قرار تاريخي يتوّج حقوق المرأة الملك سلمان يأمر بإصدار رخص قيادة السيارات للمرأة في السعودية

07 أكتوبر 2017

صدر في السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر قرار تاريخي في المملكة العربية السعودية، سمح بموجبه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإصدار رخص قيادة السيارات للنساء السعوديات.


وصدر الأمر السامي باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة للذكور والإناث على حد سواء، على أن يُطبّق اعتباراً من 10/10/ 1439هـ .

وجاء حرفيّاً القرار:
«نشير إلى ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيات المتوخّاة من السماح لها بذلك، مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها. كما نشير إلى ما رآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة، وأن مرئيات من تحفّظ عليه تنصب على اعتبارات تتعلق بسد الذرائع المحتملة التي لا تصل الى يقين ولا غلبة ظن، وأنهم لا يرون مانعاً من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة لتلافي تلك الذرائع ولو كانت في نطاق الاحتمال المشكوك فيه. ولكون الدولة هي - بعون الله - حارسة القيم الشرعية، فإنها تعتبر المحافظة عليها ورعايتها في قائمة أولوياتها، سواء في هذا الأمر أو غيره، ولن تتوانى في اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على أمن المجتمع وسلامته. لذا؛ اعتمدوا تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية - بما فيها إصدار رخص القيادة - على الذكور والإناث على حد سواء، وأن تُشكّل لجنة على مستوى عالٍ من وزارات: (الداخلية، المالية، العمل والتنمية الاجتماعية)؛ لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك، وعلى اللجنة الرفع بتوصياتها خلال ثلاثين يوماً من تاريخه، ويكون التنفيذ - إن شاء الله - اعتباراً من 10 / 10 / 1439 هـ ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة، وإكمال ما يلزم بموجبه».
وما هذا القرار إلا تأكيد على اهتمام القيادة الرشيدة بتعزيز دور المرأة ومشاركتها في مختلف مناحي الحياة، وتتويج مستحقّ لحقوقها.

تفاعل عبر مواقع التواصل الإجتماعي
فور إعلان القرار وانتشاره عبر مواقع التواصل الإجتماعي، خرجت ناشطات ورائدات في المجتمع السعودي إلى جانب مجموعة من الوجوه الإعلامية بتغريدات وآراء مرحّبة بقرار خادم الحرمين الشريفين، مرفقين إياها بوسم «#الملك_سلمان_ينتصر_لقيادة_المرأة» الذي دخل قائمة أكثر المواضيع تداولاً عالميّاً.

الإعلامية والناشطة السعودية منال الشريف، والتي كانت أوّل من طالب بحق قيادة المرأة منذ سنوات، وبالتزامن مع إعلان القرار، نشرت صوراً من غلاف كتابها الجديد «القيادة نحو الحرية» باللغتين العربية والإنكليزيّة، واعتذرت عن الردّ على أي إتصال لتعلّق على الموضوع وردّت بتغريدة قائلةً: «أعتذر عن الرد على اتصالات الجميع... أدمعت عيناي وأنا أتحدّث إلى ولديّ... قريباً سنجتمع معاً تحت سماء السعودية».

الشاعرة والأكاديمية فوزية أبو خالد قالت: «مبروك لكلّ من ساند وقاوم ومن صمت... مبروك للوطن ونحو مزيد من الشراكة».

الإعلامية لجين عمران غرّدت قائلة: «قالها محمد بن سلمان إذا كان الشعب السعودي مقتنع بالتغيير فعنان السماء هو الحد الأقصى للطموحات وهذه بداية الغيث».

الدكتورة لطيفة الشعلان عضو مجلس الشورى السعودي، والتي أطلّت في حديثٍ عبر قناة العربية عقب إعلان القرار بكت تأثراً، وكشفت أنّ هذا القرار هو لحظة تاريخية لم تستطع التعبير عن سعادتها وفرحتها بهذه الخطوة، ووصفت يوم السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر باليوم التاريخي، وقد سجّل الملك سلمان إنتصاراً لقضايا حقوق الإنسان.

وقالت الناشطة عزيزة اليوسف: «هذا التطور يشير إلى تغيير في حقوق المرأة... نهنئ الأمة ونساءها ونأمل بحل جميع المشاكل الأخرى العالقة».

الإعلامية ميساء العامودي التي كانت أيضاً أول من دعم قضية قيادة السيارة في السعودية، كتبت: «الجهود كانت جماعية وقائمة اسماء السيدات والرجال طويلة جداً،شكراً لكل من يؤمن بحقه وحق غيره ويسعى لنيله والقادم افضل باذن الله»، فيما إكتفت الناشطة لجين الهذلول والتي أيضاً كانت أول الداعمات للقضية بالتعليق قائلةً: «الحمدلله».

أمّا الإعلامية بدرية البشر فقالت: «شكراً للمهنئين والمهنئات الرائعين والرائعات كلنا نستحق هذا اليوم .. ألف مبروك للجميع... نريد ما أردت ياسمو المجد... التركيز على تطوير مجتمعنا وتطوير أنفسنا كأفراد وأسر وفي الوقت نفسه الحفاظ على ديننا وتقاليدنا العربية».