فرنسا بين سيدتين: رئيسة أولى أم سيدة أولى؟

فرنسا,رئيسة أولى,سيدة أولى,الانتخابات الرئاسية الفرنسية,بريجيت ترونيو,مارين لوبين,رئيسة ثورية

جولي صليبا 06 مايو 2017

مع اقتراب موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تحتدم المنافسة بين إيمانويل ماكرون ومارين لوبين، ويستعد قصر الإليزيه لاستقبال رئيسة أولى (مارين لوبين)، أو سيدة أولى (بريجيت ترونيو)... ولكل من هاتين المرأتين تاريخ ممتع ومشوق، غير تقليدي البتة.
 

رئيسة ثورية
درست مارين لوبين الحقوق وعملت في المجال القانوني في بداية حياتها المهنية قبل أن تسرقها أروقة السياسة تدريجاً، وتتسلم مهمات داخل الحزب الذي يقوده والدها جان ماري لوبين. وقد نجحت لوبين في الاستحواذ على حزب والدها، الزعيم التاريخي لليمين المتطرف في فرنسا، بعد حركة انقلابية وصلت إلى أروقة القضاء وقامت الابنة بعزل والدها عن الحزب.
بعد ذلك، نقلت مارين الحزب من وضع هامشي إلى لاعب فاعل في قلب المشهد السياسي في فرنسا، وجعلت من نفسها مرشحة قوية يمكن أن تصل إلى قصر الإليزيه بصفتها أول رئيسة لفرنسا، وأول زعيمة من اليمين المتطرف للبلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
مارين لوبين مرشحة غير تقليدية للرئاسة لأنها في حال وصلت إلى الإليزيه ستعمل على إخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي واليورو، وتتوقف عن استقبال المهاجرين، وتُقفل المساجد التي تروّج لأفكار متطرفة، حسب قولها.
واللافت أن الحياة الشخصية للوبين شبيهة كثيراً بحياتها السياسية، إذ تسودها الفوضى والاضطرابات. فقد تزوجت لوبين وتطلّقت مرتين. زوجها الأول كان فرانك شوفروي، والثاني إيريك إيوريو. ثمة قاسم مشترك بين الرجلين، وهو انتماؤهما إلى الجبهة الوطنية الفرنسية. أنجبت مارين ثلاثة أولاد (جيهان، لويس وماتيلد) من زواجيها السابقين، وهي منذ العام 2010 على علاقة بنائب رئيس الجبهة الوطنية، لويس أليوت، المطلّق والأب لولدين.

سيدة أولى غير تقليدية
إذا فاز إيمانويل ماكرون بالرئاسة الفرنسية، تصبح زوجته بريجيت ترونيو السيدة الفرنسية الأولى. لكن هذه السيدة الأولى غير تقليدية البتة لأنها تكبر زوجها بأكثر من 25 سنة.
عمر إيمانويل ماكرون الآن 39 عاماً، وعمر زوجته بريجيت 64 عاماً، وهي جدّة لسبعة أحفاد من 3 أبناء أنجبتهم من زواج سابق، أحدهم أكبر سناً بعامين من ماكرون الذي كان تلميذها في المدرسة. إنها إذاً أول سيدة فرنسية أولى تكبر زوجها بـ25 عاماً، لكنها حبّه الأوحد والأكبر.
كانت بريجيت ترونيو Brigitte Trogneux معلّمة لمادة الأدب الفرنسي في مدرسة ثانوية في مدينة Amiens ، التي وُلد فيها ماكرون وتبعد 120 كيلومتراً عن باريس. في تلك المدرسة، عشق المراهق ماكرون، الذي كان عمره 15 عاماً، معلمته من النظرة الأولى، علماً أن ابنتها الثانية كانت زميلته في الصف.
ومع أن عمرها كان 40 عاماً تقريباً في ذلك الوقت، ومتزوجة ولها أولاد، أحدهم أكبر من ماكرون بعامين، انجذبت بريجيت ترونيو أيضاً إلى تلميذها المراهق الوسيم وبادلته العشق بالمثل، إلى أن ارتبطا رسمياً بعد 3 أعوام على علاقتهما، فكان هو في عمر 18 عاماً وهي في عمر 43 عاماً.
لم يرحّب أهل ماكرون بالفكرة أبداً، فحاول والداه إبعاده عن معلمة الأدب الفرنسي، لشعورهما بأن هذه العلاقة غير طبيعية، لكن محاولاتهما باءت بالفشل، فقررا إرساله إلى باريس لإنهاء دراسته هناك وإبعاده قدر الإمكان عن حبيبته بريجيت.
إلا أن بريجيت، المعتادة على ارتداء الأحدث في عالم الموضة، لحقت بماكرون إلى باريس، بعد أن فاجأت الجميع وطلّقت زوجها أندريه أوزيير André Auzière ووالد أبنائها الثلاثة: المهندس سباستيان، 41 عاماً، وطبيبة الأمراض القلبية لورانس، 40 عاماً، والمحامية تيفاين، 33 عاماً، Tiphaine ، الأم لابنين، والمشرفة على الحملة الانتخابية لماكرون.
اتفق ماكرون وبريجيت على الزواج بعد مرور 20 شهراً على طلاقها من زواجها، وقررا عدم الإنجاب، بحيث تكتفي بأبنائها من الزوج الأول.
يبدو أن لبريجيت تأثيراً قوياً في إيمانويل ماكرون، إذ قال المرشح الرئاسي أمام الصحافة: «إذا تم انتخابي... عفواً، إذا تم انتخابنا، سيكون هناك دور لها (أي بريجيت). فأنا مدين لها كثيراً، لأنها ساعدت في وصولي الى ما أنا عليه اليوم».