فتاتان تتحديان القيود وتعزفان على الطبلة في شوارع القاهرة

فتاتان,القيود,الطبلة,شوارع,القاهرة,نظرة,المجتمع,الاحتكار,العزف,الحفلات,الآلات,رانيا,دنيا

القاهرة (لها) 25 يونيو 2017

رغم أن العزف على الطبلة ظلّ لفترة طويلة حكراً على الرجل، لكن رانيا ودنيا قررتا كسر هذا الاحتكار، وأسستا فرقتهما الخاصة للعزف على هذه الآلة في الحفلات والشوارع، متحديتين بذلك القيود المجتمعية، التي قصرت هذه الآلات على الرجال.


في البداية، تقول رانيا عمرو 23 عاماً (عازفة الطبول)، إنها كانت تعشق الآلات الإيقاعية منذ طفولتها، وفي الثالثة عشرة من عمرها كانت تلعب على الدرامز أو الدُف، قبل أن تتعرف إلى الطبلة، وكلها آلات معروفة بأن غالبية عازفيها من الرجال، وظلت لفترة طويلة تخرج في الحفلات العامة كعازفة درامز، ومنذ ما يقرب من خمس سنوات بدأت في تعلم الطبلة ودراسة قواعدها وأساسياتها، كما حصلت على الكثير من الدورات في هذا المجال.
وتضيف رانيا، التي درست إدارة الأعمال في الأكاديمية البحرية، أنها تعمل بمؤهلها الدراسي إلى جانب هوايتها، وأنها تقوم وزميلتها دنيا بعمل عروض في الشارع، بخاصة شوارع القاهرة الأثرية، مثل شارع المعز والحسين وغيرهما، وتتم استضافتهما في حفلات للعب على الطبلة، وتقديم أغنيات شهيرة على إيقاع الطبلة فقط.
وعلى رغم الشهرة الواسعة التي حققتها رانيا ودنيا، إلا أنهما تتعرضان لبعض التعليقات السخيفة، حيث يقول لهما البعض إنهما «تعملان خلف الراقصات»، لكن دنيا تؤكد أنها لم تعد تستمع إلى هذه التعليقات المحبطة، ففن الطبلة فن راق لا يعترف بالعشوائية، ويعرف قيمته فقط من يحبه ويهتم به، مشيرة إلى أنها قدمت حفلة مع فرقة إنكليزية في بيروت.
وعن اختيارها الطبلة دون الآلات الموسيقية الأخرى، التي تصلح للفتيات – من وجهة نظر مجتمعنا - كالكمان أو البيانو، تقول رانيا إن الطبول في شكل عام تعطي طاقة كبيرة للعازف وللجمهور، نظراً الى الحركة السريعة والصوت القوي، الذي يبعث بهجة في الحفل أو التجمع.

نظرة المجتمع
أما دنيا سامي، التي تدرس التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية، فتقول إن أحد أقاربها كان يلعب على آلة الساكسفون، فاصطحبها إلى إحدى الحفلات، حيث أعجبتها الآلات الموسيقية، بخاصة أنها تدرس الفن، ثم تعلمت بعد ذلك العزف على الطبلة في إحدى مدارس تعليم الإيقاع والآلات النحاسية في القاهرة، وتطور الأمر بعد ذلك حتى أصبحت تخرج في الحفلات العامة كعازفة للطبلة.
وعن نظرة المجتمع المصري الى الطبلة، تقول دنيا، 21 عاماً: «للأسف، الطبلة في مصر مرتبطة في الأذهان بالراقصات والأفراح الشعبية، لكن في الحقيقة الطبلة آلة موسيقية وفن منفرد، له دراسة في كل دول العالم، ونحن في بداية لعبنا على الطبلة لم نكن مشهورتين بالقدر الكافي، لكن عندما شاركنا في تكوين فرقة، تضاعفت شهرتنا في شكل كبير».