مهندسة الديكور التي تعشق الفنون بأنواعها منال عباس: الإرادة الصلبة تصنع المستحيل

منال عباس,النجاح,الهوايات,المواهب,مشروع,أنظار,الطهاة,الميدالية,البرونزية,التحكيم,الترحيب,استراتيجية,المنتجات,أون لاين,المشاركة,المسابقة,التدريب,المهني,الحلم

آمنة بدر الدين الحلبي - (جدة) 01 أبريل 2017

واثقة الخطى، مصرّة على النجاح، تسير بفكر منتج، متعددة الهوايات والمواهب، وصاحبة مشروع «فستيفال» حيث لفتت أنظار العالم اليها في يوم الطهاة العالمي في جدة بالمشاركة مع بناتها في مسابقة جدة العالمية بين 200 طاهٍ محلي وعالمي.

منال عباس مهندسة ديكور، وصاحبة مدرسة منال عباس للفنون بكل أنواعه، حصدت الميدالية البرونزية من لجنة التحكيم العالمية وكانت مثالاً للإعجاب والترحيب من كل الحاضرين لاعتبارها أول سعودية تشارك في مسابقة حرفية... حاورتها «لها» لتكشف عما قدمته لمجتمعها ووطنها، وما الذي تسعى إلى تحقيقه بإرادة حكيمة من خلال النت «أون لاين».


- ما هو مشروع «فستيفال»؟
اسمه في الحقيقة «احتفال»، لكن بعد البحث على الانترنت وبمختلف اللغات اخترت اسم «فستيفال» وأطلقت عليه في ما بعد «فستيفال هاند ميد» بعدما كونت فريقاً من النساء والفتيات صديقات بناتي من مرحلة الثانوية. تلك المجموعة تقدم أعمالاً يدوية وفنية للمرأة وما يخصها في الأفراح والمناسبات. ولأن المشروع أعطى نتائجه، جعلت منه أقساماً متعددة تهتم بكل ما يلزم العروس من ضيافة وحلويات وكوش للأفراح، كما أسست قسماً للكمبيوتر، لأقيم دورات أطور من خلالها مهارات الفريق النسائي بكل أشكاله، ليدربن فتيات أخريات.

- بأي استراتيجية تنفذ منال مشروعها، وما هي المنتجات؟
يرتكز المشروع على أسس الحب والمحبة والأمل بالنجاح لتحقيق قاعدة شعبية عريضة بمختلف الشرائح، ونقدم في هذا المشروع  التصميم للحفلات وما يتعلق بها من حسن ضيافة و«إتيكيت»، بدءاً من تصميم الديكور وصولاً إلى إعداد الشوكولاتة التي نصنعها ونغلّفها بطريقة جميلة، وكل أنواع الحلويات والمعجنات والأطعمة المختلفة.
حين تطرح العميلة فكرتها، ونوع الحفل الذي تريد إقامته، ومن هم الضيوف؟ نبدأ بوضع الخطوط العريضة للتصميم لتخرج حفلة تناسب تطلعات العميلة، وتحقق نجاحنا، ليحدونا الأمل دائماً بحفلة أخرى ناجحة رغم كل المعوقات والتحديات التي نواجهها.

- توقف المشروع لفترة وجيزة بسبب اليد العاملة...
أبداً، لقد بدأنا المشروع بـ 70 سيدة وفتاة، وشكّلنا أجمل فريق، لكن وعكة صحية ألمّت بي اضطرتني لوقف نشاطي حوالى السنتين ونصف السنة، عدت بعدها بمشاريع كبيرة وأفكار غريبة وجديدة، وريع تلك المشاريع يعود الى الفقراء والمساكين والأرامل.

- كيف توزعين وقتك بين العمل في المشروع وهندسة الديكور؟
بفضل الله عزّ وجل، وبالإرادة والتصميم، أستطيع أن أحقق المستحيل وأغوص في دهاليز العمل لأخرج منه بنجاح، والعام الماضي تسلّمت مشروعاً لإعادة تصميم منزل، كنت في قلب العمل، وتعاونت مع العمال وأنا مرتدية ثوب الألوان لأنفّذ ما يروق لي حتى يخرج التصميم بحلّة جميلة رغم تعبي الجسدي. 

- تستندين الى عكاز، ما الخطب؟
هو عكاز النجاح أتوكأ عليه، فعانيت مشاكل في العمود الفقري إثر إصابة وكل هذا لم يمنعني من العمل بنشاط وحيوية لأثبت للجميع أن الإعاقة فكرية وليست جسدية، فبالإرادة الصلبة والعزيمة القوية نحقق ما نصبو إليه.

- ألهذا السبب تسعين لاعتماد رسمي لمدرسة منال «أون لاين»؟
أوراق مدرسة الفنون لا تزال في وزارة الإعلام منذ أكثر من عام، وأرجو أن يتم اعتماد موقعها «أون لاين»، وأنتظر الموافقة بفارغ الصبر من خلال مؤسسة التدريب المهني، لتسهيل عملي بعدما أصبحت من ذوي الاحتياجات الخاصة.

- مَن يقف وراء هذا النجاح؟
أهلي وزوجي، وأولادي الذين شاركوني هذا النجاح، فـ«الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق»، لذلك حرصت على أن ترافقني بناتي في مسابقة الطهو التي حصدتُ بها الميدالية البرونزية، كوني صاحبة ومديرة مشروع «فستيفال» في جدة، حيث وجدت المسابقة فرصة ثمينة للتعريف بهذا المشروع الذي يهم قطاعاً عريضاً من الناس، وخرج فريقي المشارك بشهادات عالمية.

- مَن نظّم تلك المسابقة؟
نظّمتها جمعية الطهاة السعوديين ضمن فعاليات معرض المأكولات والفنادق والتعبئة والتغليف الدولي السادس عشر الذي رعته وزارة الزراعة في مركز جدة للمنتديات والفعاليات، والتابع لغرفة جدة، فشهدت المسابقة مشاركة 33 شاباً وفتاة سعوديين من محترفي الطبخ وهواته، تنافسوا على جائزة صالون فنون الطهو لعام 2011، واشترك فيها 200 طاهٍ يمثلون 17 دولة، هم من محترفي فن الطبخ في فنادق خمس نجوم ومطاعم كبيرة ومقاهي «الكوفي شوب» العالمية.

- ما الهدف من تلك المشاركة؟
اكتساب الخبرة والتعرف إلى الآخرين والتسويق لمشروعي «فستيفال» من خلال شركات لدعمه بطريقة فعالة، حيث اتسمت المشاركة بالإثارة، ولم تكن من أجل الحصول على الجائزة. 

- وهل شهدت المسابقة حضوراً كثيفاً؟
بالفعل شهدت المسابقة أجواء تفاعلية أمام حشود جماهيرية كثيفة، وخاصة بمشاركة 10 سعوديات يحترفن فن الطبخ ويهوينه.

- ما هي المعوقات التي واجهتك؟
عدم الصدقية، كأن تترك إحداهن العمل فجأة ومن دون مبرر، وتبحث أخرى عن منصب قيادي، وشخصيتها لا تسمح لها بأن تدير فريقاً كاملاً...

- وما الذي جعلك قوية باستمرار؟
التحدي والإصرار على بلوغ النجاح، والثقة في مهاراتي المتعددة، والعائلة أكبر داعم، والتحدي الأكبر كان أمام زوجي فأثبتت له نجاحي والمضي قدماً لتحقيق أحلامي.

- ما الذي دفعك لتأسيس مدرسة منال للفنون «أون لاين»؟
لأجمع الفنون بأنواعها، وهذا لا يتعارض مع كوني مهندسة ديكور، ولدي أقسام عدة في مشروعي تخدم المرأة بشكل عام والفتيات بشكل خاص، حيث أُقيم دورات تدريبية لتنسيق الحفلات والأفراح، وتصميم قوالب الحلوى، وتنفيذ الاستشارات. 

- متى تأسست ولِمَ توقفت؟
تأسست مدرسة منال للفنون «اون لاين» عام 2013 وتوقفت في ما بعد بسبب تأخر الاعتمادات كما أسلفت، لكنني استطعت إقامة دورات في مراكز الأحياء، حين كنت معتمدة من إحدى الشركات، وحَكَماً من حكامها على الأطباق في مسابقات الطهو، وقد دعمتني تلك الشركات كثيراً، لكنني ما زلت أنتظر الاعتماد من مؤسسة التدريب المهني.

- ماذا طلبت منك مؤسسة التدريب المهني؟
أن تكون مدرسة الفنون على أرض الواقع، مما يتعارض مع إمكانياتي المادية، وهذه كانت أحد التحديات الصعبة، مع العلم أنني وبناتي دخلنا موسوعة المنجزين العرب. 

- لماذا تأخرت مؤسسة التدريب المهني في اعتماده؟
لا أدري، مع العلم أن «خدمة المجتمع» اعتمدتني حين كنت أقدم دورات من خلال «أكاديمية المعلم»، وكانت تأتيني دعوات لإقامة دورات من خلال قاعات الأكاديميات المعتمدة.

- دعوتِ نساء السعودية لكسر حاجز الخوف، لكن ممَ؟
كان المجتمع السعودي سابقاً ينأى بالمرأة عن مراكز البيع والعمل، مع العلم أن السيدة خديجة بنت خويلد كانت تاجرة قبل الإسلام وبعده، فلماذا لا تكسر المرأة هذا القيد وتعمل أسوة بنساء المسلمين، وباستطاعتها اليوم أن تصنع المستحيل وتعمل من خلال الانترنت وتحقق ذاتها.

- إلامَ تطمحين؟
أطمح للحصول على الاعتماد من مؤسسة التدريب المهني لأستطيع منح شهادات لطالباتي من المملكة العربية السعودية تخوّلهن دخول سوق العمل، وليس شهادات أجنبية.

- مَن تناشدين من خلال 2030؟
الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرّمة علّه يساعدني في الحصول على الاعتماد من مؤسسة التدريب المهني، لكوني أقدّم خدمة للمجتمع، وخرّجت الكثير من الطالبات، وبالتالي أسّسن مشاريع، خصوصاً أنني أخاف على فكرتي من أن تذهب للآخرين، فالغرض منها دعم المشاريع الصغيرة والأسر المحتاجة.

- ما الحلم الذي تسعين الى تحقيقه؟
ثمة مشروعان أتمنى أن يتحققا على أرض الواقع: مشروع «فستيفال» لكونه يخدم المجتمع، ومدرسة منال للفنون بكل ما فيها من عطاء وفائدة للسيدات. كما أحلم بالمشاركة في مسابقات دولية لإثبات المستوى الرفيع الذي تتميز به الطاهية السعودية.

- مهندسة ديكور وتتوقين الى مجموعة خدمات...
هذا لا يمنع أبداً من مواصلة تقديم الخبرات التي أملكها إلى أكبر شريحة في المجتمع، وفي مجالات عملية متعددة لتستفيد منها نساء السعودية، وأتمنى الحصول على دعم من وطني، بعدما اعتُمدت مدرستي من جانب بريطانيا. -