روعة ياسين: شبّهوني بنورمان أسعد ومرح جبر وفرح بسيسو... لكنني لست بديلة لأحد

روعة ياسين,بديلة,الأدوار,الساحة الفنيّة,الفنانة,الفشل,الوسط الفني,البيئة الشامية,الدراما السوريّة,مسلسل,الأعمال العربية المشتركة,الدراسة الجامعية,البوابة

لها (دمشق) 21 أغسطس 2016

عمرها الفني تجاوز الـ15 عاماً، طرقته من بوابة الجمال، ثم حققت حضورها ونافست النجوم في عدد كبير من الأعمال الدراميّة السوريّة والخليجيّة.
عن أعمالها في الموسم الحالي، وعن مشاركاتها السابقة، وعلاقتها بأختها الفنانة علا بدر، ومشكلات الوسط الفني، كان حوارنا مع الفنانة روعة ياسين.


- لك قصّة مع الجمال، وهو البوابة التي دخلت منها الى عالم التمثيل، حدّثينا عنها وعن صدفة عمر الشريف رحمه الله.
درست الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة دمشق، وأثناء الدراسة كنت وصديقاتي نشكّل مجموعة تتبنى المشاريع والأفكار الجديدة، وذات يوم قررنا المشاركة في «مهرجان البادية» عام 1999، ومنه وُلدت فكرة المشاركة في مسابقة ملكة جمال البادية في تلك الدورة، وفعلاً تابعت الى النهاية وحققت اللقب، وكنت الأولى بين المشاركات، ولكن المفاجأة كانت أن من أشار إليّ ونصح اللجنة باختياري هو النجم الراحل عمر الشريف، والذي لم يسعفني الحظ بلقائه قبل وفاته، فقد كنت أودّ أن أقدم له شكري وامتناني، لكن القدر لم يشأ لي أن أحقق هذه الرغبة، ومع ذلك لا يزال الفرح بهذه الحادثة يغمر قلبي.
وكلما تذكرت تلك الحادثة، أدرك أن لا شيء يحدث عبثاً في الحياة، فقد كان لقب ملكة الجمال بوابة دخولي الى عالم التمثيل، وشجعني هذا اللقب على تطوير نفسي، وعدم الاتكال على أحد حتى لو كانوا أهلي.
وبعد حصولي على اللقب انهالت عليّ العروض التمثيلية من المخرجين، ولم أكن قد فكرت سابقاً بالعمل الفني، ويومها وقفت أمام مفترق طرق، فإما أن أكمل وأطوّر نفسي وأبحث عن الجديد في الحياة، أو أن أنسحب وابتعد عن الفن كلياً، وما حدث فعلاً أن هاجس التحدي والبحث عن الجديد كان أقوى بكثير من فكرة التراجع والتقوقع في عالم محدد.

- بمَ أفادتك الدراسة الجامعية؟
أفادتني كثيراً في فهم نفسيّة الشخصيّة، وكيفيّة تأديتها بأقرب ما يكون الى الواقع.

- ماذا قدم لك الفنان ياسر العظمة؟
قدم لي الكثير من خلال عملي معه في سلسلته الشهيرة «مرايا»، وهي من أهم الأدوار التي لعبتها في مشواري الفني، والعمل معه حدد لي هويتي الخاصة وأغنى تجربتي في التمثيل، وقد اشتقت اليه كثيراً، وأتمنى له طول العمر.

- قدمتِ هذا العام دوراً في مسلسل «الطواريد»، هل نجح العمل في رأيك؟
«الطواريد» عمل بدوي كوميدي هو الأول من نوعه، ويتناول حكاية قبيلتين في تنافس مستمر، ويطرح مشاكلهما بأسلوب كوميدي، وكان عملاً ظريفاً يحمل في كل حلقة حكاية جديدة، صاغها الأستاذ مازن طه بأسلوب راقٍ، والكوميديا المكتوبة في النص لم تكن مفتعلة، بل لأناس يتمتعون بالبساطة.

- ألم تخافي من تجربتك مع مازن السعدي لكونه يُخرج للمرّة الأولى؟ وهذا النوع بالذات لا يحتاج الى مغامرة أو تجريب...
لم أخض التجربة كنوع من المغامرة، والإخراج عموماً هو عمل إذا نفّذه صاحبه بمحبة، يصنع منه شيئاً مميزاً، ولا قاعدة تحكم الإخراج، فثمة مخرجون كبار تسقط أعمالهم فجأة بعد تجربتهم الطويلة، في حين تنجح أعمال مخرجين جدد من التجربة الأولى.
وتشارك في هذا العمل مجموعة من النجوم المميزين، وتتولاه شركة إنتاج ضخمة... وكل هذه العناصر تساهم في نجاح العمل.

- ما الذي لفتك في الأعمال العربية المشتركة؟
لم تتسنّ لي متابعة كل هذه الأعمال، لكنني تابعت بعض الحلقات من مسلسل «24 قيراط»، وسمعت عن مسلسل «غداً نلتقي» للمخرج رامي حنا، وللأسف لم أستطع مشاهدته، وهناك أيضاً «نادي الشرق» ومسلسل «تشيللو»... وفي النهاية، الأعمال العربية المشتركة هي أعمال قوية، لكن في الحقيقة لم أشعر بعامل الجذب الذي كان يشدني في الأعمال الدرامية القديمة التي كنا نقدمها.

- سبق وأن شاركت في هذا النوع من الدراما، كيف تجدين رد فعل الجمهور، وهل تقلل تلك الأعمال من شأن الدراما السورية والفنانين السوريين؟
أنظر الى الموضوع نظرة إيجابية، وعلى الجميع مشاهدة العمل قبل الحكم عليه. وأرى أنه يشرّفني ويشرّف كل العرب المشاركة في عمل واحد، فهذه النوعية من الأعمال لا تزال قائمة ومستمرة، وتعكس صورة جديدة من الدراما تحتاج الى مقومات النجاح، والممثل السوري ناجح أينما حلّ، هذا باعتراف القريب والبعيد، وحتى الفنانون المصريون يعترفون بذلك.

- شخصيّة «غولدا» في مسلسل «ياسمين عتيق» اتسمت بالجرأة وقد أشار البعض إلى قوّة الدور، والبعض الآخر إلى سلبيّته، فلماذا وافقت على تقديمه؟
أدوار الجرأة جديدة عليّ، لكنني لم أوافق على تجسيدها لتحقيق المزيد من الظهور ولفت الأنظار، فأنا لست جديدة على الوسط الفني لأقبل المشاركة بأي دور، لكن تلك الأدوار تملك خاصية معينة، وفي إمكان الفنانة تقديمها باحترافية مع الإبقاء على احترام الناس لها، فتقديم هذا النوع من الشخصيات محفوف بالمخاطر.
وأذكر أنه عندما قدمت شخصية «غولدا»، كنت أعتقد أنني تجاوزت الخطوط الحمر من خلالها، لكن بعد عرض العمل ومتابعتي للشخصية، اختفى لديّ هذا الشعور، خاصة بعد مقارنة دور الجرأة هذا بما تقدمه باقي الفنانات، إن لناحية اللباس، أو طبيعة الدور، أو الحركات والإيحاءات الجريئة... وبالتالي ظهرت الشخصيات الجريئة التي جسدتها بصورة محافظة بالنسبة الى ما قدمته الأخريات.

- هل خدمتك الدراما السوريّة كما يجب؟
لم أنل فرصتي في الدراما السورية كما يجب وكما أستحق، وأعتقد بأنني يجب أن أكون في مكان أفضل مما أنا عليه اليوم، وهذا رأي الناس من حولي أيضاً، واليوم وصلنا إلى حال صعبة، فلكل شركة مجموعتها، ولكل شلّة فنانوها، والبعض يكرّس فكرة أن قلة الأدب هي التي تصنع النجمة، وأكثر من ذلك نراهم يروّجون في بعض الأعمال للوقاحة، ويفتحون الباب لها، وهذا كله يأخذ من وقتنا وجهدنا، والأمر خطير جداً، وعلى القائمين على الدراما اتخاذ خطوات جدية في هذا الشأن.

- كيف تختارين أدوارك اليوم؟ وما الذي تبحثين عنه؟
أبحث اليوم عن دور يناسبني ويقدّمني بصورة لائقة، ولا يمكنني الموافقة على أي دور، وهكذا كنت منذ بداياتي، فقد قدمت دوراً صغيراً في مسلسل «تخت شرقي»، وما زال الناس يتذكرونه حتى اليوم، وكذلك الحال مع دوري في مسلسل «ياسمين عتيق»، لذلك أبحث عن الدور الذي يرضيني فعلاً.

- صرّحت سابقاً بأنك لست من هواة البيئة الشامية، وهذا العام شاركت في عملين من أعمال البيئة؟
بالفعل، لقد شاركت في مسلسلي «عطر الشام»، و»صدر الباز» مع المخرج تامر اسحاق، وعلى الرغم من أن الأعمال الشامية لا تستهويني، إلا أنني أحببت الدور في هذا العمل الذي يمتد على مرحلتين، الأولى مرحلة الشباب، والثانية مرحلة الكهولة، وهي شخصية كل همّها الإنجاب، وتلتقي بطفل مشرّد فتأخذه الى بيتها وترعاه ليصبح ابنها، ولكن بعد مضي سنوات طويلة تتكشّف الحقائق وتلتقي بأمه الحقيقية... فالأحداث المتلاحقة والمشوّقة كانت أحد أسباب قبولي العمل في الأدوار البيئية.

- ماذا عن مسلسل «جزيرة الأحلام» الذي لم يُعرض في الموسم السابق؟
هو عمل عربي مشترك من إخراج تامر اسحاق، يروي قصص عائلات عربية من سورية ومصر ولبنان والخليج، وأؤدي فيه دور شادية، الفتاة المتعلقة بذكريات الماضي، على عكس فتيات اليوم اللواتي يتعلّقن بالتقنيات والصرعات، فهي تحب المطربة شادية، وتقدّر الأصالة، كما تهيم بأغاني عبدالحليم، ومن المفترض أن يكون هناك جزء ثانٍ للعمل.

- من يتآمر عليك في الوسط الفني ويسحب الأدوار منك؟
لا أحب نظرية المؤامرة ورمي الاتهام على مجهول، لكنني أسعى الى تبسيط الأمر لدرجة أن أقول «العمل طار مني...  فهو النصيب وكفى»، ولكن كثيراً ما أسمع إشادة من مخرج بأدائي في أحد الأعمال فيقرر أنّ لا بدّ من وجودي معه في العمل الذي يليه، ولكن بعد أخذ وردّ أتفاجأ بأنّ العمل قد ذهب أدراجه، من دون أن أعرف الأسباب! لكنني أتأمّل بالنصيب الأفضل، والمستقبل الواعد، ولا التفت الى الوراء.

- مررتِ بتجربة خطبة وكان مصيرها الفشل، ما الأسباب؟
بالفعل، وهو النصيب على ما يبدو، فقبل موعد الزواج بقليل انتهى كل شيء وبصورة فجائيّة، وأقول دائماً بأنّ ذلك أفضل من الدخول في تجربة زواج يعقبها الطلاق، وبعد مضي وقت اكتشفت أنّ ما حصل هو خير لي، وبت اليوم أكثر تأملاً في حياتي وأستفيد من مشكلات الآخرين ومن تجاربهم، كما أحاول الاستمتاع بحياتي الى جانب عائلتي.

- ممَّ تخافين، وماذا تتوقعين في مقبل الأيام؟
أخاف من التوقعات السلبية، وأحاول توقع كل شيء جميل حتى لو كان الخطر يحيط بنا، وأخاف من الهواجس والقلق الذي تولّده في نفوسنا.

- ماذا عن علاقتك مع أختك الفنانة علا بدر؟
علا إنسانة مُحبّة، وتقدّم لي النصح دائماً، ونساند بعضنا كثيراً، وأكنّ لها أجمل المشاعر، فهي ابنتي وأختي وصديقتي وحبيبتي، وهذه العلاقة أجمل ما في حياتي، فهي مخبأ أسراري، وملجئي خلال تعبي في الحياة.

- ماذا يعني لك الكبرياء؟
أقدّر الكبرياء، وأحبّ أن أكون واثقة وفخورة بنفسي، وهناك فارق بين مفهومي الكبرياء والتكبّر، وعموماً أنا من النوع الذي يحسب أموره بتمهل وروية، وهذا ما يعزز الكبرياء لدي.

        
أدوار ميّزتني

ما هي الأدوار التي ميزتك خلال مسيرتك الفنية؟
في بداياتي الفنية، شاركت في أعمال مع المخرج هشام شربتجي، أهمها المسلسل الكوميدي «أنت عمري» مع الفنان الكبير أيمن زيدان، إضافة الى مسلسلي «رجال تحت الطربوش» و «حاجز الصمت» الذي حقق متابعة جماهيرية كبيرة، حيث ظهرت فيه بأسلوب جديد ومختلف عما قدمته في السابق.


لست بديلة لأحد

يشبّهك البعض بنجمات كثيرات سبقنك إلى الساحة الفنيّة، فهل تنزعجين من ذلك؟
لست بديلة لأي من الممثلات، وما حدث أنه وخلال تقديمي دوري الأول مع الفنان أيمن زيدان في مسلسل «أنت عمري»، شبّهوني بالفنانة نورمان أسعد، التي شاركت الفنان زيدان ببطولة مسلسل «جميل وهناء» في الفترة نفسها، فاختلط الأمر على الجمهور، وكنت حينها وجهاً جديداً، وعموماً شُبّهت يومها بالكثير من الفنانات، كمرح جبر وفرح بسيسو، ولكن مع مرور الوقت أصبحت لي بصمتي الخاصة، وانتهت مسألة التشبيهات...