برامج تلفزيونية

محمد الديري: حفرت وديع الصافي في قلب العالم العربي

محمد الديري, وديع الصافي, Arabs Got Talent, Arabs Got Talent 3, فلسطين

28 أكتوبر 2013
من رحم الإنتفاضة وُلدت موهبته، مع محمد الدرة إنطلقت ريشته وزينت جدران غزة، "غزة الحصار" أعطته الصبر، ووديع الصافي خوَله التأهل إلى نهائيات Arabs Got Talents. شهداء غزة وجدرانها يشهدون له. هو محمد الديري إبن غزة وفلسطين صاحب الـ27 سنةً، حصل على نسبة تصويت عالية، مما خوَله أن يحوز ثقة لجنة التحكيم وتسميته من أعضاء اللجنة جميعاً.

وديع الصافي جبل من جبال لبنان..

لماذا اخترت الفنان وديع الصافي؟

أنا شخصياً أحب عمالقة الفن وأحب وديع الصافي، ولم أستغل وفاته لكي أستعطف الجمهور، بل اخترت أن أرسمه قبل وفاته، وأنا أحترمه جداً وأعتبره نموذج الطرب العربي الأصيل. هو جبل من جبال لبنان، فلبنان لم يخسر وديع الصافي فقط بل خسر الأرزة وجبلاً من جباله. بصوته القوي وبأغانيه المعبرة لن يموت فينا وهذا سبب اختياري له أولاً، وقررت أن أرسم اللوحة من خلال النحت السريع، لإيصال فكرة أنك يا عملاق محفور في قلبي وسأحفرك في قلوب كل الجمهور.

بماذا تعدنا؟

أعدكم في الحلقة المقبلة بمفاجأة من نوع مختلف. أنا قدمت في أول حلقة رسماً عبر الرذاذ (السبراي)، ولم أستخدم الفرشاة. وفي الحلقة المقبلة سأستخدم جديداً.

من هي الشخصية التي تفكر أن ترسمها؟

لا أعلم حتى الآن وفي بالي الكثير من الأشخاص، ولكن سنعطي لكل شخص حقه.

هل ستختار فناناً أيضاً؟

ليس بالضرورة، يمكن أن أختار شعراء.

هل من الممكن أن يكون الشاعر نزار قباني؟

ممكن، لِمَ لا فهو شاعر محبوب ومعروف وأحترمه جداً.

لن أرفع رأس فلسطين فقط بل كل العالم العربي

بعدما حاز محمد عساف لقب "آراب أيدول"، كيف تصف شعورك وقد تأهلت للنهائيات ويمكن أن تفوز باللقب؟

نحن باختصار ورغم المعاناة التي نعيشها في قطاع غزة والحصار والمعابر المقفلة نصل، لأنه بطموحنا وبموهبتنا سنكسر الحاجز. وكما قال أحد أعضاء اللجنة لمحمد عساف إنك خرقت الجدار وخرجت، وذلك لأن محمد عساف واثق من صوته. وأنا جئت إلى هذا البرنامج ولو لم أكن واثقاً من نفسي بنسبة 99 في المئة لما صعدت إلى المسرح. وبما أني بدأت هذه الخطوة سأكملها، وإن شاء الله لن أرفع رأس فلسطين فقط وإنما كل العالم العربي.

هل القمع هو الذي ولَّد هذه المواهب لدى الشعب الفلسطيني؟

الضغط يولّد الإنفجار. أنا لست فناناً فحسب. أنا مميز في غزة منذ وقت طويل بالرسم بواسطة الرذاذ على الجدران، ولكن عندما دخلت البرنامج وردت في بالي فكرة، فوجدت أن هناك مشاركين رسموا بالفرشاة أو بالمقلوب، فأحببت أن أبدأ فقرتي بالرذاذ ورسمت فيروز. وقررت أن أرسم في المرحلة الثانية لوحة لن أستخدم فيها أدوات الرسم بل أود أن أستخدم فيها إزميلاً أو أداة تكسير أخرى، وهكذا وُلدت الفكرة.

هل هي المرة الأولى التي تستخدم فيها إزميلاً؟

نعم هي المرة الأولى، ولكن تدربت على الأمر لمدة شهر كامل. بداية تطلب إنجازها 10 دقائق. كما عملت على مساحات صغيرة من دون معالم لشخصية ما لكي أرى كيف أستطيع أن أنحتها بطريقة سريعة، ووجدت طريقة، بحيث يكون هناك جدار ومن يراه يجد جداراً. واتّبعت طريقة معينة ووجدتها سهلة، فجربت حينها نحت صورة وأخذت معي 10 دقائق وتواصلت مع إدارة البرنامج وتوصلت إلى أن أنهيها في دقيقتين. وأخبروني أثناء إنهائي اللوحة أن صوت وديع الصافي سيرافق آخر طرقة مطرقة.

جدران غزة تشهد لي..

كيف اكتشفت موهبة الرسم؟

اكتشفتها في بداية الإنتقاضة وكنت أبلغ من العمر 14 سنة عام 2000، عندما استشهد الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي قدم روحه في سبيل القضية الفلسطينية بدأت أرسم على الجدران وعلى الورق، وشعرت بأني وطني فرأيت أن الدرة قدم روحه وأنا سأقدم له تحية من خلال الرسم، خطوة خطوة. شاركت بأعمال عن التراث الفلسطيني وعلى الجدران ودخلت في نظام البورتريه وأحببت البورتريه وتخصصت به على أيدي أجانب وفريق من غزة، ووجدت أن هذا المجال موجود في غزة كعمل فني وليس كتجارة. وكنا نكرم الشهداء من خلال الصورة إذ عند سقوط كل شهيد نذهب ونرسم له صورة كبيرة على الجدران، وكل جدران غزة تشهد لي.

متى اكتشفت نفسك في النحت السريع؟

إنها المرة الأولى التي أرسم بها بهذه الطريقة، وكما ذكرت سابقاً أن الفكرة وردت في بالي منذ شهر، وقلت سأحاول وأجرب لأن في النحت يوجد رسم وبالتالي لن أقدم شيء مختلف عن الرسم بغض النظر عن الأداة. في مجال الفن يوجد النحت والرسم على الزجاج والرسم بالقلم ووجدت أن النحت من ضمن الرسم. وهو رسم بنوع جديد.

ما هو شعورك عندما سمعت رأي لجنة التحكيم بلوحتك؟

لم أتوقع أن تقف لجنة التحكيم والجمهور ويرافقهما التصفيق الحار الذي سمعته، توقعت أن يصفقوا قليلاً كما جرى مع لوحة فيروز، وشعرت بأن الفكرة أعجبتهم. ولكن مع خروج النتيجة بأني ناجح لم أصدق نفسي.

إلى من تهدي هذا النجاح؟

أهدي هذا النجاح لروح الوالدة التي جعلتني فناناً.

ماذا تقول لأهالي غزة؟

اشتقت إليكم كثيراً، وأتمنى أن أراكم في أقرب وقت.

CREDITS

تصوير : استوديو دافيد عبدالله