لقاح انفلوانزا الخنازير بين الفائدة والضرر

إختبارات, آثار جانبية, أمراض مزمنة, لقاح, إنفلوانزا, مضاعفات الأجهاض, التقارير العلمية, عضلات الساقين, الأسواق, إلتهاب فيروسي, الوقاية من إنفلونزا الخنازير, الوقاية من الإنفلونزا

05 نوفمبر 2009

بعد الوعود التي طال تنفيذها، توافر لقاح أنفلونزا A-H1N1  فحدّ من المخاوف التي ارتبطت بهذا الوباء العالمي. فالسلاح الذي يسمح بمحاربة المرض الذي تحوّل إلى هاجس لدى الناس صار موجوداً. لكن ما أن تبددت الهواجس المرتبطة بالمرض حتى ظهرت مخاوف جديدة تتعلّق باللقاح نفسه. ما حقيقة المضاعفات الناتجة عن اللقاح؟ وما سر ما تعرّض له البعض جرّاء حصولهم على اللقاح؟ الاختصاصية اللبنانية في الأمراض الجرثومية وخبيرة الأوبئة في مستشفى الجامعة الأميركية زينة كنفاني أوضحت أسباب ما يتداول حالياً عن مضاعفات اللقاح وطبيعة المخاوف في هذا الموضوع.

- ما حقيقة ما قيل عن وجود آثار جانبية للقاح A-H1N
تعرّض بعض الأشخاص في كندا للآثار الجانبية الناتجة عن اللقاح مما أثار المخاوف لدى الناس. فقد تسبب اللقاح لدى هؤلاء الأشخاص بحالة Guillain-Barre التي يحصل فيها ضعف في عضلات الساقين. لكن حتى الآن لم تؤكد الأبحاث العلمية والدراسات أن اللقاح هو السبب المباشر لذلك. وصحيح أن هذه الحالة قد تشفى بعد فترة لكنها مسألة خطيرة ولا يمكن الاستهانة بها. قد تكون للقاح مضاعفات لا يمكن الاستهانة بها لكن لا جواب نهائياً حتى الآن حول ما إذا كان اللقاح آمناً أم لا، رغم أن المنشورات العلمية أظهرت أنه آمن.

- طُرح اللقاح في الأسواق رغم عدم خضوعه للاختبارات للمدة المطلوبة نظراً لضيق الوقت والحاجة إليه في أسرع وقت ممكن، ألا تعتبر هذه المسألة خطيرة؟
صحيح أن اللقاح لم يخضع لفترة كافية من الاختبارات نظراً إلى انتشار المرض والحاجة إليه في أسرع وقت ممكن. لذلك حتى الآن نشعر، كأطباء في لبنان، بضياع ولسنا أكيدين ما إذا كان آمناً تماماً. والواقع أننا نجد صعوبة في اتخاذ قرار إعطائه للناس أم لا نظراً إلى الآثار الجانبية التي قد تنتج عنه.

- هل من آثار جانبية أخرى له؟
قد تكون له آثار جانبية أخرى بسيطة مشابهة لتلك التي ترافق الحصول على لقاح الأنفلونزا الموسمية. لكنها لا تسبب إلا انزعاجاً بسيطاً ولا تعتبر خطيرة.

- هل أُثبتت الفاعلية التامة للقاح؟
بحسب الدراسات تعتبر الوقاية الناتجة عن اللقاح جيدة والنتيجة إيجابية. لكن في المقابل نعير الأمان أهمية كبرى ولا يمكن إهمال هذا الجانب وإن كان اللقاح فاعلاً ويحمي من أنفلونونزا A-H1N1 . فبالنسبة لنا كأطباء الإصابة بالتهاب فيروسي كأنفلونزا A-H1N1  قد لا تستأهل تعريض المريض لمضاعفات خطيرة ناتجة عن اللقاح في سبيل الوقاية منه، لأن المضاعفات قد تكون أخطر من المرض نفسه، خصوصاً أن الحالات التي ظهرت في لبنان هي بسيطة حتى الآن.

- ما سبب الإقبال الكثيف على لقاح الأنفلونزا الموسمية وهل يحمي من أنفلونزا A-H1N1 ؟
لا يضمن لقاح الأنفلونزا الموسمية الحماية من أنفلونزا A-H1N1  وليس له تأثير. والمشكلة في نقص التوعية لا لدى الناس فحسب بل لدى الأطباء أيضاً.

- نسمع الكثير من النصائح حالياً عن أن الإصابة بالمرض الآن أفضل من الإصابة به لاحقاً، هل هذا صحيح؟ وهل يمكن أن تقل فاعلية اللقاح مع الوقت؟
لا يمكن أن تقل فاعلية اللقاح إلا إذا تغيّرت تركيبة الفيروس. علماً أن التركيبة يمكن أن تتغيّر، وهذا ما حصل عندما بدأ يصيب الإنسان.