خدعها ابن الأثرياء فألقت بطفلها بين أكوام القمامة!
رائحة كريهة يصعب على الأنوف تمييزها، أصوات حيوانات ضالة جاءت تبحث عما يسد جوعها، هنا بين مئات الأطنان من القمامة، حيث تتجمع مخلفات سكان القاهرة يومياً، بدأت فصول الجريمة تتكشف لتنسج أحداثاً يصعب على خيال مؤلف الجمع بينها.
جثة رضيع لم تمر على ولادته ساعات قليلة، يعثر عليها أحد العاملين في جمع القمامة بين أنياب مجموعة من الكلاب تنهشها، محاولة استخلاص قطعة لحم من خلف الأقمشة التي تلف هذا الجسد الغض، في مشهد يدمي القلوب وتعجز الكلمات عن وصفه.
حدث غريب
محسن، جامع قمامة يعمل في هذا المجال منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث كان ابن السنوات الست يتنقل مع والده بين العمارات لجمع القمامة منها، واستمر في هذه الوظيفة التي تحتكرها عائلته في المنطقة.
مئات الأطنان من القمامة تتجمع يومياً وتحوي في داخلها آلاف الأشياء، لكن أن تضم جثة طفل، فالأمر ليس سهلاً على هذا الشاب الذي لم يتحمل الصدمة ووقف مذهولاً حتى استجمع قواه واستطاع تخليص الجثة قبل أن تصل لها أنياب الكلاب.
استغاثة
وقف محسن مثل التائه لا يعرف كيف يتصرف، لتنطلق صرخاته طالبة الاستغاثة، في وقت صودف مرور أسامة، ذلك الرجل الخمسيني الذي يمتلك محلاً لبيع بعض المنظفات في المنطقة، حيث كان في طريقه لافتتاح محله. كاد الرجل يبكي عندما شاهد جثة الرضيع التي عثر عليها في القمامة، لكنه تمالك نفسه وأسرع الى المقدم علي فيصل، رئيس مباحث منشأة ناصر، لإبلاغه بالأمر حتى لا يكون محسن عرضة للمساءلة.
أمر متكرر
الأمر لم يكن غريباً على رجال الشرطة، فالواقعة تتكرر كثيراً، حيث علاقة غير مشروعة بين رجل وامرأة تسفر عن حمل سفاح لينتهي الأمر بطفل لا حول له ولا قوة، يُلقى أمام مسجد أو دار رعاية أو في صندوق قمامة. أقوال جامع القمامة في التحقيقات كانت كفيلة بإثارة فضول رجال المباحث، حيث أكد أن الجثة لم تكن ضمن أكياس القمامة التي تم جمعها من المنازل، لكنَّ مجهولاً قام بإلقائها، الأمر الذي يشير إلى أنه ربما تكون والدة الطفل من سيدات المنطقة.
الفتاة الغائبة
كان رئيس المباحث يتلقى المعلومات من مصادره السرية عن أي سيدة كانت حاملاً خلال الفترة الأخيرة، عندما أبلغه ضابط التحقيقات بحضور أحد الأشخاص للإبلاغ عن عودة ابنته المتغيبة منذ ثلاثة أشهر. قبل أن يغلق الضابط هاتفه، سأل عن عمر الفتاة ليأتيه الرد بأنها تبلغ 22 عاماً، الأمر الذي جعله يصمت للحظة ويرسل في طلب هذا الرجل. وقف الرجل يروي تفاصيل الحادثة، حيث كانت ابنته «آية» قد اختفت منذ ثلاثة أشهر، عندما ذهبت لشراء بعض الملابس مع صديقة لها ولم تعد من يومها، وكان قد حضر للإبلاغ عن غيابها في حينه، إلا أنه فوجئ بها تعود في الصباح وتبدو عليها علامات الإعياء الشديد، وتبلغه بأنها خُطفت من جانب مجهولين واحتُجزت في مكان مجهول، لكنها نجحت في مغافلتهم والهروب من دون أن تعرف المكان الذي كانت محتجزة فيه.
لغز العودة
سارع رجال الشرطة في طلب ابنته لمعرفة تفاصيل الواقعة، فكررت الفتاة الرواية على مسامع رجال الشرطة، وأثناء استغراقها في السرد، ورد اتصال من أحد المخبرين الى رئيس المباحث يبلغه بأن أحد سائقي سيارات جمع القمامة شاهد أثناء مروره صباحاً بالسيارة، سيدة تلقي بلفافة في القمامة وهي تتلفت حولها، لكنه ظن أنها تخشى من الكلاب المسعورة في المنطقة، فلم يستوقفها. بلا تردد، أرسل الضابط في طلب هذا السائق.
الاعتراف
من جديد عاد رئيس المباحث الى الفتاة، لكن هذه المرة بمفردها وليسألها عن علاقتها بهذا الرضيع الذي عثر على جثته في القمامة. وقعت الأسئلة على مسامع الفتاة كالصاعقة غير مصدقة أن يكون أمرها قد انكشف، لتبدأ بعدها المراوغة في الاعتراف. قالت «آية» إنها كانت مرتبطة بشاب ثري يسكن في حي مصر الجديدة، حيث عليّة القوم، وعندما تقدم لها شاب بسيط من المنطقة للزواج بها وشعرت برغبة والدها في الموافقة عليه، ذهبت الى صديقها تروي له ما حدث.
وعود زائفة
أضافت «آية» أن صديقها أقنعها بأنه سيتزوجها، واصطحبها لثلاثة أيام الى شاليه تملكه أسرته في العين السخنة، وأبلغت والدها حينها بأنها برفقة إحدى صديقاتها، وهناك أقامت معه علاقة غير شرعية، بعدما أوهمها بأنه سيعود ويطلب يدها من والدها. بدأ الشاب يماطل الفتاة، حتى وقعت الكارثة عندما علمت بأنها حامل منه. بلغت الفتاة في حملها الشهر السادس، وخافت من رد فعل أسرتها فقررت الهرب والذهاب إلى صديقها، الذي أعطاها مبلغاً من المال وطلب منها استئجار شقة تقيم فيها حتى يذهب الى والده ويقنعه بالحضور والزواج بها، لكنه سافر ولم يعد.
طفل الخطيئة
وضعت الفتاة مولودها، ولم تجد أمامها سوى العودة إلى منزلها بعدما نفدت أموالها، ولم تجد طريقاً لإخفاء الفضيحة سوى ترك الصغير بلا طعام حتى خارت قواه من البكاء، فلفّته بقطعة قماش وألقت به في مكان العثور عليه، ظناً منها أنه سيغرق في أكوام القمامة.
عادت «آية» إلى منزلها مدّعية أنها كانت مخطوفة من جانب أشخاص لا تعرفهم، حتى تجد مبرراً لكونها لم تعد بكراً، حتى تهرب من الفضيحة التي أوقعت نفسها فيها بتطلّعها للزواج من ابن الأثرياء، الذي كان ثراؤه مالاً بلا أخلاق.
وقف الأب يلطم خدّيه غير مصدّق ما يسمعه من تفاصيل جريمة ابنته، وبعدما طار من الفرح عند عودتها في الصباح، تمنى موتها في المساء.
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
سيدني سويني تكشف حقيقة خضوعها لعملية تكبير...
إطلالات المشاهير
صورة تجمع الملكة رانيا والعائلة الملكية بأناقة...
إطلالات النجوم
كيم كارداشيان تواصل الجرأة وتتخلى عن حقيبة اليد
إطلالات النجوم
إطلالة نادين نسيب نجيم الجريئة ببودي الليوبارد...
إطلالات المشاهير
دانا الحلاني بصيحة الفستان الأسود القصير
المجلة الالكترونية
العدد 1090 | تشرين الأول 2025
