عمليات التجميل بين الضرورة والتجريب والتقليد

عمليات التجميل,بين الضرورة,والتجريب,والتقليد,هاجس,ارتفاع,الأنف,البروفيسور,محمد قشمر,الشاشات الزرقاء,البشرة,الدكتورة أسماء فاروق,البوتوكس,التجاعيد,د. يوسف آل خير,أسباب,تساقط الشعر,الدكتور ابراهيم أشعري,الجفن السفلي

آمنة بدر الدين الحلبي - (جدة) 04 ديسمبر 2016

أصبحت عمليات التجميل هاجس كثرٍ، رجالاً ونساء شيباً وشباباً على حد سواء، واحتلّت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عربياً في عدد عمليات التجميل وفق إحصائية للجمعية الدولية للجراحة التجميلية، ولوحظ ارتفاع إقبال السعوديين عليها، وتحديداً الشابات السعوديات بين سن الـ19 والـ30 عاماً، حتى بلغ حجم الإنفاق 5 بلايين ريال خلال عام 2015م، وأصبح الجميع مهتماً بهذه العمليات بأنواعها بدءاً من تجميل الأنف إلى زرع الشعر في شكل جميل. ولا تُخفى على أحد أهمية جراحة الليزر والتخلص من الشعر الزائد والبقع السوداء، وحقن الفيلرز في خطوط الحزن وحقن البوتوكس حول العينين والجبين، ناهيك عن الخيوط الذهبية التي ترفع الوجنتين وتشد الرقبة، إلى عمليات شفط الدهون من غير جراحة بطرق حديثة، والتي أصبحت شغل النساء والرجال الشاغل للتخلص من الوزن الزائد والوصول إلى قدّ ميّاس. «لها» سارعت إلى عيادات التجميل لترصد تلك العمليات الجراحية وغير الجراحية، مع تقدّم الأبحاث وتطوّر التقنيات في عالم التجميل، وماذا تحقق من نتائج إيجابية وسلبية .


البروفيسور محمد قشمر: استخدام الشاشات الزرقاء بكثرة يؤذي البشرة
أشار البروفيسور محمد قشمر خريج الجامعة الأميركية في بيروت، واختصاص تجميل وأمراض جلدية من «Mount Sinai» في نيويورك إلى أن عمليات التجميل عرفت الانتشار في المجتمعات كافة، لسببين، أولهما التغيرات التي تحصل على مستوى العالم، حيث أصبح الإهتمام بالشكل أهم من الإهتمام بالمضمون، كما أصبح التجميل سهلاً ويتم بإجراءات بسيطة، ويعطي نتائج ملموسة وسريعة، ما جعل إقبال الناس عليه والاهتمام به كبيرين، كونه في متناول الطبقة الغنية والمتوسطة».
وعن أهم التقنيات لعام 2016م، أكد د. محمد أن «الموجات الراديوية هي التي تشد الخلايا وتضيّق المسامات وتعطي نضارة للبشرة، من دون آثار سلبية على الوجه والرقبة والصدر مع احمرار لبضع ساعات، فتخرج السيدة إلى الشمس من دون أي مشاكل، بدلاً من الموجات الضوئية قبل عشرين عاماً حيث كان التركيز فيها على الليزر».
ونوّه د. محمد بأن «تلك التقنية، إن دُمجت مع تقنية البلازما الغنية بالصفائح والمركزة بالمعادن التي تنشّط الخلايا حين تُحقن في الوجه، تجدد خلايا البشرة وتعطي نضارة للوجه مع نفخة خفيفة تدوم من 3 ـ 4 ساعات تجعل الوجه متألقاً».
ونظراً إلى شكوى غالبية الفتيات من الهالات السوداء حول العينين، أوضح د. محمد أنها تعود إلى «ساعات النوم القليلة والتعب والإرهاق، ما ينعكس سلباً على البشرة ويسبّب الهالات السوداء حول العينين، إضافة الى الشاشات الزرقاء واستخدام كل أدوات التكنولوجيا بكثرة، وذلك كله يؤثر سلباً في البشرة، بخاصة حول العينين، ولا يخفى على أحد أن التدخين بجميع أنواعه من أكبر مسببات الهالات السوداء مع نقص التغذية والوجبات السريعة».
ولإبراز جمال العينين، شدّد د. محمد على «العلاج بحقن الكروكسين ثيربي، أي غاز ثاني أكسيد الكربون، تحت الجلد المحيط بالعينين لينشط الدورة الدموية في محيطهما ويزيل الفضلات والأوساخ ويحسّن المنطقة برمتها، وبعد ذلك يتم حقن ميزوثيربي لكونه يحتوي على معادن البلازما لتغذية الجلد وتجدده، أما حقن الفيلرز فلتحسين المنطقة من السواد تحت العين وفوقها، كل وفق الحالة».
وأشار د. محمد الى أن «كل المسؤولين عن مسابقات الجمال التي تُجرى عالمياً، يجبرون الفتيات على النوم مبكراً وبعدد ساعات محسوبة». وبما أن النمش مزعج عند بعض السيدات، لفت إلى أنه «يصيب البشرة البيضاء حين تتعرض للشمس، ويكثر في الربيع والصيف ويخف في الشتاء، وعلاج الكريمات هو السائد إلا أنه من الممكن إزالة بقع النمش بالليزر، لكنها تعود مرة أخرى وتحتاج إلى تكرار التجربة، أما الكلف فيصيب البشرة الداكنة، لأنه عبارة عن هورمونات داخلية تتفاعل مع الشمس وتؤدي إلى بقع كبيرة حول الوجنتين، ومن الصعب جداً علاجه، لكن أحياناً يعطي عند بعض السيدات نتائج مرضية حين استخدام جهاز الليزر». أما الرؤوس السوداء التي تظهر حول الأنف أو على رأسه، فهي عبارة عن بصيلات شعر صغيرة تتراكم وتكون نقطاً سوداء، ويتم علاجها بالليزر وتعطي نتائج مرضية، لكن إذا كان لونها فاتحاً فلا يعود يمتصّها الليزر». وختم بنصائح للشابات بعدم اللجوء إلى «الطلبات التجميلية التي تغير من معالم وجوههن، مثل نفخ الشفاه الزائد، وشد الوجه بطريقة غير محبّبة ومنفرة، فالتجميل فن مثل أي فن آخر ويجب الاعتدال في جرعات الفيلرز والبوتوكس لتخرج وجوهكن جميلة ومطابقة للطبيعة بنتائج مرضية وجميلة».

الدكتورة أسماء فاروق:لا بديل عن البوتوكس للتجاعيد التعبيرية
ولأن الفئات المجتمعية في السعودية تعيش حالة اقتصادية ممتازة، أشارت الدكتورة أسماء فاروق أخصائية أمراض جلدية وتجميل إلى «أن تلك العمليات تسترعي انتباهها وتشدّها، وتزيد من عدد زيارات عيادات التجميل، كما أن البعض يميل في سن صغيرة إلى التقليد وإن لم يكن في حاجة الى ذلك».
وأكدت د. أسماء أنها «لا تستقبل من هنَّ تحت سن الثامنة عشرة، وترفض غالبية الطلبات غير المناسبة للعمر الكبير إن تعدّت السيدة مرحلة الستين وطلبت حقن الفيلرز أو البوتوكس، لأن الوجه في هذا العمر يصبح في حاجة إلى عملية شد بالجراحة».
وبما أن الليزر أصبح يُستخدم لأنواع عدة من البشرة، فقد عددت د. أسماء «أنواعه حيث هناك جهاز ليزر للبشرة الفاتحة وجهاز ليزر للبشرة الداكنة، وإن استخدم العكس يؤدي إلى حروق كبيرة في البشرة، كما أن لكل بشرة طرقها الخاصة لإزالة الشعر سواء من الوجه أو من الجسم حتى لا تحصل نتائج سلبية. أما الوبر الخفيف فيُزال بالليزر الكربوني لتصبح الشعرة بلون أشقر فقط».
ونظراً الى أهمية الحصول على نتائج إيجابية في آخر الثلاثينات وبداية الأربعينات من العمر، فقد شددت د. أسماء على «استخدام الخيوط الكورية pdo في الوجنتين للأصغر سناً لكونها تحفز الكولاجين بمخدر موضعي في العيادة وتحقق نتائج إيجابية. أما الخيوط الأميركية فتُستخدم للسيدات الأكبر سناً، ويُمنع فيها مضغ اللبان وزيارة طبيب الأسنان لمدة تتجاوز الأربعة أسابيع حتى لا تتقطع تلك الخيوط الحساسة من فتح الفم، والنتائج تختلف بحسب السن، ومن بشرة إلى بشرة، لكنها تنجح بنسبة 70 الى 80 في المئة».
وعلى رغم تطور تقنيات التجميل، نوهت د. أسماء بأن «لا بديل من البوتوكس، حيث لا يزال يحتل الدرجة الأولى في الحقن وخصوصاً للتجاعيد التعبيرية، كونه يعمل على ارتخاء العضلات وشد الجلد، ويعطي نتائج أفضل إن تبعته بلازما لتحفيز الكولاجين وإعطاء نضارة وألق للوجه والرقبة واليدين أيضاً».
واختتمت د. أسماء بنصائح للسيدات كافة بـ«الاستمرار في شرب الماء لأهميته لصحة البشرة، والابتعاد عن المأكولات السريعة، والاهتمام بالغذاء الحيوي العضوي والنوم مبكراً للحفاظ على جمال العينين حتى لا يصيب الجفن تهدل أو انتفاخ نتيجة السهر الطويل، والبعد عن التعرض للشمس لأنها عدو البشرة والحفاظ على استخدام الواقي الشمسي، مع زيارة عيادات التجميل مرة كل شهر واستشارة الطبيب المختص وإجراء جلسة بلازما أو تقشير للحفاظ على نضارة البشرة».

د. يوسف آل خير: يجب معرفة أسباب تساقط الشعر قبل التسرّع في الزرع
وفق الدكتور يوسف آل خير استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الجلد التجميلية وجراحة الليزر، وشفط الدهون، استشاري زراعة الشعر من جامعة ماكيغل في مونتريال McGill University in Montreal فإن توافر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة للشباب، هو أحد أسباب «الركض وراء عمليات التجميل للحصول على قد مياس وشكل أجمل، لا سيما أن المعلومة المعرفية عن هذه العمليات أصبحت تصلهم بالكامل، إضافة إلى الحصول على صور الحالات قبل العملية وبعدها بكل سهولة، ناهيك عن أن السفر المتواصل لأبناء المملكة العربية السعودية خارج البلاد جعلهم أكثر اطلاعاً على التقنيات التجميلية وتطوّرها يوماً بعد يوم، ما أعطاهم جرعة ثقافية عالية عن التجميل، وإمكان تعديل ما يمكن تعديله في الجسم مثل شفط الدهون وإخفاء التجاعيد التعبيرية وزراعة الشعر وغير ذلك».
ومع تقدّم العلم في مجال التجميل وتطوّر التقنيات في جراحة الليزر، أكد د. يوسف أنه يمكن «استخدام الليزر كأي مشرط جراحي، كما يمكن استعماله في أمور كثيره مثل تحسين ندبات حب الشباب وإعادة نضارة البشرة، وكذلك للتخلص من الوحمات الصباغية والوشم غير المرغوب فيه والوحمات الوعائية والشعيرات الدموية المتوسعة، وتكون النتائج مرضية بكل الأحوال وتصل نسبة نجاحها وسطياً إلى 40 – 50 في المئة».
وبما أن حب الشباب يترك أثراً في البشرة، نصح د. يوسف بـ «أهمية العلاج المبكر من دون إهمال لمنع ظهور الندبات، كونه وراثياً ويصيب البشرة الدهنية أكثر من الجافة حيث يحصل تضخم في الغدد الدهنية ويزيد إفرازها، كما أنه يترافق مع انسداد في القنوات الدهنية، ما يؤدي إلى احتباس الدهون داخل القنوات، فتتشكّل بيئة مناسبة لتكاثر الجراثيم». وفي حال تكوّن الندبات، يكون العلاج بالليزر، وفي المتوسط يحتاج المريض إلى حوالى 4 جلسات.
ولأن الشعر سر الجمال والأنوثة عند المرأة، شدّد على «أهمية معرفة أسباب تساقط الشعر عند المرأة وعدم التسرع في الزرع، لأن أكثر من 90 في المئة من الحالات يمكن تجنّب الزرع فيها. ومن بين أسباب تساقط الشعر عند المرأة، نقص الحديد وفيتامين D وفيتامين B12 وكذلك مشاكل الغدة الدرقية وزيادة هورمون الحليب وهورمونات الذكورة، وتكيس المبايض، كما يحصل بعد السخونة الشديدة أو العمليات الجراحية وبعد الولادات والريجيم القاسي... الخ. وتكون نسبة نجاح العلاج أكبر بكثير عند المرأة منها عند الرجال، أما حالات الحروق والحوادث فليس لها علاج غير الزرع».

وذكر د. يوسف أسباباً عدة لتكسّر الشعر، منها «الصبغات وفرد الشعر واستخدام مجفف الشعر، وشد الشعر من طريق الضفائر على سبيل المثال».
كما أوضح أن زراعة الشعر تكون إما بـ«طريقة الاقتطاف أو بطريقة الشريحة. وتعتبر طريقة الاقتطاف هي الأحدث، ويتم فيها اقتطاف الشعر من المنطقة الخلفية المانحة ومعاودة زرعه في المنطقة الأمامية المستقبلة، وعادة يتم اقتطاف 4000 - 5000 شعرة في الجلسة الواحدة تحت التخدير الموضعي، حيث يبدأ الشعر بالنمو بعد نحو ثلاثة أشهر».
ولكون تقنيات التجميل تطورت، اختتم د. يوسف بوجود طريقة «كلاين» لشفط الدهون تحت التخدير الموضعي فقط، وذلك لنحت الجسم وتحسين القوام من دون تخدير عام ومن دون الحاجة الى الإقامة في المستشفى، لأن تلك العملية تساعد على التخلص من الدهون الزائدة والصعبة من البطن والخصر وأسفل الظهر وكذلك من الفخذين، للحصول على نتائج مبهرة من دون أي مشقة ومن دون تخدير عام، ولا يحتاج المريض إلى فترة نقاهة بعد العملية، وللعلم فإن الغرض من شفط الدهون ليس إنقاص الوزن بقدر ما هو نحت الجسم، وأن شفط الدهون لا يؤدي إلى ترهل».

الدكتور ابراهيم أشعري: يمكن شدّ الجفن السفلي من دون ظهور أثر
أما الدكتور ابراهيم أشعري استشاري طب وجراحة التجميل والعلاج بالليزر، خرّيج جامعة توبنجن في ألمانيا، وعضو الجمعية الأوروبية لجراحة الوجه والتجميل «EAFPS» فقدأكد أن «المملكة العربية السعودية وبعض الدول الخليجيّة تتمتع ببيئة من الأمن والرخاء ما يؤدي إلى نمو وتوسع العمليات التجميلية، لكنها تتفوق على غيرها نظراً إلى كثرة تعداد سكانها، ما يدفع الى التهافت إلى عيادات التجميل، بخاصة أن الطبقة المتوسطة تشكل أكبر شريحة في المجتمع السعودي. كما أن الانفتاح الإعلامي الكبير جعل من العالم قرية كونية دفعت بالشبان والشابات إلى البحث عن كل ما هو جديد في عالم التجميل والتقنيات التجميلية، والاطلاع عليه والانغماس فيه، ما منحهم معلومات معرفية كبيرة بحيث يصبح الطبيب عاجزاً أمام أسئلتهم إن لم يكن يتمتع بمستوى طبي ممتاز».
ونظراً إلى تغير نمط الحياة، لفت د. ابراهيم إلى «أن غالبية الشبان والشابات في عمر الثلاثين يعانون من ارتخاء الجفن وترهّله بسبب عدم الحصول على ساعات النوم الكافية مقارنة بالجدّات، ما أدى إلى تغير الساعة البيولوجية، مع اختلال التوازن الغذائي وغياب الغذاء الحيوي، فضلاً عن العصبية، لذلك لجأ معظم الى عمليات شد الجفن المترهّل».
ولأن الليزر أصبح تقنية جديدة وعالية في جراحة العين وتتم في العيادة بتخدير موضعي، أشار د. ابراهيم إلى «إمكان استخدام جهاز لشد الجلد المترهّل. وإذا زاد ترهل الجلد أكثر عند السيدة الأكبر سناً، فليس هناك حل إلاّ الجراحة بالليزر، وإن فقدت السيدة من وزنها سيترهّل الجلد أكثر ويصبح محل الشحم فارغاً، ويظهر العجز عندها ـ على عكس فتاة بعمر السادسة عشرة، إذ نرى تلك المنطقة تلتمع مثل الماس لكثرة تكدّس الشحم فيها ـ فألجأ حينها الى الجراحة بالليزر في العيادة من خلال تخدير موضعي لأنه أثناء قطع الجفن العلوي بالليزر تكون كمية الدماء النازفة قليلة. أما شد الجفن السفلي بالليزر فيتم بتخدير موضعي، حين أحرك المشرط من داخل العين بالليزر وأشدها من دون ظهور أثر جراحي من الخارج، وبعد خمسة أيام تمارس المريضة حياتها في شكل طبيعي. وإذا كان الترهّل أكبر، ألجأ الى شد أسفل العين في الجفن السفلي مع شد المنطقة العلوية للوجه بتخدير موضعي في العيادة أيضاً».
وإذ لا تُخفى على أحد مشاكل ترهّل البطن بعد الحمل المتكرر أو مع تقدم العمر أو بعد إنقاص الوزن، فقد ختم د. ابراهيم بأنه «لا يمكن الشفط أو الرياضة أن يعيدا الجلد المترهّل إلى حالته الطبيعية، لذا يجب شد كامل البطن، وحين يكون الترهّل بسيطاً يمكن إجراء عملية شد مختصرة حيث تنحصر العملية بالمنطقة التي تحت السرّة، وتسمى في هذه الحالة عملية الشد المختصر، أما في حالة ارتخاء الجلد وترهّله الشديد فيجب إزالة الجلد الزائد من البطن ومن ثمَّ شد عضلاته من خلال جرح يمتد من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر، ويمكن إخفاء الجرح في شكل فني ومناسب في أسفل البطن، وتستغرق تلك العملية ساعة ونصف الساعة».