أحرقت مسكنها لتفسد الزيجة الثانية لزوجها!

أحرقت مسكنها,لتفسد,الزيجة,الثانية,لزوجها,طوق النجاة,حادث إرهابي,البداية,الجناة,المخطط,نيران,الغيرة,الانتقام,فتى أحلامها,مصدر الأمان,اقتناص,الفرصة,المناسبة,كفيلة,المرأة البسيطة,مجرمة,سبق الإصرار,والترصد

نسرين محمد - (القاهرة) 20 نوفمبر 2016

 جملة عابرة قالها في لحظة غضب، من دون أن يدرك أنها ستشعل نيران الغيرة التي سرعان ما تحولت إلى رغبة في الانتقام داخل امرأة جُرحت كرامتها على يد رجل، كان في يوم من الأيام فتى أحلامها ومصدر الأمان لها، وبات الآن عدواً، عليها اقتناص الفرصة المناسبة للانقضاض عليه. جملة كانت كفيلة بأن تجعل «زينب» تلك المرأة البسيطة مجرمة مع سبق الإصرار والترصد.


طوق النجاة
بعد صلاة الجمعة ذهب خلف إلى السوق لشراء حاجيات لأحد سكان العمارة في حين حملت زوجته أدواتها وخرجت لتنظيف سيارات السكان، كما طلبت من حماتها البقاء معها لإعداد طعام الغداء.
عاد «خلف» محمّلاً بالطلبات، لكن فور دخوله العمارة انطلقت صرخاته تطلب الاستغاثة بعدما شاهد ألسنة اللهب تخرج من غرفته وفي داخلها زوجته ووالدته مكبّلتين وعلى فمهما شريط لاصق.
استغاثة «خلف» دفعت أحد سكان العمارة إلى الاتصال بشرطة الإطفاء للسيطرة على الحريق قبل أن يمتد إلى باقي الشقق السكنية بعدما سيطر الرعب على الجميع، في ظل ما بدأ يتردد عن اقتحام مجهولين غرفة «خلف» وإلقاء زجاجات مولوتوف مشتعلة في داخلها.

حادث إرهابي
ظنّ سكان العمارة أنه عمل إرهابي، خصوصاً أن غالبيتهم ينتمون الى جهاز الشرطة، وربما قصد الجناة إيذاء أحدهم، وعندما شاهدتهم زوجة حارس المبنى، سارعوا الى إضرام النيران في غرفتها لتلقى حتفها اختناقاً قبل أن تدلي بأوصافهم، إلا أن القدر أرسل زوجها لينجح في إنقاذها وحماتها من ألسنة اللهب التي كانت ستلتهم جسديهما.
وصول سيارات الإطفاء تبعه حضور رجال المباحث لمعاينة موقع الحريق والاستماع إلى أقوال حارس المبنى والمجني عليهما، في محاولة منهم لمعرفة ملابسات الجريمة والدافع وراء ارتكابها، وهل كان المقصود الحارس وأسرته، أم أحد الضباط الذين يقيمون في العقار؟

البداية
أحداث الجريمة كما فهم رجال المباحث بدأت من عند والدة خلف المدعوة نادية عبدالرحيم، 60 سنة، إذ كانت لوحدها في الغرفة بعدما تركتها زوجة ابنها وخرجت لتنظيف السيارات، حيث فوجئت بثلاثة أشخاص ملثمين اقتحموا الغرفة وقاموا بتوثيقها ثم استولوا على خاتم ذهبي كانت تضعه في إصبعها.
قبل أن يُكمل الجناة جريمتهم، فوجئوا بعودة الزوجة زينب أحمد علي، 29 سنة، الى الغرفة، فتمكنوا منها وقاموا بتوثيقها هي الأخرى ثم استولوا على مبلغ 7 آلاف جنيه كانت تحتفظ به في خزانتها، وفروا هاربين بعدما ألقوا ثلاث زجاجات مولوتوف مشتعلة أحرقت كل محتويات الغرفة.
أقوال المجني عليهما حملت احتمالين، الأول انحصر بأن الهدف من وراء الحادث هو السرقة وأن الجاني على معرفة وثيقة بالزوجة جعلته على علم باحتفاظها بهذا المبلغ في غرفتها، بينما تلخص الاحتمال الثاني في أن يكون الهدف هو الانتقام وليس السرقة، وإلا لماذا أضرموا النيران، بعدما استولوا على كل ما يريدون!
خلفية سكان العقار الوظيفية فرضت كل الاحتمالات، لذا تكونت مجموعات بحث عدة نجحت في حصر جميع الذين ترددوا على المنطقة بالتزامن مع ارتكاب الجريمة، هذا إلى جانب تفريغ كل كاميرات المراقبة المزروعة في المنطقة في محاولة لتحديد هوية الجناة.

الجناة
أربعة أيام متواصلة من البحث والتحري قضاها رجال المباحث حتى تمكنوا من تحديد هوية الثلاثة الذين اقتحموا المبنى وأحرقوا غرفة حارسه، وكادوا أن يتسببوا في قتل زوجته ووالدته، حيث تبين أنهم سائقان ونجار مسلح يقيمون في منطقة تبعد كيلومترات عدة عن مكان الحادث.
فور تحديد المتهمين انطلقت قوة أمنية نجحت في إلقاء القبض عليهم، وهم أحمد حسين (27 سنة)، وفارس عيد (20 سنة)، نجار مسلح، ومحمد روبي (21 سنة)، سائق، ليبدأ رجال المباحث في استجوابهم فتأتي اعترافاتهم تحمل العديد من المفاجآت.
زوجة المتهم الأول تدعى أمل توني، 28 سنة، تقوم بأعمال التنظيف في الشركة المسؤولة عن تنظيف المربع السكني الذي وقع فيه الحادث، مما أدى الى نشوء علاقة صداقة بينها وبين زوجة حارس المبنى... جعلت زينب تحكي لها تفاصيل حياتها وعلاقتها بزوجها التي ساءت في الفترة الأخيرة ووصل الأمر إلى اعتدائه عليها بالضرب وتهديدها بالزواج عليها، وهو ما دفعها إلى التفكير في الانتقام منه.

المخطط
طلبت زينب من أمل أن تساعدها في البحث عن شخص يقوم بالاعتداء على زوجها ويحرق الأثاث الموجود في الغرفة حتى يلغي فكرة زواجه من أخرى، مقابل مبلغ من المال ستدفعه له من مبلغ يحتفظ به زوجها لشراء «شبكة» العروس الجديدة.
لم تمكث عاملة النظافة كثيراً حتى ذهبت إلى زوجها تعرض عليه فكرة القيام بهذا الدور طمعاً في خمسة آلاف جنيه حددتها زينب لمن ينفذ لها مخططها... فوافق على الفور، وفي سبيل ذلك استعان بباقي المتهمين.
لكن القدر منح «خلف» فرصة في النجاة، عندما أرسله أحد سكان العمارة  لشراء بعض الأشياء ليتأخر عن موعد عودته في الوقت الذي تركت فيه زينب الغرفة لعلمها بموعد التنفيذ متذرعةً بتنظيف السيارات، وبعدما ظنت أن خطّتها قد نُفّذت، عادت الى الغرفة لتُصدم بالجناة الذين قاموا بتوثيقها هي الأخرى حتى لا يشكك أحد في أمرها.
اعترافات المتهمين كشفت عن قيامهم بالاستيلاء على مبلغ 650 جنيهاً فقط لتأتي اعترافات الزوجة التي أُلقي القبض عليها، مشيرة إلى أنها أخفت الـ 7 آلاف جنيه التي ادّعت سرقتها، لتتمكن من دفع ما تم الاتفاق عليه لتنفيذ جريمة ولّدتها الغيرة في داخلها.