"تكريم" تتوج مجموعة من المبدعين العرب في دبي

تكريم,جائزة,المبدعين العرب,دبي,إحتفال,مفكرين,إنجازات,الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان,مبادرة تكريم,ريكاردو كرم

لها (دبي) 05 ديسمبر 2015

أُقيمت في دبي أخيراً احتفالية استثنائية لتكريم مجموعة من المبدعين والمفكرين وأصحاب الإنجازات من الشخصيات العربية. وفي حضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الإمارات، و800 شخصية عربية وعالمية مهمة، استضافت دبي حفل توزيع جوائز مبادرة «تكريم» السنوية في دورتها السادسة، معلنة عن اسماء عربية أبدعت، فجعلت العالم ينحني أمام انجازاتها. وللسنة السادسة على التوالي، ورغم الصراعات الدامية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية، لا تزال مبادرة «تكريم» التي أسّسها الإعلامي ريكاردو كرم تكمل مسيرتها لتبرز للعالم الوجه الحضاري للعرب وما يكتنزونه من قدرة على الإبداع والتميّز في المجالات كافة.

في كلمة الافتتاح، هنّأ الشيخ نهيان بن مبارك الفائزين والفائزات، مؤكداً الاعتزاز بإسهاماتهم في شتى مناحي الحياة، قائلاً: «نَعتبِرُهم عن حَق، وبِجدارة نماذج تحتذى، في القيادة والرِّيادة، بل ونعتبرُ إنجازاتهم، علامةً واضحة، على حيويةِ هذه الأمة، وثرائِها المُتَدَفِّق...».


الأمل بالغد العربي

قال ريكاردو كرم مؤسس مبادرة «تكريم»، في كلمته الافتتاحية للحفل: «أجدّد إيماني مع فرانكي لاين وفيروز بأن خلف الليل العاتي يعلو سراج، سراج يحيي الأمل بالغد العربي المضيء، وأجدّد إيماني بنور العلم والتقدّم لا بنار تحرق البلاد والأفئدة، وأُجدد إيماني بنور العلم والتقدّم لا بنار تُحرق البلاد والأفئدة». كما أشار إلى دبي محتضنة احتفال هذا العام بالقول: «دُبي مدينة ارتبط حاضرها وماضيها بالتحدّي، بالازدهار، بالمغامرة وبالانفتاح، دبي نموذج يُحتذى، في زمن عربي تتساقط فيه المدن والقرى ركاماً فوق رؤوس أهلها وأطفالها، وتُدكّ المعالم الحضارية بأسلحة الجهل والتعصّب والجنون».


أما المكرمون فهم:

فضلو خوري (لبنان): تسلّم د.فضلو خوري عام ٢٠١٥ رئاسة الجامعة الأميركية في بيروت، ليصبح الرئيس السادس عشر لهذا الصرح الأكاديمي العريق، بعدما طوّر مقاربات علاجية استهدافية على مستوى الجزيئيّات لسرطان الرئة والرأس والعنق.

خالد الخضير (المملكة العربية السعودية): المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «جلوورك»، التي تعمل على تمكين المرأة من الدخول إلى سوق العمل في السعودية، والذي مكَّن «جلوورك» من الفوز بجائزة الابتكار العالمية. احتلّ المركز الثالث من بين أفضل 30 شخصية خليجية مؤثّرة.

مؤسسة الكمنجاتي (فلسطين): من مخيم الأمعري للاجئين، أطلق رمزي أبو رضوان مؤسسة «الكمنجاتي» غير الربحية في عام 2002،  والتي ترمي إلى إقامة مدارس موسيقية تفاعلية للأطفال الفلسطينيين.

الحركة البيئية اللبنانية (لبنان): تعمل على مواجهة التحديات البيئية التي يشهدها لبنان والحفاظ على إرثه الطبيعي والثقافي. وقد تمكّنت من إطلاق المرصد البيئي للتغيّر المناخي، ووضع الخطّة المستدامة لإدارة النفايات الصلبة. كما عملت على مناهضة بناء السدود العشوائية وإيقاف أعمال الردم على الشاطىء اللبناني وغيرها من القضايا البيئية الملحّة.

فيان دخيل (العراق): إحدى النائبين الايزيديين الوحيدين في البرلمان العراقي. حازت اهتماماً دوليّاً بعد المساعدة التي قدّمتها للايزيديين الذين كانوا يتعرّضون للتعذيب إثر اجتياح «داعش». مثّلت الايزيديين في المؤتمر الدولي للأديان، وأطلقت عليها قناة «سي إن إن» لقب «امرأة العام ٢٠١٤» من دون منازع.

روان بركات (الأردن): أول كفيفة عربية تدرّس المسرح وتشارك فيه كممثّلة ومخرجة. أنشأت مؤسسة «رنين» التي تعمل على إطلاق قصص صوتية للأطفال لتنمية مهاراتهم الاستماعية والتواصلية من خلال طرق تعليمية ثورية، كما افتتحت نحو 150 مكتبة صوتية تضمّنت قصصاً لأهمّ المؤلّفين العرب، وحازت جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي لعام ٢۰۰٩.

جمانة عودة (فلسطين): من أبرز الناشطات في مجال الصحّة والعمل الإنساني وحقوق الطفل في فلسطين، حصلت على جائزة نوبل للطفولة لعام ٢٠٠٨، متخصصة في طبّ الأطفال، وقامت بتأسيس مركز «الطفل السعيد» في رام الله.

نبيل حبايب (لبنان): الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا منذ عام ٢٠٠٤، يقود النموّ الإقليمي للشركة مع التركيز على تعزيز الشراكات وتحفيز الابتكار المحلّي وتمكين الكوادر البشرية ومناصرة دور المرأة في قيادة الأعمال. يشغل عضوية مجلس الإدارة الإقليمي لـ «إنجاز العرب»، ومعهد دول الخليج العربي في واشنطن وغيرها.

منظمة إنقاذ الطفولة (الشرق الأوسط ): منظّمة دولية تُعنى بتحسين مستوى معيشة الأطفال في جميع أنحاء العالم، وقد تأسست في الولايات المتحدة الأميركية في عام ١٩١٩، وهي موجودة في الشرق الأوسط منذ عام ١٩٥٣ حيث تقدّم خدماتها لحوالى ١٨١ مليون نسمة من خلال إدارة سبعة مكاتب محلية، وتدعم الإغاثة الطارئة لإنقاذ حياة الكثيرين من الأطفال. 

د.غازي القصيبي (السعودية): كان أديباً وقدوةً سياسيةً ومفكراً معروفاً، تمّ اختياره ليكون عضواً في وفد سلام سعودي- يمني، ليتمّ تعيينه بعدها وزيراً للصناعة والكهرباء، كما كان وزيراً للصحّة، ثم سفيراً للمملكة في البحرين والمملكة المتحدة، وأخيراً وزيراً للمياه وللعمل، قبل وفاته عام ٢٠١۰.

ممدوحة السيد بوبست (لبنان): كانت مناصرة شرسة لقضايا التعليم، العناية الطبية والعدالة الاجتماعية، عملت مع منظمة الصحة العالمية، ثم مع منظمتيّ اليونيسيف واليونيسكو في عام ١٩٥٧، قبل ان يكلّفها رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك الراحل رشيد كرامي بشغل منصب مندوبة لبنان في الأمم المتحدة.

رياض الصادق (فلسطين): أسّس مع خلف الحبتور شركة «الحبتور» للمشاريع الهندسية والتي تعمل في مختلف بلدان الخليج والشرق الأوسط، على تنفيذ مشاريع ضخمة، يتولى حالياً منصب رئاسة مجموعة «الحبتور ليتون» وبعض الشركات التي يمتلك العديد منها، بدأ حياته المهنية في المملكة العربية السعودية حيث كان رئيساً للمهندسين في المنطقة الشرقية وذلك قبل انتقاله الى دبي.

هلال الساير وزوجته مارغريت (الكويت): أسسا «الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى» والمعروفة بـ «كاتش» لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المرضى وأهاليهم، وشغل د. هلال منصب عميد كلّية الطب في جامعة الكويت ووزير الصحّة سابقاً، وتمكّنت مارغريت من نشر الوعي في الكويت والشرق الأوسط، بضرورة توفير الرعاية التلطيفية للأطفال، كما افتتحت مستشفى «بيت عبدالله» لرعاية الأطفال في عام ٢٠١٢.


علامات بارزة في المجلس التحكيمي

يضمّ المجلس التحكيمي لمبادرة «تكريم» كلاً من: الملكة نور الحسين، الأميرة بندري عبدالرحمن الفيصل، الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز، الشيخة مي الخليفة، الشيخة بولا الصباح، الدكتور الأخضر الإبراهيمي، توماس ابراهام، الشيخ صالح التركي، الدكتورة فريدة العلاقي، سمير عساف، سمير بريخو، كارلوس غصن، نورا جنبلاط، الدكتور أحمد هيكل، عيسى أبو عيسى، الليدي حياة بالومبو، الروائي مارك ليفي، رجا صيداوي، أسماء صديق المطاوع.


تكريم

هي جائزة سنوية تُقدّم للعرب أصحاب الإنجازات المميزة في فئات عدة. أسسها ريكاردو كرم عام 2010، وتهدف إلى نشر التفوّق العربي في مختلف المجالات والميادين، وقد سمّيت في الدورات الأولى بـ «مبادرة تكريم» وتحولت لاحقاً إلى «تكريم».

فئات الجائزة هي: المبادرون الشباب، الإبداع الثقافي، المرأة العربية الرائدة، الخدمات الإنسانية والمدنية، المساهمة الدولية في المجتمع العربي، الإبداع العلمي والتكنولوجي، التنمية البيئية المستدامة، الابتكار في مجال التعليم والقيادة البارزة للأعمال، فضلاً عن جائزة إنجازات العمر.

أقيم الحفل الأوّل لمبادرة «تكريم» في كازينو لبنان في بيروت، وحفلها الثاني في الدوحة القطرية، وأُقيمت في موسمها الثالث في المنامة في البحرين، وفي عام 2013ُ عقدت في معهد العالم العربي في باريس، ثم في مراكش، وأخيراُ في دبي.

حضور نسائي رائع
​الحضور النسائي في حفل «تكريم» لهذا العام كان مميزاً، فقد قدمت الحفل كما جرت العادة الإعلامية ليلي الشيخلي، بينما كان عدد المكرمات يمثل نصف عدد المكرمين.

هل تتحول «تكريم» الى منتدى سنوي؟
أكد ريكاردو كرم ان الحدث ليس حفلاً سنوياً، بل هو عمل يومي واجتماعات ومناقشات متعمقة، حيث يتم التحضير عقب انتهاء الدورة السادسة للدورة الجديدة، بمشاركة اعضاء لجان التحكيم، وخمس طلاب من كل جامعة على امتداد الوطن العربي لتبنّي المبادرات والانجازات الابداعية وكيفية التطوير.