مطربو الأغنية الواحدة ظهور مدوٍّ واختفاء غريب

ميشال زريق - بيروت القاهرة (لها) 15 يوليو 2018

أصبح الفنان المصري «أبو» واحداً من أهم الفنانين في الساحة الغنائية خلال الفترة الماضية، بعد أن حققت أغنيته «3 دقات» التي قدمها مع الفنانة الكبيرة يسرا، نجاحاً منقطع النظير، ورغم أنه يمتلك عبر مشواره عدداً من الأغنيات، إلا أن تلك الأغنية هي الوحيدة التي حققت نجاحاً لم يكن يتوقعه أحد. 


5 ملايين لـ«لولاكي»

طوال العقود الثلاثة الماضية، شهدت الأغنية العربية هذا الأمر مرات عدة، فهناك مطربون أصبحوا نجوماً من خلال أغنية واحدة؛ ومن بعدها اختفوا، ولم يستطيعوا تقديم أغنيات ناجحة مرة أخرى، يتصدّر تلك القائمة، الفنان المصري علي حميدة، الذي جاء من الواحات المصرية، وقدّم أغنية «لولاكي»، التي لا تزال الى اليوم صاحبة أعلى مبيعات في تاريخ الأغنية العربية، حيث قدِّر عدد مبيعات الألبوم الذي تضمن الأغنية بحوالى 5 ملايين نسخة، بل وصل الأمر إلى أن محلات الكاسيت في ذلك الوقت كانت ترفض بيع أكثر من 5 أشرطة للفرد الواحد، لئلا تتم قرصنة الألبوم ويُباع في السوق السوداء؛ بسبب النجاح الباهر الذي حققته الأغنية.

ورغم أن حميدة استغل الأغنية وقدمها في فيديو كليب وفيلم سينمائي تولّى بطولته، وحمل الاسم نفسه، إلا أن أياً من أعماله الفنية في ما بعد لم يحقق النجاح نفسه، واختفى مع الزمن.

العمل الشعبي في التسعينيات

وعلى المنوال نفسه، سار الفنان المصري الشعبي حمدي باتشان، الذي قدم أغنية «الأساتوك ده»، والتي ذاع صيتها في تسعينيات القرن الماضي، وظلت واحدة من أهم الأغنيات الشعبية، والتي بسببها أصبح حمدي من أهم المطربين الذين يحيون الأفراح في القاهرة، لكنه من بعدها لم يعد قادراً على تقديم أغنيات جديدة، واختفى إلى أن ظهر نجله أحمد، خلال السنوات الماضية.

وهناك أيضاً الموسيقار إسماعيل البلبيسي، الذي قدم أغنية «الغربة»، أو التي عرفت بـ«أنا من البداية يا غربة بتحمل»، والتي ظلت واحدة من أهم الأغنيات الحزينة التي طرحت طوال الثلاثين عاماً الماضية، لدرجة أن الجمهور أطلق شائعة عن انتحار مطربها بعد طرحها، إذ ابتعد إسماعيل بعد نجاح الأغنية عن الغناء وتفرّغ لعمله الأكاديمي كأستاذ في معهد الكونسرفتوار، وحصل على درجة الدكتوراه من كلية التربية الموسيقية.

بين «أبو الليف» و«ناديت»

وفي السنوات الأخيرة، ظهر على الساحة الفنان نادر أبو الليف، الذي حقق نجاحاً مدوياً بأغنيته «كينغ كونغ»، وحقق ألبومه مبيعات خيالية؛ في وقت كانت السوق الغنائية تعاني كساداً، لكنه منذ ذلك الوقت لم يستطع تقديم أي أغنية أخرى يحقق بها النجاح نفسه.

وعلى الصعيد الخليجي، الفنان السعودي عباس إبراهيم، الذي قدم أغنية «ناديت»، حينها لم يكن قد أكمل عامه العشرين بعد، وذاع صيت الأغنية خلال عام 2003، وأصبحت الأغنية الأولى على امتداد الوطن العربي، ورغم أن عباس ما زال يستكمل مشواره الغنائي، إلا أنه لم يقدم أي أغنية قوية أو ذائعة الصيت مثل «ناديت».

مذيعات وتجارب يتيمة

الممثلة مريم حسين، والتي عُرِفَت بإثارتها للجدل في التمثيل، سبق لها وقدّمت أغنية حملت عنوان «من شفته» من كلمات وألحان يوسف العماني، ولا تزال الأغنية متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقدّمتها في إحدى المرّات ضمن حفل زفاف حلّت عليه ضيفة شرف.

الإعلامية ومقدّمة البرامج اللبنانية كارلا يونس والتي تعرّف إليها الجمهور من خلال برامج شاشة «روتانا»، قدّمت أيضاً أغنية واحدة بعنوان «قمر الليالي» من كلمات خالد تاج الدين وألحان عمرو مصطفى، وحصل الفيديو كليب على جائزة تكريمية كأفضل فيديو كليب مطلع العام 2000.

إلى برامج الهواة، مع المواهب التي طرحت أغنية واحدة في مسيرتها، حيث أطلقت نسرين جبران خرّيجة «ستار أكاديمي» أغنية بعنوان «مخطوبة» ودويتو مع فنان يُدعى رياض العمر واختفت بعدها عن الساحة الفنية، كذلك زميلتها الفنانة ميرا مخايل من الموسم نفس قدّمت أغنية من إنتاج إيلي ديب، طليق النجمة نوال الزغبي، واعتزلت الغناء.