جريمة بشعة... خنق أمه وشرع في قتل والده وهذا هو السبب

جريمة بشعة,خنق أمه,شرع في قتل والده,السبب,الحب,تكوين أسرة,زلزال الرعب,جريمة ثانية,إعدام الأم,السند,فتاة,النتيجة

نسرين محمد - (القاهرة) 05 نوفمبر 2016

حالة من الحب والهيام عاشها مع فتاة رسم معها كل أحلامه في تأسيس منزل وتكوين أسرة وإنجاب أطفال يحملون اسمه، من دون أن يفكر للحظة في أب يحمل هو اسمه، أو أم كانت له السند طوال حياته حتى جاء اليوم الذي تمرد فيه على كل شيء واقتلع من ذاكرته كل ما يربطه بهما من أجل فتاة ترفضها عائلته، فكانت النتيجة جريمة تقشعر لها الأبدان.


استغاثة
كانت الساعة تقترب من الخامسة عصراً عندما سمع الأهالي صرخات استغاثة مكتومة تخرج من منزل جارهم العجوز فظنوا أنها المشاجرة اليومية التي تنشب بين الرجل وابنه تارة، أو بين الابن ووالدته تارة أخرى فلم يعيروا الأمر اهتماماً بعدما ألفوا ذلك. فجأة تحولت الاستغاثة إلى صرخات عميقة من رجل يصارع الموت، الأمر الذي أثار الرعب في نفوس الجميع ودفعهم لاستطلاع الأمر من دون أن يتخيلوا أن جريمة تُرتكب في الداخل ضحيتها جارهم العجوز.

زلزال الرعب
المشهد كان في قمة المأساة والجحود، حيث كان العجوز ممدداً على الأرض والدماء تنزف من وجهه وصدره، وابنه يمسك بسكين محاولاً أن ينهي حياته في لحظة أرسل اليه القدر جيرانه الذين نجحوا في إنقاذه من ابن بدا كوحش كاسر. أدرك الشيطان أن جريمته انكشفت فلم يجد أمامه مفراً من إطلاق ساقيه للريح يسابق الزمن في الهروب قبل حضور رجال الشرطة الذين قام الجيران بإبلاغهم عن جريمته بحق والده قبل أن يكتشفوا جريمة أخرى أكثر بشاعة ارتكبها بحق امرأة مسكينة لا ذنب لها سوى أنها أتت به الى الحياة من رحمها. قبل أن يحضر رجال الشرطة، كان الجيران قد سارعوا في نقل العجوز إلى المستشفى لإسعافه من طعنتين، واحدة تلقاها في وجهه، وأخرى اخترقت صدره، ورغم صعوبة ذلك لتقدّمه في السن، أراد القدر أن يكتب له حياة جديدة ونجحت جهود الأطباء في إسعافه. أما المرأة فقد فارقت الحياة مخنوقة بعدما بدا ذلك واضحاً من بروز لسانها.

جريمة ثانية
المصاب هو حفظي فواز عبدالرازق، 76 سنة، عامل، والجثة لزوجته صباح محمد درديري، 58 سنة، ربة منزل، والمعلومات الأولية وفقاً لما أدلى به الجيران تشير إلى أن المتهم هو نجلهما طاهر، 21 سنة، والذي لم يكن لاسمه أي علاقة بشخصيته الحقيقية. تفاصيل الجريمة جاء بعضها على لسان الأب قبل أن يتم ضبط ابنه ليعترف بباقي الأحداث التي لا يمكن عاقلاً أن يتصورها، حيث تمالك الضحية نفسه وسيطر على آلامه، قبل أن يعرف أن رفيقة حياته قد فارقته الى الأبد، وكان يظن أنه سيرحل قبلها نظراً لأنه يكبرها بـ 18 عاماً.

الوداع الأخير
قال العجوز إنه كان برفقة زوجته لشراء بعض احتياجات المنزل من الخارج، وعندما عاد تركها أمام الباب وتوجه لشراء دواء من صيدلية مجاورة للمنزل، ولمّا عاد لم يجد إلا ابنه، فسأله عن والدته فأبلغه أنها لم تحضر بعد، فأُصيب بالاستغراب والدهشة، خاصة أنها دخلت المنزل أمامه. أضاف الرجل أن زوجته ربما تكون قد عادت والابن لا يزال نائماً في غرفته ولم تنتبه لوجوده ودخلت الى غرفتها لتستريح أو لتبدّل ملابسها فذهب ليبحث عنها وقبل أن يفتح باب غرفة نومها فوجئ بيد تمتد له من الخلف تحاول شلّ حركته وتسدد له الطعنات. كانت يد الابن الذي تحول إلى قاتل منذ عامين، إلا أن والديه نجحا في التستر على جريمته من دون أن يدركا أن يده ستمتد إليهما لتزهق روحيهما، كما اغتالت روح شقيقته الكبرى من قبل عندما تشاجر معها ودفعها لتصطدم جمجمتها بالحائط وتصاب بنزف حاد تسبب في وفاتها، لكن الجميع نجح وقتها في إقناع رجال الشرطة بأنها وقعت من على السلّم بعدما اختل توازنها خوفاً من أن يفقدا الاثنين مرة واحدة.

زواج بالإكراه
وتمر الأيام ليتكرر المشهد ولكن بسيناريو مختلف، حيث عادت الأم من الخارج ووجدت ابنها يتحدث في الهاتف مع فتاة كان قد أبلغها برغبته في الزواج منها لكنها رفضت بسبب سوء سمعة عائلتها، إلى جانب عدم مقدرتهم على مساعدته في تكاليف الزواج، وعدم مقدرته هو شخصياً على تأسيس منزل وتكوين أسرة. حاول الابن إقناع والديه بالأمر والحصول على موافقتهما على زواجه وإقامته معهما، لكن الأم أصرت على الرفض، وهو ما تسبب في شجار يومي معها أدى الى امتناعه عن المساعدة في نفقات المنزل، حيث يعمل في أحد المصانع ويتقاضى راتباً كبيراً في حين أصبح والده عاجزاً عن العمل. وفي يوم الحادث، عادت الأم ووجدت ابنها يجلس في غرفته ويتحدث في الهاتف مع تلك الفتاة ويتبادلان كلمات الحب والهيام فأثار الأمر حفيظتها وجنّ جنونها وأخذت تلعنه وتلعنها مؤكدةً أنه لن يتزوجها حتى لو كان آخر يوم في عمرها.

إعدام الأم 
لم تكن المسكينة تتصور أن تلك الكلمات ستكون كفيلة بجعل هذا اليوم هو الأخير في حياتها، حيث شعر الابن بالإهانة أمام حبيبته وقرر الانتقام من أمه وتأديبها على ما قالته ليتكرر المشهد الذي جمعه بشقيقته، لكن هذه المرة بتفاصيل مختلفة كما جاء في اعترافاته بعد نجاح رجال الشرطة في ضبطه عقب هروبه من مسرح الجريمة، حيث نفذ حكمه بالإعدام على والدته. قال الشيطان إنه كان في حالة جنون فأغلق الهاتف وتوجه إلى والدته التي كانت قد أدارت له ظهرها وأطبق بكلتا يديه على عنقها فخنقها ولم يتركها إلا بعدما سقطت جثة هامدة بين قدميه فحملها ووضعها في سريرها ليبدو الأمر طبيعياً وأنها قد فارقت الحياة أثناء نومها حتى لا تنكشف جريمته، وينجح في الوقت نفسه في الزواج من الفتاة. كشف المتهم في أقواله أنه كان في سبيله للخروج حتى يبعد الشبهة عنه، فإذا بوالده يحضر فجأة، مما أصابه بالارتباك وشعر بأن أمره سينكشف، خاصة بعدما أبلغه أنها كانت برفقته ويعلم موعد عودتها الى المنزل فاستلّ سكيناً من على منضدة في صالة المنزل وحاول قتله هو الآخر، لكن صرخات الأب كانت كفيلة بفضح كل شيء. ببرود شديد مثَّل الابن جريمته بحق والدته لتقرر النيابة حبسه 4 أيام على ذمة اتهامه بقتل أمه والشروع في قتل والده، وقررت بالتالي استخراج المحضر الخاص بوفاة شقيقته لإعادة التحقيق فيه وفقاً لما ذكره الأب.