«مذكرات عشيقة سابقة»... خيانة وحرب وحب بين نيكول سابا وباسم ياخور

هشام شربتجي,مسلسلس,مسلسل «مذكرات عشيقة سابقة»,نور شيشكلي,مازن طه,باسم ياخور,نيكول سابا,كاريس بشار,طوني عيسى,شكران مرتجى,مي صايغ,سعد مينا,جوي خوري,مارس ميديا بروداكشن

أمين حمادة (بيروت) 26 نوفمبر 2016

دارت عدسة المخرج السوري هشام شربتجي لتصوير مسلسل «مذكرات عشيقة سابقة»، من تأليف وسيناريو وحوار نور شيشكلي، وإشراف فنّي للكاتب مازن طه، وبطولة نخبة من أبرز الممثلين اللبنانيين والسوريين، على رأسهم باسم ياخور ونيكول سابا وكاريس بشّار وطوني عيسى وشكران مرتجى ومي صايغ وسعد مينا وجوي خوري، على أن يتم تصوير نحو تسعين في المئة من مشاهد العمل في لبنان والباقي في سوريا.

وكانت الشركة المنتجة «مارس ميديا بروداكشن» قد أطلقت باكورة أعمالها الفنية خلال مؤتمر صحافي في العاصمة اللبنانية بيروت بحضور أسرة المسلسل المعاصر، حيث أكّد شربتجي أنه وافق على إخراج العمل من دون قراءة النصّ للمرّة الأولى في مسيرته المهنية الطويلة، ومتمنياً على الصعيد التقني أن يعود «شيخ الكار» شاباً يلعب بالكاميرا لإنهاء المسلسل الذي يمتد على مدى أربعين حلقة تلفزيونية معدّة للعرض خارج شهر رمضان المقبل.

وتحدثت شيشكلي عن قصة العمل التي تدور حول واحدة من اشهر نجمات العالم العربي في مجال التمثيل، إلّا أن الفن لم يبعدها عن الشارع بسبب إصرارها على الأعمال الخيرية، فهي أم للفقراء. وأضافت أنها ستدخل في مفارقة موجعة عندما تكتشف أن من تزوجته هو أحد أمراء الحرب، و«ربما قاتل الأطفال» الذين تحمل همومهم. وتسير الأحداث في شكل رئيس عبر مذكرات «ديانا» التي تجسّدها النجمة اللبنانية نيكول سابا في دور المرأة الخاسرة التي تقرر الإفصاح عن تجربتها المتناقضة، كفنّانة شهيرة خائنة لرجل وعشيقة لرجل آخر، منخرطةً في الحياة الخيرية وشريكة مخدوعة لمجرم حرب تلقي بظلالها على كل شيء حولها وتتحول الى خلفية واقعية من دون أن تحضر كحدث أو فعل، بل تظهر أكثر عبر تأثيرها في مجريات الأحداث.

وقالت سابا إنها تخوض بعد مصر، «الدراما المشتركة» بين لبنان وسوريا للمرّة الأولى، منهيةً فترة صيامها عنها بعد عروض كثيرة، لأن العمل يحقق لها الشروط التي كانت في انتظارها بعد دراسة جادة و«حسابات صحيحة». وأضافت: «ديانا مركّبة ومعقّدة نوعاً ما، لا تشبهني ولا تشبه أي شخصية سابقة قدمتها، هي لا تعرف ما إذا كانت محقة أو خاطئة، ربما لا تهتم بالأحكام، المشاهد يحدد ما إذا كانت مالت عن الصواب أو فعلته، بقدر شخصيتها أو ظروفها».

وكشف ياخور ملامح دوره الذي لا يقبع في الأبيض أو الأسود قائلاً: «تشكل الشخصية نموذجاً طفا على السطح في الأزمة السوريّة، عبر محامٍ يتخلى تدريجاً عن مهنته، ليتحول إلى أحد سماسرة الحرب الذين كانوا أفراداً عاديين جعلتهم الصراعات زعماء، بثروات مرعبة وكيانات مالية خارجة عن الطبيعة». وعن الشبه بين الشخصية ودور «عبدو الغول» الذي جسّده في مسلسل «الندم» (تأليف حسن سامي يوسف وإخراج الليث حجّو)، أوضح ياخور أنه «بعيد تماماً منه، الغول ابن عائلة ميسورة موجودة أصلاً وقد استفاد من ظروف الحرب، لكن الشخصية الآن تطورت بفعل الحرب». ويشير إلى أن تركيبة الشخصية تستند الى أفعال تتراوح بين الخير والشر بلا إطلاق في أحدهما. ويشدّد ياخور على تمسك العمل بتقديم «تشويق غير مجاني» بشرط الواقعية الذي جافته كثيراً «الدراما المشتركة»، ما جعل قسماً كبيراً منها فارغاً من المحتوى اللائق.

وأشارت مرتجى الى الألم الذي يعتصرها في شخصية «هدى» بالقول: «قد تكون هدى أي شخص من حولنا، قد نعرفها في الحيّ أو على شبكات التواصل الاجتماعي أو أي مكان آخر، تمتاز بالتضحية بكل أشكالها كأم وزوجة وأخت، الظروف تفرض عليها القوة، وأن تُظهر الحياة بينما تُبطن الخذلان، خاصة أن انكسارها يأتي في ظرف لا يمكنها فيه التخلي عن ابنتيها أو شقيقتها (هنادي - كاريس بشّار)».

ورداً على سؤال «لها» حول إسقاط الحرب في العمل كخلفية للأحداث، أكّدت كاريس أنه لا يمكن مقاربة الموضوع إلّا من هذه المسافة «لأن الإصبع ما زال في العين» فلا تتضح الرؤية كاملةً. وفضلّت من جهة أخرى أن ينتظر المشاهد عرض المسلسل ليتعرف على دورها فيه.

وشدد الكاتب مازن طه بشفافيةٍ على الواقعية في العمل من ناحية خلطة الجنسيتين اللبنانية والسورية قائلاً: «لا نريد أن نخبّئ الحقيقة خلف المجاملات، الحالة التسويقية للدراما المشتركة تفرض شرطها، وشرط قناة العرض يجب أن يؤخذ في الاعتبار، ومزاج المحطة يتحكم به المعلن. هناك سلسلة من العلاقات المتشابكة، والحلقة الأضعف هي الخطة الإنتاجية أو المبدع، ولكن على صعيد آخر، هي حالة مطلوبة للاستفادة مما هو موجود في الدراما الأخرى، والعكس صحيح، والأهم هو كيف تصنع دراما مشتركة ولكن حقيقية غير مصطنعة، هذا ما نرجوه في عملنا».