هالة صدقي: كذبتُ على زوجي وهو لا يهتم بما أقدمه...

هالة صدقي,مسلسل حارة اليهود,مهرجان الداخلة,المغرب,جائزة دير غيست,السينما,هاني البحيري

أحمد مجاهد (القاهرة) 13 فبراير 2016

عندما سألها زوجها عن الدور التي ستلعبه في مسلسل «حارة اليهود»، اضطرت لأن تكذب عليه وتقول: «دور سيدة فاضلة»، ولم تخبره أنها ستلعب دور قوادة، وعندما شاهد العمل تضايق في البداية، لكن موقفه تغير في نهاية الأمر. هذا ما تعترف به الفنانة هالة صدقي، التي تتكلم أيضاً على مساندتها لإلهام شاهين، وتكريمها في المغرب، وعودتها إلى الكوميديا مع يحيى الفخراني، وسر تعمّدها إبعاد أولادها عن الأضواء.

-ما هو إحساسك بتكريمك أخيراً في مهرجان «الداخلة» في المغرب؟
التكريم كان له إحساس مختلف، لأنني شعرت بأن مصر تكرّم من خلالي كفنانة. أحاسيسي قوية عندما أكون خارج مصر، على عكس ما أكون في مصر. ليس ضرورياً أن أتلقى دعوة لحضور مهرجان القاهرة السينمائي مثلاً، أو أن يحضر المحافظ ليسلّم علينا كفنانين. الأمر يختلف تماماً حينما أكون خارج مصر، فيجب أن أُعامل بشكل محترم، لأنني أمثّل بلدي، والداخلة مدينة بسيطة للغاية، ويحاولون عمل دعاية لها، وهي غير مجهزة لاستقبال ضيوف كبار، بحيث لا توجد فيها فنادق الخمس نجوم كما في مدينة الرباط وموازين وغيرهما، لكنها مدينة جميلة ويطل معظمها على البحر، ويحاولون دعمها بشكل كبير.

-هل توقعت الفوز بجائزة «دير غيست» عن دورك في «حارة اليهود» هذا العام؟
«دير غيست» جائزة مشرّفة لأي فنان مصري، وقد حصلت عليها عن «حارة اليهود»، لأنني قدمت فيه دوراً جريئاً وجديداً عليَّ، وسعدت كثيراً بتكريمي.

-تشاركين في الموسم الرمضاني المقبل بمسلسل «في بيتنا ونوس» مع الفنان الكبير يحيى الفخراني، كيف ترين تجربتك الجديدة؟
أعتقد أنني سأقدم دوراً مميزاً، لأنني سأقف أمام فنان بحجم يحيى الفخراني، وكنت من أوائل الفنانين المنضمين إلى المسلسل، وسعدت جداً بترشيحي للدور، ولا أريد سرد تفاصيله الآن حتى يكون مفاجأة للجمهور، ويكفي أن العمل من تأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج الموهوب شادي الفخراني. أعتقد أنها ستكون تجربة مميزة، أعود من خلالها إلى الكوميديا.

-ما سبب غيابك عن السينما لفترة طويلة؟
السينما الحالية لا تناسبني كغيري من الفنانات، لكنني أشارك في فيلم «يوم للستات» ضيفة شرف، مع نيللي كريم وإلهام شاهين ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوي وكوكبة من الفنانين.

-ولماذا تقبلين الظهور ضيفة شرف رغم تاريخك الفني الطويل؟
وما العيب في أن أشارك زملائي في فيلم محترم ومكلف إنتاجياً عندما يحتاجون إلي في دور معين ولا يمكن أحداً غيري أن يقدمه بشكل جيد؟ فأنا ألعب في الفيلم دور مدربة سباحة وأجسد مشهداً هاماً، ولو أنهم اختاروا مدربة سباحة فقط، لا ممثلة، فلن تستطيع تقديمه بأداء تمثيلي معين، فالمطلوب مدربة سباحة تتقن السباحة وتكون في الوقت نفسه ممثلة محترفة. أدعم صناعة السينما في هذا الفيلم، وقد قدمت بطولات سينمائية عدة خلال مشواري الفني، وليس عيباً أن أساند إلهام شاهين في تجربتها الإنتاجية بغية تشجيعها، حيث وضعت كل ما تملكه في حياتها في إنتاج هذا الفيلم.

-هوجمت لأنك ارتديت فستاناً قيمته 30 ألف جنيه من تصميم هاني البحيري، بمَ تردّين؟
(تبتسم)، هذا الفستان كان موجوداً في خزانتي منذ ثلاث سنوات، وهو ليس من تصميم هاني البحيري، بل اشتريته من الخارج، وأؤكد أن الصحافة تحاول رسم هالة حولنا، لأن الأمر ليس حقيقياً ومبالغ فيه كثيراً، وفي الفترة الأخيرة عانينا كثيراً كفنانين وخفضنا أجورنا إلى أكثر من النصف، خصوصاً أن المنتجين يتفننون في إقناعنا بضرورة ذلك.

-أنتم كنجوم متهمون دائماً بالمبالغة في أجوركم، ما ردك؟
يجب أن نعترف بأن عدداً قليلاً من النجوم يتقاضون أجوراً عالية في مصر، مثل عادل إمام ويحيى الفخراني وكريم عبدالعزيز. أما يسرا مثلاً فأجرُها متواضع وتأخذه من المحطة التي تعرض مسلسلها، وليس من المنتج، وذلك أمر أصعب. لكن المشكلة أن بعض النجوم يشيعون أنهم الأعلى أجراً في السوق، حتى يجري وراءهم المنتجون، وفي المقابل أعرف فنانين باعوا أثاث منازلهم ليحلّوا مشاكلهم المادية. وفي النهاية عملنا موسمي أو مرتبط بوقت محدد أي موقّت، وهناك أوقات لا نجد فيها أموالاً، رغم أن لدينا التزامات عديدة في حياتنا تحتاج إلى أموال طائلة.

-لكن يتردد أنك تحصلين على مليوني جنيه عن المسلسل الواحد؟
يا ليت، أنا موافقة على تقاضي هذا الأجر، وأقولها بصراحة، في مسلسل «حارة اليهود» تقاضيت أجري عن كل حلقة بشكل منفصل وليس عن العمل ككل وكأنني مبتدئة، لأنني أعرف جيداً أن الإنتاج شيء صعب للغاية.

-لكن عادل إمام لا يخفض أجره أبداً مثل فنانين آخرين، ما تعليقك؟
هذا حقه، لأنه يجلب إعلانات لأي منتج بأضعاف أجره، فلماذا يخسر ويكسب الآخرون على حسابه، بالإضافة إلى أن هذا الأجر هو نتيجة جهد وتعب سنوات طويلة بما يعادل 50 سنة تمثيلاً، وأي فنان حينما يتعرض لأزمة صحية يواجه مشاكل في عمله، لذا يطلب المنتج دائماً رؤية الفنانة التي لم تظهر في الوسط لفترة طويلة ليطمئن إلى شكلها وصحتها، وليس حباً بها، فكل ما يهمه في النهاية، مصلحته والكسب المادي.

-من المنتج الذي ارتحت للعمل معه أكثر من غيره؟
«العدل غروب» في مسلسل «حارة اليهود»، ورغم أنهم أصدقائي المقربون، لكنها المرة الأولى التي أتعاون فيها فنياً معهم، إذ جسدت دوراً جديداً ومختلفاً عن كل ما قدمته في مشواري الفني، وهو دور قوادة.

-هل سيفتح ذلك شهيتك على تقديم الأدوار الجريئة؟
هناك فرق بين ممثل يحرص على البحث عن الأدوار الجريئة، وممثل آخر كسول ينتظر أن يخدمه الحظ في هذه الأدوار. أنا كسولة بطبعي والحظ هو الذي يخدمني، وأتذكر جيداً عندما استضافني مدحت العدل في برنامجه «أنت حر»، وقلت له: «نفسي أغيّر جلدي الفني من مسلسل «أرابيسك»، وأتجه لتقديم الأدوار الشعبية»، فنظر إليّ وكأنه يفكر فيَّ بشكل جديد، لكن يبدو أنني لفتّ انتباهه، ولم أكن أعلم أبداً أنه كان يكتب وقتها مسلسل «حارة اليهود».

-ما سبب ابتعادك عن المسرح رغم عودة فنانين كبار إليه مثل يحيى الفخراني؟
أعيش خارج القاهرة، والمسارح الحالية بعيدة عنها نوعاً ما، وذلك صعب عليّ، لذا يجب أن تكون هناك مسارح خارج القاهرة.

-ما العلاقة التي كانت تربطك بالفنانة الراحلة معالي زايد، خاصةً أننا نعيش حالياً الذكرى الأولى لرحيلها؟
تعاونّا معاً في مسلسل «زيزي ودوللي»، لكن حدثت خلافات بيننا ورفضت أن أكمله. رغم أنني رشّحتها فقد اختلفنا في وجهات النظر، وعندما تقابلنا بعد عرضه لم نتطرق إلى أي مشكلة حدثت بيننا، ومعالي كانت جارتي، ونتواصل طوال الوقت، وفوجئت قبل مرضها بشهر بصديقة تتصل بي وتخبرني بأن معالي في المستشفى وتريدني أن أذهب إليها. وبالفعل ذهبت إليها وأكدت عليَّ الصديقة ألّا أخبر الصحافة أو أي شخص أبداً. وعندما وصلت إلى المستشفى لم تكن تتحدث، بل تكتب لي على الورق، كما اتفقت معها بأن أخبر الفنانة سماح أنور فقط، فوافقت لأنها كانت صديقة مقربة منها.

-ما سبب إصرارها على ألا تخبري الصحافة بمرضها؟
لأن ذلك يؤثر في اسم الفنان في السوق، وأي منتج يعرف أن هناك فناناً أو فنانة مريضة لا يتعاون معها في أعماله الفنية الجديدة، وهذا ما حدث مع الراحل علاء ولي الدين، فقد كان يصور فيلماً، وحين توفي توقف العمل تماماً، لأنه لا يوجد أحد يكمله من بعده، وذلك ما يخشاه المنتج، إذا ما رشح فناناً مريضاً لعمل ما.

-وما الذي تتذكرينه من أيامها الأخيرة؟          
كانت وحيدة، وفي الأيام الاخيرة كانت تصعب عليها حالها كممثلة، لأن الأضواء والأدوار بدأت تبتعد عنها، ورغم ذلك كانت تقاوم مرضها، وتطمح لأن تخرج من المستشفى، لكن الله توفاها.

-من الفنانون الذين حزنت على رحيلهم في السنتين الأخيرتين مثل معالي زايد؟
سامي العدل حزنت عليه كثيراً، وكذلك خالد صالح، خصوصاً أنه لم يأخذ حقه في الفن بقدر موهبته، لكن معالي زايد وسامي العدل علاقتي بهما كانت أقوى من خالد بكثير، وسامي العدل كان يتمتع بصحة جيدة قبل وفاته وكان يعاملني كأخته الصغيرة، وعندما عرض مسلسل «حارة اليهود» اتصل بي وهنأني على دوري، فأحسست وقتها بتغير في صوته، وقال لي إنه في العناية المركزة في مستشفى قريب من نادي الصيد، وعندما ذهبت إليه كانت الزيارة ممنوعة عنه تماماً.

-هل تحلمين بتجسيد شخصية تاريخية معينة؟
نعم، ويمكنني تجسيد شخصيات تاريخية كثيرة، مثل «نفرتاري»، فقصتها رومانسية حالمة، و «كليوباترا» التي تتضمن دراما عميقة... التاريخ مليء بقصص جميلة.

-كيف هي علاقتك بالقراءة؟
لا أحب القراءة أبداً وأملُّ بسرعة منها، منذ صغري.

-من أين تستمدين ثقافتك؟
أقرأ المقالات كثيراً، وتستهويني الأفلام الوثائقية، لأن الثقافة هنا تكون بصرية وذهنية في الوقت نفسه، وتترسخ في ذهني أكثر.

-لماذا تبعدين أسرتك عن الأضواء؟
أحب أن يعيش أبنائي حياة عادية بعيداً عن الأضواء والشهرة، مثل أي شخص عادي وبسيط، فأنا أعتبر الفن مثل أي مهنة أخرى، وأبنائي لا يزالون أطفالاً؛ مثلاً مريم مهتمة برياضة الكاراتيه والسباحة والجمباز والتنس، ولا أريد أن أشغلهما بالأضواء في طفولتهما.

-وكيف يتعامل زوجك معك كفنانة؟
لست هالة الفنانة في المنزل، وإنما أمّ وست بيت فقط، وزوجي لا يهتم بما أقدمه، لأنه لا يتابع التلفزيون في الأساس، لكن عندما كنت أصور «حارة اليهود»، كنت أعود الى المنزل بماكياج غريب، فسألني عن دوري في المسلسل؟ فقلت له «سيدة فاضلة» وسكتّ. كنت قلقة جداً من رد فعل الجمهور على الدور الذي أقدمه، وكان زوجي في أميركا حين عرضت أولى حلقات المسلسل، وعندما عاد إلى مصر، وكان المسلسل قد أحدث ضجة كبيرة وقتها، طلب مني أن يشاهده.

-وما كان رد فعله على دورك حينها؟
تضايق في البداية، لأنه شعر بأنني خدعته، فقلت له لا تحكم إلا بعد أن تكمل مشاهدة آخر حلقة من المسلسل، وبالفعل كان سعيداً به في النهاية.