أول مدرّبة لكرة القدم على مستوى الخليج الإماراتية حورية الظاهري

حورية حسين الظاهري, مدربة, كرة القدم, الزواج

27 أكتوبر 2013

حصلت حورية حسين الظاهري مدربة فريق الريم الإماراتي للسيدات على الرخصة الدولية فئة A لمدربات كرة القدم، وهي أعلى تصنيف لمدربي كرة القدم معترف به من الاتحاد الآسيوي، وأصبحت بذلك أول سيدة على مستوى الإمارات والخليج تحصل على هذه الرخصة، وهو ما يعد إنجازا كبيراً لكرة القدم الإماراتية. و قالت الظاهري إن عملها كمدربة لا يمثل تحدّيا للرجل الإماراتي، كما أن الزواج لن يقف حجر عثرة في طريق استمرارها في التدريب، مؤكدة أنها تمارس حياتها العادية كفتاة إماراتية من حيث الاهتمام بالموضة أو الماكياج، ذلك أن كرة القدم، منذ أن تعرفت عليها ومارستها، لم تكن حائلا بينها وبين اهتماماتها الحياتية.

عن البداية مع اللعبة قالت: « كانت بدايتي مع الساحرة المستديرة أو كرة القدم مع إخوتي في البيت، ثم انتقلت الهواية إلى المدرسة مع الزميلات في حصص التربية الرياضية. وشجعتني مدرسة التربية الرياضية والمدرب أحمد زاهر وأمل أبو شلاخ ومديرة المنتخب ندا الهاشمي. انتقلت إلى نادي أبو ظبي ثم لعبت ضمن صفوف المنتخب الوطني للسيدات في مركز حارس المرمى، وحصلت على لقب أفضل حارس في دورتين على مستوى آسيا. وقد خاض منتخب الإمارات للسيدات مباريات في سويسرا وأميركا والأردن والبحرين وفاز مرتين ببطولة غرب آسيا. ثم اتجهت إلى التدريب، والآن أعمل مدربة في نادي الريم في شركة الريم للاستثمار في أبو ظبي».


ما هي أبرز التحديات والصعوبات التي تواجهك؟
هي قليلة جداً، ولكن هناك صعوبة في التدريب نفسه كمهنة، تكمن في الفارق بين الدراسة الأكاديمية والعمل في الميدان. لكني مع الممارسة تغلبت عليها. وهناك أيضاً أراء الناس بين من يعارض ومن يشجع. أنا أخوض التجربة وسط مجتمع محافظ حيث أحافظ على العادات والتقاليد كفتاة إماراتية.

كيف ترين منتخب السيدات الإماراتي لكرة القدم؟
هو من الفرق المتميزة واستطاع الحصول على بطولة غرب آسيا مرتين، وكان منافساً قوياً للأردن وإيران. وسجّل انتصارات تضاف إلى سلسلة منجزات المرأة الإماراتية.

هل العمل مدربة يمنعك من الزواج؟
الزواج قسمة ونصيب. والتدريب لا يمنعني أبداً من الزواج، مثلما لا يمنع الزواج أي فتاة من مواصلة دراستها، فالتدريب للفتاة مهنة جديدة لا بد للرجل الإماراتي المتفهم من استيعابها. واعتقد أن الرجل سيقبل بالزواج من المدربات في المستقبل ويصبح هذا الشيء عادياً في الإمارات.

إبنة الإمارات والخليج هل هي مؤهلة للعمل في هذا المجال؟
 بكل تأكيد، بل أعتبر أن جزءاً من عملي وطموحي يمتد إلى تشجيع الفتاة الإماراتية على الدخول في مجال التربية الرياضية، وخاصة المعلمة الإماراتية التي يجب أن تمارس الرياضة حتى تستطيع إعداد جيل من الفتيات الرياضيات. ومهنة التدريب سيكون لها مستقبل إذا ازدادت أعداد فرق السيدات لكرة القدم، ووقتها سنشهد طفرة في عدد أندية الفتيات والسيدات. وأعتقد أن عدد الأندية التي تمارس كرة القدم للبنات سيعرف ارتفاعاً ملحوظاً في الإمارات، وبالتالي سيكون الطلب على المدربات أكبر ما نتوقع.

لكن البعض يرى أن عملك مدربة هو تحدٍ للرجل الإماراتي؟
 ليس دخول الفتاة الإماراتية مجال التدريب تحدياً للرجل الإماراتي، لأن الرجل الرياضي الإماراتي هو الأقوى والأفضل فنياً بفضل الخبرة التي يملكها. بالعكس، سنتبادل الخبرات في المستقبل بما يفيد الكرة الإماراتية سواء على مستوى الرجال أو السيدات، وأنا متابعة جيدة باستمرار لمباريات الدوري الإماراتي إلى جانب الدوريات الأوروبية، وأسجل ملاحظاتي للاستفادة منها، وهي ليست مجرد مشاهدة عادية ولكن برؤية المدربة.

هل يمكن أن تتولي تدريب فريق من الرجال في المستقبل؟
أرحب بكل العروض للعمل بالتدريب وخاصة فرق الناشئين الذكور، ولكن تظل تحكمنا العادات والتقاليد التي احترمها. وأرحب أيضاً بالعمل كمساعد مدرب في الفرق الكبيرة مثل الوصل والجزيرة والنصر وغيرها من الأندية. ولا شك أن الاتحاد الإماراتي ليس لديه مانع من أن نمارس التدريب مع التزامنا بالعادات والتقاليد والمحافظة على الفتاة الإماراتية بالقدر الذي يليق بها في المجتمع.

هل تأثرت حياتك في البيت بعملك؟
بالعكس الجميع شجعوني، الوالد والوالدة والإخوة كلهم معي ووقفوا بجانبي، وكان أحد الإخوة يسافر معي في البطولات، وهو ما أعتبره تشجيعاً لي.

ما رأيك في منتخب الإمارات للرجال؟
هو من الفرق القوية في دول مجلس التعاون، ولا بد من الاهتمام باللاعبين الذين يشكلون نخبة ممتازة، ويعجبني منهم عمر عبد الرحمن (عموري) لاعب نادي العين، ومبخوت علي لاعب نادي الجزيرة. وعلى مستوى الفرق يعجبني فريق العين. ويعجبني أداء المدرب مهدي علي الذي تعلمنا منه الكثير خلال دورات التدريب.

هل تأثرت حياتك العادية كامرأة بهوايتك وعملك الرياضي وخاصة في أمور مثل الماكياج والموضة؟
هذا السؤال يثير الاستغراب، فأنا أعيش حياتي كفتاة إماراتية بشكل عادي، والماكياج أصبح من السهولة إلى درجة أن تضعه الفتاة في أي مكان. كما أني أتابع الموضة، ومتمسكة ومعتزة بالعباءة الإماراتية، وفي هذا الأمر أنا مثلي مثل اللاعب الإماراتي فبعد المباراة تراه يضع الجل والكريمات على شعره، وأنا بدوري تراني بشكل آخر بعد انتهاء دوري في التدريبات.

وماهي فرق النساء لكرة القدم التي تعجبك؟ وهل ترغبين في العمل خارج الإمارات؟
 المنتخب الألماني للسيدات من أفضل الفرق في العالم، فالكرة الألمانية متطورة جداً. وأنا أحب متابعة فريق برشلونة الإسباني وأحب لاعب الوسط أندريس إينييستا. ومن المدربين يعجبني مدرّب تشيلسي الإنكليزي جوزيه مورينيو.

هل من كلمة أخيرة؟
 أتمنى لمنتخب الإمارات الوطني كل تقدم ونجاح في مختلف البطولات، وأملي أن يصل إلى بطولة على مستوى العالم لأن الإمارات تستحق ذلك. كما أتمنى لفريق السيدات لكرة القدم كل تقدم ونجاح أيضاً. وهذا التطور في مستويات الأداء للكرة النسائية جاء بفضل الدعم المستمر من جميع المسؤولين المعنيين.