأنا أعيش في إسبانيا من الأعمال الفنية المصرية.

- كيف ترى الأوضاع في سورية؟
أحب التفاؤل كثيراً وأكره التشاؤم وأعشق الواقعية، وما يحدث في سورية عار بالنسبة إلى أي شخص وشعب يعرف جيداً الشعب السوري وزار سورية سابقاً، فهي بلد جميل وشعبها من أكثر الشعوب التي تحب الحياة، وتهوى الموسيقى و «اللمّة» الحلوة. كما أننا لم نفترق بهذا الشكل ولم تحصل أبداً مشكلة بيننا بسبب اختلاف الأديان مثلما يحدث اليوم. لقد غدروا بنا.

- أشعر بمرارة كبيرة في حديثك!
قلبي محروق على سورية، وأحمد لله على أن والدي توفي قبل أن يرى ما يحدث فيها، وأن مصر استطاعت أن تقف على قدميها مرة ثانية رغم الصعوبات التي عاشتها.

- ما هي أمنياتك لأبنائك؟
أتمنى لهم مستقبلاً واعداً وأفضل من الحاضر الذي نعيشه الآن. ونحن كشعوب عربية لم نسترح يوماً، ويجب أن نعمل بضمير في كل المجالات حتى نتطور، وأن تكون لدينا أهداف كبيرة في حياتنا، مثلما نفذنا مشروع قناة السويس، وأن ننسى الصوت العالي وتوجيه اللوم إلى شخص معين.

- ما هي هواياتك المفضلة؟
أعشق الموسيقى والسفر داخل مصر، وعندما أتيت إلى مصر، قمت برحلات داخلية كثيرة مع أحد أصدقائي، كما أعشق إسبانيا وأوروبا وأميركا أيضاً، وأستمتع بالسفر إلى دبي ولبنان، كذلك كنت أحب قضاء الإجازة في سورية كثيراً، لدرجة أن زوجتي مصرية وعندما زارتها للمرة الأولى أُعجبت بها وشبّهتها بسويسرا... جبل وصنوبر ومناظر جميلة للغاية.

- هل صحيح أنك تجيد الطبخ؟
 (يبتسم) هذه حقيقة، فأنا أستمتع عندما أُعدّ طعام العشاء لزوجتي وأبنائي، كما أجيد طهو أطباق كثيرة، وزوجتي أيضاً طباخة ماهرة.

- رسالتك الى الجمهور؟
«لنبتعد عن الكآبة ونبتسم في وجوه الآخرين، فنشعر في النهاية بأننا سعداء في الحياة، وننجز عملنا بشكل أفضل فيتغير مزاجنا كثيراً».