عودة ميمونة... إنها المدرسة

ميمونة,المدرسة,اللقاحات,طفل,التلميذ,الأبناء,النشاطات اللاصفية,الآيباد,العام المدرسي,العالم الرقمي,غرفة النوم,الروتين,شراء القرطاسية

03 سبتمبر 2016

حان وقت العودة إلى المدرسة. ومن المفارقة أن يشعر الكثير من التلامذة بالحماسة نفسها التي شعروا بها عند انتهاء العام الدراسي قبل ثلاثة أشهر.
فيما بعض التلامذة يشعرون بالقلق والهموم، فالعودة إلى المدرسة تعني استيقاظًا باكرًا، وواجبات مدرسية وامتحانات وعلامات.... أمّا الأهل فبعضهم يشعر بالسعادة، خصوصًا الأمهات اللواتي لا يعملن خارج المنزل، لأنه سوف يكون لهن الوقت الكافي للاهتمام بشؤونهن أثناء وجود أبنائهن في المدرسة، بينما تتخلص الموظفات من شعورهن بالذنب لبقاء أبنائهن وحدهم في البيت أثناء غيابهن في العمل، ولكن في الوقت نفسه يقلقن من عدم تحمل أبنائهن مسؤولية إنجاز فروضهم خلال وجودهن في العمل.
وفي كل الأحوال، يرى الاختصاصيون أن العطلة الصيفية والعودة إلى المدرسة تشكّلان حدثين متناقضين. فالعودة إلى المدرسة تعني الخروج من أجواء الاستجمام إلى أجواء تحمّل المسؤولية، مما يعني الانتقال من الحرية الفوضوية بعض الشيء إلى حياة الانضباط، أي العودة إلى السهر، والدرس والامتحانات، وإلحاح الأهل والأساتذة على ضرورة العمل بجد للنجاح، وغير ذلك.
بمعنى آخر، يجد التلميذ نفسه ملزمًا بإعادة تأسيس روتين يومي تخلى عنه لفترة ثلاثة أشهر تقريبًا. وهذا ما لا يمكن القيام به بين ليلة وضحاها. ولجعل العودة إلى المدرسة مريحة يمكن الأهل اتباع هذه النصائح.

تعويد التلميذ على توقيتي نوم واستيقاظ جديدين
بعد أمسيات صيفية جميلة، واستيقاظ صباحي متأخر، يحتاج التلميذ مهما كانت سنّه إلى روتين يومي جديد. لذا يمكن الأم قبل أيام من عودته إلى المدرسة تقديم ساعة نومه وساعة استيقاظه. وقد يقاوم الأبناء هذا الروتين القديم- الجديد، خصوصًا إذا كانوا في مرحلة المراهقة، فيعترضون «أصبحنا كبارًا ونستطيع التحكّم في أوقات نومنا واستيقاظنا»، وهذا الاحتجاج قد يبدو مقنعًا.
ولكن على الوالدين الإصرار عليهم للالتزام بالتوقيت الجديد، لأنه حتى المراهق في سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة يحتاج إلى تعديل ساعته البيولوجية، بما يتناسب مع التوقيت المدرسي، فهو في حاجة إلى ساعات نوم كافية ليكون مزاجه جيدًا خلال ساعات الدوام المدرسي.

شراء القرطاسية والكتب
من منا لم يشعر بالحماسة لشراء القرطاسية والكتب الجديدة! كل التلامذة يرغبون في قرطاسية جديدة جميلة وحديثة يتباهون بها. حقيبة جديدة ومقلمة، ومجموعة أقلام بأشكال فريدة، وألوان زاهية، ولكل تلميذ ذوقه الخاص في اختيارها.
صحيح أن بعض المدارس تشترط قرطاسية ودفاتر بعينها مناسبة لمعايير المدرسة، ولكن يبقى هناك هامش للتلميذ في اختيار الحقيبة والمقلمة والأقلام، وبالتالي على الأهل اصطحاب أبنائهم إلى المكتبة لاختيار ما يرغبون فيه.
وفي المقابل وقبل تسوّق القرطاسية، على الأم أن تطلب من أبنائها التخلّص من القرطاسية القديمة التالفة والاحتفاظ بتلك التي حالتها جيدة ، ليختاروا ما يحتاجون إليه بالفعل.
أما إذا رغب الأبناء في قرطاسية جديدة من الألف إلى الياء، وكانت الحالة المادية للأهل تسمح بذلك، فلا مانع من تنفيذ هذه الرغبة، ذلك أن بعض التلامذة يشكل شراء القرطاسية بالنسبة إليهم بداية تشعرهم بالتجدّد والتفاؤل. وليضع الأهل أنفسهم مكانهم، ألا تشعر الأم مثلاً بالحاجة إلى شراء قطعة ملابس جديدة لتشعر بالتجدد، كذلك التلميذ. ولكن في مقابل تنفيذ هذه الرغبة، يمكن الأهل أن يقترحوا على أبنائهم التبرع بقرطاسيتهم القديمة لتلامذة ليس في مقدورهم شراء واحدة جديدة.

تغيير في المظهر... لمَ لا!
تفرض بعض المدارس مظهرًا معينًا تُلزم به التلامذة، مثل قص الشعر، ملابس مدرسية موحدة حتى الأحذية. وفي المقابل، يتذمر التلامذة، خصوصًا إذا كانوا بدأوا سن المراهقة، من هذه المعايير التي تفرضها المدرسة، فالمظهر بالنسبة إليهم مسألة شخصية، واختياره يعكس أمزجتهم وهوّياتهم الخاصة التي بدأوا يحاولون تحديدها.
هنا على الأهل تحضير أبنائهم لهذه المسألة. فمثلاً إذا كان شعر ابنهم طويلاً خلال الصيف، عليهم أن يطلبوا منه بلباقة قصّه، كأن يقول الوالد «أعرف أنك تحب شعرك هكذا، فأنا كنت في سنّك وأدرك ماذا يعني أن يُطلب منك تغيير قصّة شعرك، ولكنْ للمدرسة قانون عليك التزامه، وفكر أنك في الصيف استمتعت بمظهرك وكنت حرًا، فلا ضير في أن تقصّه، فهذا تغيير لمَ لا».
وفي المقابل، هناك مدارس تترك للتلامذة حرية اختيار المظهر، هنا يمكن الأهل أن يقترحوا على أبنائهم تجديد خزانتهم، والتبرع بالملابس التي لم تعد تناسب مقاسهم. فمن الجميل أن يشعر التلميذ بالتجدّد مع بداية العام المدرسي، فهذا يجعله يستقبل المدرسة بروح جديدة.
فهو كما الراشد يملّ الروتين ، والعودة إلى المدرسة تعني الرجوع إلى الطقوس نفسها، التي كان ملتزمًا بها العام الماضي، فلا ضير في تغيير تفصيل صغير، ولكن قد يفعل الكثير على المستويين الذهني والعاطفي للتلميذ.
لذا على الأم دعوة أبنائها إلى إعادة ترتيب خزانة ملابسهم، والتخلص من تلك التي لم يعودوا في حاجة إليها، وتحديد ما يحتاجونه من ملابس، مثلاً ثياب رياضية جديدة، أو حذاء رياضي جديد...

تغيير أو إجراء تعديلات على غرفة النوم
تبدو غرفة نوم التلميذ خلال الإجازة الصيفية معقلاً للفوضى، كرة هنا، ألعاب متناثرة كيفما اتفق، والكتب مرصوصة على الرف يكاد غبار الإجازة يأكلها. مع دنو وقت العودة إلى المدرسة، يمكن الأم اقتراح تغيير ديكور الغرفة ، وتسأل أبناءها عما يحتاجونه لتكون غرفهم مريحة لإنجاز الفروض.
فإذا كان شقيقان يتشاركان الغرفة نفسها مثلاً، تسأل الأم ما هو الركن المفضّل لكل منهما لإنجاز الفروض، وكيف يرغبان في أن يكون ديكوره. مثلاً هل يفضل كل واحد منهما أن يكون له مكتبه الخاص! ما هي اللوحات التي يرغبان في تعليقها على الجدران! أو تقترح عليهما مثلاً شراء لافتة «ممنوع الإزعاج... إنه وقت الدرس» يعلّقانها على باب الغرفة.

الإعلان عن تقليص وقت الجلوس إلى الألعاب الرقمية
شكّلت الإجازة الصيفية فرصة ذهبية لجلوس الأبناء إلى الألعاب الرقمية وأحيانًا كثيرة من دون احتساب للوقت الذي يمضونه، وإذا اعترض الأهل، كانت عبارة «إنه الصيف» التي تبرّر جلوسهم الطويل اليها، خصوصًا إذا كان كلا الوالدين يعملان، فينتهز الأبناء فترة غيابهما.
وفي المقابل، أصبح الآيباد والعالم الرقمي جزءًا من حياة التلميذ الأكاديمية ، فمن خلاله يستقي المعلومات لإنجاز الأبحاث المدرسية، فضلاً عن أن الكمبيوتر أصبح مادة تدرّس في معظم المدارس، إضافة إلى أن بعض المدارس حوّلت غالبية المواد بدءًا من المرحلة المتوسطة، إلى تطبيقات موجودة على هذه الآلة الرقمية.
إذًا، الأهل أصبحوا بين سندان الألعاب الرقمية، ومطرقة الفروض المدرسية الرقمية. لذا عليهم أن يضعوا نظامًا تعاقديًا مع أبنائهم، ويعلموهم أن وقت الجلوس إلى الألعاب الرقمية سوف يتقلص خلال العام المدرسي ، ويحدّدوا مع أبنائهم المدة المسموح خلالها الجلوس إليها، وكذلك الوقت، وعلى الطرفين الالتزام بهذا الاتفاق، وأن يدوّنا بنود الجلوس إلى الألعاب الرقمية على ورقة تفاهم بينهما، تتضمن تحديد المدة والوقت المسموح. مثلاً مسموح لي الجلوس إلى الكمبيوتر مدة نصف ساعة في اليوم المدرسي إذا لم يكن لدي فروض كثيرة.
أو ممنوع الألعاب الرقمية خلال فترة الامتحان الأسبوعي أو الفصلي. مسموح خلال العطلة الأسبوعية مدة ساعة واحدة لا أكثر. على أن يوقّع كلا الطرفين على هذا العقد.
فأحيانًا التعاقد الشفهي لا يُلزم الأطراف، فيما التعاقد الملموس يشعر الأبناء بالجدية عندما يوقّعون بملء إرادتهم على الاتفاق الذي عقد بينهم وبين آبائهم. فالتلميذ عندما يتوقع الأمور تخف ردود فعله، خصوصًا عندما يذكّره الأهل بالاتفاق الموقّع بينهما.
أما إذا كان التلميذ يدرس عبر الآيباد فمن الضروري أن يكون الأهل على دراية بالتطبيقات الخاصة بالمواد المدرسية الموجودة فيه، والمنهج المتبع فيها، والمدة القصوى المطلوبة لينجزها التلميذ في البيت، كي لا يستغل الفرصة بالجلوس إلى الآيباد بحجة الدرس فيما هو يلعب.

تجديد التسجيل في النشاطات اللاصفية
قبل تجديد تسجيل الأبناء في النشاطات اللاصفية المتوافرة في المدرسة، من الضروري أن تسأل الأم أبناءها عما إذا كانوا يرغبون فيها هذا العام، أو يريدون البدء في تعلم نشاطات جديدة، لضمان أنهم لن يتذمروا خلال العام من القيام بها، وإذا تذمّروا تذكّرهم أنها كانت اختيارهم وعليهم الإلتزام. وفي حال رغب الأبناء بنشاطات جديدة، عليها التأكد أن الرسوم المتوجبة مناسبة للميزانية، وكذلك مواقيتها.

تمضية إجازة قصيرة مع الأبناء قبل العودة إلى المدرسة
على الأم إذا كانت موظّفة ألا تتردّد في طلب إجازة يوم أو يومين خلال الأسبوع الذي يسبق العودة الى المدرسة. فهذا سيساعدها في أن تكون أكثر هدوءًا واسترخاء أثناء التحضير للعودة.
وبدل أن تمضي يومها في الهرولة لتأمين احتياجات أبنائها المدرسية، وبالتالي تصاب بالتوتر لأنها تحاول التوفيق بين عملها وطلبات المدرسة، فإنها خلال هذه الإجازة سوف تمضي وقتًا أطول مع أبنائها، ويستمتعون جميعًا أثناء تسوّقهم المدرسي، فضلاً عن أن الأبناء سيشعرون بالطمأنينة لوجودها معهم أثناء هذه المرحلة الانتقالية من عطلة صيفية فوضوية بعض الشيء إلى مرحلة جدية فيها الكثير من الالتزامات. كما يمكن الأهل التخطيط لإجازة عطلة الأسبوع خارج المدينة، تمنح الأبناء الطاقة الإيجابية لبدء عامهم الدراسي بفرح ونشاط.

التلميذ الذي يعيد صفّه
قد تسبّب العودة إلى المدرسة قلقًا عند التلميذ الذي يعيد صفه، فأصدقاء الصف قد تغيّروا، وربما يخشى مقابلتهم في الملعب لأنهم أصبحوا في صف أعلى منه، مما يجعله حزينًا، ويبدو عليه التوتر، وعدم الرغبة في العودة. في هذه الحالة، على الأهل أن ينظروا إلى الأمر في شكل إيجابي وألا يزيدوا همًا فوق هم ابنهم الراسب، ويحاولوا تجنب إلقاء اللوم عليه، ويتحدثوا معه عن الأمور الجيدة التي قام بها.
فمثلاً يمكن الأب أن يقول له: «إعادة الصف ليست نهاية العالم. كان عندك صعوبة في بعض المواد ولكنك بارع في مواد أخرى وهذا جيد، ودليل على أنه في إمكانك تخطي أي صعوبة إذا عرفت السبب، ومن المؤكد أنك ستنجح هذا العام». فنظرة الأهل إلى الأمر في شكل إيجابي تمنح التلميذ الثقة بالنفس، وأن أهله إلى جانبه ليمنحوه الحب والأمان اللذين يحتاجهما، مما يحفزه على العودة إلى المدرسة بروح متفائلة.
وهناك أيضًا المدرسة التي ينبغي أن تتعامل مع التلميذ الراسب في شكل إيجابي وتتجنب العبارات السلبية، مثلاً نعت التلميذ بالكسول أو الفاشل، بل عليهم مساعدته حتى يجتاز مشكلة الرسوب بأمان. يتحقق كل هذا من خلال التعاون بين المدرسة والأهل.

فحوص طبية ضرورية يجب القيام بها للطفل الصغير قبل دخوله المدرسة
فحص العينين والأذنين ضروري، وعمومًا تلاحظ المدرّسة ما إذا كان يعاني التلميذ مشكلة في السمع أو البصر ، إذا لم ينتبه الأهل إليها. ولكن في كل الأحوال، من الضروري أن يستشير الأهل طبيب الأطفال الذي يعرف ما إذا كان يعاني مشكلة أم لا، وهو الذي يحدّد ما إذا كان هناك ضرورة لزيارة اختصاصي أم لا. وعمومًا، طبيب الأطفال يفحص هذه الأمور دوريًا ولكن نشدد عليها قبل الدخول إلى المدرسة.

           
اللقاحات الواجب إجراؤها للتلميذ الصغير قبل الدخول إلى المدرسة
من الضروري عند انتهاء فصل الصيف أن يكون جدول اللقاحات قد اكتمل. فسن المدرسة في معظم الدول العربية بين الأربع والخمس سنوات، وخلال هذه السن تصادف اللقاحات الأخيرة، وعند فحص الطفل في العيادة، يتأكد الطبيب أنه أتم اللقاحات التالية: الشلل الثلاثي، الحصبة وأبو كعب، وهناك لقاح التهاب الكبد Hepatitis A الذي صار لقاحًا ضروريًا لكل الأطفال. وهو لقاح يعطى قبل هذه السن، ولكن من الضروري التأكد من أن الطفل قد أُخذه، فهذه العدوى أكثر انتشارًا في المدرسة، وكذلك جدري الماء.

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة