هي «رواية بيروت» التي حاكت أهم الحقب التاريخية التي عرفتها المدينة عبر العصور، وذلك من خلال عرضٍ تميز بتقنية الأبعاد الثلاثة على شاشة بنطاق 360 درجة، خلال افتتاح الدورة الأولى من مهرجانات بيروت الثقافية، التي أُقيمت داخل القبة الدائرية عند الواجهة البحرية للعاصمة بيروت.

على مدى 50 دقيقة، عاش الجمهور مشهدية ثلاثية الأبعاد: بُعُد تقني وآخر تمثيلي وثالث موسيقي، ومن خلال 12 لوحة، رافقها نص كتبه الفنان جورج خبّاز وقرأه الممثل جوزيف بو نصار، مُطعّماً بمشاهد تمثيلية وراقصة، امتزجت بموسيقى من وحي المدينة وتاريخها، من تأليف وتوزيع غي مانوكيان، ورافقته عزفاً الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية.

«ساعة العبد» التي تتوسط ساحة النجمة في وسط بيروت، انتقلت إلى مسرح مهرجانات بيروت الثقافية، بالمقاييس الحقيقية نفسها، أي بارتفاع 12 متراً.

هذه الساعة التي شهدت الحقب التاريخية التي مرت على مدينة بيروت، كانت الراوي لقصصها، من أيام الفينيقيين مروراً بالغزاة المتعاقبين عبر التاريخ، وصولاً إلى مرحلة الاستقلال، ثم العصر الذهبي للمدينة في ستينات القرن العشرين وسبعيناته، وصولاً إلى مرحلة الحرب وبعدها إعادة الإعمار.

واختُتم حفل الافتتاح بأغنية «أجيال» التي ألّفها غي مانوكيان خصيصاً للحدث، وهي بمثابة رسالة تحمّل اللبنانيين مسؤولية الحفاظ على بلدهم.

الأسبوع الثقافي تضمن حفلة غنائية أحياها كل من «السوبر ستار» راغب علامة والنجمة اللبنانية نانسي عجرم، وشاركهما عدد من نجوم «اكس فاكتور».

افتتح نجوم X factor (ندجيم، لاتويا وماريا نديم) الحفلة، ثم أطلت نانسي على المسرح متألقة بـ Jumpsuit باللون الأسود، ورددت أجمل أغنياتها: «يلا»، و«يا غالي عليي» و«أحبك آه» و«معقول الغرام» و«بصّ بصّ» و«ماشي حدي»، وقد رافقها زوجها في الحفلة فأهدته أغنية «شو واثق بحالو»، واختتمت بأغنية «ما تيجي هنا».

بعدها اعتلى راغب علامة المسرح، فتفاعل معه الجمهور من أول أغنية «انا اسمي حبيبك». وألقى علامة كلمة قال فيها «حاولوا كثيراً أن يحرقوا بيروت، ورغم ذلك ستبقى مدينة الاحتفالات والمهرجانات». كما أثنى على جهود القيّمين على مهرجانات بيروت الثقافية، وفي مقدّمهم السيدة لمى تمام سلام، وخاطب الجمهور قائلاً: «نحنا موجودين هون تيوصل صوتنا للسما».

وغنّى علامة جديده وقديمه، فعلا هتاف الجمهور على ايقاع «سهروني الليل» و« يا ريت فيي خبيها» و«بفتكرك وانت ناسيني» و«مش بالكلام» و«اشتقتلك أنا» و«جنّي». كذلك غنّت معه ماريا أغنية «يا حياتي». وفي الختام، رفع علامة العلم اللبناني وقدّم أغنية «بوس العلم» التي تفاعل معها الجمهور بحماسة كبيرة.

كذلك شهد برنامج المهرجانات إقامة قرية للمحركات الميكانيكية وتضمن مجموعة من أنشطة رياضات المحرّكات، فيما تابع اللبنانيون عرضاً هو الأول من نوعه في لبنان لسيارة «فورمولا واحد» ويقودها السائق الإسباني كارلوس ساينز جونيور.