باسم سمرة: هربت من محمود عبدالعزيز في «الكيف»

باسم سمرة,النجاح,الجمهور,التصوير,فيديو مسرّب,رمضان,الفكرة,تصوير فيلم,كواليس العمل,الكوميديا,الأغاني,التجربة,فايسبوك,مسلسل

نورهان طلعت (القاهرة) 23 يوليو 2016

بعد 21 سنة على خروج فيلم «الكيف»، يعيد النجم باسم سمرة تقديمه، ويجسّد الدور الذي لعبه النجم الكبير محمود عبدالعزيز، لكن باسم يؤكد أنه كان حريصاً على الابتعاد عن الطريقة التي أدى بها النجم الكبير الشخصية حتى لا يقع في فخ تقليده.
كما يحدّثنا عن كواليس المسلسل، وحقيقة الخلاف على ترتيب الأسماء، وعشقه للتحدي، ورأيه في إدمان الشباب «الفايسبوك»، والفيديو الذي جمعه مع لوسي وأثار ضجة، ويكشف لنا علاقته بالخيول، وتعرضه للحسد، وكيف يعوض زوجته وبناته عن فترات غيابه عنهن.


- ما الذي جذبك للموافقة على بطولة مسلسل «الكيف»؟
قصة العمل كانت السبب الرئيس وراء موافقتي عليه، حيث تناقش فكرته العديد من القضايا الهامة التي تحدث في مجتمعنا في الوقت الحالي ومن بينها الإدمان، وتعاطي المخدرات.
وعلى الرغم من طول الفترة الزمنية على تقديم هذه القضايا في الفيلم، لم يتم علاجها، بل على العكس ازدادت إلى حدّ كبير، لكن بأساليب كثيرة ومختلفة، فلم يقتصر الإدمان على المخدرات فحسب، بل أصبح لدينا أشكال أخرى من الإدمان، والتي ناقشناها بشكل مختلف وباستفاضة، خصوصاً أن مساحة العمل الدرامي أطول من السينمائي، ويسمح بالتطرق لمناقشة أكثر من قضية.

- هل تقصد قضايا إدمان الشباب لـ «فايسبوك» و«المنشطات» التي شاهدناها في الحلقات الأولى؟
بالفعل، وقد تعمّد مؤلف العمل الحديث عن كل الأمور التي تؤثر في الشباب والمجتمع في الوقت الحالي، ويأتي على رأسها إدمان «فايسبوك»، الذي بات «ضرورة» لا يُستغنى عنها لأي أي شخص، وأصبحت له أضرار كبيرة علينا جميعاً، وكذلك إدمان المنشطات، إذ يعتقد بعض الشباب أنّ تناول المنشطات أمر عادي ولا يؤثر في حياتهم، لكن الحقيقة عكس ذلك، ففيها مخاطر كثيرة صحية وأخلاقية، وهو ما تابعه الجمهور من خلال القصص التي نتحدث عنها في العمل.
وما أردنا توضيحه أن الإدمان لم يعد يقتصر على حشيشة الكيف والمخدرات، بل امتد الى ما هو أبعد من وخصوصاً «المنشطات» و«فايسبوك»، اللذين أصبحا يهددان حياة الشباب.

- ألا ترى أن الموافقة على هذا العمل تُعد مجازفة كبيرة ولاسيما مع تعلّق الجمهور بفيلم «الكيف»؟
أحب مهنة التمثيل بل أعشقها، ودائماً ما أبحث عن التحدي، وهذا المسلسل حافل بالتحديات، بدءًا بالشخصية التي أؤديها ووصولاً إلى أصغر تفاصيل العمل، وأنا من الشخصيات التي تحب التجارب والتحديات الجديدة حتى تزداد خبرتي، فما الفائدة من الموافقة على دور عادي تم استهلاكه من قبْل ولا يشكّل إضافة لي.
كذلك تعلمت في هذا العمل العديد من الأشياء التي أغنتْ خبرتي، بالإضافة إلى تعاملي للمرة الأولى مع المخرج محمد النقلي، الذي علّمني الكثير، وأبشّر الجمهور بأن الحلقات المتبقية من العمل تتضمن العديد من المفاجآت.

- تؤدي شخصية «مزاجنجي» التي كان يؤديها الفنان محمود عبدالعزيز، فهل اقتبست منه؟
شخصية «مزاجنجي» التي أؤديها بعيدة تماماً عن الشخصية التي قدمها الفنان محمود عبدالعزيز، إذ أقدمها بطريقة وأسلوب ورؤية مختلفة تماماً وتتناسب مع الأحداث الجديدة المطروحة في العمل.
وأنا من عشاق محمود عبدالعزيز وأحب أسلوبه وأداءه في التمثيل، لكنني حاولت تقديم شيء مختلف لي وللجمهور، وبتعبير أدق، «هربت» من طريقته في الأداء حتى لا أقع في فخ التقليد.

- هل شاهدت الفيلم قبل بدء التصوير؟
لا، لم ألجأ إلى ذلك لاختلاف كلّ من العملين عن الآخر.

- تميز الفيلم بعدد كبير من الإفيهات التي ارتبط بها الجمهور فهل، تعمّدت تغييرها؟
كل شيء يتطور. لغة الناس والجمهور في الشارع تتغير وتتطور، ولم تبق كما كانت منذ 20 عاماً وقت تقديم الفيلم، وفي المسلسل حاولنا مواكبة العصر وكل ما هو جديد، ووضعنا إفيهات وجملاً جديدة متواجدة في الشارع في الوقت الحالي، وقد تعلّق الجمهور بها، وكذلك الأغاني الشعبية، فتم إضافة عدد من الأغنيات الشعبية الجديدة تماماً، والتي لاقت صدى عند الجمهور.

- هذه هي المرة الأولى التي تغني فيها، ماذا عن هذه التجربة؟
لا أعدّ نفسي مغنياً أو مطرباً، إنما أنا في هذا العمل مجرّد مؤدٍّ للأغاني الموجودة، وهذه التجربة كانت صعبة للغاية وليست بالسهولة التي يظنها البعض، واكتشفت معها عالماً جديداً ومختلفاً عني، وأعتقد أنها لقيت صدى لدى فئة بعينها، هي التي تعشق الأغاني الشعبية.

- وكيف أعددتَ لهذه الأغاني؟
نظراً لعدم امتلاكي للإمكانات الصوتية الكبيرة التي تخوّلني أداء الأغاني، قررت أن أتبع أسلوباً آخر، وهو أن أمثّل ما أغنّيه، الأمر الذي ساعدني أكثر في الغناء وجعل الجمهور يتفاعل مع هذه الأغاني، وكان معي باستمرار أثناء التسجيل أكثر من ملحن وكاتب للأغاني، من الذين لهم بصمتهم الخاصة في هذا الخصوص. وقد شجعني مؤلف المسلسل أحمد محمود أبو زيد وحمسني وأعطاني ثـقة بما أقدمه، وأعتقد أن صدى هذا العمل كان طيباً لدى الجمهور.

- شعر البعض بأن الكوميديا تسيطر على العمل، فما ردّك؟
على العكس، المسلسل مزيج من النوعين الاجتماعي والكوميدي، ولم يكن العمل كوميدياً «على طول الخط»، يمكن القل إنها كوميديا الموقف، إلى جانب رصد العديد من القصص والأحداث المختلفة.

- لاحظ المشاهد عدداً كبيراً من التغييرات والفوارق عن الفيلم، فهل تعمّد فريق العمل ذلك؟
بالتأكيد هناك بعض التغييرات، أولاً لأن هذا عمل درامي يتضمّن أحداثاً تدور على مدار ثلاثين حلقة، وليس لساعتين فقط. وأيضاً لمرور أكثر من 21 عاماً على عرض الفيلم، فبالتأكيد توجد بعض الاختلافات والتغيرات، فعلى سبيل المثال، لا وجود في الفيلم لوالدَي «مزاجنجي»، اللذين يحضران بقوة في المسلسل، ويوجد أشقاء لنا آخرون غيري أنا وأحمد رزق بخلاف الفيلم أيضاً، فالتشابه فقط في القصة الرئيسية، لكن التفاصيل مختلفة تماماً.

- هل وجدت صعوبة في أداء هذا الدور؟
إطلاقاً، لم أجد أي صعوبة في أداء هذه الشخصية لتركيزي منذ البداية على الدور، ومعرفتي بما سأقدمه، كما أن انتظام التصوير في الوقت المتفق عليه وسير معدلات التصوير ساعد في استمتاعنا أثناء التصوير، ولم تواجهنا أي مشكلة أو عقبة، وهنا علىّ أن أتوجه بالشكر للشركة المنتجة لما بذلته من عناية جنّبتنا مشاكل التصوير، وكان أول عمل درامي يُنجز تصويره قبل بداية شهر رمضان.

- كيف كانت كواليس العمل؟                 
كانت جيدة جداً، فلم يكن هناك نفْسنة «يا رب نفسي»، ولا غيرها من المشاكل طوال أيام التصوير، وصنع المخرج محمد النقلي حالة جيدة في لوكيشن «موقع» العمل، وعلى الرغم من أنه عملي الأول معه، إلا أننا أصبحنا أصدقاء، وكذلك الفنانة «لوسي» التي أعمل معها للمرة الأولى أيضاَ، وأضفت أجواء مرحة على التصوير، وعفاف شعيب، والدتي بالمسلسل، وأنجزنا مشاهد جيدة جداً أعجبت الجمهور.
ولا أنسى أحمد فؤاد سليم، وأحمد خليل، والفنان جميل راتب الذي وافق على الظهور كضيف شرف بالعمل، وهو الوحيد الذي شارك في الفيلم، وكانت خطوة رائعة من كلّ منتج العمل ومنتجه أن ينجحا في التعاقد مع هذا الفنان الكبير.

- هل كانت لك شروط محددة قبل التعاقد على «الكيف»، لاسيما بوجود عدد من النجوم؟
لم تكن لي أي شروط، ففي البداية تحدثت معي الشركة المنتجة على بطولة العمل، وهي من أرادت أن أكون بطل هذا المسلسل، لذلك ليس لديَّ أزمة في هذا الموضوع، فعملي ودوري هو الذي يجعلني بطلاً، ومن الممكن أن يكون دوراً صغيراً بأي عمل وأحقق نجاح أكثر من البطل، لكن كان لدي شرط واحد، وهو تغيير أغاني الفيلم تماماً ليكون هناك جديد نقدمه للجمهور، ففي البداية أعجبت الشركة المنتجة بأغاني الفيلم وأرادت وضعها كما هي، وهو ما رفضته واقترحت إدراج أغانٍ جديدة تماماً، ووافقوا على طلبي ولم نواجه مشكلة في ذلك.

- لماذا اكتفيت بالمشاركة بعمل واحد فقط هذا العام؟
عُرض عليَّ أكثر من عمل، لكنّ الشركة المنتجة لـ«الكيف» اشترطت منذ توقيع العقد عدم مشاركتي في أي عمل آخر، وهو ما وافقت عليه، لأن العمل في أكثر من مسلسل يكون مرهقاً للغاية، كما أن إرهاق العمل المتواصل يضيّع أجمل اللحظات في حياة أي فنان.

- انتهيت مؤخراً من تصوير فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن» فماذا عنه؟
كتبت قصته منذ فترة طويلة، وعملت على هذه الفكرة مع المؤلف ناصر عبدالرحمن في البداية، وبعد ذلك مع يسري نصر الله وأحمد عبدالله، إلى أن تم إنجاز الفيلم، وهو يرصد حياة عائلة من الطباخين الذين يقومون بالطهو في الحفلات والأفراح في الريف، في إطار اجتماعي ورومانسي.

- كيف خطرت على بالك هذه الفكرة؟
من الطهاة، فهم يدخلون كل المنازل ويكونون على معرفة تامة بكل ما يدور بها من أسرار وتفاصيل، فقررت الكتابة عنهم. وأعجبت الفكرة يسري نصر الله فقمنا بتنفيذها، وعملت عليها لأكثر من خمسة عشر عاماً، لكن كان يقع التأجيل بسبب انشغال يسري نصر الله في أعمال أخرى، وعندما جاء الوقت المناسب تحمسنا لتنفيذه. والفيلم يضم فنانين كبارا،ً هم ليلى علوي، ومنة شلبي، وصابرين، وأحمد داوود، بالإضافة إلى الوجوه جديدة.

- تردد وجود خلافات حول من سيتصدر الأفيش وتتر الفيلم، هل هذا صحيح؟
إطلاقاً، فالفيلم بطولته جماعية وأكبر دور هو دوري، وهذا تفرضه قصة الفيلم، وباقي الأدوار متساوية. لكن ليس هذا ما يشغلنا، فما يهم الجميع هو أن يحقق الفيلم نجاحاً كبيراً ويجد طريقه إلى المهرجانات العالمية.

- لماذا قلّت مشاركتك بالأعمال السينمائية في الفترة الأخيرة؟
في فترة الثورة التي كانت تمر بها مصر، شعرت بأن التمثيل سيقلّ للغاية، وأنّ الأمر سيصبح صعباً، وكان لدي إحساس كأنني لن أمثل مرة أخرى، فكنت أوافق على أي عمل حتى إذا لم أكن مقتنعاً به، أما الآن فأحاول أن أدقق في اختياراتي ولا أوافق على أي عمل، إلا إذا كنت مقتنعاً به تماماً وكان مميزاً.

- هل هناك عمل حرصت على مشاهدته في رمضان؟
حاولت متابعة مسلسل طارق لطفي لأنه ممثل عبقري، وقدم العام الماضي عملاً جيداً للغاية وأعجبت به، وكذلك مسلسل «هي ودافنشي» لليلى علوي وخالد الصاوي.

- تسببت في أزمة بسبب فيديو مسرّب لك أنت والفنانة لوسي بأحد الأماكن، وكنت ترمي عليها الأموال، فما ردك؟
أعتقد أن هذا الفيديو فُهم بشكل خاطئ، فما عرض هو لقطات من مسلسل «الكيف» ولم يكن عيد ميلاد لوسي كما ردد البعض، لكنه فيديو قصير من أحد مشاهد العمل، والأموال التي أقوم برميها عليها بالتأكيد ليست حقيقية، فأنا لست مجنوناً لأقوم بذلك، ولم أقم بهذا الفعل طوال حياتي، وسيرى الجمهور هذه اللقطات في المسلسل؛ وسيتأكدون من كلامي.

- هل أزعجك تسريب هذا الفيديو؟
بالطبع، وفوجئت بطريقة تسريبه، خصوصاً أنه أثار ضجة كبيرة وفهم الجمهور ما حدث بشكل خاطئ، علماً أنني أوضحت الأمر إثر تسريب الفيديو.

- كيف تقضي يومك بعيداً عن التصوير؟
لديَّ مزرعة خيل عربي أحاول أن أقصدها يومياً حتى أتابع الأوضاع فيها، ويوم الجمعة من كل أسبوع أحرص على ركوب الخيل، وهذا الموضوع يأخذ وقتاً كبيراً من حياتي لأنني أعشق الخيل.
وأحرص أيضاً على التواجد طوال الوقت إلى جانب بناتي في وقت الإجازة، وأدربهن دائماً على ركوب الخيل، وأذهب معهن للنادي ونمارس السباحة وعدداً من النشاطات هناك، وأحاول تعويضهن غيابي عنهن وتعليمهن أشياء جديدة تفيدهن في المستقبل ويكتسبن منها الخبرات.

- حدثنا عن الحادث الذي تعرضت له مؤخراً؟
تعرضت لحادث بسيارتي إثر اصطدامها بقوّة بإحدى السيارات، وحصل هذا الحادث إثر انتهائي من التصوير مبكراً، ومازال الجميع يقومون بالتصوير، فأعتقد أن ما حدث هو «حسد»، لأن بعضهم لم يصدقوا أننا انتهينا من المسلسل بهذه السرعة.

- هل تتفاعل مع الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لديّ صفحتي الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، والتي أحاول من خلالها متابعة كل ما هو جديد، والتواصل مع المحيطين بي.

- من هو مطربك المفضل؟
ليس مطرباً بعينه، فأنا أحبّ الاستماع إلى الأغاني الجيدة والمتنوعة، فأستمع إلى أكثر من لون غنائي، بالإضافة إلى حرصي على الاستماع للأغاني القديمة، مثل أغنيات عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وغيرهم الكثير.

- عندما تأخذ قراراً بالسفر، إلى أين تحب الذهاب؟
أحب السفر كثيراً، خصوصاً مع وزوجتي وبناتي، فكثيراً ما أحاول التخلص من ضغوط العمل بالسفر إلى أي مكان؛ سواء داخل مصر أو خارجها، فالسفر يعطيني طاقة للقدرة على العودة إلى العمل بقوة.

- كيف تنتقي أدوارك؟
أصبحت أدقق كثيراً في كافة الأعمال التي تعرض عليَّ، ولا أقبل أي عمل درامي أو سينمائي إلا إذا اقتنعت به بنسبة مئة في المئة، فهذا الأمر أصبح مهماً جداً بالنسبة إلي، خصوصاً أنني في مرحلة صناعة تاريخ لنفسي، فأريد بعد أكثر من عام أن يكون لي العديد من الأعمال الجيدة التي يتذكرها الجمهور ويستمتعون بها عند المشاهدة، ولا تكون مجرد أعمال عابرة تشاهد ثم تنسى، هذا ما أسعى لتحقيقه في هذه الفترة الهامة بالنسبة لي.

- ما هو سر النجاح؟
السير بخطوات ثابتة وعدم التعجل في الوصول لما نريد، وبذل أقصى مجهود مع كل عمل جديد، وإعطاء كل شخصية نقدمها حقها الكامل من التحضيرات، وكيفية خروجها على أفضل نحو بالتالي يأتي التوفيق نتيجة لكل الخطوات السابقة.