30 دقيقة مع المصمّم الأميركي Michael Kors

مايكل كورس, تصاميم راقية, عروض نيويورك, كواليس عرض أزياء, مصمم أزياء

10 مارس 2011

أراه دائماً في الكواليس، صاحب وجه ضحوك وشخصيّة جذّابّة جدّاً... أراه وأشعر بالسعادة والإيجابيّة، وعرضه كلّ موسم  لا يفوّت. هذه المرّة اللقاء كان في مكتبه في نيويورك، فكنت سعيدة ومتشّوقة أكثر....


- من أين تنطلق مجموعتك عادة؟ من أين تــأتي بحبل أفكارك وكيف تجمع تصاميمك؟

في كلّ مجموعة يجب أن يكون هناك رابط معيّن. فزبونتي تفضّل مثلاً التصاميم ذات النوعيّة الجيّدة والتي تدوم. وهكذا نجد في خزانتها ملابس من تصميمي أو من مصمّم آخر. أفكّر بتصاميمي بشكل خاص، وكأنّها رحلة. أين أخذتها من قبل، واليوم مع كلّ موسم جديد ماذا يمكنها أن تضيف إلى خزانتها لتجديد ما لديها. أفكّر دائماً بنقطة الوصل كبداية، ثمّ نمضي وقتاً طويلاً نصمّم الأقمشة والجلود وكلّ ما يمكنه تحديد المجموعة.
كما أنّني أسافر كثيراً للعمل أو السياحة.. فقد أتأثّر بلون أو أجواء معيّنة في مكان جديد زرته... كما أحبّ مراقبة الناس، وأحبّ كثيراً الفنّ بما فيه الموسيقى والمسرح والتلفزيون، وكذلك مجلات المشاهير  والشائعات أو tabloids.

- هل تصل أحياناً إلى طريق مقطوع لا تعرف ماذا ستقدّم فيه؟
لا، أبداً، بل عادة أعمل على عدد كبير من المشاريع في الوقت نفسه، لذلك يجب دائماً أن أركّز. أرى أمامي صوراً مثل فيلم للمخرج Fellini، نساء يخطرن في ذهني، بعضهنّ من زبوناتي المشهورات، أو غير المشهورات. بعضهنّ صديقات، أو نساء أعمل معهنّ، أو من أفراد عائلتي، أو نساء لم ألتقهنّ أبداً ولكن رأيت صورهنّ. أفكّر بهذه المجموعة من النساء.

- ما الذي يجمع بينهنّ؟
هنّ نساء بأفكار وطباع خاصّة، يعرفن حياتهنّ جيّداً. يحبّبن الموضة والأناقة ولكن لا يدعن هذا الأمر يسيطر على حياتهنّ. يقمن بأعمال مختلفة في النهار الواحد، ويبحثن عن الراحة والأناقة في الوقت نفسه. يردن الشعور بالأناقة، ولكن ليس على حساب راحتهنّ... كما أنّهنّ بحاجة إلى ملابس يرتدينها خلال السفر.
الرابط بينهنّ ليس السنّ على الإطلاق، فلدينا زبائن في الثالثة عشرة والرابعة عشرة، وبعضهنّ في السبعينات. كما أنهنّ من مقاسات مختلفة، طويلة القامة أو لا، نحيلة أو لا.. لكن في الإجمال يعرفن أنفسهنّ جيّداً ولديهنّ آراؤهنّ الخاصّة في الحياة.

- كيف تحصل على التوازن بين الأناقة والراحة في التصاميم؟
أحبّ كثيراً اليين واليانغ... مزيج ممّا هو مألوف وغير مألوف. لو كان كلّه مألوفاً وعاديّاً أشعر بالضجر. وإن كان كلّه غريب وغير مألوف قد يكون من الجميل النظر إليه، ولكن لا أعرف كيف يكون في الحياة اليوميّة. أريد أن أوضّح أيضاً أنّ الأناقة لا تعني الثمن الباهظ. فأنا مثلاً أحبّ أن تكون الحقيبة من جلد التمساح قديمة، عندها تكون ولا أجمل. كما أحبّ مثلاً عندما ترتدي المرأة فستاناً طويلاً للسهرة وتخرج مع زوجها، وعندما تشعر بالبرد، تطلب منه أن تستعير سترته.

- هل ترسم التصاميم بنفسك؟
نعم، أخط رسومي في الطائرة أو عندما أتحدّث على الهاتف. فأنا لا أحبس نفسي في مكتبي أو في غرفة. ولكن بعدها أجلس مع فريق عملي.

- كيف تصف من يعمل معك؟
المدير الإبداعيّ في الشركة هو أيضاً شريكي، فالموضة اليوم ليست مجرّد مهنة، وإنّما نحن نتحدّث طوال النهار عن العمل. كما نحبّ كثيراً أنّ نحيط أنفسنا بالشباب..

- ماذا يعطيكم الشباب؟
لا يهمّ كم أعتبر نفسي «في الجوّ»، ولكن وجهة نظر شابّ في الثانية والعشرين من عمره مختلفة تماماً عن رجل في الخمسينات. فلديهم خبرات مختلفة في الحياة. ضروري أن يكون المصمّم «في العالم، يعيش الحياة»، فاليوم يعيش الكثير من المصمّمين في علبة، ولكنّني شخصيّاً في حاجة إلى أن اكون «في الخارج»، في العالم.

- ولكنّني بصراحة أشعر وكأنّك تعيش في العالم، أشعر بأنّك تعشق الحياة.
أحبّ الحياة، أحبّ الناس. أمرح مع الناس. أحبّ الحياة «على الطرق». وليس هناك أيّ مكان لإنسان تعيس للعمل معي.
أجد نفسي دائماً أدفعهم إلى الأمام، فالمرأة اليوم تريد كلّ شيء. في الماضي، ربّما تخلّت عن شيء ما، فاشترت مثلاً فستاناً جميلاً ولكن غير مريح، أو مريح ولكن غير أنيق. كما أنّ المرأة كانت ترتدي ملابسها لتعجب النساء حولها أو الرجل في حياتها أو لتعجب نفسها،  ولكن زبونتي اليوم تريد أن تعجب الثلاثة معاً. زبونتي لديها أطفال، تسافر كثيراً، مشغولة جدّاً...  متطلّبة ويجب ان ألبّي طلباتها، وهذا تحد لي والتحدّي يعجبني.
بعد أن أتحدّث مع فريق العمل، نبدأ بتصميم الموديلات في مختلف أنحاء العالم. نسافر ستّ مرّات في السنة من أجل المجموعة. نحن لا نصنّع أيّ شيء في نيويورك، كل شيء يتمّ العمل عليه في ميلانو.
وعندما نصنع الموديلات، نرى أحياناً أنّ الفكرة الجيدّة لم تكن كما تخيّلناها فنقوم بالتعديلات، أو فكرة جيدّة كانت عظيمة، فتمنحنا المزيد من الأفكار ونضيف منها إلى المجموعة.
ثم أبدأ أفكّر كيف سأروي القصّة... نحن نصنّع كل ما ترونه في عرض الأزياء على غرار العديد من المصمّمين. ولديّ 11 دقيقة لأروي قصّتي، وهكذا أذهب باحثاً عن العارضات والموسيقى والشعر والماكياج، فيصبح العمل مثل إخراج المسرحيّة. بعض المصمّمين يقدمون العرض تماماً مثل المسرح، وغيرهم يركّزون على الملابس فقط. أمّا أنا فأريد أن أعرض ما يريد أن يرتديه الناس ويعيشون به، ولكن في الوقت نفسه أريد أن يكون العرض مسلّياً.

- كم عدد التصاميم التي تقدّمها عادة؟
63 أو 64، للرجال والنساء معاً.

- كيف تختار العارضات؟ من هي التي تناسب أكثر طلّة Michael Kors؟
العارضة تتغيّر حسب المجموعة، ولكن أحبّ الشخصيّة القويّة. عندما تأتي عارضة لا يهمّني كم هي جميلة إن  لم يكن لديها تعابير على وجهها. أحب الفتاة التي تمشي برصانة، بشخصيّة قويّة، وهنا أكرّر، الثقة بالنفس هي أجمل وأهمّ أكسسوار.  ولكن أحياناً عندما تكون العارضة صغيرة في السنّ، كثيراً ما تنقصها الثقة بنفسها.

- هل تؤيّد فكرة اختيار العارضات الشابّات أو الصغيرات في السنّ؟
أحبّ أن يكون هناك مزيج من الأجسام والأعمار والألوان.. هذه طويلة، هذه أقصر.. هذا هو العالم.. فأنا لا أفهم فكرة الطلّة الواحدة في العرض. هذه هي الموضة!

- ولكنّك في النهاية، تمشي على خشبة العرض، وهذا أكثر ما أحبّه. فهناك مصمّمون بالكاد يطلّون على الخشبة، وأنت تمشيها كلّها. ماذا يدور في رأسك خلال هذه اللحظات؟
أمشيها كلّها لأنهاّ بصراحة تجربة مرحة جدّاً، فأشعر وكأنّني الأب.

- أب لمن؟
والد المجموعة! فالمجموعة طفلي!

- اعتقدت أنّك قصدت والد العارضات.
أحياناً اكون والد العارضات أيضاً. أسألهن عن أعمار آبائهن، ولكن معظم الأوقات أكون أصغر من والدهنّ.

- كيف تحافظ على شبابك؟
أعتقد لأنّني فضولي. الحشريّة تجعلني شابّاً.

- ماذا تقول للنساء في الشرق الأوسط؟
النساء في الشرق الأوسط يسعدن كثيراً بالموضة واختيار ملابسهنّ، وهذا مثير جدّاً لأيّ مصمّم. فالنساء هنا يتأففن دائما من الموضة. أحبّ أيضاً الفضول عند النساء العربيّات لمعرفة كلّ ما هو جديد. فهنّ يقدّرن النوعيّة الجيّدة والمجهود الذي يضعه المصمّم في المجموعة.

- ما هي الأشياء التي يجب أن تكون دائماً في خزانة المرأة؟
أحبّ الكشمير كثيراً، فأنا مدمن كشمير، وأعتقد أنه يجب على كلّ إمرأة أن يكون لديها خزانة صغيرة كلّها من الكشمير، حتّى النساء في الشرق الوسط، فالمكيّفات في البلدان العربيّة مجنونة، والنساء يسافرن كثيراً. وحاليّاً، أنا مغرم بالسراويل البيضاء والجينز الأبيض. كما أحبّ الأكسسوارات بجلد التسماح.

- أرى الكثير من الأبيض في العروض، هل الأبيض هو الموضة الجديدة للصيف المقبل؟
نعم، وسترين الكثير من الأبيض في عرضنا للصيف المقبل. وهذه المجموعة لا تحتوي على أيّ تصميم باللون الأسود.

- ولكن لون الكاميل هو لونك، صحيح؟
تماماً، دائماً. حتّى أكياسنا بهذا اللون.

- ماذا تشعر عندما ترى ان كلّ المصّممين باتوا يقدّمون لون الكاميل؟
أشعر بالمجاملة. أكثر ما أحبّه هو الزواج بين الطبيعة والترف، كما عندما نرى شيئاً بجمال وبر الجمل، وأرى اللون وأشعر بالتركيبة.


همسات

الحياة: الناس
النساء: غامضات
والدتك: كل شيء!
العطلة التي تحلم بها: حافي القدمين على الشاطئ
نيويورك: مسحورة، مجنونة.
مجموعة  Michael Kors: ترف ولكن ببساطة
سنترال بارك: تفرّع ثنائيّ
ندم: أبداً
فخور: طوال العمر
أسبوع الموضة: مثير.
الموسيقى: لا أستطيع ان أعيش من دونها
الزهور: أكثر ما أحبّه
الكتب: السيرة الذاتيّة
الأكسسوارت: جلد التمساح
المشاهير: أصدقاء
السعادة: الطبيعة
مايكل كورز الرجل، الإنسان: سعيد
دموع: أحبّ أن أبكي كثيراً
دموع فرح؟ أحبّ المشاعر الفائقة، أحبّ الفيلم الذي يُبكيني، فهو الأفضل!