«أمل جدة» يقيم احتفالاً باليوم العالمي لمكافحة المخدرات وتخريج سعوديات برتبة «مساعد مرشد تعافي»

عزيزة نوفل (جدة ) 18 أغسطس 2017


انطلقت فعاليات الحملة السنوية الثالثة لمستشفى الأمل في جدة تزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، والذي احتفلت به دول العالم في 26 من حزيران (يونيو) الماضي، وذلك تحت مسمى «لنستمع لهم». وقد هدف الاحتفال الى التوعية والمساعدة في النهوض بالوعي الصحي للوقاية من تعاطي العقاقير والمخدرات، في حضور إعلامي وشخصيات مهمة من كل من قطاعي الصحة والتعليم، وكوادر مستشفى الأمل ومديريه.


مراكز الإدمان ليست معتقلات
شكل الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، والذي نظمته إدارة مستشفى الأمل لعلاج الإدمان في مدينة جدة، فرصة مهمة للفت النظر الى حملة «أنت الأمل» التي تهتم بنشر الوعي والثقافة بين شرائح المجتمع كافة، وقد تم خلاله تسليط الضوء على الخطط والخطوات التي يتم اتباعها من خلال هذه الحملة، التي ركزت بشكل كبير على قنوات التواصل الاجتماعي والتجمعات الشبابية في النوادي الرياضية، لتكون منبر لتوعية الشباب والمجتمع بمخاطر الإدمان والمخدرات.
وأشار مدير إدارة الخدمة المجتمعية في مستشفى الأمل، الأستاذ سليمان الزايدي، الى أنه لا بد من تغيّر مفهوم الناس ونظرتهم حول مراكز علاج الإدمان، وعدم النظر إليها على أنها معتقلات أو مراكز لمحاسبة المدمنين وسجنهم، إنما هي في الأساس أماكن لاحتواء هذه الفئة التي تعاني من مرض الإدمان المزمن، ومساعدتها على تخطي هذا المرض والتعافي منه والخروج الى المجتمع بشكل مؤهل وسليم، وبسرية تامة، ليتمكن هؤلاء من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.


تخريج المستوى الأول من دورة مرشدي التعافي
وقد كان الاحتفال فرصة لمستشفى الأمل للتعريف بأهم الدورات التي قدمتها بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، من خلال مدير إدارة التدريب في مستشفى الأمل، الأستاذ سعد العلوني، الذي شرح هدف الدورة المتمثل برسم صورة حية للعلاج، ومعالجة المتعافين من مرض الإدمان للحفاظ على تعافيهم، وتأهيلهم أيضاً ليكونوا مؤهلين أكاديمياً لشغر وظائف كـ«مرشدي تعافي»، لأنهم أكثر دراية بمعاناة الإدمان من خلال تجربتهم السابقة معه، ويتم انتقاء المتدربين الملتحقين في هذه الدورة بعد توافر شروط عدة، أهمها اجتياز الاختبارات الطبية والنفسية، وحسن السيرة والسلوك، وتعدّي سن الـ21 عاماً.
واختُتم هذا اللقاء بتكريم خريجي هذه الدورة، الذين بلغ عددهم 15 متدرباً، حصلوا على شهادة «مساعد مرشد تعافي»، معتمدة من جامعة الملك عبدالعزيز. وألقى أحد المتدربين في الدورة كلمة نيابة عن زملائه، عبّر فيها عن شكره وامتنانه لهذه المبادرة التي ستتيح له ولزملائه فرصة الشعور بالإنجاز من خلال مساعدة الآخرين، وإعادة الابتسامة الى وجوه أحرقها الألم والمعاناة من الإدمان، متأملاً استكمال طريقه من خلال إتاحة دورات أخرى ذات مستويات أعلى .


تأخّر في إدخال العنصر النسائي لعلاج الإدمان
ولفتت الأخصائية الاجتماعية في مستشفى الأمل سوزان المشهدي، الى أن وجود عنصر نسائي من المتدربات في هذه الدورة أمر إيجابي ومهم، وتتمنى أن يستمر، نظراً الى نقص العنصر النسائي في مجال التعافي، موضحة أن خطوات علاج الإدمان تتمثل بجوانب ومراحل عدة، أهمها الجانب النفسي والاجتماعي والديني، وأخيراً مرحلة التعافي، إذ على رغم افتتاح المركز النسائي للعلاج في مستشفى الأمل منذ ما يزيد عن خمس سنوات، إلا أن جانب التعافي غالباً ما يعمل به مرشدون رجال، وتكمن ضرورة وجود سيدات في هذا القسم في أن المرأة تكون أكثر راحة وصراحة مع أنثى مثلها تفهمها وتفهم احتياجاتها، وبلا شك سيكون لإشراف مدمنة متعافية أثر أقوى في تعافي هؤلاء المدمنات وعدم العودة الى طريق الإدمان ثانية، وبذلك ستكتمل الخطة العلاجية بشكل أكمل وأفضل.


فرصة مجانية للتعمّق في معاناة المدمنين وعلاجهم
وقالت إحدى خريجات الدورة الاختصاصية الاجتماعية والمعالجة في مستشفى الأمل صبرية عبد الإله الصاعدي، أنها تشجعت للالتحاق بدورة «مساعد مشرف تعافي» رغبة منها في اكتساب خبرة جديدة لها، كون لا تعارض بين مهنتها كمعالجة في المستشفى والتحاقها بالدورة، إضافة إلى أنها تود فتح الباب أمام العنصر النسائي للحصول على شهادات في هذا المجال النادر، سواء كنّ أخصائيات معالجات في مجالات علم النفس والاجتماع أو حتى متعافيات من الإدمان. وأوضحت أن هذه الدورة المجانية التي استغرقت ستة أشهر، كان لها جانبان نظري وعملي، حيث ارتكز الشق النظري على مناهج ومحاضرات في علم النفس والاجتماع والإرشاد الديني، بينما كان الشق العملي، الذي كان على مدى الثلاثة أشهر الأخيرة، عبارة عن تطبيق من خلال دخول الأجنحة العلاجية حسب جداول مختارة من المدربين لإتاحة الفرصة للمُتدربين لرؤية مراحل العلاج والتعافي من الإدمان بشكل حي. وأكدت الصاعدي أن الدورة أعطتها نظرة أعمق حول مشاكل المدمنين وتفهّم معاناتهم بشكل أكبر، واستيعاب المراحل العلاجية بشكل عملي أفضل وأعمق. 


رحلة علاج زوجها وأخيها من الأدمان كانت الدافع للالتحاق بالدورة
أما الوضع لدى السيدة سلوى، الخريجة الثانية من دورة «مساعد مرشد تعافي»، فقد كان مختلفاً، إذ كانت معاناتها مريرة مع إدمان زوجها وأخيها المتعافيين، وقد كان هذا الأمر دافعها نحو خوض هذه التجربة، ففور سماعها عن هذه الدورة، قررت تقديم يد العون للعنصر النسائي من المدمنات، ومساعدة الأهالي الذين يتكبدون العناء الذي ذاقته في رحلة العلاج والتعافي من الأدمان، متمنية أن تكون مبادرتها سبباً في تقلّص أعداد المدمنات في المملكة.


الخوف من سمعة الإدمان هو سبب قلة العنصر النسائي في الدورة
وأوضح مدير إدارة التدريب في مستشفى الأمل، الأستاذ سعد العلوني، أن سبب اختيار هذا التخصص للتدريب عليه، هو كونه حديثاً وليس هناك خريجون فيه، كما أن مستشفى الأمل في حاجة الى كوادر مؤهلة في هذا القسم، سواء كانوا من الرجال أو السيدات، ورجّح العلوني سبب قلة التحاق العنصر النسائي بالدورة، الخوف من انطباع المجتمع، كون الحاصلة على هذه الدورات ستحوز لقب «مرشدة تعافي»، وهذا ما سيجعل بعض الشكوك تحيط بها من كونها مدمنة سابقة، لكن العلوني شدّد على أن لمبادرة السيدتين الى الالتحاق بهذه الدورة دوراً إيجابياً في تشجيع السيدات وعدم التردد في العمل بهذا القسم المطلوب. كما لفت النظر الى أن خريجي هذه الدورة اجتازوا فقط المستوى الأول الذي يؤهلهم الحصول على لقب «مساعد مرشد تعافي»، وأنهم في حاجة الى ثلاثة مستويات أخرى ليكونوا «مرشدي تعافي»، وذلك سيتحقق بمتابعة مشوار تقديم باقي الدورات، التي لم تحدّد فترة انعقادها حتى الآن، في انتظار جاهزية اكتمال عدد الفئة المستهدفة من المتدربين.