"اللبكي" التي أبكتنا وأبكت نادين لبكي...

مدينة بيروت,بيروت مدينتي,لائحة بيروت مدينتي,نادين لبكي,أقلام الاقتراع

09 مايو 2016

عندما أعلنت ترشحها عن المقعد البلدي في مدينة بيروت ضمن لائحة "بيروت مدينتي" التي ضمت مجموعة من نساء ورجال من المجتمع المدني اللبناني لمنافسة الأحزاب مجتمعة، هاجمها البعض معتبرين أن هذا الترشح لا يليق بمخرجة من وزن نادين لبكي نالت الجوائز في العديد من المهرجانات العالمية.

بكت نادين لبكي، المرأة الأم،  وذرفت دمعة عكست حرقة قلبها وقلوب كل من آمن أن بيروت مدينة "لكل الناس" وليست لحزب أو لطائفة.

قوة دموع نادين ومن معها في هذه التجربة التي تستحق كل الاحترام أقوى من الرصاص الذي هز ليل بيروت.

لم تفز "بيروت مدينتي"، خسرت نادين، لكن باب الأمل فتح على مصراعيه. ها نحن واقفون على رصيف المدينة، خلفنا بحرٌ ارتوى من زبالتنا ومن ذاكرة مثقوبة رميناها فيه مع مخلفاتنا القذرة. فلننظف جيداً أحذيتنا من لوثة الأحزاب والمحسوبيات والطائفية وندخل بيروت مدينتنا، نعانقها كما عانقت نادين ولديها وعاهدتهما أن تفعل المستحيل من أجلهما عندما ردت على من انتقدها  بعبارة " خليكي بفنك شو بدك بهاللبكة" قائلة:

"أنا هون من حرقة قلب. أنا هون مواطنة لبنانية عايشة ببيروت محبطة، حزينة، غضبانة، خايفة.

خايفة افتح شباك بيتي لأني خايفة على ولادي من نسمة الهواء. خايفة اتمشّى بالشارع بعد غياب الشمس لأنّو ضو البلدية محروق. خايفة على إبن الجيران يلي عم يلعب بالطابة بين السيارات لأنّو ما في جنينة تستقبلو. خايفة على الصبي الحفيان يلي واقف على الإشارة ما تئشّو شي سيارة. ولك حتى صرت خايفة من عقصة البرغشة".

بيروت مدينتي البداية التي خبأت تذاكر رحيل أبنائها بعدما أحبطتهم الخسارة ووعدتهم بعمل لا يتوقف عند أقلام الاقتراع.