أيمن رضا: لا فضل لأحد عليّ في الوسط الفني

أيمن رضا,الوسط الفني,العمل الفني,ديو المشاهير,الدونجوان,الفنانين,لوحات

لها (دمشق) 17 يوليو 2016

فنان الزبدية الصيني، يجيد القيام بكل الأدوار الكوميدية والتراجيدية وحتى الشاميّة. وعلى الرغم من تنوّع أدواره في الفترة الأخيرة، إلا أن مجاله الأهم كان ولا يزال الكوميديا، ابتداءً من «يوميات مدير عام»، إلى سلسلة «عيلة النجوم»، إلى «بقعة ضوء» الذي كان أحد مؤسسيه.
هو الفنان السوري أيمن رضا، الذي عرف بـ«كركتيراته» الغريبة في الكوميديا السورية، ولعل آخرها كان الذي قدمه في «بقعة ضوء» هذا الموسم، بشخصية «أم سعيد الرز» الداية الشامية، التي باتت حديث الساعة في المنتديات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
عن مشاركاته لهذا العام، وعن عمله في البيئة الشامية، وأمله في الدراما السورية، وعن البدايات، والثنائيات، والذكريات كان له هذا اللقاء:


- لنبدأ بـ «أم سعيد الرز» إحدى لوحات «بقعة ضوء» لهذا العام، هل كان دورها مكتوباً لتجسّده ممثلة ما، أم أنه كُتب لك خصيصاً؟
شخصية «أم سعيد الرز»، كانت مكتوبة في الأساس لتلعب دورها فنانة أنثى، لكن مخرج العمل طرح عليّ فكرة تجسيدي للشخصية، وبعد نقاش طويل تبنّيت الفكرة. كتب الدور شاب من السويداء اسمه «موفق مسعود»، بلهجة منطقة أهل السويداء، لكنني عدّلت في اللوحة، إذ كان اسم الشخصية «كرجية»، فأصبح «أم سعيد الرز».
والمعروف عني أنني أضيف ارتجالاتي الخاصة وأفكاري إلى جميع لوحاتي، وهكذا صارت اللوحة بحلّتها الأخيرة من كتابة أيمن رضا وموفق مسعود. علماً أنّ اللوحات التي يؤلفها الكاتب ممدوح حمادة، أعمل بها بدون إضافة أو تعديل.
وصدقاً، لا أعرف سبب الانتشار الكبير لهذه الشخصية، حتى بتنا في حالة تجريب دائمة مع الجمهور الذي يتفاعل معنا باستمرار، وتتغير الشخصيات من جيل إلى آخر، خصوصاً إذا كان الفنان كما يقال بالعامية «معلّماً». ومن أهم الشخصيات التي قدّمتها ولاقت نجاحاً، شخصية «أبو ليلى»، في مسلسل «أبو جانتي»، وأي فنان يصل الى الذروة، عليه أن يعمل بجدّ وتفانٍ ليحافظ على مستواه.

- لك حضور مميز في مسلسل «الندم»، وغيره من الأعمال التراجيدية، هل تجد نفسك في تلك الأعمال؟
شخصيتي في مسلسل «الندم»، ليست أول أدواري في الأعمال التراجيدية، فقد قدمت العام الماضي مسلسل «بانتظار الياسمين»، وهذا الموسم لي مشاركة في مسلسل «صدر الباز»، وهو عمل بيئي، وهذا التنوع دليل على النجاح في مختلف أنواع الأعمال الفنية.

- شاركت هذا الموسم في المسلسل البيئي «خاتون»، هل تحرص على الظهور في عمل شامي سنوياً؟
حرصي على الظهور في العمل الشامي سنوياً ليس بدافع شخصيّ. إنها الموضة التي تضطرنا إلى ذلك.

- في مسلسل «خاتون»، أنت الحلاق «أبو جبري»، كيف لعبت على شخصية الحلاق لتخرج بشكل مختلف عن الحلاق الطبيب
والثرثار؟
أؤدي في هذا العمل دور الحلاق «أبو جبري» الفاشل في كل شيء، وما يميز هذا الدور عن غيره من أدوار الحلاقين التي سبق أن قُدمت في مسلسلات البيئة الشامية، أنّ الحلاق «الشامي» يجب أن يكون ثرثاراً، وطبيباً ناجحاً... لكن «أبو جبري» هنا فاشل في كلتا الحالتين، إضافةً إلى بعض الارتجالات التي أقوم بها.

- تشكل مع شكران مرتجى ثنائياً في «خاتون»، هل أنت مع الثنائيات المتكررة في الأعمال، وكيف يساهم ذلك في نجاح الدور؟
شخصياً لا أؤيدها كثيراً، وكذلك الزميلة شكران لا تحب هذه الثنائيات، ولكن لا مانع من تجربتها.

- شاركت أيضاً في مسلسل «الطواريد» كأول عمل بدوي كوميدي، هل هذا الاختلاف أو التناقض أهم ما يميّز العمل؟
«الطواريد» عمل كوميدي بدوي، وهو أول عمل فني من هذا النوع على طريقة «سيت كوم». هي تجربة جديدة من حيث اللهجة، لكن آلية تصوير العمل وفكرته ليستا جديدتين، فهذا ما رأيناه سابقاً في مسلسل «بقعة ضوء»، حيث عرضنا لأكثر من مرة فكرة الفنتازيا الكوميدية. لذلك، هذا النوع من الدراما ليس جديداً عليّ.

- هل أنت من فضّلت شخصية الشرطي في «الطواريد» لتخرج من فخ اللهجة، أم أن المخرج اقترح عليك الشخصية؟
لم أشترط أداء هذه الشخصية، بل اختارني القائمون على العمل لهذا الدور، وحاولت التأقلم معه، وإضافة القليل من عندي، فأنا لم أفرض أي دور، حيث عادة ما تعرض عليّ الأدوار، وعليّ القبول أو الرفض تبعاً لإعجابي بالعمل واقتناعي به من عدمه.

- هل تتوقع لهذا العمل النجاح عربياً، وهل مشاركة أهم الفنانين فيه تزيد من فرص نجاحه؟
مفتاح النجاح أو الفشل في أي عمل هو في يد الجمهور، وليس لدى أي من الفنانين.

- كثيرة هي الأفكار والارتجالات التي تقدمها على الشاشة، لماذا لم تقدّم عملاً مكتوباً خاصاً بك، يطرح كل ما في بالك كما يفعل غيرك من الفنانين؟
صحيح أنني كثيراً ما أضيف إلى شخصياتي، لكن هذا لا يعني أنني كاتب. حتى في المسرح لا أحب المونودراما، وهذا يعود إلى حبي للأعمال الجماعية، لذلك حرصت في سلسلة «بقعة ضوء» على أن تكون البطولة جماعية.

- هل تعجبك فكرة أن يتحوّل الممثل إلى كاتب أو مخرج، وهل يمكن أن نراك يوماً في الإخراج؟
يعجبني ذلك، لكن بشرط ألّا يكون المخرج/ الممثل دخيلاً على الإخراج لا يفقه فيه شيئاً، وقد حصل ذلك، علماً أنني أتمنى النجاح للجميع.

- «بقعة ضوء» يعود بجزء جديد، ما هي شروطك للمشاركة في هذا العمل بالتحديد، كونك من مؤسسيه؟
في مسلسل «بقعة ضوء» بنسخته الجديدة، لم يكن لدي سوى شرط وحيد، وهو انتقائي للّوحات التي سأشارك فيها، وتفاهمت على ذلك مع الشركة، وشاركت في 15 لوحة فقط.

- هل فعلاً هناك تطور في العمل، أم ما زالت الحلقات الأولى هي الأجمل حتى اليوم؟
أعتقد أن هذا الجزء من «بقعة ضوء» هو أفضل من المواسم الأربعة السابقة التي كانت تتحدث عن الأزمة التي تمر بها البلاد، لأن لوحات هذا الموسم تتناول موضوعات مهمة، و«بقعة ضوء» في الأساس هو فكرة وممثل، وقد اجتمعا معاً في العمل الجديد.

- لماذا اقتصر الكتّاب المشاركون في الأجزاء الأخيرة على بعض الأسماء؟
أعتقد أن اقتصار اللوحات على عدد محدد من الكتّاب المتكررين، كان دليلاً على وجود خلل في العمل خلال الأجزاء السابقة، فهو عمل جماعي، ويجب أن يضمّ عدداً كبيراً من كتّاب اللوحات، ليُغنوا العمل بأفكارهم.

- هل ندمت على وصفك «باب الحارة» بـ«الداعشي»، ومخرجه بسام الملا بـ«الدحداح»، وهل هناك من لامك على هذه التشبيهات؟
لم أندم على الإطلاق بعد وصفي «باب الحارة» بالداعشي، ومخرجه بالدحداح، ولم يلمني أحد لأنني كنت أقول الحقيقة، وفي النهاية لكل منا رأيه.

- أنت صريح في حواراتك كما كنت دائماً، هل تعتبر صراحتك رصيداً أم زلاّت لسان؟
هذه الصراحة جزء من شخصيتي الحقيقية، ومن يعتبرها رصيداً فهي رصيد، أما من يراها زلة لسان، فأقول له إنما هي جرأة وصراحة ونقدٌ لمصلحة العمل، وبهذا فقط نسير قُدماً في كل شيء. وهكذا أصبحت لدينا قاعدة بعد طول السنين التي تجاوزت الثلاثين عاماً من العمل الفني، وأنا لست أدنى مستوىً من بسام الملا، وأصبح في إمكاني تقييم الفن.

- سمعنا عن عمل جديد ستعلب بطولته، مسلسل «ست موتورات»، ماذا حلّ به؟
أخيراً أجّلت تصوير العمل في مسلسل «ست موتورات»، لأنه يحتاج إلى مواقع تصوير فيها شوارع وتضم قلب المدينة، وهذا كله يتطلب عدم وجود حواجز، لكن وضع البلد لا يسمح بذلك، فأرجأنا العمل لوقت لاحق.

- من بين أعمالك التي لعبت بطولتها، مسلسلا «صايعين ضايعين»، و « سيت كاز»، ما هو العمل الأفضل بينهما؟
 أعتبرهما أفشل عملين في حياتي، وهما عملان سيئان بكل ما تعنيه الكلمة.

- ما السبب وأنت البطل فيهما؟ هل المشكلة في النص، أم الإنتاج، أم هي في الإخراج؟
في مسلسل «صايعين ضايعين»، سبب الفشل يعود الى الإخراج، وكذلك صرّح مخرج مسلسل «سيت كاز» بالفشل، أما مسلسل «أبو جانتي» فيعود نجاحه إلى إعجاب الجمهور به.

- شاركت العام الماضي في مجموعة أعمال اجتماعية بعيداً عن الكوميديا: « عناية مشددة»، «بانتظار الياسمين»، «حارة المشرقة»... أي منها كان الأنجح، وفي أي منها استمعت بالعمل أكثر؟
استمتعت بالعمل في مسلسلي «بانتظار الياسمين»، و«عناية مشددة»، أما العمل الثالث «حارة المشرقة»، فكان عملاً عادياً، ولم يقّدم جديداً، والجمهور هو من حدد نجاح العملين الأوّلين.

- شاركت أيمن زيدان في العديد من الأعمال التي كان هو بطلها... «جميل وهناء»، «يوميات مدير عام»، «صوت الفضاء الرنّان»، «أنت عمري»، وغيرها من الأعمال... هل يمكن القول إن أيمن زيدان ساهم من خلال عملك معه في ذيوع شهرتك الدرامية عربياً؟
 لا أنكر أن لأيمن زيدان الفضل في انتشار شهرتي عربياً من خلال أعمال مشتركة في بداية مسيرتي الفنية.

- هل تعدّ ما يقال في الإعلام عن اعتراف بعض الفنانين بأفضال فنانين آخرين مجرد تملّق أمام الإعلام؟
التملّق من عدمه يعود إلى الفنان نفسه.

- هل من أحد في الوسط الفني تعتبره فعلاً صاحب فضل عليك فنياً؟
لا فضل لأحد عليّ من الوسط الفني، فأنا متفرّد في العمل عن غيري من الفنانين، وعملت مشاريعي بنفسي، كما أنني فنان متنوع، أملك شخصية مركبة، ولا أعرف تجسيد الشخصيات العادية، ومن بداية مسيرتي الفنية لي طابعي الخاص، لكن عموماً يمكن القول إنني تعلمت واستفدت من كل الفنانين القدامى الذين عملت معهم، وليس هناك أحد محدد.

- ثنائيتك الفنية مع باسم ياخور تعدّ الأهم حتى اليوم، رغم ما شابها من قطيعة في إحدى الفترات. هل ما زلتما على تواصل على المستوى الشخصي، أم أنها مرحلة وطويت؟
الفترة التي عملت فيها مع باسم ياخور، كانت فترة ثنائيات بيننا، وتمثّل الخروج من عباءة أيمن زيدان، فهي مرحلة عمل وأفكار كانت موجودة لدى كل منا، ونفّذناها وانتهينا، ولكن لا فضل لأحد منا على الآخر وأمورنا جيّدة ونتواصل وما من خلافات بيننا.

- أنت خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، لماذا يستغرب الناس كونك فناناً أكاديمياً، هل لأنك معروف كفنان كوميدي أكثر، ما السبب برأيك؟
أنا لا أتصنّع في لقاءاتي الفنية، وأتحدث بطريقة سلسة بعيدة عن التعقيد وتتماشى مع مختلف الشرائح الاجتماعية... «جماهيري يعني».

- هل تعتبر نفسك مظلوماً فنياً مقارنة بباقي الفنانين من خريجي المعهد، كونك لم تأخذ بطولة مطلقة لعمل فني ضخم، أو عمل عربي حتى الآن؟
إطلاقاً، والدليل محبة الجمهور السوري والعربي، والشعبية التي أتمتع بها شعبية كبيرة، وفرصة البطولات المطلقة لم تأت بعد، علماً أنني أتقن جميع أدواري وأتفانى في تقديمها والجمهور يتابعها بشغف ومحبة.

- ظهور الفنانين السوريين الذكور طاغٍ على الظهور الأنثوي، ومعظم الأعمال العربية المشتركة أبطالها شبان سوريون، كيف تفسّر ذلك؟
وجود عدد كبير من الفنانين السوريين في الأعمال العربية المشتركة، يعود إلى سمعة الفنان السوري، لأن السوري «بياع»، ويلعب دوراً مهماً في التسويق، وكذلك الفنانات السوريات أخذن حقوقهن بالكامل في الأعمال المشتركة، ومنهنّ كندا علوش، وسلافة معمار، وهن يلعبن دوراً مهماً على صعيد الميديا والموضة و«الستايل».

- لماذا لم يسند إليك دور «الدونجوان» أو المحبوب نسائياً بعد؟
دور الشخص المحبوب من النساء أو «الدونجوان»، لم ألعبه حتى اليوم، ويمكن أن أقوم بأي دور، إلا هذا الدور، لأنني أشعر بأن الحب شيء كبير ولا يمكن أن يُمثّل، ولكنني أحرص في كل أعمالي على أن أقدم شخصياتي بإحساسي الداخلي. بالنسبة إليّ، الحب الحقيقي هو احترام المشاهدين ومحبّتهم.

- سمعنا سابقاً عن ألبومك الغنائي، لماذا لم يرَ النور حتى اليوم؟
أخوض الآن تجربة غنائية جديدة، وهي عبارة عن مجموعة من الأغاني السورية البحتة، باللهجة السورية ومن اللون الاجتماعي، وقد أنجزنا الإعداد للأغنية الأولى، وهي من ألحان أري جان سرحان، وهذا العمل سيرى النور قريباً.

- كيف تقيّم تجربة شكران مرتجى وباسم ياخور في «ديو المشاهير»؟ وهل تتمنى المشاركة في مثل هذه البرامج؟
لا أتدخل في تقييم أحد من زملائي في البرامج الفنية، لكنني شخصياً لا أرفض المشاركة في هذا النوع من البرامج. لم أخض هذه التجربة بعد وواثق من النجاح فيها.

- أنت ملك الشائعات! شائعات كثيرة لاحقتك... إصابتك بقذيفة هاون، وتعرضك لعيار ناري، ومشاكلك القلبية، وغيرها... كيف تتعامل معها؟
أتعرض للكثير من الشائعات، لكنني أواجهها «بالتطنيش»، لأن هذه الشائعات لا تقدم ولا تؤخر في شيء.

- لماذا لم نعد نرى ابنك في الوسط الفني كثيراً، هل تغيرت ميوله تجاه العمل الفني؟
لي ابن عمل في الوسط الفني سابقاً، لكنه حالياً يدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وفي قوانين المعهد لا يجوز للطالب العمل بالتمثيل حتى السنة الثالثة.

- بعد هذه السنوات، هل يمكن أن تعيد تقديم عمل فني تحت إدارة المخرج هشام شربتجي، كتتمة «سلسلة النجوم»؟
لا أستبعد فكرة إعادة أحد الأعمال السابقة تحت إدارة المخرج هشام شربتجي.

- هل ما زلت تعتبر الفن متعة وتجسيداً لموهبة، أم أصبح العمل الفني مجرد عمل تعتاش منه؟
ما زال التمثيل بالنسبة إليّ هواية ومتعة، وليس مصدر رزق.

- هل من مشاريع فنية خاصة تعمل عليها؟      
لا أفكر حالياً بأي شيء، ولا أتحدث حتى عن العروض المقدّمة لي، لأنني لا أود التحدث إلا عما هو جدّي وموقّع على الأوراق.