تغريد حكمت أول قاضية عربية في المحكمة الجنائية الدولية: قهرتُ التقاليد والسرطان

تغريد حكمت,قاضية,المحكمة الجنائية الدولية,المرأة الأردنية,نساء رائدات,التقاليد,السرطان

10 مارس 2017

تعد الأردنية تغريد حكمت، أول قاضية عربية في المحكمة الجنائية الدولية، وتحتل اليوم مركزاً مرموقاً محلياً، باعتبارها عضواً في مجلس الأعيان في بلادها، فضلاً عن التكريم الدولي لها، حيث فازت بالكثير من الجوائز، أشهرها جائزة المرأة المتميزة عالمياً في مجال القانون الدولي، بالإضافة إلى حيازتها عدداً من الأوسمة. لم تكن رحلتها مفروشة بالورود، بل قهرت التقاليد والمرض معاً للوصول إلى القمة.

تخرّجت من جامعة دمشق بعدما حازت إجازة في الحقوق، حيث كانت تحلم منذ صغرها بارتداء ثوب القضاة والمحامين، لكن مسؤوليتها كأمٍّ أجّلت الفكرة لبعض الوقت، وواصلت العمل في التدريس حتى عام 1982... بعدها طلبت الإحالة الى التقاعد واتجهت الى المحاماة بعدما شبّ أولادها واعتمدوا على أنفسهم، حيث عملت في مكتب شقيقها طاهر حكمت، وكانت شغوفة بالقضايا الخاصة بالعنف ضد المرأة والطفل، وفي الوقت نفسه انخرطت في العمل التطوعي في مؤسسات المجتمع المدني، وترأست لجاناً قانونية لتعديل التشريعات المتعلقة بالمرأة والقضاء على التمييز، وقد تمكّنت وزملائها في تعديل كثير من التشريعات، وشاركت عام 1995 في مؤتمر بكين، وكان من أهدافه العمل على إعادة تقييم القوانين والأنظمة ذات العلاقة بوضع المرأة في دول مختلفة.

وعن تعيينها أول قاضية في الأردن تقول: «بعد 14 عاماً من العمل والمثابرة والاجتهاد؛ في مناخ ذكوري لا يستسيغ وجود المرأة في المحاكم، عُيّنت أول قاضية في تاريخ الأردن بعد منافسة خمس محاميات، وبالتالي كان هذا فاتحة خير لدخول المرأة الأردنية القضاء؛ ويزيد عدد القاضيات حالياً على 250 قاضية».

طموح تغريد حكمت لم يتوقّف عند تعيينها أول قاضية في الأردن بل تخطى الحدود الجغرافية لتكون أول قاضية عربية مسلمة في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

عن قهرها للمرض والتقاليد الرافضة لعمل المرأة تقول: «دهمني السرطان، لكنني انتصرت عليه، ولم أترك للمرض أو العلاج العنان ليؤثر في عملي وحياتي، وكانت الفترة الأخيرة هي الأكثر صعوبة، وكنت أشكر الله دائماً على إيماني بأن الحياة يجب أن نتقبلها بحلوها ومرّها، وأن الله سبحانه وتعالى أوجد في كل إنسان طاقات ذاتية، إذا أحسن استخدامها تغلب على الصعاب، ورغم أنني أملك تأميناً صحياً يمكّنني من تلقي العلاج في أميركا أو بريطانيا، فضّلت العلاج في الأردن، فكنت أحضر إلى عمان بعد العملية مباشرة وأبقى فيها أسبوعاً لأخذ العلاج الكيماوي، ثم أغادر إلى تنزانيا، بثلاث طائرات ذهاباً وثلاث طائرات إياباً، وأكمل المحاكمات لمدة أسبوعين.

تؤكد تغريد حكمت أن زوجها العامل الأول والرئيس في مسيرة نجاحها ولولا دعمه لها في كل مراحل حياتها لما وصلت الى ما هي عليه اليوم.