لغة الإنترنت #تجتاح-عالم-الشباب #تهدّد-لغات-الشعوب
C U، أو See you التي تعني «أراك لاحقاً» باللغة العربية، وغيرها من الجمل الإنكليزية التي اختزلها الشباب بأحرف وأرقام، جاءت تطوراً للغة «الفرانكو»، وهي كتابة اللغة العربية بالأحرف والأرقام الإنكليزية، التي باتت لغة الشباب على الإنترنت، وسط اعتراض الآباء والخبراء التربويين، الذين يؤكدون خوفهم من اندثار اللغة العربية، فما هي أسرار لغة الشباب الجديدة على الإنترنت؟ ولماذا يتجهون إليها؟ في هذا التحقيق من مصر ولبنان تحاول «لها» الإجابة عن هذين السؤالين.
إسلام عادل: الفرانكو انعكاس لواقعنا
يرى إسلام عادل، طالب في الفرقة الأولى في كلية الإعلام، 18 عاماً، أن لغة الإنترنت ما هي إلا انعكاس للغة الشباب في الواقع، ويقول: «كشباب، لا نتعمد استخدام الفرانكو ولا نطلق عليها ذلك الاسم في ما بيننا، وإنما نستخدم كلمات أكثر سهولة وسرعة في الكتابة، فمثلاً بدلاً من استخدام too بمعنى «أيضاً» أو to بمعنى «إلى»، نستبدلها بالرقم 2. ونظراً الى الدراسة في مدارس دولية، أو رغبتنا في تقوية اللغة الإنكليزية وتسريعها على الكيبورد، نستخدم الفرانكو مع الإنكليزية». ويتابع عادل إسلام: «حتى التعليقات المنتشرة على الإنترنت، مثل «أصاحبي»، ما هي إلا نكات يستخدمها الشباب ثم ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي، ونتداولها أكثر فتنتشر نظراً الى كونها نكاتنا ولغتنا كشباب».
دينا أبو المعارف: لغة الشباب أكثر جرأة
دينا أبو المعارف، مسؤولة إعلامية في «التحرير لاونج»، ترى أن لغة الشباب على الإنترنت لم تُستحدث ولم تُستقدم من الفضاء، وإنما هي اللغة اليومية المتداولة بمفرداتها الجديدة والغريبة، لكنها توضح أن اللهجة خلف شاشات الكمبيوتر تكون أكثر جرأة، والبعض يستخدمون ألفاظاً خادشة للحياء، باعتبارهم مستترين في الفضاء الإلكتروني، وتقول: «العامية هي سيدة الموقف في حديثي على الإنترنت ومناقشة الأمور أيضاً، لكنني بعيدة تمام البعد عن الفرانكو، لأنني أكره تلك اللغة المستحدثة، وأجد صعوبة في التعامل معها، وأرى أنها إهانة للغة العربية» تلفت دينا إلى أن الهاشتاغ لغة قوية مستخدمة على الإنترنت، لكنها لا تلجأ إليه في حديثها اليومي، بل تستخدمه تضامناً مع قضايا الحريات، مثل قضايا اعتقال الصحافيين، لأنها كانت صحافية ذات يوم، وتتمنى أن يتبدل حال الصحافيين إلى الأفضل، وألا يتعرضوا إلى قمع وظيفي أو سياسي حتى تعاود مزاولة المهنة من جديد.
فاطمة مهيرة: التجاوزات اللفظية والـ report لغة الشباب الجديدة
تفيد فاطمة مهيرة، 26 عاماً، خريجة كلية الألسن، بأن لغة الشباب على الإنترنت تحولت إلى تجاوزات في الأغلب الأعم، وتوضح: «مع الاختلاف في الرأي حول أي قضية عامة، نجد التجاوزات هي لغة الشباب الرسمية على الإنترنت، وتليها لغة أكثر حدة، ألا وهي حشد الأصدقاء من أجل الـreport، حتى يتم غلق حساب الشخص المختلف معه في الرأي، وهنا يظهر مدى العنف المسيطر على جيلنا، وانتقاله من الواقع إلى الفضاء الإلكتروني».
وتتابع: «أستاء كثيراً من التجاوزات اللفظية على الإنترنت، والتي ليس لها رادع قانوني أو اجتماعي، في ظل بعض الحسابات الوهمية واللجان الإلكترونية التي تنخر في العالم الافتراضي مثل السوس».
أما عن لغتها المستخدمة على الإنترنت، فتقول فاطمة: «أستخدم اللغة الوسطى ما بين العامية والفصحى، نظراً الى اعتزازي باللغة العربية، وعنصريتي تجاه لغة الفرانكو».
رميل حنا: أعتز بلغتي العربية ولا أرد على محادثات بالفرانكو
رميل حنا، موظف في إحدى منظمات المجتمع المدني، يؤكد عشقه للغة العربية في كل منشوراته على الإنترنت، ويقول: «أرى أن الفرانكو تهدد اللغة العربية على الإنترنت، لا سيما في الوقت الذي انتشر فيه التعليم في المدارس الدولية، التي لا تهتم إلا باللغات الغربية مثل الإنكليزية والفرنسية والألمانية، وبالتالي نشأ لدينا جيل لا يستطيع كتابة اللغة العربية، وأرى أن من واجبي الحفاظ على لغتي الأم، وأن أجبر المتواصلين معي على استخدامها، وبالتالي لا أرد على أي محادثات أو مناقشات عبر الإنترنت مكتوبة بلغة الفرانكو».
أحمد مصطفى: الفرانكو لغة مندثرة، والجديد خلط العامية مع الإنكليزية والفرانكو
في المقابل، يؤكد أحمد مصطفى، باحث، أن لغة الإنترنت بين الشباب جديدة، يبتكرونها للتفاهم في ما بينهم، ولا مانع في استخدامها في المحادثات عبر الإنترنت مع أصدقائهم، وإن كان يُفضل استخدام اللغة العربية أو العامية، ويضيف: «الفرانكو كانت موضة قديمة وأوشكت على الاندثار، وهذه اللغة عبارة عن خليط بين اللغتين العربية والإنكليزية، لكنها تُكتب بأحرف وأرقام لاتينية، فنجد أن الرقم 3 يعبر عن حرف العين، و5 حرف الخاء، و7 حرف الحاء، و8 حرف الغين»... ولغة الفرانكو التي انتشرت مع بدايات دخول الإنترنت إلى مصر والوطن العربي، جاءت تحايلاً على الجيل الأول للهواتف المحمولة، التي لم تكن تحتوي على اللغة العربية، وبالتالي لجأ الشباب إلى لغة وسطى بين العربية والانكليزية، ومن ثم انتشرت الفرانكو على الإنترنت».
ويتابع أحمد قائلاً: «ما يحدث الآن هو خلط اللغة العربية مع الإنكليزية والفرانكو، لتظهر لدينا مصطلحات جديدة وكلمات لم نسمع بها من قبل، مثل «btw» وهي اختصار لعبارة «By the way» والتي تعني «بالمناسبة».
في المقابل، يفيد أحمد بأنه متابع جيد للهاشتاغ، وإن كان لا يدرجه في منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يستخدمه كأداة بحث جديدة، ليتابع كل الآراء المختلفة التي قيلت في الموضوع الواحد، خاصة لو كانت قضية رأي عام.
دينا سالم: «الهاشتاغ» لغتي على مواقع التواصل الاجتماعي
رغم أن دينا سالم، ليسانس آداب، 28 عاماً، تؤكد أنها لا تعترف بتخصيص لغة معينة للإنترنت، وترفض مصطلح «لغة الإنترنت»، إلا أنها تشدد على كراهيتها للغة الفرانكو، وتوضح: «لا أستطيع فهم لغة الفرانكو وأقرأها بصعوبة بالغة، لدرجة أنني في الغالب لا أقرأ منشورات أو تعليقات مكتوبة بتلك اللغة، وأطلب من أصدقائي تنحيتها جانباً في محادثاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أستطيع فهمهم بسهولة».
تعترف دينا بأن لغتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي هي الـ«هاشتاغ»، وتؤكد: «الهاشتاغ لغة تجمع كل الآراء المكتوبة في موضوع واحد، فليكن مثلا #ثورة_25_ يناير، وبالتالي يسهل متابعة كل ما كتب من آراء المشاهير والمتظاهرين والمعارضين للثورة، كما يتم استخدامه في التظاهرات الإلكترونية كوسيلة تعبير عن الرأي، لذا كان هذا هو سر نجاح «تويتر» وتميزه كموقع تواصل اجتماعي قوي، حتى أفرد موقع «فايسبوك» مساحة للهاشتاغ، فزادت المنافسة بين الموقعين، وبغض النظر عن المنافسات، أعشق الهاشتاغ أينما كان، وأستخدمه في منشوراتي الخاصة».
عمرو عبدالله: الطرب لغتي على الإنترنت
أما عمرو عبدالله، طالب جامعي، فيرى أن الإنترنت فضاء إلكتروني واسع يضم مختلف الجنسيات وأنماط البشر، حتى من يتحدثون لغة واحدة، لكن لكل شخص لغته الخاصة التي يستخدمها في عالمه الافتراضي... ويتابع: «أنا موهوب بصوت جيد وأهوى الغناء، لذا فإن لغتي على الإنترنت هي لغة الطرب، فغالباً ما أكتب تعليقات لأصدقائي من خلال مقاطع أغانٍ مناسبة للموقف، فضلاً عن تسجيلي بعض أجزاء الأغاني على موقع الـ «ساوند كلاود»، واستخدامها على «فايسبوك» و «تويتر» كمنشور يعبر عن حالتي المزاجية».
الدكتور محمد فكري: لغة الشباب ليست تمرداً على المجتمع...
وسبب رفضها صراع الأجيال
في الجانب النفسي، يؤكد الدكتور محمد فكري، أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس، أن استعمال الشباب لغة خاصة بهم ليس تمرداً على المجتمع أو أحد أنواع الهروب منه، وإنما هو تطور طبيعي للغة الشباب، ويمثل صراعاً دائماً على مر الأجيال بين الشباب والآباء والأجداد، إذ يرون دائماً أن تطور المفردات يهدد اللغة العربية، لكن المشكلة تكمن في صراع الأجيال، وعلى الآباء احترام ميول الشباب. ويتابع: «الفرق بين الفرانكو والرموز الشبابية المستخدمة الآن على الإنترنت، تشبه الفارق بين اللغة الإنكليزية البريطانية واللغة الإنكليزية الأميركية، فالثانية تطور أسهل للأولى، وهذا ما يحدث دائماً في تاريخ اللغات واللهجات، إذ تسعى الأجيال الجديدة إلى التطوير من أجل الأسهل، ولا يتبقى إلا اللغة الأقوى كما حدث في اللغة اللاتينية التي اندثرت».
الدكتورة زينب لاشين: ابتكار لسهولة التواصل
الدكتورة زينب لاشين، أستاذة علم الاجتماع في الجامعة الأميركية، توافق الدكتور محمد فكري الرأي، مؤكدة أن اختراع الشباب لغة جديدة أو مختلفة أكثر سهولة في التعامل في ما بينهم، لا يعني على الإطلاق شعورهم بالاغتراب عن المجتمع أو تمردهم عليه، وإنما هو مواكبة لتعليمهم وظروف عملهم، وأكثر سهولة وسرعة في التعبير، نظراً الى أننا في عصر السرعة.
وتتابع: «على المجتمع رفع وصايته عن الشباب ما دامت سلوكياتهم لا تتعارض مع الآداب العامة في المجتمع، خاصة أن ظهور لغة جديدة بين الشباب أمر يتكرر بين الحين والآخر»... لافتة إلى «أن لغة الشباب المختلفة دائماً موجودة في المجتمع قبل ظهور الإنترنت، حيث كان الشباب عادة يستخدمون مصطلحات غير مألوفة بالنسبة الى الآباء، وبالتالي من الطبيعي أن تظهر «الفرانكو» وغيرها مع انطلاق الثورة التكنولوجية، مع كل التغيرات التي طرأت على المجتمع في مجال التعليم والذوق العام.
دراسة تحذر: اللغة العربية في خطر
حذرت دراسة مصرية حديثة من ظهور «لغة موازية» يستخدمها الشباب العربي في محادثاتهم عبر الإنترنت، تهدد مصير اللغة العربية في الحياة اليومية، وتلقي بظلال سلبية على ثقافة الشباب العربي وسلوكه بشكل عام.
واعتبرت الدراسة التي أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة، أن اختيار الشباب ثقافة ولغة خاصة بهم هو تمرد على النظام الاجتماعي، لذلك ابتدعوا لوناً جديداً من الثقافة لا يستطيع أحد فك رموزه باستثنائهم. وأشارت الدراسة التي أُعدت تحت عنوان «ثقافة الشباب العربي»، إلى أن «ثقافة الفهلوة» التي ظهرت بين الأوساط الشبابية في ثمانينيات القرن الماضي عادت وبقوة في الآونة الأخيرة محمولة على أكتاف مجموعة من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية أيضاً. وركزت الدراسة على شريحة عشوائية من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً، ورصدت وجود تأثير للإنترنت في مفردات اللغة المتداولة بين الشباب على المواقع والمدونات وفي غرف المحادثات... مؤكدةً أن طبيعة شبكة الإنترنت، باعتبارها وسيلة اتصال سريعة الإيقاع، قد واكبتها محاولات لفرض عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب.
في لبنان: لغة الانترنت جزء أساسي من الحياة اليومية
في القرن الحادي والعشرين، قرن التطوّر السريع والتواصل الاجتماعي، في حقبة الانفتاح والعولمة، برز استخدام الشبكة العنكبوتيّة ووسائل التواصل الاجتماعيّ في لبنان كجزء أساسيّ من الحياة اليوميّة، العمليّة والعلميّة.
إلاّ أنّه تماشياً مع نمط الحياة السريع والرغبة في تخطّي شتّى العوائق اللغوية، بادر روّاد الإنترنت إلى ابتكار لغة العصر، «لغة الإنترنت»، بحثاً عن السهولة والبساطة والانتشار السريع... وأصبحت هذه اللغة مهيمنة في مختلف الحوارات،إلكترونيّة كانت أو متداولة في الحياة اليوميّة الاجتماعيّة. في لقاء مع الدكتور جو عجمي الاستاذ المحاضر في القضايا المعاصرة والاعلام والمجتمع، يشرح لنا ظاهرة لغة الانترنت وانعكاسها على مختلف اللغات وبخاصة اللغة العربية. كما ويُبدي عدد من مستخدمي هذه اللغة رأيهم في هذا الموضوع.
الدكتور جو عجمي: لغة الانترنت تسهِّل على الشباب الاتصال السريع والعملي
يقول الدكتور عجمي: «يعتبر الشباب أنّ مختلف المصطلحات المستخدمة في أحاديثهم تسهّل عليهم الاتصال السريع والعمليّ، بحيث تحتوي لغة الإنترنت على مصطلحات يعرفها كلّ روّاد الشبكات الاجتماعيّة، وتتكوّن من حروف وأرقام كبديل مبسّط من التركيبات اللغوية، ما يتناسب مع الحياة العصريّة التي نعيشها. هي لغة تتكوّن من كلمات ممزوجة بأخرى أجنبيّة مع استبدال أحرفها بالأرقام. كما تضمّ عدداً من المختصرات Acronyms التي تفي بالحاجة وتعبّر عن الإحساس الحالي». وقد ساهم انتشار المدوّنات وغرف الدردشة وصفحات الفيسبوك والتويتر بشكل واسع على شبكة الإنترنت في اختراع هذه اللغة وانتشارها كالنار في الهشيم نظراً الى سهولة استخدامها وسرعة فهمها واحتوائها على ما من شأنه أن يوصل الرسالة المطلوبة بأقلّ عدد من الكلمات والأحرف، الى أكبر شريحة من المتابعين أو الأصدقاء.
لغة موازية أم بديلة؟
يؤكّد الدكتور عجمي أنّ «اللغة عموماً هي جزء من ثقافة الشعوب. بيد أنّ التطوّر الهائل في التكنولوجيا يحتمّ اللجوء إلى ابتكار ألفاظ ومصطلحات جديدة قد لا تلقى مرادفاً لها في اللغة العربيّة، ما يشجّع الشباب على استخدام هذه اللغة الموازية، تماشياً مع التقدّم والعولمة. ولا تقتصر حالة الفوضى اللغوية هذه على اللغة العربيّة فحسب، بل تطاول حتى اللغات الأجنبيّة الأخرى، ما من شانه أن يقتل بعض الكلمات والمصطلحات اللغوية القديمة عبر استبدالها بأخرى معاصرة». إذ يتمّ الدمج ما بين مختلف اللغات الأصليّة واستخراج كلمات منها لجمعها في نصّ موحّد. كما يتمّ استقدام كلمات ترمز الى غير معناها الأصليّ، بالإضافة إلى ابتكار بعض المصطلحات الحديثة والاعتماد على الاختصار والاستعانة بالرموز والأرقام حتى. ولعلّ أبرز رموز التداول في لغة الإنترنت هي الأرقام التي تتحوّل مخارجَ حروفٍ في اللغات التي لا تحتوي عليها أصلاً. فرقم 2 يرمز إلى «الهمزة» ورقم 3 إلى «العين» ورقم 5 إلى «الخاء» ورقم 6 إلى «الطاء» ورقم 7 إلى «الحاء» ورقم 9 إلى «الصاد» ورقم 7’ إلى «الخاء» ورقم 3’ إلى «الغين» ورقم 9’ إلى «الضاد». وقد نشط أخيراً استخدام الهاشتاغ # لتوسيع نطاق انتشار كلمات مرتبطة بمواضيع محدّدة تهمّ عادةً مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعيّ. إذ يهدف ذلك إلى إيجاد رابط مشترك ويسهّل الوصول إلى مواضيع مشابهة عند البحث. فمن فيسبوك وتويتر، مروراً بالمدوّنات الشخصيّة ومواقع إنستغرام وسنابشات وحتى خدمة واتساب للاتصال السريع، باتت رقعة الاتصال عبر الإنترنت تتوسّع يوماً بعد يوم وتطاول مختلف الشرائح العمرية من شتى الخلفيّات. ويبقى لكلّ جيل طريقته في التعبير...
مصير اللغات
ويتابع عجمي قائلاً: يخلق ابتعاد جيل الشباب عن اللغة الأم خوفاً واضحاً من انتشار لغة الإنترنت في المجتمعات، نظراً الى سهولة استخدامها المكثّف. وقد يخلق هذا الأمر تهديداً لكيان اللغة الأصليّة. ويفسّر البعض هذه الظاهرة بأنها تمرّد على النظام الاجتماعي السائد، بحيث يسعى الشاب إلى تكوين عالمه الخاص بعيداً من قيود الأهل والمجتمع، ويفرض بالتالي لغة موازية يستعملها في محادثاته مع الأصدقاء، فيشعر بحسّ الانتماء الذي قد يفتقر إليه في المجتمع التقليديّ.
وتتناقض الآراء بحسب ما يرى عجمي، في ما يخصّ مصير اللغات الأم إزاء مواجهة لغة الإنترنت. فبينما يعتبر البعض أنّ هذه اللغة الموازية قد تساعد على ضياع اللغة والهويّة، يرى آخرون أنّ لغة التخاطب العصريّة هذه لا يمكن أن تقتل فكراً أو ثقافة أو تاريخاً، بل هي مجرّد كلام بين أفراد يُجمعون على المصطلح نفسه. وهذا الأمر بالتأكيد لا يجعل منها لغة تنازع، إذ تبقى للغة العربيّة مواقعها وقيمها وعمقها وقدرتها على التعبير.
آراء متنوّعة: سرعة الرواج وكثرة التداول وسهولة الاستخدام تعزِّز لغة الانترنت
تقول رينا الياس إنها كانت تفضّل استخدام لغة الإنترنت قبلاً، لأنها رائجة ومتداولة بين زملائها. وقد بدأت باستخدام هذه التعابير التي كانت جديدة بعض الشيء عليها في بداية الأمر، لكنها سرعان ما أتقنتها وباتت تستعملها بمهارة. وأمّا الآن، فهي تبتعد تدريجاً عنها خلال استخدامها لمواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت بشكل عام، بل تميل إلى إعادة استخدام تعابير باللغة الأصليّة الإنكليزيّة أو الفرنسية أو العربيّة. وتترك لغة الإنترنت والاختصار فقط إلى «الواتساب» والمحادثات السريعة مع الأصدقاء.
يرى جوزيف الهيبة أنّ سهولة اللغة وبساطتها من أبرز ما يشدّه إلى استخدام لغة الإنترنت التي هي مزيج من المفردات اللغوية والتعابير المقتضبة والرموز والصور (Emoji) المعبّرة. هي لغة سهلة من شأنها أن توصل الرسالة بأسرع طريقة، من دون مراعاة للقواعد والتراكيب والأخطاء الإملائية وسواها من الأمور التي قد تعيق مجرى الحديث.
يؤكّد سيرج واكيم أنّ لغة الإنترنت تمكّنه من ترجمة أفكاره بسهولة. وقد اعتاد عليها وحفظ أغلب رموزها ومصطلحاتها، وهي تمكّنه من التواصل مع مختلف الأشخاص الذين يشاركونه حبّ هذه اللغة الموازية التي تتأقلم مع زمن التطوّر والسرعة والانفتاح على الآخرين.
تشير إيفا عويس إلى أنّها تفضّل عدم استخدام لغة الإنترنت، حرصاً منها على الهويّة العربيّة. إذ إنّ اللغة العربيّة في رأيها دلالة إلى الانتماء وصون للحضارة. وهي متعلّقة بجذورها وتأبى الانصياع وراء «الموضة» اللغويّة والمزج بين اللغات والرموز والمفردات.
يقول عماد عقيقي إنّ لغة الإنترنت ترتكز على السهولة والعمليّة. أمّا المنهج العربيّ فكثير التعقيد وناقص. إذ إن بعض كلمات اللغة الإنكليزيّة غير موجودة أو لا معنى دقيقاً لها في العربيّة، ما يضطر المرء أحياناً إلى ابتكار مصطلحات معمّمة بين الشباب لتوصيل الفكرة المعيّنة.
يشير رواد حاتم الى أنّه يعمد دوماً إلى استعمال لغة الإنترنت، لأنّ اللغة العربيّة معقّدة وتستغرق طباعتها وقتاً أطول وتتطلّب جهداً. بينما الرموز والأرقام والمفردات «المعرّبة» على الإنترنت أشمل وأبسط وأسرع للتداول.
يحبّذ شربل عويس استخدام لغة الإنترنت بما أنها رائجة لكتابة الرسائل القصيرة. كما تمكّنه من المزج بين مختلف اللغات، ما يجعل التعبير أسرع وأبسط، فلا حاجة إلى البحث عن المفردات اللغوية الدقيقة في اللغة العربية لترجمة فكرة بسيطة وسريعة.
أصبح للغة الإنترنت لوحة مفتاتيح
تطبيق Leb Keys
تطبيق مجاني لنظاميّ الأندوريد والآبل، وهو عبارة عن لوحة مفاتيح لاتينية وعربية حيث يمكنك كتابة كل الرسائل اللاتينية العربية (مثل 7abibi، و7ayete، و2a3ed re5iya 3a rawa2)، بطريقة سهلة ومرحة. يكفي تحميل التطبيق فتصبح لوحة المفاتيح جزءاً من لوحة المفاتيح الأصلية ويمكن استعمالها في كل التطبيقات ( واتساب، بريد الكتروني، فايسبوك، تويتر...).
الأكثر قراءة
إطلالات النجوم
نور الغندور تضج أنوثةً بالأبيض: صيحة 2026...
إطلالات النجوم
نجمات السعودية ومصر ولبنان وسوريا يتنافسن في...
أخبار النجوم
رحمة رياض وأحمد سعد وناصيف زيتون يريدون لقب "ذا...
إطلالات النجوم
مي عمر وريم سامي تخطفان الأنظار ببريق معدني على...
إطلالات النجوم
ميريام فارس تتألق بفستان أنيق بتفاصيل جريئة
المجلة الالكترونية
العدد 1090 | تشرين الأول 2025
