الأبناء واللياقات الاجتماعية

04 نوفمبر 2017

تعليم الطفل قواعد السلوك الحسن (البروتوكول) هو أحد أهم التقاليد الاجتماعية التي ينقلها الأهل إليه. ويتطلب الأمر فترة طويلة حتى يتمكن الطفل من استيعاب هذه القواعد وممارستها تلقائياً. وهناك أمور يجب التركيز عليها:

العبارات الجميلة. فالطفل يتعلم اللغة من خلال ذويه، ويتماهى بهم، فهو عندما يسمع والديه يتبادلان الأحاديث اللائقة والعبارات المهذبة كعبارة «لو سمحت» أو «شكرًا» وغيرها من العبارات اللبقة فإنه حتمًا سيتصرف على النحو نفسه.
وعندما تشعر الأم بأن طفلها قد أهمل هذا الأمر وعن غير قصد، عليها تذكيره كأن تقول له مثلاً هل شكرت جدّتك؟ فالطفل في حاجة دائمة إلى المتابعة، خصوصًا في ما يتعلق بقواعد السلوك.

برتوكول الهاتف. تعليم الطفل استخدام الهاتف أمر ضروري، ولكن الأهم هو تعليمه أصول الرد على الهاتف وكتابة الملاحظات وتلقّي الرسائل المهمة من الشخص المتصل.
كأن يرد على الهاتف بهذه الطريقة مثلاَ «مرحبا، هنا منزل عائلة فلان، والدتي ليست هنا. هل تريد أن تترك رسالة لها؟».
وأنه لا ينبغي له أن ينادي والده أو والدته بصوت عالٍ والسماعة في يده، بل عليه أن يقول للمتصل «لحظة لو سمحت»، ومن ثم الذهاب إليهما وإخبارهما عن الشخص المتصل. إضافة إلى ذلك، يجب تعليمه كيفية طلب التحدث مع شخص ما، وهي إلقاء التحية أولاَ، ثم التعريف عن نفسه فالسؤال عن الشخص الذي يريد التحدث معه.

بروتوكول المائدة. تجد الأم صعوبة في تعليم طفلها بروتوكول المائدة، فقد اعتاد تناول الوجبات السريعة التي لا تتطلب منه الجلوس إلى المائدة، واستعمال الفوطة، واستخدام الشوكة والسكين، أو عدم التحدث أثناء مضغ الطعام.
إلا أنه يمكن الأم تعليم طفلها بروتوكول المائدة من طريق تحضيرها عشاءً مميزًا يُشعره بمتعة القيام بهذه الأمور.

الثناء عليه عند قيامه بسلوك مهذب، ما يشجعه على تكرار ذلك، وألا تتوقع الكمال في كل ما يقوم به، فلا تحرجه عند قيامه بسلوك غير سوي، مثل نهره عندما يتكلم أثناء مضغه الطعام، بل يمكنها أن تقول له «يمكنك التحدث بعد أن تبلع طعامك».


لا يخلو تطبيق هذه القواعد من الصعاب، فالطفل يتأثر بأترابه، خصوصًا عند دخوله المدرسة وبناء علاقات صداقة مع أتراب له من بيئات اجتماعية تختلف في العادات والتقاليد.
لذا، من المستحسن أن تبدأ الأم تعليم طفلها قواعد السلوك السليمة قبل دخوله المدرسة. أمّا إذا كان الابن في عمر المراهقة فهي ستلاحظ رفضه أحيانًا للبروتوكول.
لذا، عليها مناقشة الأمر معه بهدوء وروية مظهرةً أهمية هذا الأمر بالنسبة إليه في المستقبل، خصوصًا على صعيد العلاقات العامة في مجال المهنة التي سيختارها.