بروفيل «هاملتون – كونت»: تصاميم معاصرة بأبعاد تاريخية

بروفيل,هاملتون – كونت,تصاميم,رجل الأعمال,الأثاث,باريس,التأثيرات الإسكندنافية,الديكور,الأكسسوارات,التفاصيل,الأناقة,المواد المستخدمة,المشهد الزخرفي

نجاة شحادة (باريس) 19 مارس 2016

في معظم الأحيان، يكون اللقاء بين رجل الأعمال ومهندس الديكور مثمراً، غير أن لقاء «روس هاملتون» مع «فابيان كونت» كان أكثر من ذلك بكثير.


يمكن القول إن هذه العلاقة بين رجل الأعمال القادم من عالم الصناعة والتجارة، والمهندس الزخرفي ومصمم الأثاث، كانت ملهمة لكل منهما لتأكيد القواسم المشتركة بينهما... فرجل الأعمال كان يحلم دائماً بالعمل على إنتاج مبتكرات مثيرة وحسية في مجال التصميم الداخلي، كما كان يرغب في تأسيس شركة للعمل في هذا المجال الذي يقرّبه أكثر من زبائنه.
ومهندس الديكور - المولع بتصميم الأثاثكان يحلم دائماً بابتكار عناصر إضاءة مختلفة ونشر خطوط مميزة من قطع الأثاث، مما يتيح لمهندسي الديكور آفاقاً جديدة لتغذية مشاريعهم ورفدها بكل ما هو لافت.

... من هذه الأحلام ولدت عام  2009 -في باريس - خطوط أثاث راقية، لم تلبث أن نالت إعجاب كل المهتمين بعالم الديكور والزخرفة.
منتجات «هاملتونكونت» تعبر بإخلاص عن رغبات أصحابها، وتعكس رؤية خاصة جداً لعالم الأثاث وأكسسوارات الداخل، فهي بالإضافة الى اعتمادها على مواد نبيلة، تتميز بخطوط بالغة الأناقة والانسيابية، تستبعد كل أدوار الصدفة لتؤكد فلسفة لها أبعاد جمالية ووظيفية بالغة الدقة والتحديد ومفعمة بالخصوصية والجاذبية.
وانطلاقاً من هذه الفلسفة، تتفرع تعريفات للرفاهية والأناقة... فالرفاهية والأناقة هنا لا تعنيان فقط البذخ في الخطوط والألوان والأشكال، ولا التكلف في اختيار المواد والمزج بينها، أو الحصرية في مسائل أكثر دقة تتعلق بالتناغم والتوازن والانسجام، بل هما كلٌ متكامل لهذه المعطيات والعناصر، أضف الى ذلك الذائقة الفنية والحساسية الجمالية مشفوعة باكتفاء وكفاءة للوظيفة ومؤدياتها المرغوبة. ومن هنا لن يكون غريباً النجاح الذي تلاقيه هذه المنتجات، والإعجاب الذي يتبدى على وجوه المهتمين وعشاق الأثاث الراقي والذي يعبّر عنه بكلمة واحدة: «الانتقائية».

هذه الكلمة التي تخبئ بين حروفها الكثير من الصرامة والحرفية والإبداع... تعني في المقام الأول المزج الدقيق والمبهر بين مواد وعناصر وأنماط مختلفة، تستمد تأثيراتها من اتجاهات موضة القرن العشرين، وخاصة في سنوات 1950 الى 1970، إضافة إلى بعضٍ من التأثيرات الإسكندنافية الطابع، مع دمج عناصر أكثر غرابة تجمع بين الطرازين الآسيوي والأفريقي الغريب الطابع... وكذلك الموضة والسفر والهندسة المعمارية والسينما والمطبخ، من دون أن ننسى أجواء باريس التي هي مصدر دائم للإلهام.

فبين مقاطعة «سانتافي» في الأرجنتين، حيث ولد «كونت»، وولاية  كارولينا الجنوبية في أميركا حيث ولد «هاملتون» تنويعات لا يمكن حصرها، ليس في الأنماط والطبائع والعادات والأمزجة فقط، وإنما أيضاً في التفاصيل التي تعكس تاريخاً ثرياً بكل ما يمكن أن يشكل قاعدة صلبة لرؤى وأفكار مميزة، خلاقة ومدهشة.   

ومن هنا تأتي مقترحات الديكور وتصميماته التي تهدف إلى تعزيز  الجو الداخلي، وذلك بدءاً من تصميم قطع الأثاث وعناصر الإضاءة والتحف والأكسسوارات، وصولاً الى اللوحات والمرايا وغيرها من عناصر الزينة.

كذلك فإنّ الانتقائية في مجال الأثاث والأكسسوارات لا تعني فقط اختيار ما هو افضل في كل نمط وأسلوب، فهذه الى جانب أنها أمور أساسية، غير أن ثمة عناصر أخرى لا بد منها لتأكيد خصوصية الإنتاج.
ولعل الحرفية والدقة والتجربة والكفاءة من المسائل التي لا يمكن إهمالها في هذا المجال. أضف الى ذلك الحساسية الفنية، والمعرفة الموسوعية بكل معطيات العصر وطبيعته.
ديكور يدخل في عالم التفاصيل أكثر منه في المشهد الكلي، مما يمنحه طواعية ومرونة في كل الأجواء والأساليب والأنماط. وإذا لم يكن حضور التفاصيل في المشهد الزخرفي طاغياً، فإنه أساسي وجوهري من حيث مشاركتها في كل المناظير المطلوبة لبناء عالم عنوانه الأناقة والرفاهية.

وهذا التنوع  يجد ديناميته البصرية من خلال التوازن بين المواد المستخدمة بكثرة في الديكور مثل خشب الجوز والبلوط والمعادن، خصوصاً الألمينيوم والنحاس الأصفر... حيث تحضر هذه المواد في المشهد الزخرفي، بخطوط سلسة مستديرة، وبتأثيرات تندمج فيها  تيارات الديزاين التي اشتهرت في الأميركتين الشمالية والجنوبية، في  حقبة الخمسينات والسبعينات من القرن الماضي، الى ملامح «المينيماليست» البسيطة التي تميزت بها حركات الديكور في الدول الإسكندنافية.