4 حكايات من تاريخ Van Cleef & Arpels
بين الجواهر وسيّدات القصور الملكية علاقة حب لا تنتهي... ولأكثر من قرن كان فان كليف أند أربلز Van Cleef & Arpels الدار التي تصيغ قصص الملكات والأميرات في مجوهرات أيقونية تتحدى الزمن بثلاثية الأحجار الكريمة والموهبة والشغف الإنساني، ليكون لكل قطعة حكاية يجدر سردها.
ليليان أميرة بلجيكا والطوق الهندي
شكّلت أسفار الأخوين آربلز، وخصوصاً كلود، أبرز مصادر الوحي للتصاميم. وهذا ما يفسّر تأثير الشرق في المجوهرات من خمسينيات القرن الماضي إلى سبعينياته. من القاهرة إلى الهند والصين، استلهم صانع المجوهرات أفكاراً لمجموعاته. فيما سحره في بيروت، المرجان والفيروز وتحديداً بعدد من القلادات ذات الطراز الشرقي، ورغب في تعريف فان كليف أند آربلز نيويورك بالمجوهرات الشرقية الخلّابة من الأيام الخوالي. ولطوق The Embroidered Indian Choker المصاغ بنقوش هندية والمرصّع بالزمرّد والياقوت حكاية فهو هديّة من ملك بودوان، ملك بلجيكا «الابن البكر للملك ليوبولد الثالث، وأستريد أميرة السويد» إلى زوجة والده ماري-ليليان بايلز، أميرة ريثي. والمولودة في بريطانيا. والتي رأت ملك بلجيكا ليوبولد الثالث، الذي أصبح زوجها فيما بعد للمرة الأولى خلال استعراض عسكري عام 1933. بعد وفاة الملكة أستريد عام 1935 ونزولاً عند طلب الملكة إليزابيث الأم، ملكة بريطانيا، زارت ماري في العام 1941 قصر لايكن حيث احتجز الألمان الملك ليوبولد ووضعوه تحت الإقامة الجبرية كأسير حرب. وتلت هذه الزيارة زيارات عديدة أخرى، أدّت إلى وقوع ليوبولد وماري في الحب ليتوّجاه بالزواج عام 1941. رغم أنها أصبحت زوجة الملك، رفضت ماري لقب الملكة. فمنحها الملك بدلاً من ذلك لقب «أميرة ريثي» غير الرسمي.
الأميرة فايزة، أميرة مصر: سوار على شكل إبزيم حزام
لعقود طويلة اقترن اسم فان كليف أند آربلز بعالم الأزياء الراقية بألوانها والمواد الثمينة والتصاميم المميزة حيث تعكس مجوهرات الدار مواسم الأزياء الراقية المتعددة مع الأشرطة والأقمشة المخرّمة وأطواق «كلودين» والشرابات وربطة العنق الفراشية الشكل والأزرار والسحابات والتخريم الذهبي... التي ترمز جميعها إلى المهارة الفنية المتفوّقة.
بفضل براعة الدار، تحوّلت الأقمشة إلى قطع مجوهرات، وإبزيم الحزام إلى سوار ماسي خلّاب خادع للبصر، ذي هيكل من البلاتين ومرصّع بـ542 ماسة بتقطيع دائري، وتزن المجموعة 49 قيراطاً، بالإضافة إلى 137 ماسة باغيت بوزن 15 قيراطاً. ارتدت الأميرة فايزة هذا السوار خلال حفل راقص في القاهرة عام 1948، مع عقد آرت ديكو الخلّاب المرصّع بأحجار الزمرّد.
تميّزت الأميرة فايزة (ابنة الملك فؤاد والملكة نازلي وشقيقة الملك فاروق) بأسلوبها الراقي وجمالها الباهر وذوقها الرفيع. وكانت تملك مشبك «بيونيه» بتقنية ميستري ستينغ من العام 1937، وعقد آرت ديكو من مجموعة فان كليف أند آربلز الخاصة. أما هذا السوار، فقد تم إبداعه عام 1946 وصمّم على شكل إبزيم حزام.
بربارا هاتن: شغف أسطوري بالمجوهرات
عام 1935، اشترت سيدة المجتمع الأميركية بربارا هاتن سوار «لودو» الفريد من نوعه. عاشت هاتن حياةً فاخرة ومترفة تتنقّل بين القصور والفنادق الراقية، وتختلط مع الفنانين والأمراء والأميرات. واشتهرت بشغفها بالمجوهرات إلى حد أسطوري – حيث كانت تملك مجموعة واسعة من إبداعات فان كليف أند آربلز علماً، أن بيير آربلز كان يحرص شخصياً على تسلّم طلباتها.
يتألف سوار «لودو» من سبائك البلاتين المرن، التي تتصل ببعضها البعض لتوحي بتصاميم الخيال؛ مع ماسات ذات ترصيع «كولية» وحافتين من الماسات الخلابة. أما المشبك بتصميمه الملتفّ والهيكل المفتوح، فهو مرصّع أيضاً بالألماس. اكتسب هذا التصميم شهرة واسعة في ثلاثينيات القرن الماضي، ويمكن اعتباره النسخة الخاصة بالمجوهرات الراقية للحزام.
نازلي، ملكة مصر وحكاية عقد «كولاري»
في 16 آذار/مارس 1939، احتفلت نازلي ملكة مصر بزواج ابنتها فوزية لمحمّد رضى بهلوي، ولي العهد الإيراني. في ذلك اليوم، ارتدت طقماً من الماس من إبداع فان كليف أند آربلز، يضم عقداً احتفالياً من البلاتين مرصّعاً بـ673 ماسة. يعتبر عقد «كولاري» قطعة استثنائية تشهد على عهد تلك الحقبة وتاريخ فان كليف أند آربلز على حدّ سواء. وهو الآن ضمن مجموعة الدار الخاصة: تراث يتم بناؤه منذ حوالى 30 سنة ويُعرض في المحافل الدولية، كان منها متحف الفنون والعلوم في سنغافورة، من 23 نيسان/أبريل إلى 14 آب/أغسطس 2016.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1077 | آب 2024