خدعة صديقة!

خدعة صديقة,المراكز التجارية,الشهيرة,مشاجرة,حادث سير,معركة,وحشاً,توتر,إصابات,ادعاء,الحقيقة,رد المعروف

نسرين محمد - (القاهرة) 13 نوفمبر 2016

رجل وامرأة يتوقفان بسيارتين أمام أحد المراكز التجارية الشهيرة في مشهد بدا كمشاجرة وقعت بسبب حادث سير، إلا أن الأمر سرعان ما تطور بينهما وتحول إلى معركة بالأيدي تخلّى فيها الأول عن رجولته وبدأ بالاعتداء على السيدة التي نسيت هي الأخرى أنوثتها وباتت وحشاً مفترساً انقضّ عليه، بعدما أحدث أضراراً بسيارتها كانت كفيلة بإضرام النيران فيها.


شجار عنيف وأصوات مرتفعة أثارت فضول المارة، فتجمّعوا ووقف بعضهم متفرجاً، بينما حاول البعض الآخر إنهاء الخلاف ودياً والفصل بين الطرفين، إلا أن دخول الرجل سيارة المرأة وتفتيشها والاستيلاء على شيء ما في داخلها، جعل الأخيرة تستشيط غضباً وتمسك به بكل ما أوتيت من قوة رافضة تركه قبل حضور عناصر الشرطة. 

بلاغ وصل الى قسم شرطة المعادي، في جنوب القاهرة من الخدمات الأمنية أمام أحد المراكز التجارية الشهيرة، يفيد بوقوع مشاجرة في المنطقة وإصابة طرفيها، لتتحرك على الفور قوة أمنية قاصدةً موقع البلاغ لتحري الأمر واتخاذ الإجراءات القانونية في حال رفض الطرفان التصالح كما يحدث غالباً في مثل هذه المواقف.

توتر
حضور الشرطة أربك الرجل الذي حاول جاهداً الانصراف من موقع الحادث قبل وصولهم، في حين بدا للمرأة كطوق نجاة أُلقي لمن يصارع الموت فخرجت كلماتها متسارعة تطالبهم بالإمساك به بعدما وصفته باللص.
هيئة الرجل لم تكن توحي أبداً باللصوصية، علاوة على أن الشتائم التي خرجت من المرأة تنعته بأبشع الأوصاف كانت كفيلة بأن تفقدها تعاطف رجال الشرطة معها من الوهلة الأولى.
الرجل يدعى أ.ص، 26 سنة، يعمل مهندساً وفقاً لما دُوّن في بطاقة رقم قومي سلّمها لرجال الشرطة بناء على طلبهم، في حين أظهر جواز سفر المرأة أنها تدعى إيمان حزين، 30 سنة، وتحمل جنسية إحدى الدول العربية ولكنها تقيم في مصر منذ فترة طويلة.

إصابات
جرح في الأنف أسال الدماء على وجه الرجل كان كفيلاً بتوجيه الاتهام الى المرأة التي لم تتوقف ثورة غضبها وهي تكيل الاتهامات اليه، كاشفةً عن خدوش في الرقبة والصدر من جراء اعتدائه عليها.
مشيرة إلى أن هذا الرجل هو الذي تسبب بها، إلى جانب استيلائه على مبلغ 6 آلاف جنيه من سيارتها.
قبل أن يبدأ الرجل في نفي الاتهام الأخير الموجّه اليه، عثر رجال المباحث بالفعل على المبلغ معه، لتختلف الصورة تماماً عن المشهد الأول الذي بدا فيه مجنياً عليه أمام امرأة سليطة اللسان.

ادعاء
في قسم الشرطة قال الرجل إنه كان يسير أمام المركز التجاري متوجهاً إلى سيارته في وقت كانت السيدة تركن سيارتها وتكاد أن تصطدم به، وعندما همّ بمعاتبتها ثارت في وجهه وانهالت عليه بسيل من الشتائم، مما جعله يستشيط غضباً، فحاول صدّها، لكنها استمرت في الاعتداء اللفظي عليه.
أضاف الرجل أنه فوجئ بالمرأة تعتدي عليه، فأُصيب بجرح قطعي في الأنف، وانفجر غاضباً وهو يحاول الدفاع عن نفسه، فأحدث أضراراً في سيارة المرأة من دون عمد، نافياً استيلاءه على المبلغ الذي عُثر عليه في حوزته، ومعللاً ذلك بأنها هي التي دست المبلغ في ملابسه أثناء شجارها معه.
أقوال الرجل بدت متضاربة مع أقوال من تطوعوا للإدلاء بشهادتهم، لتأتي أقوال إيمان كاشفة عن مفاجأة لم يكن أحد يتخيلها.

الحقيقة
قالت إيمان إنها كانت تنتظر إحدى صديقاتها التي اقترضت منها 160 ألف جنيه منذ فترة طويلة مقابل إيصالات أمانة وقّعتها على نفسها، وقد اتفقتا على الالتقاء في هذا المكان لرد المبلغ.
وأضافت أن فور وصولها الى المكان وشروعها في ركن السيارة في انتظار قدوم صديقتها، فوجئت بهذا الشخص يطرق على سيارتها بقوة ويفتعل معها مشاجرة غير مبررة.
كاد الأمر أن يبدو كاتهامات متبادلة في ظل الإصابات التي لحقت بالطرفين، لكن ما ذكرته إيمان من دخول الرجل سيارتها عنوة وتفتيشه فيها عن شيء ما أثناء شجاره معها، كشف أنها وقعت ضحية لصديقة لم تقدّر المعروف الذي فعلته معها عندما منحتها أموالها حتى تخرجها من أزمتها المالية.
تبين لرجال الشرطة أن الصديقة التي تدعى هالة إبراهيم خليل عجزت عن الوفاء بوعدها برد المبلغ، وبدأت تتهرب من إيمان التي هددتها باللجوء إلى القضاء، وأمام ذلك طالبتها بمنحها أسبوعين تكون قد دبرت فيهما المبلغ.

رد المعروف
بعد انتهاء المهلة، اتصلت هالة بإيمان وأوهمتها بأنها دبرت المبلغ بالفعل، وطلبت لقاءها أمام المركز التجاري، لتنصب لها فخاً شاركها فيه هذا المهندس الذي تلخص دوره بالاستيلاء منها على الإيصالات الخاصة بالصديقة، ليسقط حق هذه المرأة في المطالبة بأموالها.
كل هذا كان من الممكن أن يكون مجرد افتراضات في ذهن رجل مباحث قبل أن تكون في ذهن المجني عليها لتأتي اعترافات الرجل مؤكدة الأمر، عندما اعترف باتفاقه مع صديقة المجني عليها على افتعال هذه التمثيلية ليسرق الإيصالات.