بفوز الكاتبة سفيتلانا ألكسيفيتش... جائزة نوبل للآداب تدخل دائرة الخطر

الكاتبة,سفيتلانا ألكسيفيتش,جريدة,أوكرانيا,الكتابة السردية

طارق الطاهر (القاهرة) 30 أكتوبر 2015

بفوز الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا ألكسيفيتش بجائزة نوبل للآداب، تدخل هذه الجائزة مرحلة الخطر، بحيث كان من الصعب التكهن باسم الفائز بها طوال أكثر من قرن من الزمن، وأصبحت في السنوات الأخيرة قريبة من تخمينات الأدباء والمثقفين في العالم، لكن الأكثر قلقاً هو تنبّه مكاتب المراهنات الى أهمية هذه الجائزة، فتُجرى مضاربات على الأسماء المرشحة للفوز.
وهذا العام استطاع أكثر من مكتب للمراهنات أن يحدد مجموعة من الأسماء، وكان بينها اسم الفائزة بنوبل، وسبق لهذه المكاتب أن حددت الفائز بالجائزة عام 2010، وهو ماريو فارغاس يوسا، مما أحدث أزمة كبيرة بين هيئة الجائزة التي اتُّهم بعض أعضائها بالتواطؤ في تسريب الأسماء لحساب بعض المضاربين.


ومن بين شركات المراهنات التي وضعت اسم الفائزة على رأس المرشحين للفوز، شركتا ويليام هيل، ونيسرودز، كما لم يتوقف الأمر على شركات المراهنات فقط، إذ استطاعت أكثر من جريدة التنبؤ بعدد من الأسماء المرشحة للفوز، ومنها جريدة «وول ستريت» التي وضعت الفائزة ضمن القائمة المرشحة للفوز.

والجدل حول فوز البيلاروسية سفيتلانا ألكسيفيتش لم يكن فقط لكونها واحدة ممن تم التنبؤ باسمهم، لكنه امتد بعد الإعلان عن اسمها رسمياً، إلى الأوساط الثقافية والأدبية التي رأت في فوزها بالجائزة، انحيازاً الى كونها سياسية أكثر من اعتبارها أديبة خالصة، وهو الأمر الذي بينته لجنة الجائزة عندما أشارت في حيثيات الفوز إلى دور سفيتلانا في التأريخ للأحداث التي مر بها الاتحاد السوفياتي، فجاء في الحيثيات التي أعلنتها سارة دانوس السكرتيرة الدائمة للجائزة: «ظلت سفيتلانا خلال الثلاثين أو الأربعين عاماً الماضية مشغولة برسم خرائط الفرد السوفياتي... وهو تاريخ لا يتكون من أحداث، بل تاريخ للمشاعر الإنسانية، وما تقدمه لنا هو عالم المشاعر الحقيقي. لذا فتلك الأحداث التاريخية التي غطّتها في كتبها المتنوعة، مثل كارثة تشيرنوبيل، والحرب السوفياتية في أفغانستان، هي بطريقة ما ستار لاستكشاف الفرد الروسي، وما وراءه... وفي سبيل ذلك، أجرت آلاف الحوارات مع أطفال ونساء ورجال، قدمت لنا من خلالها تاريخ بشر، لم نكن نعلم عنهم الكثير، وفي الوقت نفسه سجلت تاريخاً للمشاعر والضمير».

وتعد سفيتلانا الفائزة الرقم 108 التي تحوز جائزة نوبل للآداب، والمرأة الرقم 14 التي تفوز بها، كما ترجمت أعمالها إلى ثلاثين لغة عالمية، في حين ليس لها أي كتاب مترجم الى العربية.

الجدير ذكره أن سفيتلانا ألكسيفيتش ولدت في31 أيار/مايو عام 1948 في بلدة غربي أوكرانيا لأب من بيلاروسيا وأم أوكرانية، وتربت في روسيا البيضاء، وعملت صحافية في عدد من الصحف المحلية قبل أن تتخرج في جامعة ولاية بيلاروسيا عام 1972، ثم صارت مراسلة لمجلة «نيمان» الأدبية في مينسك عام 1976. واصلت سفيتلانا ألكسيفيتش مهنة الصحافة والكتابة السردية من خلال المقابلات مع شهود العيان عن الأحداث الأكثر إثارة في البلاد مثل الحرب العالمية الثانية والحرب الروسية الأفغانية وسقوط الاتحاد السوفياتي وكارثة مفاعل تشيرنوبيل.
وبعد الاضطهاد الذي مارسه نظام لوكاشينكو، رحلت عن بيلاروسيا عام 2000. وخلال العقد التالي من 2000 إلى 2011، عاشت سفيتلانا ألكسيفيتش متنقلة بين باريس وغوتنبرغ وبرلين ودول أخرى. وفي عام 2011 عادت إلى مينسك في بيلاروسيا. وبخلاف جائزة نوبل، حصلت على عشر جوائز أدبية وسياسية، كان آخرها جائزة السلام التي قدمها لها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب عام 2013.

ومن أبرز الأعمال الفائزة بنوبل: «أولاد الزنك» 1991، «مفتون بالموت» 1994، «أصوات من تشيرنوبيل»، «آخر الشهود»، «قصص غير طفولية»، و «الوقت من جهة أخرى» 2013.