المرأة العاملة في لبنان: سعيدة بحضورها في ميادين العمل المتنوعة وشكاوى مستمرة من القوانين

المرأة العاملة,لبنان,ميادين العمل,القوانين,مساواتها مع الرجل,تحقيق ذاتها,مختلف المجالات

08 مارس 2016

منذ أن دخلت المرأة اللبنانية سوق العمل وهي تعيش في صراع دائم مع مجتمعها ومع نفسها ومع القوانين التي تنظّم حياتها. فهي حين طالبت بحريتها وبمساواتها مع الرجل لم تكن تقصد إضافة أعباء أخرى إلى أعبائها المنزلية بقدر  ما كان هدفها تحقيق ذاتها وطموحاتها وكسر الصورة النمطية التي فرضها عليها المجتمع. واستطاعت إثبات نفسها بجدارة في مختلف المجالات والاعمال. لقد تغيرت أوضاع المرأة وطوّرت كثيراً من نفسها، لكن نظرة المجتمع إليها لم تتبدل وبقيت على حالها، كما لم يعمد الرجل الى مشاركتها مسؤولياتها، فباتت تعمل خارج المنزل وداخله وتلهث وراء مستقبلها من دون أن تشعر بالرضا التام عما تقوم به.  التقت «لها» نخبة من السيدات اللبنانيات العاملات وغير العاملات ووقفت على أحوالهن وهواجسهن تجاه موضوع عمل المرأة.


سونيا شعيتو ياغي: أطالب بدوام يلحظ الانتاجية وليس عدد ساعات العمل
سونيا شعيتو ياغي امرأة متزوجة منذ عشرين عاماً ولديها ثلاثة أولاد، عملت لمدة عشر سنوات في مؤسسة وأسست من ثم شركة خاصة بها تُعنى بتأمين عمّال تنظيفات للشركات والفنادق والمستشفيات. تقول ياغي: «أشعر بارتياح كبير لأنني أعمل، ولأنني استطعت التوفيق ما بين متطلبات البيت والعمل. لقد حرصت منذ البداية على ألا يتعارض دوام عملي مع متطلبات عائلتي، وجعلت دوام عملي في الفترة الصباحية التي يكون فيها أولادي في المدرسة، إذ أقلّهم في سيارتي كل صباح إلى مدرستهم، وأتوجه بعدها إلى عملي، وأحرص خلال فترة وجودهم في المدرسة على إنهاء كل أعمالي المكتبية. ومع الوقت، استطعت فرض هذا النظام والدوام على الزبائن والعملاء، إذ بات الجميع يعرفون دوامي ويتواصلون معي خلال الفترة الممتدة من السابعة والنصف صباحاً وحتى الثانية والنصف ظهراً. وقد لا يخلو الأمر من بعض الاستثناءات، لكنها حالات نادرة جداً. كما أخصص فترة بعد الظهر للاهتمام بأولادي فنتناول طعام الغداء معاً، وبالتالي أعمد الى متابعة دروسهم، وفي حال كان لديهم نشاطات خارجية أرافقهم إليها».
وتتابع شعيتو: «أنا راضية عن نفسي مئة في المئة كامرأة عاملة، ولا يشغلني الأمر كثيراً، لأنني نجحت في التوفيق بين  عملي وإدارة بيتي. فأنا لا أعتمد على ذاكرتي أبداً، وأضع برنامجاً أسجّل فيه كل مهماتي، وهذا يساعدني كثيراّ في عملي ويسهّل عليّ القيام بواجباتي بطريقة منظمة وعملية، إضافة إلى أنني لا أؤجل عمل اليوم إلى الغد، وأنجز كل عمل في الوقت المحدد له لئلا تتراكم عليّ المسؤوليات فأعجز عن تنفيذها، وأعتبر هذا الأسلوب سراً من اسرار نجاحي». لا ترى ياغي أن المراة قد جنت على نفسها عندما طالبت بالدخول الى مجال العمل، فمن حق المرأة أن تعمل وتختار العمل الذي يناسبها. وتفيد بأن عمل المرأة خارج البيت موغل في القدم، فجدّاتنا كن يعملن في زراعة الأرض التي تستنفد طاقاتهن، ويعدن في المساء لتدبير شؤون بيوتهن، وكن مع ذلك ناجحات جداً في إعالة أُسرهن وفي نتاجهن. وتضيف ياغي: «للمرأة مطلق الحرية في الاختيار ما بين العمل خارج بيتها أو عدمه، وتسأل: لماذا نتعلم اذاً ونعلم بناتنا؟ وهل يعقل أن تدرس الفتاة الطب وتحصر مهمتها في النهاية في أعمال المنزل وتربية الاولاد؟». لا ترى شعيتو أن المرأة تهدف من العمل الى الكسب المادي فقط، بل تستثمر من خلاله طاقاتها العلمية والعملية، مما يمنحها شعوراً بالسعادة، خصوصاً عندما تحقق ذاتها وتنجح في عملها. كما تعزز وظيفة المرأة ثقتها بنفسها وتمدّها بالطاقة التي تجعلها تتفاعل بإيجابية مع أفراد أسرتها».
وعن حقوق المرأة وفيما إذا أنصف القانون المرأة اللبنانية، تقول ياغي: «لا يموت حق وراءه مطالب، وعلينا أولاً أن نطالب بحق المرأة في العمل، ومن ثم يبقى لكل منا خيارها... وأن نطالب بدوام خاص للسيدات يعتمد على مبدأ الإنتاجية وليس على عدد ساعات العمل، مما يمكنهن من الاهتمام بعائلاتهن ويسهل عليهن حياتهن... الى جانب دور للحضانة في المؤسسات لتسهيل عملية الإرضاع والاهتمام بالأطفال، بحيث تطمئن الأم العاملة إلى صغارها ولا تعود تشعر بأنها مشتتة الفكر. فمن حق المرأة الاهتمام بنفسها والمطالبة بقوانين تحفظها وتحفظ عائلتها». سونيا ياغي امرأة سعيدة ومرتاحة في عملها ولم تتمنَّ يوماً أن تمكث في المنزل بلا عمل، فهي كما تقول لا تحب الأعمال المنزلية لأنها ليست من صلب اهتماماتها ولا تتوافق مع شخصيتها. ولا تجد ياغي سعادتها إلا بالخروج من المنزل وممارسة عمل تحقق من خلاله ذاتها ويلبي طموحاتها، إذ تؤكد: «أتاح لي العمل الاستقلال المادي، وهذا بالنسبة إلي أمر مهم جداً، لأن الاستقلال المادي يعطي ثقة كبيرة بالنفس، ويساعد على اتخاذ القرارات الشخصية والعائلية التي تستوجب مشاركة مادية. ومن خلال العمل نعزز أنفسنا وننسج علاقات واسعة ونتعرف على ثقافات مختلفة ونتطور فكرياً وعملياً... وكل ذلك يخدم مصلحة العائلة والبيت والاولاد الذين يفخرون بأمهم ونجاحها ويتعلمون منها أسلوب العمل الجيد».

بسيمة حيدر: القانون والمجتمع لم يُنصفا المرأة
بسيمة حيدر سيدة غير متزوجة اختبرت العمل لفترة من الزمن اضطرت بعدها الى تركه والتفرغ لشؤون المنزل. وهي اليوم تمضي أغلب وقتها مع اصدقائها وإخوتها، وتحاول إشغال وقتها بأشياء مفيدة تحبها، ورغم ذلك، لم تستطع تحمّل البقاء بلا عمل. تقول حيدر: «أتمنى القيام بأي عمل، لأنه أفضل بكثير من المكوث في البيت، فالمرأة العاملة تشعر بالاستقلالية والحرية  والقدرة على العطاء. كما أجد راحتي في العمل خارج المنزل، لكن ظروفي لم تساعدني على الاستمرار في الوظيفة».  وتؤكد حيدر أن المجتمع والقانون لم يُنصفا المرأة، بل إنهما يظلمانها سواء أعملت أم لم تعمل. فلا المرأة العاملة مرتاحة بسبب كثرة الأعباء الملقاة على عاتقها، خصوصاً إذا كانت متزوجة ولديها أولاد، ولا تلك غير العاملة إذ تعاني من نظرة المجتمع المتطرف إليها. نحن اليوم بحاجة إلى قوانين حديثة تتناسب مع وضع المرأة وطاقتها وأسلوب حياتها، وليس إلى قانون مبتور لا يراعي احتياجاتها وعواطفها. أتمنى أن يأتي اليوم الذي تنصف فيه المرأة، لأنها تشكل نصف المجتمع والمدماك الأساسي في نشوئه وتطوره، فإن كانت المرأة مرتاحة في حياتها، تقدم جيلاً جيداً وقوياً، وإن كانت تعاني ضغوطاً فسيؤثر ذلك سلباً في عائلتها وفي مستقبل أولادها».

سهير حبوب: بقائي في المنزل قضى على طموحي
سهير ربّة منزل، متزوجة منذ 21 سنة ولديها ولدان، عملت قبل الزواج وبعده بفترة وجيزة، واضطرت الى ترك العمل لظروف الحمل والإنجاب وتراكم الواجبات العائلية عليها. تقول حبوب: «لم أشعر بالسعادة وتحقيق الذات إلا في الفترة التي كنت أعمل فيها. فقد عملت كثيراً وساعدت زوجي في بداية زواجنا وكنت مسرورة بذلك، ولكنني اضررت الى ترك العمل من أجل التفرغ لتربية ولديّ. اليوم، وبعدما كبرا، أشعر بحنين وبرغبة قوية للعودة الى العمل... ومكوثي في البيت أبعدني عن الناس والمجتمع ولم أعد أُدرك ما يدور حولي. بصراحة، بقائي في المنزل قضى على طموحاتي وحدّ من علاقاتي الاجتماعية، إذ شعرت بالعجز عن ممارسة الأعمال التي أحبها. لذا، أنوي حالياً تأسيس عمل جديد، كما أعمل على تطوير نفسي لأكون على قدر المسؤولية. وأرى أن العمل ليس عيباً، حتى وإن كان يُمارس في عمر متقدم، فالإنسان يجب أن يثبت وجوده على الدوام ويتعلم حتى آخر يوم في حياته. أبلغ من العمر اليوم 40 عاماً، وأرغب في تحقيق أهداف لطالما حلمت بها، كما أشعر بأنه سيأتي يوم أحقق فيه ذاتي من خلال عمل يرضي طموحاتي، خصوصاً أنني لست من النساء اللواتي يهوين الصبحيات وتمضية الوقت في الزيارات والمقاهي». تطمح سهير الى ممارسة عمل يسليها ويحقق لها ذاتها وبالتالي يفيد المجتمع، ذلك أنها قادرة على العطاء ولا تريد استنفاد طاقتها في أعمال غير مجدية. كما تتوق سهير إلى اليوم الذي تحقق فيه حلمها، وتقول: «سأعمل وأفيد نفسي وكذلك المجتمع. وحتى لو تعبت فسأشعر بالسعادة لأنه تعب لذيذ أحقق بنتيجته حلم حياتي. لن يدهمني الوقت لأنني سأنظمه بحيث لا يتعارض مع الاهتمام بشؤون عائلتي، فولداي أصبحا اليوم شابين وهما في طريقهما الى الاستقلال عني والاعتماد على نفسيهما».

روندا بعلبكي: ربة الأسرة العاملة تنوء بأعباء عملها
روندا بعلبكي عازبة تحب العمل ولا تستطيع العيش من دونه، فهي ومنذ تخرجها في المدرسة لا تزال تمارس أعمالاً تحبها إلى ان أستقرت أخيراً وأسست عملاً خاصاً تهواه وتحلم به منذ أن كانت طفلة. تقول روندا: «بالنسبة الى المرأة العاملة، لا بد من التمييز ما بين المرأة التي تُجبر على العمل من اجل إعالة أسرتها ومساعدة زوجها، وتلك التي تحب العمل وتسعى اليه من أجل تحقيق ذاتها. فأنا مثلاً، كنت أحلم بممارسة العمل بينما كنت على مقاعد الدراسة، إلا ان والدي عارضني وطلب مني انهاء دراستي اولاً والتفرغ من ثم للعمل. ورغم ذلك، كنت أتابع دراستي الجامعية وأعمل في الوقت نفسه. وبعد تخرجي في الجامعة، مارست وظيفة ولكنها كانت تتعارض مع طموحاتي، فقد درست الحقوق، لكنني كنت شغوفة بتصميم الأكسسوارات والمجوهرات». مارست روندا وظيفة طوال خمس سنوات، وأنشأت من ثم مؤسسة خاصة بها «روندا هاند ميد أكسسوري» حققت من خلالها حلمها، وهي اليوم تديرها وتحاول قدر الامكان تطويرها وتحقيق ذاتها عبرها. توضح روندا: «أرى أنني فرحة جداً بما حققت، وقد أثبتُّ نفسي في هذا العمل أكثر من غيره، لأنه ليس مجرد عمل، وإنما هواية مفضّلة وحلم حياة. أعمل برضا ولا أشعر بالتعب مهما بذلت من جهد، وهذا يحفزني على الإنتاج والتطوير». لا تعتقد روندا أن من الممكن أن تستغني عن العمل يوماً ما، فهي لا تستطيع العيش من دونه، إلى درجة أنها عندما تحصل على إجازة من العمل، تشعر بأن شيئاً ينقصها. وترى أن المجتمع والقانون لم ينصفا المرأة، سواء أكانت عاملة أم عاطلة من العمل... فإن كانت ربّة أسرة، تنوء بالأعباء التي تُثقل كاهلها، مع العلم ان الأمر بسيط ويتطلب حلّه القليل من التنظيم والتعاون من الزوج، أي من خلال تطبيق مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في العمل والحقوق والواجبات، بحيث يتوجب على الرجل ان يساعد زوجته داخل المنزل كما تساعده هي خارجه... «أنا لست متزوجة، وحتى لو تزوجت فسأنظم وقتي وأتشارك المهمات والاعباء مع زوجي». وتختتم روندا حديثها بأن العمل يقوّي شخصية المرأة ويحفّزها على الاهتمام بمظهرها، ويشعرها بثقة كبيرة بنفسها وقدراتها. «المرأة العاطلة من العمل تشعر بالروتين والتعب والملل، وقد تهمل نفسها أحياناً وتنأى عن مجتمعها، أو تتجه نحو أمور غير مفيدة كالصبحيات والزيارات وغيرها... وهذه الطريقة في الحياة لا تستهويني أبداً، وأفضل العمل ثم العمل ثم العمل».

عبدو قاعي: على المرأة اللبنانية أن تعود إلى النضال لنيل حقوقها
يرى الدكتور والأستاذ المحاضر في علم الاجتماع عبدو قاعي ان المرأة العاملة تواجه صعوبات كبيرة في حياتها بسبب الشروط الصعبة والأعباء الحياتية التي تُثقل كاهلها، فهي تشعر بالضغط والتعب بسبب كثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقها داخل البيت وخارجه، إذ إنها تتحمل وحدها حوالى 70 في المئة من مسؤوليات العائلة، كما أصبحت وتيرة العمل تزداد تعقيداً، بدءاً بساعات العمل الطويلة وصولاً إلى صعوبة المواصلات وغيرها مما يعوّق تحركها ويزيد تعبها. تمضي المرأة اليوم أغلب وقتها خارج المنزل وعلى الطرقات، كما أصبحت الأنماط والعلاقات الاجتماعية الحالية مغايرة للسابق، فبدل ان تميل الى العصرنة، عادت وتبنت نمط العلاقات التقليدية التي يعتريها الكثير من التعقيد، فدخلت المرأة في حال من الضياع، ولم تعد تستطيع السير على نمط واحد.
تواجه المرأة العاملة اليوم مرحلة صعبة جداً لأنها لم تعد تستطيع المطالبة بحقوقها كالسابق، خصوصاً أن القضاء بات مسيساً وغير جدّي في بحثه في قضاياها. فالنصوص القضائية التي تعطي المرأة حقوقها موجودة، إلا أن هناك صعوبة في الوصول إليها بسبب العوائق التي تفرضها بعض المؤسسات غير الملتزمة والمجحفة بحق المرأة.
ويرى قاعي ان المرأة لم تعد اليوم مناضلة وجدية في المطالبة بحقوقها، لأنها لم تعد تصرّ عليها كالسابق، بل تراجعت عنها وقبلت بالشروط التقليدية التي فرضها عليها المجتمع. ولأنها صاحبة حق، عليها مواصلة الطريق الى نهايته وحتى تنال كامل حقوقها، ولكن على ما يبدو، فقد خفت حماستها وتنازلت عن بعض حقوقها رضوخاً للتقاليد والعادات، مما أضر بها وبقضيتها.

إقبال دوغان: بعض المؤسسات لا تلتزم بإجازة الأمومة
أما المحامية إقبال دوغان فترى ان المرأة كانت تلتزم قديماً منزلها فيما الرجل يخرج الى العمل، وعندما نُص قانون العمل اللبناني عام 1943 لم يبحث في قضيتها ولم يفرّق بينها وبين الرجل. وتقول دوغان: «بما أن المرأة مصدر للإنجاب والأمومة، فقد أصبحت هذه المهمة محصورة بها، ولكن لا بد من تدابير حماية لها وخصوصاً في ما يتعلق بالأولاد، لأن المرأة تمد الدولة بالعنصر البشري، وهذه المهمة بحد ذاتها يجب أن تُعد وظيفة اجتماعية وليست خاصة بالمرأة. فالأم لا تنجب اولاداً لنفسها فقط، بل للعائلة والمجتمع والوطن بأكمله، وهؤلاء الاولاد سيكونون في المستقبل بُناة البلد وحكامه، وهي إن ربت تربية صالحة فستُخرج جيلاً صالحاً مفيداً للبلد والمجتمع. وانطلاقاً من هذا المبدأ، يجب ان تُعطى المرأة إجازة أمومة كافية من أجل التفرغ لتربية طفلها بأسلوب جيد وسليم. فقضية المرأة يجب أن تصبح قضية اجتماعية، وهذا ما نحاول البحث به مع المعنيين بالأمر».
كان قانون العمل قد أعطى المرأة العاملة 40 يوماً اجازة أمومة مدفوعة الأجر، وتم تعديلها حتى أصبحت شهرين ونصف شهر. ولبنان وافق على قوانين منظمة العمل الدولية والتزم بتطبيقها كاملة، وهذه القوانين جعلت إجازة الأمومة ثلاثة أشهر، إلا أن أغلب المؤسسات لا تلتزم حالياً بالنصوص القانونية ولا تطبّقها بشكل جيد. لقد تم تعديل القانون اللبناني مرات عدة ليتناسب مع وضع المرأة الخاص والمختلف عن الرجل، وحاول مساواتها بالرجل في ما يتعلق بالحقوق والواجبات، فعدّل سن التقاعد، وألغى التمييز في العمل ما بين الرجل والمرأة، لكن كان عيب هذا القانون انه لم يفرض عقوبات على المؤسسات المخالفة. كذلك عُدّل القانون في ما يتعلق بالمرأة الحامل وحظّر على رب العمل صرفها من العمل. كما أن إجازة الأمومة الطويلة تدفع أصحاب العمل إلى رفض توظيف النساء المتزوجات، أو الى صرف النساء الحوامل أو عدم الالتزام بإعطاء الاجازة كاملة، مما دعانا كهيئات نقابية نسائية إلى المطالبة بأن تكون فترة الامومة مدفوعة الأجر من الضمان الاجتماعي باعتبار الأمومة وظيفة اجتماعية، وبهذه الخطوة يرتاح رب العمل ويوفر على نفسه وعلى النساء عناء الصرف من العمل، كما يوفر الدفع مرتين واستقدام موظفة بديلة. وتختتم دوغان حديثها مؤكدة: «يجب ألا نعاقب المرأة على حملها وإنجابها، بل على العكس نساعدها في تربية جيل صالح، كما علينا المطالبة بتوفير دور للحضانة في جميع مراكز العمل لكي يتسنى للمرأة العاملة ارضاع طفلها والاهتمام به من وقت الى آخر».