تجسيد السيرة الذاتية للراحل الدكتور مصطفي محمود في عمل درامي هو المغامرة الفنية التي يغيّر فيها الفنان خالد النبوي جلده الفني كاملاً، ويتحدّى بها نفسه وما قدّمه من قبل خلال مشواره الفني، إذ يعَدّ الدكتور مصطفى محمود العقل رقم ١١ علمياً في القرن العشرين، حسب التقديرات التي صدرت في الولايات المتحدة الأميركية في نهاية القرن الماضي. وهو شخص فريد في إمكاناته، وعند الحديث عنه تحتار في وصفه، فهو الأديب والعالم والطبيب والصحافي والفيلسوف والمؤلف الدرامي، والمدهش أنه كان متمكناً في كل ما سبق، ونجح في كل المهن التي عمل فيها على اختلاف أنواعها عبر حياته العريضة التي قاربت التسعين عاماً.
 

تدور أحداث المسلسل، حسب سرد المؤلف وليد يوسف، عن هذا العالم الذي عاش حياة مثيرة مليئة بالمفاجآت منذ يوم مولده مع شقيق توأم جاء معه إلى الدنيا وتوفي بعد أسبوع من ولادته.
وفي سن العاشرة مرّ بتجربة صعبة، لمجرد أن الطبيب الذي جاء للكشف عليه كان ثقيل السمع لم يسمع دقات قلبه الضعيف، وظن أنه مات إلى درجة أنه دفن وتمّ إخراجه من القبر بأعجوبة، بعد تجربة أثّرت في مجرى حياته كلها.

ويحكي المسلسل كيف تمرّد مصطفى محمود على شيخ الكُتَّاب وعلى مدرّس المدرسة، علماً أنه رسب في السنة الدراسية الأولى لثلاث سنوات متتالية، وأنه منذ صباه تعوّد أن يقتنع أولاً قبل أن يصدق أي شيء، وتعلم من أبيه الإحسان والعطاء، وكيف تعلّق قلبه بالعزف على العود والناي والرق، ولولا تدخل أخيه الأكبر وأمه لصار من أكبر المطربين في عصره، لصوته الجميل وقدرته على العزف. ويستعرض العمل إصابته بمرض صدري أدخله المستشفى ثلاث سنوات متصلة لم يفعل فيها شيئاً سوى القراءة، وفي هذه الفترة تشكلت عقلية مصطفي محمود أكثر، وأصدر كتابه الأول «الله والإنسان»، وقرأه الرئيس جمال عبد الناصر فأمر بالقبض عليه وإحالته على محكمة أمن الدولة بتهمة الإلحاد، وتم تحديد موعد المحاكمة في شهر رمضان، واختير قاضٍ معيّن لضمان حصول مصطفى محمود على أقصى عقوبة، لكنه أفلت بأعجوبة من الإدانة.

ويتناول العمل الفترة التي أضرب مصطفى محمود فيها عن الزواج حتى سن الأربعين أو يزيد، لخوفه من الموت، وعندما تعلق قلبه بإحدى معجباته عبر الهاتف اكتشف بعد قصه حب استمرت عامين أنها ملكة جمال مصر، وعندما قرر الزواج منها دهمه مرض جعله يهرب منها. وفي الفترة نفسها أعجب بكتاباته موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فأخذه بكتبه وأوراقه ليعيش معه في منزله ثمانية أشهر متصلة مليئة بالحكايات، ثم يجمعه القدر من جديد بمحبوبته الأولى ويتزوجها وينجب ابنته أمل وابنه أدهم، ثم تتوالى المشاكل الزوجية لينفصل عن أم ولديه ويعود إلى حياة العزوبية.

وتؤدي دور الزوجة الأولى لمصطفى محمود الفنانة نيللي كريم، وتقوم بدور أمه هالة فاخر وشقيقه باسم سمرة، ويقدم أحمد فهمي دور صديق عمره «فرج»، أما مي كساب فستقدم دور كاتبة قصصية أحبها وكان لها في حياته تأثير كبير. ويقول المؤلف وليد يوسف إنه لا يريد استعجال بدء التصوير الذي من المقرر أن يجري في جنوب أفريقيا ولندن وألمانيا والمغرب ومصر، لأن العمل ضخم ويتحدث عن مصر من 1921 إلى 2002، والاستعجال ليس في صالح العمل، الذي استغرق التجهيز لكتابته سنتين كاملتين. وأضاف أيضاً أنه لا يرغب في عرض مسلسله في رمضان حتى لا يظلم في زحام العرض.