سلافة معمار: الأم المثالية هي المرأة السعيدة!

سلافة معمار,رحيل والدها,ابنتها ذهب,بطلة زمن العار,أم استثنائية,نجمتا عدد يوم الأم,طليقها سيف الدين سبيعي,طفلة,الأطفال,التصوير,ممثلة,بنت الشهبندر,موهبة الغناء

مايا بنّوت 16 مارس 2016

يقوم الأب بما نتوقعه من الأم أحياناً. يقوم به بطيبة بسيطة... ويجدر بأن يكون لقاؤنا مع سلافة معمار تحية إلى كل الأمهات. لكن رحيل والدها حدثٌ فرض نفسه على الحوار وشخصية أب حنون كان يعدّ الفطور لابنته قبل ذهابها إلى المدرسة وولادة وحيدتها ذهب. بينما تعيش بطلة «زمن العار» اليوم صراعاً بين الأنا وهويتها كأم عصرية. هي أمٌ استثنائية... تستحق الإعجاب. حضر الفنان سيف الدين سبيعي إلى كواليس هذه الجلسة التصويرية. لم أشعر لحظة بأنه زوج سابق، بل صديق امرأة راقية وذكية عرفت كيف تحوّل انفصالها إلى اتصال متصالح مع والد ابنتها التي لم تتعدّ أعوامها التسعة بعد. إنها وصغيرتها نجمتا عدد يوم الأم. 


- سنبدأ بالحزن حتى نختتم حديثنا بالأمل... أي أب رحل من حياة سلافة معمار؟
لا أجيد التعبير عن اللحظات العاطفية المؤثرة. هل يمكن تجاوز هذا السؤال؟

- هل يمكن الحديث عن علاقتكما كأب وابنة؟
كان والدي حنوناً ويعبّر عن مشاعره بمبادرات بسيطة. لم يكن الأب الصديق، بل كان يدلّلني عاطفياً بما أحبه. كان يعدّ لي الفطور كل صباح قبل الذهاب إلى المدرسة، وإلى المعهد حين كنت أدرس التمثيل. كان يصحو معي صباحاً.

- كيف كانت علاقته بوحيدتك «ذهب»؟
علاقة مميزة، كانت تذكره بي في صغري. ويقول على الدوام حين يقابلها بأنه يرى سلافة الصغيرة أمامه. علاقته بها كانت خاصة مقارنة بعلاقته بأولاد أخي.

- هل لأنها حفيدةٌ بنت أم لأنها طفلة سلافة؟
ربما لأنها طفلتي وتشبهني في صغري حتى بأطباعها. كما أن العلاقة مع أطفال الابنة تكون مختلفة في أكثر الأحيان.

- هل وجدتِ صعوبة في إخبار طفلتك بأن جدّها قد فارق الحياة؟
نعم، ارتبكت ولم أكن أعرف الطريقة المناسبة لإخبارها بذلك، خصوصاً أنني كنت في الشام بينما كانت هي في بيروت. فكرت بضرورة أن أكون معها حين أطلعها على الأمر، أو يكفي أن يخبرها والدها بأنها لن ترى جدّها مجدداً. لكن سيف قام بالمهمة بشكل مبسّط، فوالدي كان مريضاً وحالته تراجعت تدريجاً وكان في العناية المشددة. ورغم ذلك كان جدّها أول فقدان بالنسبة إليها... تعرفت على حقيقة الموت للمرة الأولى.

- كيف كان ردّ فعلها؟
كان رد فعلها منطقياً للغاية، قالت بأنه ارتاح لأنه كان متعباً. استغربت ما قالته فهي تكلّمت كالكبار.

- هل تقبّل فكرة الموت قد تبدّل اليوم لدى الأطفال وبات خبراً مألوفاً في خضم الأزمة؟
أصبح الموت من يومياتنا بالتأكيد... وبشع للغاية الإقرار بذلك. كل يوم يقتل الكبار والأطفال في الحرب الدائرة. حتى أنا معرضة للخطر في أي وقت في ظل هذه الظروف. ولا أعرف إن كانت ذهب مدركة لحقيقة ما يحصل.

- تحديت الألم العائلي وعدت إلى التصوير بعد أيام من وفاة والدك...
بعد ثلاثة أيام من تقبّل العزاء. هذا واقع حياتنا المهنية وقد تقوم بالأمر نفسه أي ممثلة أخرى ملتزمة بالتصوير. أنا مجبرة على التعاطي مع أي حدث في حياتي ضمن حدود معيّنة. لا أملك رفاهية الوقت أو خيار أن أحيا تفاصيلي الحياتية كأي إنسانة. أعيش ظروفاً مهنية خاصة.

- لا تملكين رفاهية الوقت أبداً...
بصراحة، لا. أسعى إلى الحصول عليها، أنجح أحياناً وأفشل في غالبية الأحيان. تكبر المسؤوليات مع مرور الأيام ويصبح التعبير عن مشاعرنا بحريّة مقيّداً أو رفاهية بكل بساطة.

- كيف تستعيدين يوم الأم حين كنت طفلة؟ أي هدايا كنت تحضرين إلى والدتك؟
كانت الهدايا بسيطة جداً وبريئة للغاية. لطالما أحبّت والدتي الزرع. وكنت أختار نبتة تحبها ولا تملكها ويمكنني دفع ثمنها آنذاك. في آذار/ مارس تتفتح زهور النرجس في الشام، وكيفما التفتِّ تجدين من يبيعه، أحب لونيْه الأبيض والأصفر ورائحته الزكية. وكنت أحضر منه باقة كبيرة لأمي مع أي هدية لها بمناسبة يوم الأم، سواء أكانت عطراً أم نبتة.

- هل أصبحت هديتك لها أثمن مادياً أم معنوياً؟
حين كبرت أدركت أكثر كم هي بحاجة إلى أن تشعر بأنها مميزة في هذا اليوم بالتحديد. مرّت هذه المناسبة وأنا بعيدة عنها، لكنني لطالما حاولت الاتفاق مع المقربين لمفاجأتها بقالب حلوى. أشعر بأن هذه الجلسة تسعدها كثيراً أكثر من أي غرض قد يسهل أن أحضره اليها اليوم.

- ماذا تهديك ذهب؟
بدأت تدرك معنى الهدية الآن. فهي بلغت الـ9 سنوات أخيراً ولا تزال تحتاج إلى من يساعدها في اختيار الهدية. لكنها تحضر لي أشغالاً يدوية من المدرسة وقد صنعت لي حقيبة ورقية صغيرة مزينة بالخنافس المنقطة لأنني كنت أحبها في إحدى المرات.

- ماذا تقولين اليوم للأم السورية؟
أدعو لها بالصبر. فالأم السورية تمثل اليوم مقولة «آه يا وجعي». وهي التي تدفع الثمن الغالي طوال الوقت.

- كيف تتطلعين إلى مستقبل الطفل السوري الذي هجر مقاعد الدراسة؟
كارثة، أرجو أن نخرج من هذا الواقع الأليم قريباً. يُحرم الأطفال السوريون من التعليم اليوم، وقد تراجع مستوى التعليم بالنسبة إلى قسم آخر بعدما اضطروا للهرب من المناطق التي تدور فيها الحرب.

- كأم سورية، ما مدى تأثير هذه الأزمة فيكِ؟
أعيش حياة صعبة من دون شك، أبحث اليوم عن الخيار الآمن حتى أشعر بالطمأنينة. وقد أضطر للغياب أوقاتاً طويلة أحياناً. أصوّر أعمالي في سورية أو في الإمارات ومصر بينما تدرس ابنتي في لبنان. كنت أعيش حياة مستقرّة. حالة الشتات فرضت نفسها عليّ وعلى العائلة السورية. وأشعر بأنني بحاجة إلى من يساعدني في إدارة حياتي الخاصة أكثر من أي وقت مضى، بحيث أنقطع عن منزلي لفترات طويلة.

- ألا تجازفين اليوم بالتصوير داخل سورية؟
قد تكون مجازفة، لكن داخل دمشق الخطر أقل بكثير مقارنة مع المناطق الأخرى. وحين أصبحت في قلب هذا الواقع لم أعد أفكر من هذا المنطلق بل كسائر الذين يدخلون سورية ويخرجون منها يومياً بدافع العمل. وأنا في النهاية ممثلة سورية حتى لو قدمت عملاً في مصر أو الإمارات أو لبنان ربما. التمثيل هو مهنتي، وسورية مكانها وجغرافيتها، واستمرار هذه المهنة في وطني يخصّني وحدي ويتعلّق بي لأنها حياتي.

- هل تدخل ذهب إلى سورية؟
تأتي على الدوام، لكننا نتحرك في المناطق الآمنة طبعاً والبعيدة عن قذائف الهاون التي باتت تتساقط على الشام. أحاول إبعادها عن وسط البلد من دون أن أحرمها من زيارة بيت جدّها. وأظن أنه يجدر بها أن تعلم ما يحصل، ولا يمكن أن تتجاهل الواقع أبداً.

- إلى أي مدى أنت محظوظة بزوج سابق وأب يسهّل أمومتك في ظل الأزمة وتحديات تعترضك كممثلة اليوم؟
نعم، أنا محظوظة في الحقيقة، فنحن أسسنا لمعادلة ناجحة حتى الآن من دون تكلفة وحسابات وتعقيدات. وعملياً، في حياتي أب جيد جيداً لابنتي، وصديق يقف إلى جانبي حين أحتاج إليه.

- إن فكرت بالارتباط مجدداً، هل تخطر ذهب في بالك فوراً؟
نعم، لكنني لا أفكر باحتمال واحد، فقد يكون ارتباطي لمصلحتها أو غير منصف لها. فهذا يتعلق بالشخص الذي سأختاره. لكن لكونه لا يوجد أحد في حياتي الآن، أقول بأنني سأعبر الجسر حين أصل إليه.

- في المقابل، هل يمكن أن يستفزك زواج سيف إن وجد شريكة حياة طيبة لن تسرقه من أبوّته؟
لا أعرف، وإن أردت أن أكون صادقة مع نفسي... هذه الحالات تؤثر في الطرف الثاني، سواء كنت أنا من سيتزوج أو هو. وتبقى المسألة ظرفية وتتعلق بالشخص الذي سيدخل إلى هذه الحياة. قد تكون امرأة جيدة وتترك أثراً إيجابياً في حياة ابنتي.

- أي أنك لا تعارضين فكرة زواج سيف؟
لا، لمَ أعارض؟ فحياته ملكه مثلما قد أُقدم على الزواج في أي لحظة إن وجدت الرجل المناسب.

- نشعر على الدوام بأن سلافة وسيف سيتزوجان مجدداً وحروف اسميكما منسجمة عموماً...
أسمع هذا الكلام على الدوام، لكنني أرى الأمور بطريقة أخرى.

- هل يمكن الزوجين أن يصبحا صديقين بالفعل؟
نعم، هذا ممكن إذا قررا لحظة الانفصال أن يحافظا على مسافة كافية من الاحترام.

- تكلمنا عن المقاعد الدراسية، كنت تذكرين نفسك كطالبة سورية...
أول ما يخطر في بالي استيائي من الذهاب إلى المدرسة في الطقس الماطر. كانت جدران المدرسة كئيبة للغاية باللون الرمادي الفاتح، لم أكن أحبها، خصوصاً مع إنارة الشتاء الخفيفة. أذكر مدفأة المازوت ودخانها. أحب الذكريات المرتبطة بأصدقاء الطفولة والحالة التنافسية بيننا كتلاميذ.

- هل كنتِ تلميذة مجتهدة؟
لطالما كنت وما زلت مزاجية في التعاطي مع أي موقف في هذه الحياة. أنا مجتهدة حين أقرر أن أكون كذلك، وكنت أملك القدرة على تسيير أموري منذ الصغر. كنت أنال علامة كاملة في الرياضيات، بينما أحصل على ربع العلامة لاحقاً لأنني لم أكن أرغب في بذل أي جهد.

- ما أثر هذه المزاجية فيك كممثلة؟
أتحكم بها بنتيجة طبيعة المهنة وقساوة ظروفها. لكنها ما زالت موجودة وهي ليست لمصلحتي أحياناً. وعموماً أسيطر على مزاجي أكثر كلما كبرت. 

- جمعتكِ مقاعد الدراسة بباسل خياط وقصي خولي...
نعم في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعشت خلال هذه المرحلة أجمل 4 سنوات في حياتي التي شهدت التزامي الأكبر، خصوصاً أنني كنت أستمتع بما أتعلمه وأكتشفه بنفسي. قرأنا كثيراً وشاهدنا أفلاماً كثيرة وأدينا أدوراً كثيرة وأختبرنا الكثير من التجارب مع بعضنا بعضاً.

- كيف تقيّمين دخولهما إلى مصر؟
لم أدخل قبلهما إلى مصر، باسل سبقني وقصي كان ليفعل في أي وقت. وأجد أن ثمة دراما جيدة تقدم في مصر وهي فرصة أو مساحة للتجريب... أرجو أن يستفيدا منها.

- ما هو سر الممثل السوري؟
لدينا نسبة كبيرة من الممثلين الأكاديميين، والأكاديمية في سورية كانت معروفة بأنها من أهم الأكاديميات لتعليم التمثيل في الوطن العربي. ثانياً، حتى من هم غير أكاديميين... الممثل السوري هو ابن الحياة. هو فعلاً ابن الحياة ويؤدي دوره من مخزونه الحقيقي كإنسان فيتميز بحالة من العمق في التعاطي مع الشخصية. وهذا ينسحب على مجمل الحالة الدرامية في سورية من النص المستخرج من الواقع والمجتمع والمرأة السورية. ونحن ميالون إلى المدرسة الواقعية. حتى النجوم غير الأكاديميين لدينا مثل سلوم حداد أو بسام كوسا... هم جامعيون وتعبوا على أنفسهم معرفياً. يجد الممثل السوري نفسه ضمن حالة درامية ويضطر إلى تطوير نفسه حتى يتميّز ويحافظ على موقع ثابت.

- هل تخافين من أن تفقد الدراما السورية نكهتها مع تعزّز مكانة الدراما العربية ضمن العمل الواحد، خصوصاً أن نجمات الصف الأول يفضلن الإطلالة عبر التركيبة الثانية؟
نعم، بالتأكيد. وأجد أن الظروف تلعب دورها في هذا الواقع. فنحن نمر في فترة حرب ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك في إيقاع حياتنا وأدوارنا كممثلين. لكننا مستمرون.

- هل تفضلين تيم حسن في «أسعد الوراق» إخراج رشا شربتجي أم في «الملك فاروق» إخراج حاتم علي؟
لن أجيب.

- هل يملك الممثل خياراً حقيقياً في الدور الذي يؤديه اليوم؟
لا، ما من ممثل سوري يملك هذا الخيار اليوم. وهي مرحلة أو فترة استثنائية في حياة الممثل السوري. كلنا نتلقى أدواراً لا ترضينا بتفاصيلها أو قد لا ترضينا بشكل كامل أو خيارات لا تشبهنا حتى. نعيش حقبة عشوائية وفوضوية وغير قابلة للتقييم.

- لا غبار على أداء الممثل السوري، لكن كممثل حقيقي هل هو يبحث عن مصدر دخل أكثر من فرصة فنية اليوم؟
نعم.

- لماذا نجحت الممثلة اللبنانية أو التونسية في أن تكون أكثر تواجداً في مصر من الممثلة السورية؟
لدى الممثلة السورية البديل. فالدراما السورية حاضرة عربياً. لم نشعر بأننا بحاجة إلى الانتشار خارج سورية. وبالتأكيد مصر منبر مهم لأي فنان، لكن الممثلة السورية كانت تحصل على نجوميتها عربياً في الدراما السورية، بينما الدراما اللبنانية ليست حاضرة عربياً وما من دراما تلفزيونية في تونس. وبالنسبة إلى اللبنانية أو التونسية، فرصة التمثيل في مصر خطوة أهم مقارنة بالسورية، وهي بحاجة أكثر إلى التمثيل في مصر كما كانت بحاجة إلى الدراما السورية من قبل. ثمة العديد من الأسماء اللبنانية التي انتشرت عربياً من خلال الدراما السورية. وإن أردنا الحديث عن حالة الممثلة التونسية في مصر فهي بمبادرة أصلاً وهما حالتان هند صبري ودرّة وانضم إليهما ظافر العابدين لاحقاً. هي حالات فردية في النهاية.

- نشرت صورة لك وليوسف الخال في كواليس «خاتون»، لمَ لا يحقق الممثل اللبناني المكانة ذاتها في الدراما العربية مقارنة مع النجمة اللبنانية بدءاً بصباح وانتهاء بسيرين عبدالنور وهيفاء وهبي...؟
لا أملك إجابة... لكنني ألاحظ هذا الأمر وهذه حقيقة.

- كيف تقسّمين حياتك الفنية، وأين بدأت نقطة التحوّل في مشوارك؟
بعد مسلسل «زمن العار» وأديت من بعده «ما ملكت أيمانكم»... حصد الأول نسب مشاهدة عالية جداً عربياً. 

- آخر مسلسل مصور عرض لك هو «العراب»، أي إضافة شكّل لك كممثلة؟
لم يشكل أي إضافة. مجرد مسلسل قمت فيه بواجبي كممثلة. وهو ينتمي إلى الحقبة التي تكلمت عنها سابقاً. «شغل»!

- من هو المخرج السوري الذي يمثل الدراما السورية بالنسبة إليكِ؟
هم كثر، الليث حجو وحاتم علي ورشا شربتجي والمثنى صبح...

- كيف تتطلعين إلى تجربة مسلسل «قلم حمرا» التي لم تأخذ حقها؟
يكفي أنني حققتُ ما أريده في هذا المسلسل، ورغم أن الحظ لم يحالفه، لكنه حصد نسبة مشاهدة عالية على موقع Youtube.

- هل أشبع ظهورك في «بنت الشهبندر» طموحك كنجمة درامية أولى تألقت في «الخواجة عبدالقادر»؟
إجابتي ستشبه ما قلته سابقاً. نعيش حقبة فنية غير قابلة للتقييم كممثلين سوريين. 

- هل يستفزك توجه المخرج السوري إلى الممثلة غير السورية كبطلة لأعماله؟
هذا ليس توجه المخرج بل المحطات. والمخرج السوري جزء من التركيبة المفروضة علينا كفنانين وسط حصار الخيارات.

- تبكين في أحد مشاهدك في مسلسل «خاتون» حين تؤدين دور «نعمت»، كيف تنجحين في ذرف الدموع... هل تفكرين بالحالة أم تتذكرين مواقف حزينة؟
هذا عملي ومتعلق بتقنيتي كممثلة والربط بين الحس والذاكرة الانفعالية وما أتناوله في المشهد نفسه. لست هاوية وألعب في المنزل وأجد سهولة في البكاء بمجرد أن أتذكر ما يحزنني. أنا محترفة وأكاديمية.

- في هذا المسلسل تلتقين بكاريس بشار وكندة حنا...
أجمل ما في هذا المسلسل أننا نستمتع بأوقاتنا خلال التصوير. نحن مجموعة لطيفة ومتجانسة للغاية، إضافة إلى ندين تحسين بيك وضحى الدبس وشكران مرتجى...

- أين ندين تحسين بيك من أدوار البطولة بعد 10 سنوات على تألقها في «الحور العين»؟
يندرج واقع ندين تحت الواقع نفسه الذي يمر به الممثل السوري في ظل الأزمة.

- ما مدى ارتباطك بهذه المقولة «الممثلات اللبنانيات شكل جميل فقط»؟
لن أتكلم عن هذا الموضوع في الصحافة المكتوبة بل التلفزيونية. 

- وكأنك تشككين في صدقيتي كصحافية؟
لا، لكنني اتخذت هذا القرار قبل هذا اللقاء. أود التعبير بصوتي عن هذا الموضوع. لم أعد أرغب في تقديم تبرير لمن لديه قصور في التعاطي مع المهنية.

- ستلتقين مجدداً مع باسم ياخور في «خاتون»، كيف تستعيدين الثنائي الذي شكلته معه في «جميل وهناء»؟
كنت متخرجة حديثاً في المعهد. وكان دخولي إلى العمل لإنقاذ موقف نتيجة خلاف مع ممثلة العمل الأساسية. لم يكن يعرفني المشاهد إلا من خلال «كان يا ما كان». وكانت مشاركتي بطلب من أيمن زيدان. لم يكن عملاً من اختياري أبداً، لكن في بداية حياة أي ممثل قد يمر في مواقف مماثلة وهو يبحث عن الانتشار. أما عن لقائي الثاني مع باسم فلم تجمعني أي مشاهد معه. وعن ثنائيتنا السابقة، كنا نتسلى كثيراً ونعاني من فرق الطول بيني وبينه خلال التصوير.

- هل فقدت الدراما السورية نجمة بحجم نورمان أسعد؟
نعم، فهي كانت تملك طاقة حيوية كممثلة، وكنا لنستفيد من حضورها أكثر لفترة أطول. 

- أي مرحلة نجومية تعيشين اليوم؟
لدي طموح كبير. لا يمكنني التعاطى مع مهنتي كحالة وأقول بأنني أحلم بأداء سيرة ذاتية معينة مثلاً.

- أي نجمة سورية عفوية تضحكك اليوم؟
شكران مرتجى! هي من الصديقات اللواتي أغيب عنهن وحين ألتقي بهن أشعر بأنني كنت بصحبتهن البارحة. 

- يتناول مسلسل «امرأة كالقمر» ضمن خماسية «أهل الغرام» موضوع الزواج المدبّر...
نعم، تبدأ حكاية المسلسل بمسألة الزواج المدبّر، لكنه يعالج قصة «زينة» المرأة المطلقة التي شارفت على الأربعين ولديها طفل، والمستقلة الناجحة مهنياً، ومدى الحماية التي تفرضها على حياتها من خلال جدران بنتها حتى تبقى صامدة وتعيش مع ابنها بسلام. يصادفها الحب فجأة، لكن المجتمع لا يرحمها، وبكل بساطة يقال بأنها كانت تعيش وحيدة طوال خمس سنوات ولا يمكن تقييم سلوكها. نتناول في هذا العمل نظرة المجتمع الذكوري إلى الأم العزباء وما تتعرض له وكيف يحاكمها حتى المقربون منها. 

- تعتبرين أماً عزباء اليوم، ما الذي يمنحك القوة وسط المجتمع العربي؟
ابنتي وحاجتها إليّ ورغبتي في الحياة، إلى جانب طموحاتي الشخصية... لكنها ذهب بشكل أساسي.

- من اختار اسم ذهب؟
والدها، بينما كنت أرغب في تسميتها شمس. لكنني أحببت اسم ذهب أكثر لاحقاً.

- لمَ كان الزواج المدبّر أكثر نجاحاً في السابق برأيك؟
ربما كان مدروساً لوجستياً أكثر فكان الأهل يبحثون عن عروس متكافئة مادياً وثقافياً مع ابنهم فتصبح متطلبات الحياة عقلانية ومدروسة أكثر... لكنه يبقى كلاماً نظرياً لم يعد يصلح لهذا الزمن. فقد اختلف شكل الحياة عن السابق حيث كانت المرأة أبسط من الرجل.

- ما هو سر نجاح الزواج اليوم؟
لا أعرف، لا أريد أن أكون متشائمة لكنني لا أرى زواجاً ناجحاً اليوم.
- سأتزوج بعد 10 أيام!
تزوجي وانجبي طفلاً... لكنني لا أجد أن مؤسسة الزواج ليست سهلة اليوم، والاستمرار فيها ضمن تحديات الحياة الحديثة يحتاج إلى الكثير من التوافق من الطرفين والأولويات والرغبة في الاستمرار. بينما كانت المشاعر أبسط في الماضي وهي مخيفة ومعقدة الآن.

- هل أنت امرأة متطلبة؟
نعم، بالتأكيد. أنا بحاجة إلى رجل حقيقي يحتويني كامرأة ويستوعب لحظاتي الصعبة في الحياة ويحب مشاركتي في التفاصيل. ليتني أجد هذا الرجل فهو غير موجود.

- ما هو تعريفك للأم المثالية؟
الأم المثالية هي المرأة السعيدة لأنها ستملك بذلك القدرة على إسعاد أطفالها، من تستطيع ممارسة الأنا وواجباتها كأم في الوقت نفسه. وهذا ليس سهلاً،  فالمرأة المعاصرة في صراع مستمر مع الأنا وأمومتها. وأنا أعيش هذا الصراع كأي أم بين إحساسي بالذنب حين أمارس الأنا وإحساسي الجميل حين أغوص في أعماق أمومتي.

- ماذا عن الأب المثالي...
الأمر نفسه، فالمرأة والرجل يؤديان الأدوار نفسها اليوم. لم يعد هناك محض امرأة. باتت نصف رجل ونصف امرأة. تمارس مهامه وتصرف مثله ولديها دخل وتحديات في الحياة. لا أشعر بالفرق بينهما.

- هل يمكن أن يصبح الأب نصف رجل ونصف امرأة أيضاً في دوره الأبوي؟
في المفهوم الشرقي للأبوة يتعاطى الرجل مع طفله بمساحة محدودة لأن الاعتناء به من مهام المرأة. بينما الرجل دوره أن يعمل خارج المنزل. والأب المثالي يستطيع اليوم أن يعيش مشاعره الحقيقية مع أولاده، لا أن يكون رب العائلة مادياً.

- قلت بأن والدك كان يحب أن يعدّ لك الفطور صباحاً، ماذا عن الأم التي تستقيل من مهامها وتلقيها على عاتق الأب؟
قد تسمح طبيعة عمل الرجل بأن يعتني بأطفاله أكثر من الأم المرتبطة بالتزامات مهنية. الأم هي أم وتواصلها مع الطفل يبقى مختلفاً عن الأب، ولا يمكن أحداً أن يحل مكانها حتى لو كان الأب. ففي النهاية علاقة الأم بالطفل مختلفة. والله خلق الحياة منهما وهما يستطيعان أن يقدما رعاية مختلفة لطفلهما.

- هل تذكرين اهتمامك بذهب حين ولدت؟
كأي أم، اهتممت بذهب كثيراً حين ولدت. لقد تجرأت وقلت كأي أم ولا أعرف إن كان هذا ما تفعله كل الأمهات. كنت أتابع تفاصيلها في المنزل حين أكون في التصوير وتكون هي مع والدتي.

- نشرت صورة لطفلة سورية في برنامج the Voice Kids، هل كنت لتشجعي ذهب على تجربة مماثلة لو أنها تملك موهبة الغناء؟
لمَ لا؟ أخاف أن أقحمها في مساحتي الفنية، لكن حين تكون لديها رغبة جامحة في دخول مجال الفن فلن أمانع وسأشجعها أمام الفرصة المناسبة. وأجد أنها تجربة صعبة لطفل أمام الجمهور وتحت ضغط التصويت والاستبعاد. هذا الشعور ليس سهلاً على الأهل والطفل على حد سواء.

- هل تدرسين استقلاليتك كامرأة انطلاقاً من كونك أماً لطفلة؟
بالتأكيد فأنا لست امرأة مستقلة تماماً، وكياني مرتبط بابنتي إلى الأبد. مساحة استقلاليتي مدروسة.

- ما مدى تدخلك في حياة سيف اليوم؟
أشاركه في بعض الأفكار حين يطلب رأيي، وهذا يعود إلى ما يحب أن يشاطرني إياه.

- أي امرأة قوية أنت اليوم؟
لدي إيمان بالإنسان لأنه يمتلك طاقة قوية للغاية. يمر بلحظات ضعف وينهض مجدداً. والمرأة إنسان ولديها قوة كامنة في داخلها وتستطيع إظهارها حين تقرر وتملك الإرادة لذلك.
- هل الابنة هي صديقة والدتها دوماً؟
لا، يُقال بأن «الابنة هي ضرّة والدتها». بينما علاقتي بوالدتي كانت جيدة وكانت بيت سرّي في عمر المراهقة. وبت اليوم أُبعد عنها الهم والقلق ولا أخبرها كل ما يحدث معي. من واجبي أن أريحها.

- سيمرّ عليها يوم الأم هذا العام بعيداً من شريك حياتها ورفيق دربها...
هذه سنّة الحياة وستستمر ونحن موجودون حولها.


أسماء في حياتي

• رفيق سبيعي...
معلّم وجدّ ذهب. هو معلّم للآخرين في الحياة على المستويين المهني والإنساني.

• «قلم حمرا»...
مشاعر مختلفة، أتذكر موسيقى المسلسل على الدوام. هو عمل لزمن آخر.

• ذهب...
حياتي كلّها.

• سيف
صديق وشريك في الحياة لمرحلة وسيظل، بإطار آخر، لأن ذهب ستجمعنا دوماً.

CREDITS

تصوير : شربل بو منصور

شعر: صالون جو رعد

مكياج : بول قسطنطين

شكر خاص : Timav Nour Islam