المرأة الحديدية مارغريت ثاتشر لا تزال الأكثر تأثيراً في بريطانيا

المرأة الحديدية,مارغريت ثاتشر,بريطانيا,النساء الأكثر تأثيراً,السكتة الدماغية,الملابس

جولي صليبا 31 ديسمبر 2016

تعدّ رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر التي توفيت في 8 أبريل 2013، إثر إصابتها بالسكتة الدماغية، واحدة من أكثر الشخصيات السياسية تأثيراً في القرن العشرين. وقد تصدرت ثاتشر قائمة النساء الأكثر تأثيراً في بريطانيا على مدى السبعين عاماً الماضية وفق برنامج Women Hour الذي تبثه المحطة الرابعة لإذاعة بي بي سي البريطانية . واللافت أن الاختيارات التي حددتها لجنة الحكام في البرنامج لم تشمل شخصيات بارزة مثل الملكة إليزابيت الثانية أو رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وإنما شملت شخصية خيالية مثل بريدجت جونز، بطلة رواية « مذكرات بريدجت جونز » (1996) للكاتبة هيلين فيلدينغ التي صورت حياة امرأة عزباء وسط عالم من الأزواج المتغطرسين ...


يصعب التفكير في امرأة أخرى كان لها تاثير على النساء في بريطانيا في العقود السبعة الماضية أكثر من المرأة الحديدية مارغريت ثاتشر. فقد طبع إرثها السياسي تأثيره الواضح على من خلفها في الحكم، من المحافظين والعمال، وتميزت فترة حكمها التي امتدت 11 عاماً بأسلوب الحزم والمواجهة.


 امرأة حديدية

  •  ولدت مارغريت هيلدا ثاتشر في مدينة غرانثام بمقاطعة لينكونشاير في 13 تشرين الأول عام 1925، وكان لوالدها ألفريد روبيرتس تأثير كبير على حياتها وعلى السياسات التي اعتمدتها في مسارها السياسي.
  •  التحقت مارغريت ثاتشر عام 1943 بكلية سومرفيل في جامعة أكسفورد للتخصص في علم الكيمياء، وأصبحت ثالث سيدة تشغل منصب رئيس جمعية المحافظين في جامعة أكسفورد. وبعد تخرجها، عملت تاتشر في قطاع البحث الكيميائي في مجال الصناعات البلاستيكية، والتحقت بالمنظمة المحلية التابعة لحزب المحافظين. تزوجت من رجل الأعمال دينيس ثاتشر عام 1951.
  •  في العام 1959، انتخبت ثاتشر لتكون عضواً في البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين عن مقاطعة فينشلي. كما شغلت منصب وزير التعليم عام 1970 تحت رئاسة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تيد هيث. إلا أن عدم التزام هيث بالسياسات الاقتصادية لحزب المحافظين، دفع ثاتشر لأن تنافسه على زعامة الحزب وتربح الرهان عام 1975. وبين عامي 1979 و 1990، فازت ثاتشر في الانتخابات بثلاث فترات متتالية لتصبح أول سيدة بريطانية تتقلد منصب رئيس وزراء بريطانيا.
  •  اهتمت في فترة رئاستها لمجلس الوزراء البريطاني بإحداث إصلاحات في النظام المالي للدولة، إذ عملت على تقليص دور الدولة ودعم السوق الحرة في البلاد، وصححت معدل التضخم، واتخذت تدابير مالية تضمنت زيادة في معدلات الضرائب وخفضاً في معدلات الإنفاق.
  •  وشهدت تلك الفترة تحقيق آلاف البريطانيين لمكاسب على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، حيث استطاع عدد كبير منهم أن يحصل على أسهم في الصناعات التي جرت خصخصتها. ومع بداية العام 1982، بدأ الاقتصاد البريطاني في التعافي.
  •  إلا أن مواقفها السياسية وأسلوبها في الإدارة في الفترة الأخيرة من علمها السياسي جعلت منها شخصية سياسية مثيرة للجدل، مما أدى إلى نشوء اختلافات داخل حزبها، إضافة إلى انعكاس ذلك على الرأي العام البريطاني.
  •  وفي الفترة الأخيرة من رئاستها لمجلس الوزراء تصاعدت حالة الاستياء وتزايدت حدة المعارضة بين أعضاء البرلمان حتى من حزب المحافظين إزاء السياسات المالية التي تتبناها وإدخال ما يسمى بـ «ضريبة الرأس» للخدمات البلدية. عندئذ، تقدمت ثاتشر باستقالتها عام 1990 بعد تأكدها من عدم قدرتها على الفوز بانتخابات زعامة حزب المحافظين، لتستمر في مجلس العموم حتى سنة 1992.
  •  كما منحت ثاتشر لقب «بارونة كيستيفين بمقاطعة لينكونشاير»، الأمر الذي منحها عضوية في مجلس اللوردات.

 

أسلوب خاص في الملابس

  •  تميزت ثاتشر بأسلوبها الأنيق والراقي في الملابس، وكانت من أولى النساء اللواتي برعن في إتقان فن ملابس السلطة (power dressing). بالفعل، اشتهرت ثاتشر بأزيائها الرسمية الأنيقة- بلوزات مع أربطة، تايورات ضيقة بألوان غنية- وعقود اللؤلؤ التي لم تفارقها أبداً. وقد قالت ذات مرة: «أشعر دوماً بالأمان في ملابسي».
  •  أما الأكسسوار الأشهر الذي اعتمدته ثاتشر فكان حقيبة Asprey اليدوية التي أصبحت سلاحاً مجازياً. وقد بيعت هذه الحقيبة في مزاد كريستيز العلني بمبلغ 25 ألف جنيه استرليني في شهر يونيو من العام 2011.
  •  واللافت أن ثاتشر تخلت عن القبعات الكبيرة التي تشتهر بها سيدات المجتمع الراقي الانكليزي، وعرفت كيف تميّز نفسها عن النساء الأخريات بأسلوبها الخاص.
  •  كانت طلتها راقية على الدوام، ولم تظهر يوماً في ملابس عفوية أو غير رسمية، ولم ترتد السروال أبداً. تجدر الإشارة إلى أن بعض التايورات التي ارتدتها مارغريت ثاتشر في حقبتيّ السبعينيات والثمانينيات تم بيعها في مزاد كريستيز العلني في العام 2012 مقابل مبلغ وصل إلى 73 ألف جنيه استرليني.