سعود الكعبي: أحترف الإعلام وأهوى التمثيل...

لها (دبي) 08 نوفمبر 2015

يصنفه البعض بأنه المذيع الإماراتي الأشهر لاعتبارات كثيرة. فسعود الكعبي كان أصغر مذيع إماراتي عرفته شاشة تلفزيون دبي ولم يكن قد تجاوز الـ12 ربيعاً بعد، من خلال تقديمه برامج الأطفال المعروفة وقتها، قبل أن يكبر وتكبر معه أحلامه الإعلامية، فنجده مقدماً للعديد من البرامج المهمة، ومنها ما قاده إلى بيروت للمشاركة في برنامج «تاراتاتا» و «نجم الخليج»... إلى جانب العديد من العواصم العربية.
ورغم ذلك، زاوج سعود بين التقديم التلفزيوني ومهارات كثيرة أبرزها التمثيل، فشارك في العديد من الأعمال السينمائية، كما شارك أيضاً في مسلسلين مختلفين حققا له مزيداً من الشهرة والانتشار.
وفضلاً عن التقديم والتمثيل، يبقى الشعر الغنائي أحد المجالات التي ارتبطت فيها أعمال الكعبي بالعديد من النجوم. يؤكد الكعبي أنه سيسعى في المرحلة المقبلة للتوفيق بين هذه المجالات كافة، خصوصاً الطلة الإعلامية والتمثيل.


«دبي لندن دبي»

- دعنا نهنئك أولاً على النجاح الذي حققه مسلسل «دبي لندن دبي» الذي لعبت فيه دور البطولة؟
في الحقيقة، كان هذا العمل تحديداً بمثابة رهان أساسي لمؤسسة دبي للإعلام، ولقي تشجيعاً كبيراً من مختلف الجهات، خصوصاً مدير قناة «سما دبي» خليفة حمد بوشهاب، كما حرص الفنان القدير أحمد الجسمي باعتباره المنتج المنفذ للعمل على أن يخرج المسلسل بأسلوب مميز، هذا فضلاً عن تفوّق الإخراج والطاقم الفني على أنفسهم في العمل.

- «دبي لندن دبي» هو ثاني دراما تلفزيونية لك، بعد مسلسل «قبل الأوان» الذي قدّمته العام الماضي. أيهما تعتبره تجربتك الدرامية الأكثر أهمية؟
لا يمكن المقارنة بين العملين، فلكل منهما طبيعته وظروفه. لكن وبكل تأكيد، يكتسب الممثل في الدراما عموماً خبرات واسعة مع كل عمل، كما أن طبيعة الدور ومساحته والتصور الإخراجي... كلها عوامل تفرض التمايز بين كل عمل ونظيره، بحيث يبقى لكل مسلسل طابعه المختلف.

- كنت أحد أبرز المذيعين حضوراً على شاشتي «دبي» و«سما دبي» الفضائيتين، ثم وجدناك تتّجه بشكل ملحوظ إلى الدراما السينمائية والتلفزيونية، هل نتوقع أن يأخذك الفن السابع من محيطك الإعلامي؟
الإعلام هو المهنة التي اخترت الانتماء إليها، وهو الاتجاه الذي انجذبت إليه منذ طفولتي، وإذا كان ثمة تصنيف أو فرز بين الاحتراف والهواية، فإنني أحترف الإعلام وأهوى التمثيل، ولولا الأول لما حققت أي نجاح في الآخر.


شغف تمثيلي

- يبدو أن المرحلة المقبلة قد تشهد حضوراً كثيفاً لك في مجال التمثيل، وهو ما قد لا يتناسب مع مهامك كمذيع، لا سيما أن هناك مشروع برنامج فني كبير على قناة «سما دبي» رشحت لتقديمه؟
لا أخفي أن شغفي بالسينما والتمثيل لا حدود له، فهو بالنسبة إلي له مذاق آخر، خصوصاً في الدراما التلفزيونية، لكن هذا لا يعني أن ثمة خياراً لأن يكون حضوري ممثلاً على حساب الطلة الإعلامية.

- على ذكر الدراما التلفزيونية، كيف وجدت حضورك للمرة الأولى بصفتك ممثلاً، على الشاشة التي اعتاد الجمهور إطلالتك عليها «مذيعاً»؟
ترقبت كثيراً انطباعات الجمهور بمجرد بث كل حلقة، وكنت أتابع وسائل التواصل الاجتماعي لحظة بلحظة، لأنها الأسرع في رصد تلك الانطباعات، والحمد لله كانت المؤشرات مشجعة ومحفزة.

- قلت في عدد من تعليقاتك على مسلسل «بعد الأوان» إنك لم تشعر بأن أسرة العمل تختلف كثيراً عما اعتدته في استوديوات تصوير البرامج التلفزيونية؟
هذا صحيح، فنظرة سريعة إلى أسرة العمل ستكون أدق إجابة تؤكد ذلك، ليس فقط لأن العمل من إنتاج مؤسسة دبي للإعلام التي أتشرف بانتمائي إليها، أو لأنني بصحبة زميلين يعملان معي في قناة «سما دبي»، ويخوضان تجربة مشابهة، هما رؤى الصبان وأحمد عبدالله، بل لأنني أعرف جيداً معظم الذين ضمهم المسلسل، وبصفة خاصة المنتج المنفذ الفنان أحمد الجسمي والفنان د. حبيب غلوم، والفنانة ملاك الخالدي والفنانة فاطمة الحوسني وغيرهم الكثير من الوجوه التي ضمها العمل.

- كيف وجدت الوسط الفني، لا سيما أن احتكاكك به إعلامياً، يختلف عن كونك ممثلاً، مرشح لمنافسة آخرين على أدوار مقبلة؟
قبل أن أكون أحد أفراد أسرة «قبل الأوان»، سمعت كثيراً عن انتشار «الشللية» الذي يشير إلى مظاهر المنافسة غير الشريفة في هذا الوسط. لكن على العكس فإن أكثر ما لفت انتباهي خلال التصوير هو غياب الحساسية المفرطة التي لطالما أُلصقت بممثلي الدراما التلفزيونية، فلم أجد سوى علاقات أخوية تربط بين أسرة العمل الفني الواحد، رغم أن تصوير العمل استمر إلى ما يقارب ثلاثة أشهر متتالية.

التلفزيون أوسع انتشاراً

- إلى أي مدى ترى أن قيامك ببطولة «دار الحي» الذي صنف أول فيلم سينمائي إماراتي بموازنة كبيرة وصلت حينها إلى 5 ملايين درهم، هو ما مهّد الطريق أمام قبولك ممثلاً مميزاً؟
لا أصنّف نفسي إلى اليوم ممثلاً مميزاً، بل أعتبر أنني ما زلت في بداية الطريق، لكن ومن دون شك، سمح لي دوري في «دار الحي» باختبار أدواتي كممثل، وبعدها تلقيت عروضاً كثيرة، لكنني لم أكن متعجلاً في تكريس حضوري السينمائي.

- إذاً التحدي المقبل للكعبي سيكون سينمائياً أيضاً؟
على العكس، وبما أن عيني على السينما، أتحمس كثيراً للدراما التلفزيونية. ورغم أن العمل السينمائي أكثر صعوبة، ويتطلب مزيداً من الإجادة، لكن العمل التلفزيوني في المقابل أوسع انتشاراً، ويضمن للممثل حضوراً أكبر لدى شرائح مختلفة من المجتمع، لأن الدراما التلفزيونية تدخل البيوت من دون استئذان، على عكس السينما التي توجب أولاً إقناع المشاهد المفترض مسبقاً بأهمية اتخاذه قرار الذهاب إلى دار العرض، ثم اختيار فيلم بعينه، لا سيما إذا لم يكن ابطال هذا الفيلم من النجوم الذين اعتاد على متابعة أعمالهم.

                 
«من الألف إلى الياء»

- وماذا عن اهتماماتك الشعرية، فقد سبق أن كتبت قصائد غنّاها عدد من كبار المطربين؟
بالإضافة إلى كلمات أغنية شارة مسلسل «قبل الأوان» التي وضع ألحانها فايز السعيد، وغنتها الإماراتية شمة حمدان، قدّمت نحو 7 قصائد قام بغنائها على مدار العام فنانون كثر.

- هل نتوقع أن تعود إلى تقديم برنامج «الميدان» الذي قدمته لسنوات عدة على شاشة «سما دبي»؟
تقديم برنامج «الميدان» وكل البرامج التراثية المرتبطة ببطولات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ولي عهد دبي، تمثل مرحلة مهمة في حياتي المهنية، والعودة إليها شرف كبير لي، لكن أتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من المفاجآت والمشاريع الجديدة التي آمل أن تنال إعجاب الجمهور وقت عرضها.

- يبقى الشعر بمثابة صفحة مختلفة في عطائك الفني ويربطك في هذا المجال تعاون متكرر مع سفير الألحان فايز السعيد في العديد من الأعمال؟
لا أتصور أن تكتمل دائرة عطائي الفني من دون الشعر الذي أجد فيه ذاتي كثيراً. فعلاقة الفنان وكذلك الإعلامي بمحيطه الاجتماعي يجب أن تكون ممتدة، وهذا ما أسعى للتعبير عنه في تلك الأعمال، ولعل أهمها قصيدة «عزومنا فوق السحاب»، المقدَّمة لذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت هذه الأغنية التي تعبر عن انبهاري بقدراتهم القوية التي يثبتون من خلالها أنهم ذوو امكانات خارقة.

- شاركت أيضاً بدور رئيسي في فيلم «من الألف إلى الياء» الذي أخرجه الإماراتي علي مصطفى؟
يعد هذا الفيلم من أهم الأفلام الإماراتية التي تم تصويرها أخيراً، لأنها تُخرج السينما الإماراتية من إطارها المحلي إلى إطار عربي أوسع، مما أتاح للعمل حضوراً مميزاً في مهرجان أبو ظبي السينمائي.

- كنت حاضراً في العرض الإعلامي للفيلم الثلاثي الأبعاد «النبي» الذي أنتجته سلمى حايك، وشارك في إخراجه الإماراتي محمد سعيد حارب، ما رأيك في العمل؟
عمل رائع، وشرف ومكسب للتجربة السينمائية العربية عموماً أن يشارك في إخراج هذا الفيلم العالمي مخرج إماراتي شاب، مما أتوقع أن يكون له مردود إيجابي على مجمل تجربته المقبلة.