عزت أبو عوف: أصدقائي تركوني في مرضي وأقول للمنتجين: "لا تخشوا موتي أثناء التصوير!"

عزت أبو عوف,الفن,وسائل الإعلام,السرطان,النجوم,ذا فويس كيدز,الفيلم,السينما,مصر,الساحة الفنية,الغناء,لابتيشا,الإسكندرية

محمود الرفاعي (القاهرة) 26 نوفمبر 2016

يعترف بأن محنة مرضه كشفت له أصدقاء مزيفين كانوا في حياته، مثلما كشفت له أيضاً أصحاب المعدن الأصيل. الفنان عزت أبو عوف يتكلم عن حقيقة إصابته بالسرطان، وموقف زوجته الجديدة من أحاسيسه تجاه زوجته الراحلة، ورسالته للمنتجين، ونصيحته لمحمد سعد، ورأيه في عمرو دياب وتامر حسني، وكلمات الزعيم له التي تؤكد أن الفن غدّار.


- ما كان شعورك حين كرّمتك جمعية فناني ومبدعي الإسكندرية عن مشوارك الفني الطويل؟
لا أستطيع أن أصف لك لحظة تسلّمي الجائزة، فحينها شعرت بأنني أطير من الفرح والسعادة، لوجود شخصيات وجمعيات ومنظمات تقدّر قيمة الأعمال الفنية التي قدمتها طوال مشواري الفني، سواء على الصعيد المصري أو العربي، وأرى أن الفنان لا يشعر بقيمته الحقيقية إلا مع تسلّم الجوائز التي تأتي من مؤسسات محترمة أو من استفتاءات شارك فيها الجمهور، وتكريمي الأخير من جمعية مبدعي وفناني الإسكندرية، له مكانة خاصة في قلبي، لأنه يعدّ أول تكريم لي بعد فترة مرضي الطويلة.

- إلى من تحب أن تهدي جوائزك؟
بالتأكيد سأختار أبي وأمي رحمهما الله، فوالدي هو السبب الرئيس وراء عشقي للفن، إذ كان دائماً يدعمني للنجاح في هذا المجال، ولم يقف يوماً عقبة في طريقي، بل كان تشجيعه لي دافعي إلى التفوق، كما كانت والدتي تشجعني لدخول معهد الكونسرفتوار، وتقنعني بضرورة أن أصبح فناناً كبيراً.

- لماذا قررت إعادة فرقة «لابتيشا» الغنائية مرة أخرى بعد توقفها سنوات طويلة؟
خلال الفترة الماضية شعرت بالحنين الى الغناء والموسيقى، فقررت أن أُحيي أمجاد الماضي مرة أخرى، فلم أجد أمامي سوى عودة فرقتي الأولى «لابتيشا»، التي قدمت فيها مع زملائي أجمل وأهم الأعمال الفنية والغنائية، وخلال العامين الماضيين تمكّنا من استعادة شعبيتنا مرة أخرى، وحفلتنا الأخيرة التي أقمناها منذ أسابيع في «محكى القلعة» حضرها جمهور عظيم، كما نحضّر لحفلة كبيرة في دار الأوبرا المصرية، وأعتقد أن الفريق قادر على الاستمرار والمنافسة طالما أن هناك حضوراً كبيراً يهوى الاستماع الينا.

- لماذا أُطلق على الفريق اسم «لابتيشا»؟
صديقنا ورئيس الفرقة وجدي فرنسيس، كانت خطيبته تناديه بكلمة فرنسية وهي «لابتيشا»، ومعناها «قطتي الصغيرة»، وفي الوقت نفسه كنا نبحث عن اسم للفرقة، فعرض علينا وجدي تسمية الفرقة بهذا الاسم على سبيل التجربة، وبالفعل أطلقنا عليها اسم «لابتيشا»، فنالت إعجاب الجميع، وحطمت قلوب النساء، وفي الوقت الذي كنا نقدم فيه حفلات في فندق «فلسطين» في الإسكندرية، كان الكورنيش بأكمله مشغولاً بحفلات «الماتينيه»، رغم وجود عمالقة في الفن في ذلك الوقت.

- وكيف تكونت فرقة «لابتيشا»؟
فكرة تكوين الفرقة برزت في عصر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حين تم ترحيل جميع الجاليات الأجنبية من مصر، ومعها بالطبع رحلت كل الفرق الغنائية التي كانت موجودة في مصر، مثل الفرق الإيطالية واليونانية والأرمينية، التي كانت تعزف في المطاعم والفنادق، ومن هنا بدأت فكرة تكوين الفرقة تتبلور في داخلي، وفي عام 1967 كونت الفرقة مع عدد من أصدقائي، وهم وجدي فرنسيس وفريدريز وبارش أندريساس، وقررنا أن نبدأ نشاطنا الفني من مدينة الإسكندرية، والانطلاق كان من منطقة العجمي، وهناك حققنا نجاحاً منقطع النظير، ومن ثم انتقلنا إلى القاهرة واستكملنا النجاح.

- لماذا لم تُعد فرقة «فور إم» الى الغناء مرة أخرى؟
الخوف من الفشل هو السبب، ففريق الـ«فور إم» ليس مجرد فريق غنائي، إنما هو جزء من حياتي الشخصية، وأنا أخشى أن أعيد الفريق مرة أخرى الى الحياة الفنية، فتهتز أو تتغير الصورة التي ظللنا 12 عاماً نرسمها بمواهبنا، فما زال الجميع يتذكر الأعمال الجميلة التي قدمناها، كما أن المشارِكات معي في الفريق هن شقيقاتي، وأنا أرفض أن تتغير صورتهن في عيون المشاهدين، فاليوم تغيرت أشكالنا وأصواتنا جميعاً، ولذلك فضلت أن أحافظ عليهن وعلى صورتنا القديمة في ذاكرة الناس.

- لماذا اختفت فرقة الـ«فور إم» من الساحة الفنية؟
هذه هي سنّة الحياة، فكل فرد فينا بدأ ينشغل بحياته الشخصية، وبما أن الفريق مكوّن من أربع بنات، فكل واحدة منهن أصبح لها بيت وأسرة وأبناء، وكان من الصعب التنسيق في ما بيننا بعد أن انشغلنا جميعاً ببيوتنا وعائلاتنا الصغيرة.

- لماذا لم تحاول تكوين فريق موازٍ للفريق مثلما فعل هاني شنودة مع فريق المصريين؟
حاولت أن أكوّن فرقاً كثيرة موازية للفريق، لكن للأسف مُنيت جميعها بالفشل الذريع، ولذلك قررت أن أتخلى عن الفكرة وأستكمل مشواري في التمثيل.

- ما تقييمك لحال السينما في مصر؟
«ربنا يكون في عون المنتجين المصريين»، وهنا لا بد من أن أوجّه شكراً خاصاً لعائلة السبكي، لأنهم حملوا على أكتافهم مسؤولية الإنتاج السينمائي في مصر وحافظوا على بقائه، ولولاهم لكانت قد اختربت بيوت العمال وصغار الموظفين في دور العرض، فأكثر ما يشغلهم هو إعمار بيوت الفقراء في تلك الصناعة، بالإضافة إلى تحقيق مكسب مادي لهم، وعلينا أن نساندهم في القيام بدورهم وألا نهاجمهم، فهم يقدمون أعمالاً جيدة ومحترمة، وأحياناً قد يفلت منهم عمل أو عملان.

- لماذا قلّت أعمالك في الفترة الأخيرة؟
لا أملك إجابة مباشرة عن هذا السؤال، كل ما أستطيع قوله للمنتجين: «أنا شُفيت وأصبحت مثل القرد، وأنتظر منكم أدواراً جديدة، ولا تخافوا... فلن أموت خلال التصوير».

- لماذا وافقت على الظهور كضيف شرف في فيلم محمد سعد الأخير «تحت الترابيزة»؟
ربما لا يعلم الجميع أنني في الفترة الأخيرة قررت عدم الظهور في أي عمل كضيف شرف، لكن بسبب الضغوط الكثيرة التي تعرضت لها من وائل عبدالله والفنان محمد سعد والفنانة منة فضالي، تراجعت عن قراري هذا، ووافقت على الظهور معهم في الفيلم، خاصة أنني أعتز كثيراً بصداقتهم.

- وما سبب عدم تحقيق الفيلم النجاح المرجو منه؟
نحن نعمل في «مهنة مجنونة»، والأرقام لا تحدد أبداً من هو الناجح أو الفاشل بيننا، فمحمد سعد ممثل لديه إمكانيات جبارة ومتمكن من أدواته، وأنا لا أحب كلام الفلاسفة والنقاد الذين يحللون أسباب الفشل والنجاح، لأن الفن منذ أن عملنا فيه لا يعترف بتلك الأسباب.

- ما النصيحة التي توجهها لمحمد سعد بعد فشل فيلمه الأخير؟
لدى محمد سعد مقومات فنية جبارة، لا يمتلكها اثنان في مصر أو الوطن العربي، وكل ما أستطيع أن أقوله له: «أكمل ولا تستمع إلى من يحاول التقليل من نجاحك».

- ماذا عن تجربتك مع مصطفى قمر في فيلمه الجديد «فين قلبي»؟
تجربة جميلة وشيقة للغاية، وأنا أقدم دور والده في الفيلم، ومصطفى من الشخصيات الجميلة التي ترغب في التعاون معها، ورغم كرهي للظهور ضيف شرف، إلا أنني سعيد بتلك التجربة.

- ألم تتضايق من تكرار ظهورك كوالد للفنانين من جيل الشباب؟
إطلاقاً، لأنني أعشق تجسيد هذه الشخصية، وأوافق عليها بدون تردد، فمن أجمل الأدوار التي قدمتها أخيراً على الشاشة، حين جسدت شخصية والد تامر حسني في فيلم «عمر وسلمى»، ومن سيشاهدني في دوري مع مصطفى قمر سيحب الشخصية كثيراً.

- هل أعجبتك تجربة تامر حسني في برنامج «ذا فويس كيدز»؟
لتامر حسني كاريزما تميّزه عن أي فنان آخر، ولذلك كانت له شخصية مختلفة وفريدة في البرنامج، لكن حين نتكلم عن برنامج «ذا فويس كيدز»، لا بد لنا من أن نذكر قامة فنية كبيرة كانت حاضرة فيه، وهو الفنان العراقي كاظم الساهر الذي أدخل السعادة والبهجة الى قلوب الجماهير.

- أيهما أفضل: تامر حسني أم عمرو دياب؟
الاثنان صديقان مقرّبان وأحبهما للغاية على المستوى الشخصي، وبالتحديد تامر حسني، بعدما قدمت معه ثلاثة أفلام في الفترة الأخيرة، حيث أصبحت أشعر بأنه ابني، لكن في الفن أرى أنهما متساويان، أحياناً تميل الكفة لعمرو وأحياناً أخرى ترجح كفّة تامر، ولا مجال للمفاضلة بينهما، خاصة أن عمرو دياب له مكانته وحقق شعبية ضخمة لا يستطيع أحد أن يهزها، فأنا أشبّهه بالعطر الذي يتم تخزينه فيزداد جمالاً على جمال بمرور الوقت.

- ما الذي تعلمته خلال أزمتك الصحية الأخيرة؟
تلك الفترة كانت الأصعب في حياتي، وأتمنى ألا يمر بها أي شخص، فقد كشفت لي زيف عدد كبير من الأصدقاء، والذين تركوني في محنتي، لكن في المقابل تأكدت من المعدن الأصيل لعدد آخر من أصدقائي، أمثال محمد فؤاد وتامر حسني، وغيرهما ممن لم يتخلّوا عني أبداً.

- ماذا تقول لأصدقائك الذين اختفوا في أزمتك الصحية؟
«ربنا يسهلهم»...

- لماذا لم يعترف عدد كبير من النجوم بأنك كنت سبباً في شهرتهم؟
كنت سبباً في نجاح عدد من النجوم، وهو أمر سيذكره لي التاريخ، إذ كنت أختصر لهم الطريق، وبالمناسبة، لا أحب أن أقول فعلت كذا وكذا، وإذا أراد أحد ممن ساعدتهم أن يعترف بالجميل فله الشكر والتقدير، واذا أنكر «أسكت ولا أتكلم»، فطوال فترة عملي كنت أبحث عن المواهب وأساعدهم في الظهور، وأختصر الطريق لهم، مع القليل من التعب والجهد.

- بمَ شعرت حين انتشر عبر وسائل الإعلام خبر إصابتك بالسرطان؟
كان يوماً من أصعب أيام حياتي، لأن الشائعات لا تزعجني أنا وحدي، بل تُضايق عائلتي التي تحبني وتخاف عليَّ، فتحزن وتتألم بسببي، وفي الحقيقة كنت أعاني قصوراً في القلب، وخضعت لجراحة تكللت بالنجاح، وأتمتع اليوم بصحة جيدة.

- وما سبب نحافتك الشديدة؟
عقب مرضي الأخير، أصبت بفيروس في أذني الداخلية أفقدني الشهية على الطعام، بجانب حزني الشديد على رحيل زوجتي فاطيما، فكرهت الطعام أكثر، وفقدت 15 كيلوغراماً من وزني، وعندما سافرت إلى لبنان حصلت على علاج للأذن، استعدت بعده عافيتي فزادت قابليتي على الطعام والشراب، وأصبح وزني الحالي أقل من وزني الطبيعي بأربعة كيلوغرامات فقط.

- هل مازلت متأثراً برحيلها؟
فاطيما بالنسبة إليّ خط أحمر، وأرفض أن يتحدث عنها أي شخص.

- كيف تتعامل زوجتك أميرة مع هذا الوضع؟
هي تدرك جيداً علاقتي بها، لأنها تعمل معي منذ ١٨ عاماً، وتعرف ماذا تعني لي فاطيما، ولا تقترب من هذا الجانب أبداً، وأحترم فيها ذلك، لأنه دليل على ذكائها.

- هل ما زالت فاطيما حبك الأول؟
ليس هناك ما يسمى بالحب الأول، هذا كذب، وفاطيما لم تكن حبي الأول، كانت الخامس عشر أو العشرين، وذهبن جميعاً الى أوروبا وأميركا، لكنها الحب الباقي إلى الأبد.

- هل حقق عزت أبو عوف ثروة من الفن؟
الفن أكثر مهنة ليس لها أمان، فعلى رأي الزعيم عادل إمام حين قال لي: «أرى أننا الوحيدون الذين ننتظر أن يدقوا بابنا ويطلبونا للعمل، فليس لنا مرتب شهري ثابت، والمصاريف كثيرة، خاصة أمثالي الذين لا يدّخرون أموالاً للمستقبل».