إنه الصيف... علّمي أبناءك أصول التدبير المنزلي

الصيف,الأبناء,الألعاب,غرف النوم,الترتيب,المائدة,غرفة الجلوس

07 أغسطس 2016

تبدو الفوضى جميلة بالنسبة إلى الأبناء خلال العطلة الصيفية... لا فروض يجب إنجازها، لا أوقات محدّدة للنوم، ويفعلون ما يحلو لهم في البيت. وإذا لم يكن يوجد في المنزل عاملة تهتم بشؤون المنزل خلال غياب الأم، فإن المنزل قد يبدو ساحة معركة،  الأواني محتشدة في كل ركن في المطبخ، وغرف النوم تعمّها الفوضى، والألعاب منتشرة كيفما اتفق. قد تستسلم الأم لهذه الفوضى وتبادر في إعادة كل شيء إلى مكانه وتمضي يومها في الترتيب والتنظيف، أو تعلنها معركة حقيقية مع أبنائها بسبب فوضاهم.
وفي كلا الحالين، يمكن الأم تجنب كل هذا واستغلال الصيف لتعويد أبنائها على الاهتمام بشؤون المنزل، سواء كان لديها من يعينها في المنزل أم لا.

البدء من غرف النوم

من المهم جدًا البدء بتعليم الأبناء من عمر السنة تنظيف غرفة نومهم وترتيبها لبناء علاقة جيدة، مما يسمح للطفل بأن يكون مستقلاً، ويكتسب المهارات الحياتية التي تساعده في سن البلوغ.
فتعويد الطفل على الروتين يسمح له بأن يشعر بالأمان والثقة. ولهذا يمكن الأم الطلب منه في الصباح على سبيل المثال، ترتيب سريره، وفي المساء توضيب ألعابه قبل الذهاب إلى الفراش. ولكن على الأم أن تضع في حسبانها دائمًا أن كل ابن فريد، لذا يجب التعامل مع كل واحد من أبنائها بالأسلوب المناسب، ولكي تتمكن من مراقبة الغرفة، عليها أن تحاول وتختبر وتتعامل مع كل واحد بحسب شخصيته وسنّه، وكذلك غرفة نومه يجب أن تكون مناسبة له، لناحية الألوان والديكور وحجم الأثاث. والهدف هو جعل غرفة النوم مكانًا جميلاً مرحًا وعمليًا يسهل ترتيبه وتنظيمه.
أما إذا كان الطفل في عمر الثلاث سنوات أو أقل فمن المفيد أن ترتب الأم غرفته أمام ناظريه، كي يتمكّن من تقليدها عندما يصبح في سن أكبر. 

 إرشادات لتعويد الأبناء على ترتيب غرفهم  وعلى التخزين المنظم

 لا تترددي في توفير صناديق شفافة أو سلال لوضع اللعب حسب الفئة وتسمية كل مربع. إذا كان طفلك لا يمكنه القراءة ففي الإمكان وضع ملصقات صور، يمكن الحصول عليها من الإنترنت، أو الطلب من طفلك أن يرسم الصور ويلصقها على الصندوق بنفسه.
 توفير رفوف خزانة مفتوحة ومناسبة لطول الطفل كي يتمكن من وضع أغراضه عليها بسهولة، وبالتالي تعليمه فرز ملابسه. فمثلاً عندما توضب الأم الغسيل، تطلب من طفلها أو طفلتها مساعدتها في ترتيب ملابسها وفرزها إلى فئات ووضع كل فئة في مكانها المناسب... الجوارب في سلة أو مربع، والملابس الداخلية في الدُّرج... كما يمكن الأم الاقتراح على طفلها اختيار يوم في الأسبوع ليتعاونا معًا في ترتيب الغرفة.

الترتيب على شكل لعب

ليس من السهل دائمًا تحفيز الأبناء على النظام والترتيب، فلمَ لا نحوّلهما إلى فترة ممارسة لعبة، بدلاً من جعلهما عملاً رتيبًا مملاً! فمثلاً يمكن الاقتراح على الأبناء كل بحسب سنّه الألعاب التالية:

قياس الوقت الذي يستغرقونه في توضيب ألعابهم. إعطاء إشارة انطلاق ويذهب كل واحد إلى غرفته. وفي المرة المقبلة سوف يتنافسون على النقاط التي يحرزونها.
السماح للأبناء بالاستماع إلى الموسيقى الصاخبة أثناء ترتيب غرفهم. أما بالنسبة الى الصغير بينهم، فيُطلب منه ترتيب عدد محدد من أشيائه. مثلاً يمكنه تخزين 6 ألعاب... وهذه وسيلة جيدة جدًا لتعلم العد!

الترتيب المحفّز

ليس من السهل دائمًا معرفة من أين يبدأ الترتيب. ولتحفيز الأبناء، يمكن وضع لائحة بتراتبية الأعمال، وكل ولد بحسب سنه. مثلاً تكون اللائحة على الشكل الآتي، نبدأ بتوضيب الألعاب في صناديقها المحدّدة، ثم نضع الثياب النظيفة بحسب الفئة في مكانها، والثياب الرثة في سلة الغسيل، ثم نرتب السرير ونمسح الغبار... 

الترتيب الترفيهي

من الطريف أن نكتب على ملصقات الصناديق والسلال عبارات تذكّر بوظيفتها، مثلاً: «مرحبًا أنا سلة الغسيل أشعر بالاختناق بسبب فائض الغسيل، هل يمكنك أن تأخذني إلى والدتك»... أو: «مرحبا أنا صندوق الألعاب أشعر بالملل، هل لك أن تضع ألعابي في بيتي»...

على المائدة

من الضروري بعد الانتهاء من تناول الفطور أو الغداء أو العشاء، أن نطلب من الابن وضع الصحن في المجلى أو غسالة الصحون، بعد تنظيفه من بقايا الطعام. وبعد رفع الأواني عن الطاولة، يمكن الأم أن تعطي لكل واحد مهمة، مثلاً هناك من يمسح الطاولة، وآخر يعيد ترتيبها بوضع آنية الزهر، وآخر يكنس الأرض بسبب فُتات الطعام... وآخر يوضّب الأواني مع والدته.

في غرفة الجلوس

راهنًا تحوّلت غرفة جلوس العائلة إلى ميدان للأسلاك الكهربائية والشواحن والكمبيوتر والآيباد والهواتف، وهي منتشرة على الأرض، على الكنبة، على رفوف المكتبة، أو متدلية... يمكن الأم أن تحد من هذه الفوضى التكنولوجية بأن تطلب من أبنائها توضيبها في أمكنتها، خصوصًا إذا لم يكونوا يستعملونها، وتذكّرهم بخطورتها على صحتهم وعلى الأمان المنزلي، ولا سيما أنها قد تسبّب احتكاكًا كهربائيًا يسبب حريقًا.  

ماذا عن الأبناء المراهقين؟

غالبًا يتذمر المراهقون من طلب والدتهم ترتيب غرفهم، وعبارة «سوف أفعل لاحقًا» مألوفة ومتداولة بين المراهقين إناثًا وذكورًا. وفي كثير من الأحيان تستسلم الأم وتقوم بترتيبها بدلاً من ابنها أو ابنتها. لذا ينصح بأن تكون الأم صبورة، وتتجنب النزاع، وتكتفي بالتذكير، وألا تستسلم إلى أن تأتي اللحظة المناسبة. مثلاً عندما يدعو المراهق أو المراهقة صديقتها، فمن المؤكد أنهما ستمضيان معظم الوقت في غرفة النوم، حينها تسألها الوالدة: هل دعوت صديقتك؟ وهل ستستقبلينها في غرفتك التي تعمّها الفوضى! ما رأيك في أن ترتبيها! وكذلك يمكن الأم أن تتجاهل ملابس ابنها المرمية على الأرض في الغرفة ولا تضعها في الغسالة، وحين يسأل لماذا لم تُغسل؟ عندها يمكن الأم أن تقول إنها مهمتك أن تضع الملابس المتسخة في السلة كي تُغسل...

أخيرًا، من الضروري أن تذكّر الأم أبناءها مهما كانت سنّهم بأن يوضبوا كل ما انتهوا من استعماله. ويمكن العطلة الصيفية أن تكون البداية، شرط أن تستمر في الطلب وإن أبدوا بعض المقاومة وعدم الاكتراث، فجعل الأبناء منظمين يحتاج إلى صبر وتكرار إلى أن يصبح النظام والترتيب عادة وتصرفًا تلقائيًا وعفويًا عند الأبناء. وسواء أكان في المنزل خادمة أم لا، يجب أن تكون كل هذه الأمور من مسؤولية الابن، وليس مسؤولية شخص آخر الذي ربما قد لا يكون الخادمة بل أمه. فتنشئة الطفل أو المراهق على تحمل مسؤولية أموره الخاصة، والتي قد تكون في نظر الأم أمورًا غير ذات أهميّة، وهي في الواقع ليست كذلك لأن هذه الأمور البسيطة تساهم في تعليم الطفل أو المراهق النظام والترتيب اللذين يفيدانه في مدرسته، وفي حياته بصورة عامة. فمن الملاحظ أن كثرًا من التلامذة الذين ينسون كتبهم أو أشياءهم الخاصة في المدرسة، يكونون من الفئة التي اعتادت وجود شخص ما يقوم عنهم بها.

على الأم الحذر من التمييز بين البنت والصبي، فالاهتمام بالترتيب يجب أن يشارك فيه كل الأبناء، ذكورًا وإناثًا، فلوم البنت وغض الطرف عن الصبي يُشعران البنت بأنها مظلومة. يجب أن يدرك كل واحد من الأبناء أنه لا يجوز لأحد منهم إلقاء المسؤولية على الآخر. فإذا أكل هاني في الصحن، عليه هو أن يضعه في غسالة الصحون لا شقيقته...  

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة