تصاميم خارجة عن المألوف: طرفة لكل غرفة!

تصاميم خارجة,المألوف,أثاث,المواد المصنّعة,الأمكنة,التصميم,المعاصرة,الغرف,الأركان,الزوايا,كنبة,مواقع,مبتكرات منزلية,التصاميم,المصمم العالمي,الديكور,عناصر متجانسة,الأرائك المركبة

نجاة شحادة (باريس) 05 أغسطس 2017

عملية، مطواعة، مريحة، لعوب، مسلية، جريئة، مرحة، وغيرها الكثير من النعوت ... لكن فوق هذا كله يمكن وصفها بالطريفة.
صحيح أنها قطع أثاث، ولكنها تبدو أكثر من ذلك بكثير . هي قطع أثاث مصنوعة من مواد كالخشب أو المعدن أو الزجاج أو الكريستال أو الرخام أو غيرها من المواد المصنّعة ... أو استُخدمت في صنعها الأقمشة أو الجلود أو حتى الألياف المفبركة، ومع ذلك تذهب في تصاميمها الى آفاق مبتكرة لتخلق أجواء خاصة بها ولتطبع الأمكنة بـ « نكهتها » المميزة وتشارك في صوغ فضاءات بالغة الجاذبية .


لمسة الطرافة هذه تهيمن على عالم التصميم لهذا العام، فتحول داخل منازلنا الى مساحات تضج بالبهجة وتضفي على يومياتنا الأفراح. على أن هذه لم تولد بمحض الصدفة، بل هي ثمرة استلهامات وبحوث مضنية حول الميول والأذواق.
لذا فإن ما يحمله الديكور لنا من رؤى جديدة، يعكس تجارب مميزة ومغامرات مقرونة بالجسارة والغرابة والفرادة، ما يجعل من المنزل بيئة مناسبة للتغيير والراحة والاسترخاء.

قطع أثاث تتخطى بجدّتها كل مألوف، وهي مشبعة بالغرابة بخيارات من المواد والألوان، بالغة الدقة والجمال وبطواعية يندر تصوّرها.

صادمة بمواجهاتها الجميلة، وخطوطها المبتكرة والتي تمنحها حيوية مميزة تتيح للداخل التحرر من نمطية الأشكال والأحجام والألوان من خلال رفد مكونات الديكور بملامح زخرفية جديدة.
ولعل استجابتها للتقنيات المعاصرة والمواد الجديدة قد شكلت أبرز معالمها وقادت الى استخدامها في كل مستويات التنسيق والتوزيع.

إن أهم ما يميز هذه المبتكرات هو انفتاحها على المكان وفضاءاته المتنوعة، وملاءمتها للرغبات والأمزجة المختلفة، مما يتيح الاستفادة منها في كل الغرف والأركان والزوايا.
فهي هنا في الصالون، في غرفة النوم أو في صالة الطعام أو في المدخل أو المطبخ أو الحمام، تؤدي دورها بكفاءة وإتقان وتشارك بفعالية - جمالية ووظيفية – في تحقيق التوازن والانسجام. هي تدعيم لقيم المكان عبر أبعاد مضافة تصل في بعض مراتبها الى مستوى الفن الخالص.

وبقليل من التأمل سنجد أن ما تقدمه هذه المبتكرات الطريفة، يتجاوز في شروطه الزخرفية كل ما هو متداول ومصنّف في الأساليب والطرز.
فهي وإن كانت في بعض مراحلها تُستخدم ضمن تشكيلات وصياغات مألوفة، إلا أن مساهمتها في إضافة خصوصية ملحوظة تجعل منها حاجة تتعدى الكماليات لتدخل في قائمة الضروريات. فتنوعها وبساطة خطوطها وسلاسة منحنياتها وبراعة استداراتها تجعل منها قاسماً مشتركاً لكل الخيارات الزخرفية.
فالسيناريوات التي تتيحها للأمكنة تتعدى في منظورها الجمالي والعملي كل تصور، ومع ذلك فهي لا «تزاحم» من أجل لعب دور البطولة في المشهد الزخرفي، بل إنها تتداخل في هذا المشهد وتتفاعل مع عناصره وتشارك في فعالياته، لتتحول في النهاية الى تفصيل نشط في صياغته.

قد تكون في المشهد، عنصر إضاءة مميزاً أو مقعداً غريب الأطوار أو كرسياً بالغ الجرأة أو كنبة مسلية أو طاولة منخفضة بطواعية لافتة... وقد تكون أكثر من ذلك بحيث تحتل مواقع أكثر مشهدية مثلما هو الحال في غرف الأطفال مثلاً، حيث تضيف الى أدوارها الجمالية والعملية بعداً ثقافياً أو تعليمياً.

فنحن هنا لسنا أمام قوالب محددة، لئلا نقول جامدة، ولكننا في صدد التعامل مع مبتكرات منزلية تشكل علامة فارقة لحقبة زخرفية تتميز ليس بتكلفها وتعقيداتها فقط، وإنما أيضاً بشروط يومياتها والإملاءات التي تفرضها طبيعة الحياة المعاصرة.
فالاستجابة لهذه الشروط، بكل ما يحيطها من أمزجة ورغبات وميول، تبدو أنها تشكل أولوية للمصممين والعاملين في المجال الزخرفي من أجل تطويع الأنماط والأساليب والطرز لكي تستجيب لحاجات أفراد المجتمع الذين تميزهم خاصية التطلب والإلحاح، وتجنّبهم ضغوط التكرار وعبء الملل. 

والدينامية التي تتجلى في هذه التصاميم البديعة تنقلنا الى مستقبل، من معالمه حضور الفكاهة كعنصر ينضوي تحت راية الزخرفة. فتغير طبيعة الحياة وطبائع الأزمنة، يفرض تغيراً في المعالجات يتجاوز السائد والمعروف.

لقد ذهب بعض المصممين، ومنهم المصمم العالمي كريم رشيد بعيداً في تصوراته لديكور يتسم بالمبالغة والغرابة، ولكنه يمنح الأجواء حلّة من الألوان الزاهية والصاخبة تزينها نقوش غريبة مستلهمة من أشكال هندسية وزخرفية متنوعة تتناغم في ما بينها بانسجام آسر، راسمةً ميولاً جديدة في الديكور تتسم بالطرافة والجسارة.

 ... جسارة نجدها أيضاً في أجواء مارسيل وندرز من خلال استحضاره للأجواء عناصر متجانسة طريفة تضفي على الأركان مسحة من اللطف والإثارة... الإثارة التي تجسدها بعض المبتكرات من المقاعد والأرائك المركبة القابلة للتحول من مقعد للجلوس الى أريكة للاسترخاء والاستلقاء معاً، أو تلك المكتبة التي يندمج في داخلها مقعد قابل للانفصال ولعب دور مختلف داخل مساحة واسعة أو محدودة.

أما غرف النوم فلا تشذ عن الخط الجديد في الديكور والذي تمثله العناصر المميزة بمبالغاتها من حيث الخطوط والألوان والتي يحاول من خلالها المصممون مارتن لورانس، فيك فانليان وأوليغ كلودت كسر الصور النمطية التي ترتسم دائماً في أذهاننا لغرف النوم.