جريمة خطف وهمية تكشف مؤامرة الزوج للاستيلاء على أموال زوجته

جريمة خطف,وهمية,تكشف مؤامرة,أموال زوجته,مأساة,عشق النصب,ضحية,جدارة,إيقاف التنفيذ,هواة,المعاكسة,حالة رعب,تفاصيل الجريمة,خيط الحقيقة,البحث والتحري,رجال الشرطة,الاعتراف,الزوجة الثانية

نسرين محمد - (القاهرة) 22 أكتوبر 2016

مأساة عاشت فيها مع رجل عشق النصب على الآخرين، دون أن تدرك أنه سيأتي اليوم الذي ستقع فيه هي الأخرى ضحية لجريمة جديدة، خطط لها بعناية للاستيلاء على أموالها، دون أن يبالي أنها زوجته وأم لثلاثة من الأبناء يحملون اسمه، فاستحق عن جدارة لقب رجل مع إيقاف التنفيذ.

عقارب الساعة جاوزت الثانية عشرة بعد منتصف الليل في المنزل، حيث كانت منال تستعد للنوم عندما رن هاتفها من رقم لا تعرفه، فقامت بتجاهله على الفور بعد أن ظنت أنه لأحد هواة المعاكسة ليلاً. إصرار رهيب من المتصل جعل المرأة تجيب عن الاتصال، لتجد شخصاً غريباً يعرف كافة بياناتها، يبلغها بكارثة كادت تفقدها الوعي، من وقع العبارات التي ألقيت على مسامعها راحت تبحث عن أبنائها وتحتضنهم وهي في حالة هلع.


حالة رعب
بعد هذا الاتصال، لم تستطع المرأة إغماض عينيها، وظلت مستيقظة حتى الصباح، فارتدت ملابسها وحملت أطفالها، وانطلقت إلى منزل عائلتها بعد أن وجدت أنهم فيه سيكونون في مأمن عن أي مكان آخر، ثم توجهت إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن جريمة وقعت. في قسم الشرطة جلست المرأة في حالة انهيار تتوسل إلى الجميع مساعدتها في الحفاظ على أبنائها من شر أوقعهم فيه والدهم بفضل تصرفاته الماجنة، وكانت النتيجة اختطافه من قبل خصومه ومساومتها على دفع فدية قدرها ربع مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه، وإلا سترسَل جثته لها على دفعات. وأبناؤه الذين سيتم اختطافهم تباعاً من بعده. كانت هذه تفاصيل المكالمة التي تلقتها المرأة من مجهول.

تفاصيل الجريمة
الزوجة تدعى منال خيري، 42 سنة، مديرة أحد المراكز الطبية الشهيرة، والزوج هو يوسف محمد فتحي، 41 سنة، كان يعمل في مجال السياحة، وبعد العديد من وقائع النصب ارتكبها أصبح لا وظيفة له إلا ذلك الأمر، الذي قد يرتقي إلى ارتكاب جريمة اختطافه وتهديد زوجته، مما جعل رجال المباحث يتعاملون مع الأمر بنوع من الجدية. مجموعة من المعلومات أدلت بها الزوجة في محضر رسمي، وفقاً لما قاله لها المتصل، وضع على أساسها رجال الشرطة خطة البحث، التي بدأت بتفريغ كاميرات المراقبة الموجودة في مكان الاختطاف في محاولة لتحديد هوية الجاني. كاميرا مراقبة خاصة بأحد البنوك في موقع الجريمة حملت مفاجأة لرجال الشرطة، حيث ظهر المجني عليه الذي أبلغ عن اختطافه يستقل سيارته ويسير في هدوء في الشارع دون أن يعترضه أي شخص، كما أبلغ المتصل زوجته، الأمر الذي ينفي الواقعة. الشكوك بدأت تحيط بالمجني عليه نفسه، بخاصة أنه على خلافات مع زوجته بسبب زواجه من أخرى يكبرها بسنوات تزيد على عمرها، تعيش في إحدى المناطق الشعبية تنتمي إلى عائلة سيئة السمعة، الأمر الذي جعل الزوجة الأولى تفكر في الانفصال عنه، بخاصة بعد مشاكله مع الآخرين واتهامه مؤخراً في ثلاث قضايا نصب.

خيط الحقيقة
ثلاثة أيام من البحث والتحري، مكنت رجال الشرطة من تحديد هوية الشخص الذي أبلغ الزوجة بجريمة الاختطاف، ويقوم بتهديدها بقتل زوجها وإرسال جثته قطعاً في طرود، ليثبت لها أنه جاد فيما يقول، وأنه قادر بعد ذلك على اختطاف أطفالها.
المتهم تبين أنه يدعى محمد جمال عبدالهادي، 22 سنة عاطل، سابق اتهامه في ست قضايا، آخرها قضية مخدرات، وصادر ضده حكم بالسجن ثلاث سنوات في قضية مخدرات أخرى، وجميعها تفاصيل تكشف عن أنه ليس المخطط الرئيسي للجريمة، لكن مجرد شخص ينفذ تعليمات آخر، ربما يكون هو الزوج المختطف نفسه. في أحد الأمكنة التي نصبت للمتهم، نجح رجال المباحث في إلقاء القبض عليه، وقبل أن يعترف بتفاصيل جريمته، كان فريق آخر قد توجه إلى إحدى المناطق الشعبية، حيث تم رصد وجود الزوج ليتم ضبطه هو الآخر مختبئاً بصحبة زوجته الثانية، المدعوة وفاء فراج، 19 سنة ربة منزل.

الاعتراف
قبل أن يعترف الزوج بتفاصيل جريمته، بدأ رجال المباحث باستجواب المتهم الأول، حتى تكون اعترافاته دليل الإدانة للزوج، وهو ما كان، حيث قال إنه من معارف الزوجة الثانية، التي اتفقت معه بتخطيط من زوجها على الاتصال بالزوجة الأولى وإيهامها باختطافه ومساومتها على دفع ربع مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه، بعد أن ادعى أنه أحد خصومه الذين قام بالنصب عليهم، ليبرر لها سبب اختطافه. اعترافات المتهم رغم أنها حملت مفاجأة للزوجة الأولى، فإن اعترافات زوجها كانت بمثابة صدمة حقيقية، بعد مواجهته باعتراف المتهم الأول، حيث أكد الأمر واعترف بتخطيطه للجريمة بقصد ابتزاز زوجته، حتى يتمكن من الاستيلاء منها على مبلغ يمكنه من سداد ديونه ودفع تكاليف عملية ولادة زوجته الثانية، إذ إنها حامل في شهرها الرابع ولا يمتلك نقوداً للإنفاق عليها. قال المتهم إن زوجته الأولى كانت في طريقها للانفصال عنه بعد علمها بزواجه من أخرى، الأمر الذي جعلها ترفض مساعدته لسداد ديونه، وعندما علمت زوجته الثانية بثرائها حرضته على الاستيلاء على أموالها بهذه الطريقة، بخاصة إذا تم تهديدها بإيذاء أطفالها منه.

الزوجة الثانية
لم تنكر الزوجة الثانية ما جاء في اعترافات المتهمين، حيث أقرت أنها تزوجت رجلاً يكبرها بـ22 عاماً طمعاً في أمواله، بعد أن أوهمها بثرائه الفاحش، إلا أنها بعد حملها اكتشفت أنها وقعت ضحية لرجل نصاب، وأنه ليس ثرياً وإنما زوجته الأولى هي من تمتلك المال، فاختمرت في ذهنها الفكرة، التي فور عرضها على زوجها وافق على الفور. حالة من الذهول سيطرت على الزوجة الأولى، لا تصدق أنها عاشت في رعب لأربعة أيام لا مبرر له سوى أنها تزوجت من رجل بلا نخوة، بدلاً من أن يكون سنداً لها ينفق عليها وعلى أطفاله، خطط لإيذائها والاستيلاء على أموالها، إلا أن جريمته جعلتها تتخلص منه، بعد أن صدر قرار من النيابة بحبس الثلاثة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، تمهيداً لإحالتهم على المحاكمة.