رانيا فريد شوقي: أجلت إعلان زواجي لأحمي نفسي

رانيا فريد شوقي,أعمال الفنية,الخلاف,مسرحية,مسلسل,الحالة الرومانسية,المسلسل

مؤمن سعد (القاهرة) 15 نوفمبر 2015

تعترف بأن حالة الرومانسية التي تعيشها اليوم بعد زواجها من رجل الأعمال تامر الصراف، غيّرت كل حياتها. رانيا فريد شوقي تكشف عن لقائها الأول بزوجها، وكيف تم التعارف بينهما، وتتحدث عن علاقتها بابنتيْها فريدة وملك، والخلاف الذي حدث بينهن أخيراً، وحقيقة مشاكلها مع عبير صبري ونجلاء بدر، وسر غيابها عن الدراما طوال العامين الماضيين، والمسلسل الذي وافقت على المشاركة فيه رغم عدم اقتناعها التام به.


- فوجئ الجمهور بزواجك أخيراً من رجل الأعمال تامر الصراف، هل كنت تقصدين التكتّم على الخبر حتى ليلة الزفاف؟
فضلت عدم الإفصاح عن أي شيء قبل الزفاف، لأنني لاحظت أخيراً أن الهجوم على الآخرين أصبح أمراً عادياً حتى لو كانوا يفعلون شيئاً لا يخص أحداً غيرهم، خصوصاً في مسألة الزواج، ولذلك أجّلت الإعلان عن الخبر حتى أحمي نفسي من أي هجوم قد أتعرض له.
ورغم ذلك، وجدت بعد إعلان الخبر بعض التعليقات غير اللائقة، لكنني لم أهتم بها، خصوصاً بعدما لمست الفرح والسعادة لدى الكثيرين ممن حرصوا على تهنئتي وتمنوا لي السعادة في حياتي الجديدة، وهؤلاء من أهتم بهم. أما من يحاول التدخل في حياتي الشخصية فلا أشغل نفسي به، لأنه لا يستحق مني إلا الإهمال.

- كيف تم التعارف بينكما؟
تقابلنا للمرة الأولى من طريق الصدفة، أثناء جلوسنا مع إحدى الصديقات المشتركات بيننا، وبدأت العلاقة بيننا كصداقة أولاً، ثم تحولت إلى قصة حب، وكل ذلك في غضون ثمانية أشهر، أعتقد أنها كانت كافية لنتعرف إلى بعضنا وعلى طبيعة ظروفنا، خصوصاً أنني أم لابنتين، وهو أب لفتى في الرابعة عشرة من عمره، وكنا حريصين على أخذ آراء أولادنا وألا يسبب لهم زواجنا أي إزعاج. وبالنسبة إلى ملك وفريدة فقد تعرفتا إليه وأحبّتاه كثيراً، لأنه في النهاية يدرك جيداً معنى الأبوة ويعرف كيف يتعامل معهما بالشكل الذي يليق بعمريهما.

- هل هو متفهم لطبيعة عملك كفنانة؟
نعم، ولمست فيه ذلك في بداية علاقتنا، فهو يقدّر تماماً عملي ويشجعني على النجاح فيه، كما أنه يعمل في مجال الدعاية والإعلان، وهو قريب من الفن إلى حد ما، وأصبحت آخذ رأيه في الأعمال الفنية التي تعرض عليَّ، كما أن الانسجام والتفاهم بيننا لم يكن في تلك النقطة فقط، بل إن هناك أشياء كثيرة مشتركة بيننا، لدرجة أنني أشعر أحياناً بأننا نفكر بطريقة واحدة، وأكثر ما أعجبني في علاقتنا أن كلاً منا لا يريد أن يغير في الآخر شيئاً، بل نحاول التأقلم مع طباعنا المختلفة، وأعتبر أن ارتباطي بتامر هدية من الله.

- ماذا يعجبك في شخصيته؟
رزانته ورجاحة عقله، أيضاً أعشق لحظات جنونه، وأحب طيبته وحنانه، فهو تركيبة جذبتني بكل ما فيها، فكل منا يكمل الآخر ويضيف إليه، وأتمنى أن نظل معاً إلى آخر العمر، لأنه الإنسان الوحيد الذي كنت أنتظره ليشاركني حياتي.

- إلى أي مدى غيّرت هذه الحالة الرومانسية في أسلوب حياتك؟
غيرت كل شيء، فأي امرأة تتمنى الاستقرار في حياتها العاطفية، وهذا ينعكس على كل شيء في حياتها، سواء المهنية أو الشخصية، وتختلف المرأة عن الرجل في تلك النقطة بالتحديد، ولا تحقق كل الزيجات الاستقرار والأمان، لكن هذا لا يظهر إلا بعد الزواج، لكن عن نفسي أرى أنني أصبحت في عمر يجعلني أختار بشكل صائب، فأنا اليوم أشعر بالراحة والأمان في كل شيء، سواء العاطفي أو المادي أو العائلي، كما أن زوجي عوّضني عن غياب والدي رحمه الله، وهو أمر نادراً ما يصدر من رجل، بل أعتبر نفسي محظوظة بأنني وجدت رجلاً يستطيع أن يقترب من تلك المسألة.

- ألم تقلقي من تجربة الزواج للمرة الثالثة؟
الحياة تستحق منا الأمل في المستقبل، والسعادة تستحق أن نبحث عنها. وحتى لو ضللت الطريق في إحدى المرات، فيجب أن أسلك الطريق الصحيح، ونحن نعيش تجارب متنوعة، والأهم أن أتعلم من تجاربي السابقة وأحاول أن أصحح أخطائي، والحمد لله أعيش اليوم أسعد لحظات حياتي بعدما قابلت توأم روحي.

- ما سبب ابتعادك عن الدراما لمدة عامين متتاليين؟
لم أجد العمل الذي يحمّسني للمشاركة فيه، وقد عرض عليَّ العديد من السيناريوات الدرامية، لكنني رفضتها كلها لأنها كانت تركز على العنف، خصوصاً أن قناعتي تتلخص بأنه لا بد من التخفيف من تلك الأعمال وتعزيز الأعمال التي تعتمد على البهجة والكوميديا.
فعلى مدار السنوات الأربع الأخيرة، كانت الأعمال الدرامية تركز على العشوائيات والظلم والعنف والألفاظ الخادشة للحياء، في ظل انعدام الأعمال الرومانسية والكوميدية والاجتماعية. وأعتقد أن هذا ناتج من محاولاتنا تقليد الغرب من دون النظر إلى أن عاداتنا وتقاليدنا التي ترفض ذلك، فنحن نحتاج إلى تغيير شكل الدراما الذي اعتمدناه أخيراً، لكي نسمح للجمهور باختيار الأفضل.

- معنى ذلك أنك ضد المسلسلات التي عرضت أخيراً؟
 لست ضدها، وإنما أرفض المستوى الذي يقدم في أغلبها، فالفن وظيفته الارتقاء بالمجتمع، وهذا يعني أنه يجب ألا نعرض على الشاشة الألفاظ التي يرددها البعض في الشارع، ونشكو بعدها من أن كثيرين فقدوا أخلاقهم من دون أن نعترف بأن الفن أحد أسباب الانحدار الأخلاقي في المجتمع.
ورغم أن الأفلام السينمائية تقدم ذلك، لكنني لا ألومها لأن الجمهور هو الذي يختار مشاهدتها من عدمه، على عكس الدراما التي تقتحم المنزل من خلال شاشة التلفزيون وتشاهدها كل الفئات العمرية، وقد حاولت الابتعاد عن تلك النوعية من المسلسلات، لكنني وجدت نفسي أجلس في منزلي ولا أعمل لسنوات عدة، ولذلك تنازلت بعض الشيء حتى أعود مجدداً.

- هل تعتبرين مشاركتك في مسلسل «نسوان قادرة» تنازلاً منكِ؟
 اختياري له لم يكن عن اقتناع تام، وإنما لأنه كان أفضل ما عرض عليَّ من تلك النوعية من الأعمال الدرامية، فهو لا يحتوي على ألفاظ خادشة للحياء، بل يناقش قضايا جريئة من خلال ثلاث فتيات يعشن في بيئة فقيرة، لكنهن يغيرن حياتهن بطرق مختلفة، وتتلاحق الأحداث لتكشف رحلة صعود كل منهن، والأخطاء التي وقعن فيها كي يصبحن ثريات، والمصير الذي وصلن إليه في نهاية الأمر.
كما يشاركني في بطولته، عبير صبري ونجلاء بدر، وهو من إخراج أحمد عاطف، وقد طلبت من المخرج والمؤلف حذف أي ألفاظ أو إيحاءات في الدور الذي أقدّمه، ووجدت تعاوناً منهما، بل إنهما حاولا حذف بعض الألفاظ من السيناريو من دون الخلل بالسياق الدرامي.

- وما حقيقة وجود خلافات بينك وبين عبير صبري ونجلاء بدر على ترتيب الأسماء؟
 لم يحدث ذلك على الإطلاق، ولم أشترط في التعاقد بيني وبين الشركة المنتجة وضع اسمي في المقدمة، لأن العمل يعتمد على البطولة الجماعية وليس المنفردة، وبالتأكيد لدى مخرج المسلسل ومنتجه رؤية خاصة بالشكل الذي ستظهر فيه الأسماء، ولم أحاول الاستفسار عن ذلك، لأنني بطبيعتي أحب التركيز على دوري أكثر من أي شيء آخر، ومقتنعة تماماً بأن ترتيب الأسماء لا يصنع فناناً، وإنما إعجاب الجمهور بالشخصية التي أجسدها هو النجاح الحقيقي بالنسبة إلي.

- وماذا عن مسلسل «الأستاذ بلبل وحرمه»؟
 سعيدة بمشاركتي في هذا العمل، لأنه يدور في إطار كوميدي اجتماعي، ويناقش القضايا والمشاكل التي تواجه الأسر المصرية في حياتهم اليومية، وكيف يتم التصرف حيالها ومحاولة التغلب على الظروف الصعبة، وذلك من خلال زوجين يتعرّضان للعديد من المواقف الغريبة والكوميدية، وهو من إخراج رائد لبيب وتأليف علاء عبدالنعيم، ويشاركني بطولته فتحي عبدالوهاب، كما نستكمل حالياً تصويره بعد توقف قصير، ومن المفترض أن يتم عرضه في عدد من القنوات بمجرد الانتهاء منه.

- ما سبب عدم قبولك المشاركة في دراما الأجزاء؟
لأن غالبية مسلسلات الستين حلقة تعتمد بمقدار كبير على المط والتطويل، وأشعر بأن العصر الذي نعيش فيه يحتاج إلى تقليص عدد الحلقات إلى ما دون الثلاثين حلقة وليس زيادتها. لكن إذا عرض عليَّ عمل مميز ويتناول قضايا عدة مهمة فسأشارك فيه، وحتى اليوم لم يحدث ذلك.

- لماذا عدت إلى المسرح من جديد بمسرحية «بابا جاب موز»؟
المسرح أبو الفنون، ووجودي فيه يمثل قيمة كبيرة لي، لأنني من خلاله أقابل الجمهور وجهاً لوجه، لكن المسرح تعرض لوعكة في الفترة الماضية، وبالتحديد قبل عام 2010، وشهد عزوفاً من الجمهور والنجوم أيضاً، كما انسحب القطاع الخاص من تقديم مسرحيات جديدة ولم يتبق سوى مسرح الدولة، كل ذلك أثر كثيراً في المسرح، وكان يحتاج إلى الوقت ليقف على قدميه ثانية.
وأعتقد أنه تجاوز المحنة وبدأ يستعيد قواه هذا العام، والدليل على ذلك عودة النجوم إليه، وكان آخرهم الفنان الكبير يحيى الفخراني، الذي يقدم حالياً مسرحية «ليلة من ألف ليلة»، ومن قبله أحمد بدير في مسرحية «غيبوبة»، وأشرف عبدالباقي في «مسرح مصر» وغيرهم الكثير، لذا تحمست للعودة إلى المسرح من جديد، وما شجعني أكثر على خوض التجربة أنني وجدت نصاً كوميدياً جيداً ومحترماً يليق بالمشاهدين.

- معنى ذلك أنك ستكرّرين التجربة في مسرحيات أخرى؟
لن أترك المسرح مرة أخرى، يمكن أن آخذ إجازة لفترة لا تتجاوز العام، أستطيع من خلالها أن أكمل مشروعاتي الدرامية، وعودتي في المرة المقبلة ستكون من خلال مسرح الدولة وليس القطاع الخاص، لأنه أصبح يقدم أعمالاً مميزة ورائعة، ولديه جمهوره الخاص الذي أتمنى أن أصل إليه.

- ما سبب ابتعادك عن تقديم أي أعمال سينمائية لسنوات طويلة؟
المسألة ليست متعلقة بي، لكن يبدو أن السينما قد أصبح لها نجومها وترفض دخول أي فنان آخر إليها، كما يعلم الجميع اليوم أن السينما في أسوأ حالاتها، والدليل على ذلك أن معظم الأفلام المعروضة ليست بالمستوى المطلوب، ولا يظهر إلا عمل أو اثنان على الأكثر في العام يستحق الإشادة، مثل فيلم «الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز، و «الجزيرة 2» لأحمد السقا، وهذه مأساة بكل المقاييس، لأن السينما المصرية كانت الأولى على مستوى العالم العربي، وأتمنى أن تعود مجدداً إلى مكانتها في أقرب وقت.

- هل هناك أعمال فنية تندمين على تقديمها؟
أظن أنني وصلت حالياً إلى مرحلة النضج الفني، وهذه المرحلة تجعلني أنظر إلى بعض الأعمال التي قدمتها في بداياتي بعدم الرضى، وأحياناً أشعر بأنه لو عاد بي الزمن الى الوراء فسأرفض تقديمها، لكن كل تجربة في حياتي أضافت إليّ شيئاً، ولذلك أفضل عدم الإعلان عن أسماء تلك الأعمال، وفي الوقت نفسه هناك أعمال أتمنى أن أكرر حالياً تجربة تقديمها لتظهر بشكل أكثر نضجاً، ومنها شخصية «أمونة» في مسلسل «خالتي صفية والدير»، ودوري في مسلسل «الضوء الشارد».
ورغم ذلك، أفتخر دائماً بمشواري الفني وأسعد به، لكن الفنان يسعى إلى الأفضل ويحلم بالمزيد، وهذا أكثر ما يميزه.


هذا ما أجده في ابنتيَّ

- ما نوع علاقتك بابنتيك فريدة وملك؟
نحن صديقات ولا أتعامل معهما بصفتي أمهما، خصوصاً بعدما كبرتا في العمر، ففريدة أصبحت اليوم في الخامسة عشرة من عمرها، وملك تصغرها بعامين، لكنني للأسف أشعر بأن هذا الجيل لا يميل إلى حياة الأسرة بقدر اهتمامه بالأصدقاء، وهذا ما أجده في ابنتيَّ، كما أن أغلب وقتهما الذي تقضيانه في المنزل تكونان مشغولتين خلاله بالجلوس على الإنترنت، فهما لا تشاهدان التلفزيون أبداً، وحتى المسلسلات تتابعانها عبر الإنترنت، فالتكنولوجيا غيرت أشياء كثيرة وجعلت هذا الجيل مختلفاً عن أهله، ولأنني لاحظت ذلك فقد حاولت أن أتعامل معهما بثقافة العصر الذي نعيشه، وليس بالطريقة التي نشأت عليها.

- هل تعانين في تربيتهما أكثر مما كانتا في طفولتهما؟
هذه حقيقة، فرغم أنهما أصبحتا تتحملان مسؤولية نفسيهما إلى حد كبير، لكن قلقي عليهما كأم أصبح أكبر بكثير، كما أن مسألة التعامل معهما أصبحت أصعب، ففي طفولتهما يمكنك التحكم فيهما، لكن الآن أصبحت لكل منهما شخصيتها المستقلة وآراؤها التي يمكن أن تتعارض مع رأيي الشخصي، مما يجعلني أدخل معهما في نقاشات عديدة كي أقنعهما بوجهة نظري.

- ما أكثر نقاط الخلاف بينكن؟
ترغب ابنتاي في نقل إقامتهما إلى الولايات المتحدة الأميركية، لتعيشا هناك مع شقيقي، وهذا ما أرفضه، لأنني لا أستطيع الابتعاد عنهما، وفي الوقت نفسه لا أتحمل العيش خارج مصر، كما لا أريد أن أقف أمام رغباتهما وأحلامهما، ففريدة تريد أن تكمل دراستها هناك، وملك تحلم بأن تصبح فنانة عالمية، كما تحب حالياً أن تمثل أمام الكاميرا وتنشر الفيديوات عبر الإنترنت. وبعد محاولات جاهدة، اتفقنا أن نؤجل خطوة السفر إلى أن تنتهي فريدة من المرحلة الثانوية على أن تبدأ الدراسة الجامعية في أميركا.

- هل كنت تشبهينهما في شبابك؟
ليس ذلك بالضبط، لكن هناك صفات متقاربة بيننا في أشياء أخرى، مثلاً فريدة تشبهني في الطيبة، على عكس ملك التي تبدو قوية وقادرة على أخذ حقها من أي شخص، كما تتأثر فريدة بأي موقف وتتسلح بالبكاء.

- هل أنت ضعيفة؟
كنت كذلك في شبابي، لكنني الآن أصبحت أقوّي نفسي، وأحاول أن آخذ حقي من دون مساعدة مَن حولي، كما صرت أحبس دموعي ولا أبكي أمام أحد، وهذا ناتج من مروري بالعديد من التجارب التي زوّدتني بالخبرة في التصرف إزاء أي موقف قد أتعرض له، بالإضافة إلى تعزيز الثقة بالنفس.

- هل تأخذين رأيهما بأعمالك الفنية؟
لا آخذ رأيهما في أي عمل جديد يعرض عليَّ، لكنني أحرص على معرفة ردود أفعالهما بعد عرض العمل. وأكثر ما يسعدني أنهما تقولان لي رأيهما بصراحة ومن دون مجاملة، واكتشفت أنهما تهتمان بأدق التفاصيل في العمل، شكل الصورة وطريقة الإخراج والديكورات، وأحياناً تلفتان نظري إلى أشياء لم أنتبه إليها من قبل. ومن أكثر أعمالي الدرامية التي نالت إعجابهما، مسلسلا «خاتم سليمان» من بطولة خالد الصاوي، و «نقطة ضعف» الذي شاركني بطولته جمال سليمان.

CREDITS

تصوير : محمود عاشور