بمشاركة مؤسسات مصرية وعربية وأفراد معرض تاريخي عن السورياليين المصريين

معرض,تاريخي,عن السورياليين,المصريين,بمشاركة,مؤسسات

طارق الطاهر - (القاهرة) 13 نوفمبر 2016

يمثل معرض «حين يصبح الفن حرية: السورياليون المصريون 1938-1965» حدثاً ثقافياً ودولياً هاماً، فهو يعد من أهم المعارض التي شهدتها القاهرة في السنوات العشر الأخيرة، وترجع أهميته إلى أنه وللمرة الأولى تشترك مجموعة من المؤسسات والأفراد في إخراج ما لديها، في ما يتعلق بحركة السوريالية المصرية، وهذه المؤسسات هي: متحف الفن الحديث في القاهرة، متحف إنجي أفلاطون، متحف محمود سعيد في الإسكندرية، متحف الإسكندرية للفن الحديث، ومؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة، بالإضافة الى مقتنيات أفراد: عائلة الفنان التشكيلي أحمد مرسي، هشام منير كنعان، سمير غريب، نديم إلياس، نجيب ساويرس، مي وعادل يسري خضر، الدكتور محمد أبو الغار، والدكتور عماد أبوغازي.


كما نظمت هذا المعرض، الذي أُقيم في قصر الفنون في دار الأوبرا المصرية، مؤسسة الشارقة للفنون، قطاع الفنون التشكيلية في مصر، والجامعة الأميركية في القاهرة.
لا يقتصر المعرض على تقديم لوحات تعبّر عن تاريخ الحركة السوريالية المصرية وارتباطها بنظيرتها العالمية، خاصة الفرنسية، بل يقدم أيضاً مجموعة من المطبوعات التاريخية ، وصوراً وملصقات معارض أُقيمت في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ومقتطفات من صحف ومجلات، وبيانات من مواد أرشيفية تقدم التسلسل الزمني لأحداث هامة ذات علاقة بتطور حركة السوريالية المصرية، في سياق التاريخ الثقافي والسياسي في مصر بصفة عامة.
يضم المعرض الأعمال الفنية للسورياليين المصريين، وتحديداً من أعضاء «جماعة الفن والحرية»، التي تأسست في 22 كانون الأول/ديسمبر 1938، وقد أصدرت هذه الجماعة في بداية تأسيسها بياناً احتجاجياً ضد صعود نظام الفاشية في أوروبا، وضد الهجوم النازي على الفن الحديث، ويعد الشاعر والناقد المصري جورج حنين من أهم الشخصيات التي ساهمت في تأسيس الحركة السوريالية المصرية، حيث كان من أوائل الذين أدخلوا السوريالية إلى أوساط المثقفين والفنانين المصريين، وقد قام كل من جورج حنين، رمسيس يونان، فؤاد كامل، كامل التلمساني... بتأسيس هذه الجماعة، التي أصبحت نشطة من خلال إقامة معارض عدة وإصدار عدد من المطبوعات التي يعرض هذا المعرض نماذج منها، مثل مجلة التطور التي تعد لسان حال الفنانين السورياليين، إذ عبرت من خلال أعدادها السبعة، والموجودة في المعرض الحالي عن مفاهيم السوريالية وموقفها الأيديولوجي والجمالي المتعلق بالفن، وممارسات المعارض الفنية في هذه الفترة.
ويكشف المعرض من خلال الأعمال الفنية المعروضة، وكذلك الوثائق والكتب والمطبوعات التي خصص لها قسماً، تأثير جماعة الفن والحرية في الحركة الفنية الحداثية في مصر، فقد أدى تأثيرها إلى تصاعد جماعات أخرى في أواخر الأربعينيات وحتى ستينيات القرن العشرين، مثل جماعة الفن المعاصر، وجماعة الفن الحديث... وظهور العديد من الفنانين الذين خاضوا مساراً مستقلاً، غير أنهم تبنوا مفردات بصرية مشابهة لجماليات «جماعة الفن والحرية».
يضم المعرض أعمالاً لما يقرب من 150 فناناً، منهم عبدالهادي الجزار، إنجي أفلاطون، كامل التلمساني، رمسيس يونان، ومحمود سعيد... كما خصص المعرض قسماً للفنان «فان ليو 1920-2002»، وهو مصور فوتوغرافي أدار استديو للتصوير في القاهرة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وتعد صوره الشخصية من أبرز الأعمال التي أنتجها خلال مسيرته الفنية، وتركز المجموعة المختارة في هذا المعرض على موضوعين، الأول اللحظات التي التقطت التحولات والأحداث المهمة في حياته الشخصية، والثاني صلته بحركة السوريالية المصرية.
ومن المنتظر أن ينتقل المعرض الى عدد من الدول العربية والأجنبية.